الصحافة الإسرائيلية: "ويكيليكس" مفيدة لإسرائيل... ونتنياهو يواجه المهاجرين الأفارقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تل ابيب
تسريبات ويكيليكس الجديدة وسياسة نتنياهو بخصوص الهجرة غير الشرعية، والتعاطي الإعلامي مع أشغال المؤتمر الخامس للمجلس الثوري لـ"فتح" ... موضوعات من بين أخرى نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الإسرائيلية.
"العالم يفكر مثلنا"
تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" يوم الاثنين عموداً للصحفي الإسرائيلي سيفر بلوكر، اعتبر فيه أن التسريب الضخم لوثائق دبلوماسية أميركية من قبل موقع "ويكيليكس" يوم الأحد الماضي يقدم صورة واضحة لا لبس فيها مؤداها أن العالم بأسره، وليس إسرائيل فقط، يخشى "التهديد النووي الإيراني"، زاعماً بأن برنامج إيران النووي "لا يثير مخاوف إسرائيل فحسب، وإنما يجعل كل زعماء العالم يفقدون القدرة على النوم ليلاً". ونفى "بلوكر" أن تكون التسريبات قد ألحقت ضرراً بسياسة أميركا الخارجية، باستثناء بعض القصص المروية على ألسنة دبلوماسيين صغار، كما يقول، مضيفاً أن التسريبات تعزز الرسالة القوية للإدارتين الأميركيتين، التي اتضح أنها مشابهة إلى حد كبير للرسالة الرئيسية التي تنقلها الحكومات الإسرائيلية، كما يزعم - وهي أن إيران هي "التهديد الواضح والفوري والأكبر"، الذي يحدق باستقرار العالم.
واعتبر "بلوكر" أن تسريبات ويكيليكس "لم تأت بعنصر واحد يلقي بضوء سلبي على إسرائيل"، بل إنه يرى أن الموقع أسدى خدمة كبيرة لإسرائيل على اعتبار أنه أوضح للجميع أن العالم أجمع يتقاسم معها بواعث قلقها إذ قال: "من غير المؤكد ما إن كانت سياسة إسرائيل الخارجية والدفاعية قد تلقت في السنين الأخيرة مثل هذا الدعم والتأييد المهم مثلما حدث يوم الأحد"، مضيفاً "فبخصوص الجبهة الإيرانية على الأقل، وبخصوص عدد من المواضيع الأخرى أيضا، تبين أن زعماء العالم - بمن فيهم العرب - يفكرون مثلنا ولكنهم لا يعترفون بذلك".
نتنياهو والمهاجرون
صحيفة "هآرتس" أفردت افتتاحية عددها قبل يومين للتعليق على موافقة الحكومة الإسرائيلية على إنشاء مركز اعتقال ضخم في صحراء النقب لاحتجاز المهاجرين غير الشرعيين، حيث من المنتظر أن يمكثوا هناك إلى حين إيجاد بلد يرغب في استقبالهم. وبذلك، تقول الصحيفة، يدخل رئيس الوزراء الإسرائيلي في مواجهة مع المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين الذين يعبرون إلى إسرائيل عبر الحدود مع مصر؛ حيث ينظر إليهم باعتبارهم خطراً كبيراً على "طابع ومستقبل دولة إسرائيل" وتهديداً لوظائف الإسرائيليين. وتقول الصحيفة إن مركز الاعتقال الجديد، والسياج المزمع بناؤه بمحاذاة الحدود المصرية، والغرامات الثقيلة التي من المزمع فرضها على الإسرائيليين الذين يقومون بتشغيل مهاجرين غير شرعيين، يفترض أن تجعل الراغبين في الهجرة إلى إسرائيل يفكرون مرتين بشأن ما إن كان الأمر يستحق عناء محاولة الهجرة من بلدانهم الفقيرة والمنكوبة بالحروب والكوارث والتسلل إلى إسرائيل. ولكنها ترى بالمقابل أن المبادرات التي قدمها نتنياهو، بدعم قوي من وزير الداخلية "إيلي يشاي"، تهدف على ما يبدو إلى إظهار أن الحكومة تقوم بشيء ما، بدلاً من اجتراح حلول طويلة المدى لهذه المشكلة.
