الصحافة الروسية والأميركية: لماذا تسمح أميركا بصداع ويكيليكس؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عواصم
توقفت الصحف الروسية والاميركية عند الوثائق الأميركية السرية، التي تسربت بطريقة غامضة إلى موقع "ويكيليكس" الشهير، الذي قام بدوره بنشرها في عدد من الصحف العالمية الشهيرة.
ونشرت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الروسية مقالة بهذا الخصوص، تؤكد فيها أن الدبلوماسية الأميركية، تعيش حالة من الارتباك الشديد، بسبب تسريبات موقع "ويكيليكس" ذلك أن المعلومات التي تضمنتها هذه التسريبات، وضعت الخارجية الأميركية في موقع غاية في الحرج. فقد تبين لحلفاء الولايات المتحدة أن أسرارهم ليست في مأمن. وتكشَّـفتْ لأصدقائها، قبل غيرهم، حقيقة موقف الدبلوماسيين الأميركيين، من كبار المسؤولين في الدول التي يعملون فيها.
وقد اعربت فرنسا وأستراليا عن دعمهما لكل ما تتخذه الإدارة الأميركية من إجراءات، لتطويق تداعيات الفضائح التي أحدثتها تسريبات "ويكيليكس". لكن مواقف المسؤولين في الكثير من بلدان العالم لا تزال غير معروفة. فثمة بين المحللين من يعتقد أن العالم يقف على شفا فضيحة دولية. في حين يرى آخرون أن الإدارة الأميركية سوف تحـل هذه الإشكاليات وراء الأبواب المغلقة مع غالبية المسؤولين في دول العالم.
من جهتها، تساءلت صحيفة بوسطن غلوب الأميركية في افتتاحيتها عن سبب تهاون الولايات المتحدة في التعامل مع موقع ويكيليكس، وقالت قد يكون الرئيس باراك أوباما على حق في إدانة ويكيليكس لأنه تسبب في حرج كبير للأميركيين وحلفائهم، ولكن من جهة أخرى فإن على أوباما نفسه أن يتحمل جزءا من اللوم.
يقول لنا المنطق إن أي حكومة لا يمكنها أن تخفي أخطاءها بفرض طوق من السرية على أعمالها. قد لا يكون من المفاجئ لنا أن نعلم أن عمل السلك الدبلوماسي ينطوي على مفاوضات وانتقادات وآراء تجري خلف الستار، إلا أن أسانغ (مؤسس ويكيليكس) يظن أنه من المناسب إزاحة الستار، ولكن في الحقيقة يجب أن يبقى الستار مسدلا لأن هكذا هو عمل السلك الدبلوماسي.
والحال هذه، فإن حكومة الولايات المتحدة مدينة لحلفائها بضمان السرية، وقد تخطئ الخارجية الأميركية إذا ظنت أن أسانغ هو وحده الملام. كُثر هم الموظفون الذين تمتعوا بتخويل للاطلاع على الوثائق التي سربت، ولا بد من فرض قيود على الرخص الممنوحة للموظفين للاطلاع على الوثائق المصنفة.
برادلي ماننغ المجند كمحلل في استخبارات الجيش الأميركي، والمتهم بتمرير الوثائق المسربة، قال إنه من السهل على أي دخيل من العسكريين ذوي الرتب المنخفضة الاطلاع بطريقة ما على معلومات حكومية حساسة.
والنظام ايضا مسؤول عن التصنيف الخاطئ للوثائق، فنصف الوثائق المسربة كانت غير مصنفة، ومعظم النصف الباقي كان مصنفا تصنيفا يحمل أقل درجات السرية وهو "خاص" (خاص هو التصنيف الثالث في سلم تصنيف سرية الوثائق). لذلك فالخطر يكمن في التصنيف، وكذلك في وجود تلك الوثائق في جو إلكتروني افتراضي يمكن فيه الاطلاع على محادثات خاصة مع الرؤساء الأجانب أو معلومات عن أجانب على اتصال مع دبلوماسيين أميركيين.
تتعرض وزارتا الدفاع والخارجية لمحاولات متكررة لاختراق نظامهما الإلكتروني، لذلك يجب التعامل مع الوجود على الشبكة العنكبوتية على أنها نطاق خطر للغاية.
وسواء كان المختر.ق الجيش الصيني أو الحرس الثوري الإيراني أو أسانغ وأعوانه، فإن من واجب حكومة الولايات المتحدة أن تحافظ على أسرار الأمة وإبقاءها بعيدا عن الخطر.