دماء في سبيل الكنيسة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مجدي شندي
ما الذي يمنع بناء كنيسة في بلد أغلب سكانه من المسلمين؟ سؤال فرضته أحداث الأربعاء الماضي في مصر والتي عمدها شاب مسيحي من سوهاج بدمائه بعد مصادمات محزنة مع الأمن إثر تدخل السلطات لمنع بناء كنيسة.
بناء الكنس في بلاد الإسلام أمر مختلف عليه منذ القدم، فقد أجازه الإمام أبو حنيفة النعمان وحرمه غيره من أئمة المذاهب، لكن الزمان اختلف وما كان صالحا من الناحية الفقهية للماضي ليس شرطا أن يناسب الحاضر والمهم في نهاية المطاف لأي سياسة شرعية حكيمة هو أن تقوم على "رعاية مقاصد الشرع، ومصالح الخلق" وهذه القاعدة تفرض علينا أن ننظر بعين أخرى إلى الحالة المصرية.
في مصر ليست هناك حكومة إسلامية والمادة الثانية من الدستور (التي تنص على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع) لا يجري استدعاؤها إلا لإلباس السياسة عباءة الدين، كما أنها مفهومة على النحو الخطأ..
فهي بحد ذاتها تفرض حقوقا لغير المسلم في المساواة والمواطنة وفقاً لقاعدة "لهم ما لنا وعليهم ما علينا". الأمر الثاني أن الوجود القبطي في مصر ليس وجودا طارئا، فالأقباط مكون رئيس من مكونات النسيج الوطني.
وهناك امتزاج تاريخي فريد بين أصحاب الديانتين صنع الشخصية المصرية، وخاض نضالات الوطن ضد الاستعمار طوال التاريخ، وشكل الوعي العام عبر الثقافة والفنون والعلوم، ولم يكن هناك حرج في التمازج عبر أسماء المواليد أو مشاركة الآخر احتفاله بأعياده أو حتى الزواج المختلط، اللهم إلا في السنوات الأخيرة التي طغى فيها الاحتقار السياسي لعامة الشعب بمسلميه وأقباطه بالغا ذروته.
الشيء الثالث أن الأقباط ليسوا أقلية عددية بسيطة فنسبتهم نحو 10 % من السكان وان كانت الكنيسة ترفع تقديرها للعدد إلى 10 ملايين (من بين 80 مليون مصري).
وإذا كانت اغلب بلدان الخليج التي لم يكن فيها مسيحي واحد قبل عشرات السنوات قد سمحت ببناء كنائس استجابة لمتغير اوجد آلاف المقيمين من المسيحيين. فإن الأولى بمصر أن تعيد النظر في العمل بمرسوم الخط الهمايوني الذي أصدره السلطان العثماني عبد المجيد عام 1856، ولا توقف ساعات التاريخ عنده.
ورغم أن الخط الهمايوني وقت صدوره كان يمثل مرسوما إصلاحيا فقبله كان العثمانيون يحرمون على غير المسلمين ركوب الخيل أو السير إلا على يسار الطريق أو لبس عمائم على الرأس أو ارتداء الملابس الملونة (الأسود فقط).
وعدم تسميتهم إلا بأسماء يعرف منها دينهم وإجبار المسيحيين على لبس صليب حديدي كبير على الرقبة، إلا انه وضع الحق في ترخيص بناء وترميم الكنائس في يد السلطان شخصيا..
هذا الفرمان جرى تمصيره في عام 1933 على يد عبد الفتاح يحيى باشا رئيس الوزراء ووضعت عشرة شروط لبناء الكنائس لكنه احتفظ بحق ترخيص البناء والترميم للخديوي ومن ثم انتقلت بعد الثورة إلى رئيس الجمهورية إلى ان نقل الرئيس حسني مبارك للمحافظين حق تراخيص الترميم في عام 1998 واحتفظ لنفسه بسلطة تراخيص البناء.
بناء الكنائس أهم أسباب الاحتقان الطائفي والغريب أن الأجهزة الأمنية والسيادية تعي جيدا أن هناك من يحاول النفخ في هذا الاحتقان ولا شك انه وصلت إلى مسامعها تصريحات رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يادلين والتي قال فيها بالحرف "مصر هي الملعب الأكبر لنشاطات جهازنا..
لقد أحدثنا الاختراقات في أكثر من موقع، ونجحنا في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي في سبيل تعميق حالة الاهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية، لكي يعجز أي نظام يأتي بعد حسني مبارك عن معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي في مصر".