الصحيفة قالت إن مركز الاعتقال الحالي "ساهارونيم" لا يسمح للصحافيين أو منظمات حقوق الإنسان بدخوله عادة؛ وإن جلسات الاستماع لطالبي اللجوء تعقد وراء الأبواب الموصدة. ثم ختمت بالقول إن اعتقال آلاف الناس لفترات طويلة في الصحراء، بدون تعهد حقيقي بالبحث عن بلدان أخرى لاستقبالهم، سيثير أسئلة صعبة حول معاملة إسرائيل للاجئين من البلدان التي ينتشر فيها الجوع وتمزقها الحروب. وأضافت تقول "على الحكومة أن تحرص على أن تكون حقوق المهاجرين غير الشرعيين الإنسانية محمية وشفافة وموضع مراجعة قضائية، مثلما ينبغي أن يكون الحال في بلد ديمقراطي".
"صحافة السلام"
تحت عنوان"صحافة نزيهة من أجل السلام"، انتقدت "جيروزاليم بوست" ضمن افتتاحية عددها أول من أمس طريقة تعاطي وسائل الإعلام الدولية مع البيان الختامي الذي صدر يوم السبت الماضي عن مؤتمر المجلس الثوري لـ"فتح" في دورته الخامسة برام الله. بيان تميز، في رأي الصحيفة، بـ"التعنت والتصلب"من جانب الأعضاء الـ120 للمجلس؛ حيث رفض المجلس الاعتراف بـ"ما يسمى الدولة اليهودية" أو أي "دولة عنصرية قائمة على الدين"، وأكد على "حق العودة". كما رفض مقايضة المناطق التي توجد عليها المستوطنات اليهودية الكبيرة في الضفة الغربية، في أي اتفاق سلام مقبل مع إسرائيل، بأخرى في مكان آخر. وهو ما اعتبرته الصحيفة موقفاً "متطرفاً" وأشبه بـ"صرخة حرب" أكثر منه "بياناً ختامياً"، محذرة من أنه ستكون لديه تداعيات كبيرة على المفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية.
ومن جهة أخرى، انتقدت الصحيفة تعامل وسائل الإعلام الدولية مع هذا الحدث؛ وقالت إن الأغلبية الساحقة من وسائل الإعلام المحلية والدولية أحجمت حتى الآن عن نقل إعلانات "فتح" المتشددة" للجمهور، مضيفة أنه إذا كانت وسائل الإعلام عادة ترد ما بسرعة على الخطوات التي تتخذها إسرائيل وتنظر إليها باعتبارها مضرة بعملية السلام، فإن التعاطي الصامت مع قرارات "فتح" يعكس تعاملًا إعلامياً كثيراً ما يتم فيها التقليل من شأن "التحريض والتعنت الفلسطيني" أو التغاضي عنه بالكامل.
نتنياهو والأميركيون
ضمن عموده الأسبوعي بصحيفة "يديعوت أحرنوت" اعتبر الكاتب والصحفي الإسرائيلي "إيتان هابر" أن بنيامين نتنياهو يلعب لعبة خطيرة على غرار لاعب السيرك الذي يقوم، على سبيل تسلية الجمهور، برمي عدة كرات في الهواء الواحدة تلو الأخرى ثم يحاول التقاطها من دون أن تسقط. ويرى أن مشكلة نتنياهو هي أنه يعتقد أنه يعرف الأميركيين بشكل أفضل من أي من مسؤول إسرائيلي آخر حيث درج على أن يقول للإسرائيليين "دعوني أتدبر أمرهم"؛ وهو اعتقاد له أساس من الصحة حيث يعترف "هابر" بأن نتنياهو لديه دراية جيدة بتصرف مسؤولي الإدارة الأميركية، ولكنه ليس الوحيد. ثم إن الأميركيين درسوا نتنياهو أيضاً، ويعرفون أنه يقول لكل طرف في النزاع - بمن في فيهم أعضاء الحزب الذي ينتمي إليه - ما يريد هذا الطرف سماعه. وهكذا، يزداد نتنياهو تورطاً.
وفي هذه الأثناء، يقول الكاتب، يُظهر الأميركيون ضبط النفس في الوقت الراهن على الأقل؛ غير أن نتنياهو، "الخبير في الشؤون الأميركية"، لم يفهم أن "البيئة" قد تغيرت تماماً. وبالتالي، يقول "هابر"، فإذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يعتقد أنه يستطيع الاستمرار في خداع الأميركيين في أعقاب فشل أوباما وصعود "الجمهوريين" في انتخابات الكونجرس النصفية الأخيرة، فإنه (ومعه الإسرائيليين) يمكن أن يتوقع "مفاجأة".