«إعجاز» تخطى «الإنجاز»...والدرس القطري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الرسول حسين
يبدو أن ما حققته دولة قطر الشقيقة خلال سنوات قليلة بات يستحق لقب "الإعجاز" بعدما تخطى مرحلة "الإنجاز" في بناء الدولة الحديثة النامية وخصوصاً في المجال الرياضي حتى شقت طريقها بسرعة الصاروخ على الساحة الرياضية الإقليمية أو القارية أو العالمية وتوجتها بالأمس بالإعجاز العالمي بتنظيم أكبر حدث رياضي عالمي وهو مونديال 2022.
بالأمس استطاعت قطر الصغيرة في حجمها وسكانها أن تحقق ما كنا نعتبره حلماً بالنسبة إلينا في العالمين العربي والإسلامي والشرق الأوسط في أن نرى كأس العالم في أراضينا، فأصبح الحلم حقيقة على أرض الواقع وأصبحت "قطر" محط حديث العالم حتى موعد الحدث المنتظر على رغم تبقي 12 عاماً على موعده، واستطاعت قطر بالأمس في كسب معركة شرسة مع دول عالمية عملاقة تفوق قطر سياسياً واقتصادياً وعلى رأسها أميركا القوى العظمى الوحيدة في العصر الحديث في الجولة الأخيرة من المعركة بل وبفارق صريح بلغ 14 صوتاً مقابل 8 أصوات... وما أثار اهتمامنا وإعجابنا حضور وشخصية نجل أمير قطر الأصغر الشيخ محمد بن حمد الصغير في عمره "22 عاماً" الكبير في فكره وقيادته للملف القطري بنجاح واقتدار وأعاد إلى الأذهان صورته عندما قاد الفرس للصعود حاملاً شعلة آسياد الدوحة 2006 في مشهد أسطوري!
إن تحقيق الأحلام والمنجزات لا يتحقق بالكلام والأمنيات بل بالاهتمام والعمل الجاد والدعم وخصوصاً من رأس الهرم بقيادة سمو أمير دولة قطر الذي حرص شخصياً على التواجد شخصياً مع حرمه وأنجاله في "معركة الاقتراع" لأنهم آمنوا بأن ذلك يمثل حلم بلد ويحمل في طياته مردودات ومكاسب كبيرة ليست رياضية فقط بل اقتصادية واستثمارية وسياحية وتنموية وتحمل درساً كبيراً ومفيداً يمكن الاستفادة منه كتجربة نامية بقفزات هائلة وصلت العالمية في غضون 20 عاماً.
إنني أحسب بأن الإنجاز الذي تحقق بالأمس في زيوريخ من الممكن أن يتحول إلى نقطة تحول في الكثير من الأمور ليست في قطر فحسب بل في جميع الدول الخليجية وخصوصاً المجاورة لقطر ومنها مملكة البحرين التي تربطنا مع قطر علاقات كثيرة في الكثير من النواحي ويكفي أن أول المكاسب هو جسر المحبة الذي سيربط البلدين الشقيقين ويعد أحد الأحلام لدينا ويجب أن تكون بلدنا مهيأة للمشاركة في دعم الاستضافة القطرية وخصوصاً أننا سنكون محط أنظار العالم بتوافد مئات الآلاف بالإضافة إلى ما سيفرضه علينا ذلك كدولة مجاورة للبلد المضيف على النهوض بمستوى الحركة الرياضية والكروية على وجه التحديد لنقدم صورتنا في البحرين بصورة مناسبة، وأن نكتسب من وراء ذلك دافعاً لمزيد من العمل الجاد والتطوير.
بالأمس نسينا حتى الحدث الخليجي في عدن ومباراتي نصف النهائي وظللنا نعيش ونسعد جميعاً كخليجيين بنيل دولة قطر الشقيقة تنظيم مونديال 2022 وتفاعلنا مع الحدث بحماس وشعر كل مننا أن دولته هي الفائزة بالأمس لأننا رفعنا وعشنا للحظة ما في بوتقة وشعار "كلنا قطر"... وإلى اللقاء في 2022.