والقاهرة تعرف انه ليست إسرائيل وحدها وإنما هناك قوى كبرى تسعي لتسميم الأجواء.. ومع ذلك تظل مصرة على التعامل مع الأقباط والإخوان باعتبارهما قضية أمنية وليست سياسية.
التعليقات
القصور السياسي
صادق -أشكرك على المعلومة و هى الخاصة بتصريحات المسئول الأسرائيلى، التى ان دلت على شيئ فعلى كم التعمية المفروضة على الرأى العام فى مصر،فالحقيقة أن هذة المعلومة لم تنشر فى مصر فى أى وسيلة اعلام.أما المأساة الحقيقية فهى أن كل المصريين الأن يقعون تحت الأضطهاد أو يجاهرون بالأحساس بة، فكما يجاهر الأقباط بأنهم مضطهدين فاذا فتحت صفحات التعليقات ستفاجأ بأن معظم المسلمين فى مصر يعتقدون أنهم هم المضطهدون ويعددون نواحى اضطهادهم بداية باعتقال الأخوان وليس نهاية بقمع الدولة للشبان الذين يؤدون فرائضهم و مراقبة أنشطتهم سواءا فى الجامعات أو المصالح، هذة المصالح عينها التى يجاهر المسيحيون فيما بينهم أنها تحولت لجوامع و انهم لا يستطيعون الحركة فى اماكن عملهم فى أوقات الصلاةوأنهم يستحيل ان يسمح لهم بالتصعد و الترقى فى وظائفهم لمناصب قيادية.الخ.. اذن هناك قدر كبير من التشتت و الفوضى فى المواضيع الحساسة فى مصر عموما، مما يشير الى أمر واحد و هو القصور السياسى، فالسياسة هى بروتوكول التعامل مع المواضيع بصورة عامة تعتمد على الرؤية الطبوغرافية للساحة،وتوظيف هذة الرؤية لمصلحة المجتمع، و بما أن الحاصل هو عكس ذلك فليس هناك الا احتمالين، أولهما أن الفهم السياسي الشامل موجود وفى هذة الحالة فان ما يحدث فى مصر من فرقة وتناحر هو أمر مقصود و مدبر، و الأحتمال الثانى هو أنة لا يوجد ذكاء سياسي كافى لأن يشمل كل العناصر و يوحدها معا لمصلحة مصر.
دماء المسيحيين
صوت الحق -دم الانسان غالي عند خالقه وهاهو يسفك ويسال لاتفه الاسباب وكلمة الحق يجب ان تقال هذه هي نتيجة التعاليم الفاسده من شيوخ الظلام الذين يبثون سمومهم كل يوم ومن عجز الدوله وانحيازها لدين الحق والذي افرز خير امة اخرجت للناس.
اصل النصارى
أحمد المصري -من عنده الدليل على أن المسيحيين المصريين هم سكان مصر الأصليين وأن المسلمين هم العرب القادمون من الجزيرة العربية.. أليس الاسم القديم لهم الذي عرفناه وعرفه أباؤنا وأجدادنا هو "الخواجات".. ماذا يعني "الخواجة" في قاموس عاميتنا المصرية؟! الدراسات التاريخية تؤكد أن السكان الحاليين من المسيحيين ليسوا أحفاد الفراعنة، فهم نتاج هجرات بشرية متتالية بعد الفتح الإسلامي لمصر بعد أن نشر فيها العدل والمساواة وانقذ مسيحييها الذين دخلوا في الإسلام أفواجا وتحولوا كلهم إليه بعد قرنين فقط، أما هؤلاء المسيحيون الموجودون حتى اليوم والذين يعيشون في أمان وتتوفر لهم كل حقوقهم الدينية والإجتماعية والسياسية فهم هجرات يونانية وأرمنية وغيرها جاءت عقب حقب تاريخية مختلفة حمل لها المصريون الذين أصبحوا كلهم مسلمون الود والاحترام كجاليات تجارية اقتصادية ووهبوها اسم "الخواجات" الباقي حتى الآن وهو مسمى يميزهم ولا ينال منهم أو يحقر من شأنهم. فقد كانوا دائما يعيشون في جيتوهات منغلقة.. ولهم أيضا سحنتهم المختلفة.. يهتمون بتجارتهم واقتصادياتهم التي انتشرت بطول مصر وعرضها وأشهرها محلات بيع الخمور، والنجارة، والخياطة، ولم يكن لهم يوما اهتمام بالسياسة أو الانتخابات..
thank you
abn masr -thank you
to number 3
abn masr -you are wrong, go and read the history