جريدة الجرائد

ويكيليكس ما الثمن؟!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إسحاق الشيخ يعقوب

يلوح موقع "ويكيليكس" بفضح مئات الشعرات من الوثائق السرية لأنشطة الدبلوماسية الامريكية في أدق علاقاتها مع الدول والجواسيس وشبكات التنصت على وجه الارض.. الأمر الذي اصاب واشنطن ودوائرها السرية بقلق وارتباك عظيمين تجاه عواقب كشف ونشر وثائق ما تكتنفه الدبلوماسية الامريكية.. وقد تتفجر دمامل فضائها وتهتز الثقة بينها وبين شركائها في دول كثيرة على وجه الارض.. الامر الذي دفع وزارة الخارجية الامريكية بالإسراع بنشر الرسالة التي بعث بها مستشارها القانوني هارولد كوه مؤسس وراعي موقع " ويكيليكس" السيد "جوليان أسانج" بأنه في حالة نشر الوثائق سيعرض حياة اشخاص كثيرين للخطر.. وهو ما يعني كشف علائق اسرار شديدة الحساسية في خطورة خصوصيتها.. أكان مع رؤساء دول واشخاص وزعماء، أو فيما يتعلق بشبهة التجسس والتنصت واحصاء انفاس وخصوصيات الدول والشركات على وجه الارض.. وتؤكد الخارجية الامريكية ان نشر الوثائق التي يلوح بها موقع "ويكيليكس" غير شرعي وغير قانوني "كذا"، وهو ما يجد جواب الرّد عليه في أوساط الميديا.. اذا كانت انشطة الدبلوماسية الامريكية في علائق نزعاتها ما يتصف بالنبل والديمقراطية والنزاهة والشرعية في الحرص على حقوق الانسان، فلماذا الخشية من كشف مثل هذه الوثائق؟،إلا أن وراء الأكمة ما وراءها!!
وقد قارن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني مخاطر الوثائق باحداث 11 سبتمبر التي هزّت العالم وغيّرت مجرى السياسة الامريكية على صعيد العالم.
ان الارباك والهلع لا يتشكل في الدبلوماسية الامريكية فقط، وانما في الكثير من العواصم التي لها علائق وثيقة مع الولايات المتحدة الامريكية.. الأمر الذي دفع وزارة الخارجية الامريكية إلى اجراء اتصالات سريعة مع رؤساء وزراء خارجية هذه العواصم لتبادل الآراء من اجل احتواء فجوات الصدمة التي قد تحدثها وثائق "ويكيليكس"، ورداً على سؤال بعض الصحافيين قال جوليان اسائج مؤسس موقع "ويكيليكس" عبر شاشة الفديد "إن الوثائق التي سوف نقوم بنشرها تتعلق بكل المواضيع الكبرى، بما فيها حربا العراق وافغانستان" وتستهدف الوثائق التي كانت مصادرها سفارات الولايات المتحدة الامريكية في العالم وعددها 250 ألف وثيقة نشر غسيل الدبلوماسية الامريكية وهز مصداقية علائقها مع دول العالم.. ويفند جوليان اسانج امام الصحافيين مزاعم الولايات المتحدة: "كون ان الوثائق تشكل مخاطر على حياة الكثيرين وتعرضهم للخطر، وقال: ان لمنظمتنا اربع سنوات من الخبرة في نشر الوثائق وفق معلوماتنا ولم يتعرض فرد واحد للخطر في ضوء أي شيء نشرناه"، ولم تكن الوثائق على خطورتها رهن محفظة موقع "ويكيليكس" وانما تسرّبت عبر عملية قرصنة معلوماتية واصبحت في حوزة أكبر الصحف العالمية مثل "ديرشبيقل" و"نيويورك تايمز" الامريكية و"ذي غارديان" البريطانية و"لوموند" الفرنسية و"الباييس" الإسبانية.. وترى بعض أوساط الميديا أن مضامين وثائق "ويكيليكس" تعكس دماء شعوب الارض في مآسي الحروب واسلحتها الفتاكة عبر التاريخ وتآمر الحكام على شعوبهم فيما انطوى على اسرار الدبلوماسية الامريكية!!
أليس من الشجاعة والنبل الانسانيين ان تقف البشرية على جرائم المؤمرات التي تحاك في ظلام دبلوماسية الدول المسيطرة على شعوبها بالحديد والنار؟!!
فأين القبح في فضح القبح؟! واين الجريمة في اظهار الحقيقة؟!
انه النبل الانساني بعينه في نشر غسيل الجرائم النكراء واظهار الحقيقة ناصعة وضاءة في العيون والنفوس والارواح البريئة التي عانت ولاتزال تعاني الظلم والاضطهاد!!
ولكن، أيمكن لمنظمة "ويكيليكس" ان تقبض الثمن.. ويخنق الصمت المطبق ضجيج الميديا.. وكأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا؟.. أو: أوَ يمكن أن ذلك الضجيج والتهديد والوعيد اداة من ادوات الضغط والابتزاز لدول وزعماء ورؤساء كان لهم شأن تورط في انشطة الدبلوماسية الامريكية والاسرائيلية؟.. ان كل شيء في كنف ما هو سياسي ودبلوماسي يصبح في علم ما هو جائز ويجوز!!
إلى الأعلى

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف