جريدة الجرائد

التلفزيون المصري يرفض شراء مسلسلات رمضان المقبل

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة - عبدالغني عبدالرازق


أحدث قرار رئيس التلفزيون المصري أسامة الشيخ -وهو انسحاب التلفزيون من سوق الدراما عام 2011 كمنتج مشارك ووقف شراء جميع المسلسلات التي كان التلفزيون قد اتفق على شرائها إلا بشروط التلفزيون والأسعار التي يحددها المسؤولون فيه- جدلاً في الوسطين الفني والإنتاجي.

وقد برر الشيخ قرار الانسحاب بأنه بسبب وصول أسعار المسلسلات وأجور النجوم إلى درجة جنونية خاصة بعد إعلان المنتجين عن أجور نجوم مسلسلات رمضان المقبل -ومنهم عادل إمام وعمرو دياب وكريم عبدالعزيز ومحمد هنيدي ومحمد سعد وتامر حسني- الفلكية المستفزة؛ ليؤكد أنه ألغى جميع التعاقدات لحين وضع حد لتلك الأزمة التي تهدد الدراما التلفزيونية، وقد أثار هذا القرار ردود فعل متضاربة في الوسط الفني خاصة بين المنتجين، الذين كانوا قد اتفقوا مع التلفزيون على المشاركة في إنتاج مسلسلات ضخمة التكلفة لعام ٢٠١١ أو مع المنتجين الذين كانوا قد تعاقدوا مع التلفزيون على بيع مسلسلاتهم ولم يستثن من هذه المسلسلات سوى مسلسل "فرقة ناجي عطاالله" الذي يقوم ببطولته عادل أمام ليصبح موقف هذه المسلسلات غامضا، فهل سيكمل منتجوها تنفيذها بعد أن بدؤوا بالفعل في التحضيرات مع تحملهم وحدهم هذه الأجور الفلكية، أم سيبحثون عن شركاء آخرين غير التلفزيون يتحملون معهم عبء تلك الأجور والميزانيات الضخمة؟

ترحيب بالقرار

من أكثر المنتجين ترحيباً بالقرار هو جمال العدل، حيث يقول: طوال السنوات الماضية كانت المنافسة بين منتجي الدراما تقتصر على تقديم أعمال تتناول موضوعاتها قضايا جادة تعبر عن مشاكل الناس، أما الآن فالمنافسة بين المنتجين تركز على كيفية خطف النجوم ودفع الأجر الذي يطلبه وإذا علم فنان أن أجر زميل له ارتفع فإنه يقوم برفع أجره هو الآخر ليتساوى به، وأضاف العدل أن القنوات الخليجية تتراجع من عام إلى آخر عن شراء المسلسلات المصرية خاصة أن المنتجين المصريين يطلبون مبالغ كبيرة حتى لا يتعرضوا لخسائر، وهذه القنوات لا تستطيع دفع تلك المبالغ خاصة في وجود أزمة عالمية تعاني منها جميع القنوات الفضائية.
أما شقيقه الفنان والمنتج سامي العدل فيقول: أنا أحترم قرار أسامة الشيخ، فهو محق تماماً لأنه يريد ضبط أسعار السوق ووضع حد لأجور الفنانين المغالى فيها، ولكن الحياة لن تتوقف على أحد فسنبيع للقنوات الفضائية الأخرى وبسعر أعلى من الذي كنا نبيع به للتلفزيون المصري، فالمنتج لن يخسر لأنه ببساطة لا يوجد منتج في الدنيا إلا إذا كان متأكداً أنها ستعود إليه مرة أخرى.
أما المنتج ممدوح الليثي فيقول: أنا أول من طالب بهذا القرار منذ 10 سنوات لأن المنتجين أشبه بسماسرة يأخذون الفلوس من التلفزيون، وينتجون بفلوس الاتحاد، وتسبب هذا في رفع الأجور بشكل هستيري وفي غير محله بالنسبة للنجوم، لأن المنتج مش خسران حاجة، وتسبب هذا في خسائر كبيرة للتلفزيون فالإعلانات أصبحت لا تعوض ما ينفق، وأصبح معظم المنتجين لا ينتجون من فلوسهم، إنما من فلوس ماسبيرو وكل منتج يحب أن يجامل فنانة يرفع أجرها على حساب ماسبيرو لا يوجد فنان ينجح لوحده؛ ولذلك فالبداية ستكون بتخفيض عدد إنتاج المسلسلات حتى لا يحدث كارثة مثل العام الماضي.
المنتج إسماعيل كتكت يقول: النجوم رفعوا أجورهم بطريقة مبالغ فيها وإذا طلب منتج من نجم معين أن يخفض أجره فإنه يرفض لدرجة أنه عندما حدثت الأزمة المالية العالمية وقيام القنوات الفضائية بتخفيض أسعار الشراء نتيجة لانخفاض أسعار الإعلانات إلى النصف لم يقم أحد بتخفيض أجره بل إن معظمهم رفع أجره، ويتمنى كتكت أن تعود الأمور إلى مجراها الطبيعي وتنخفض الأجور مرة أخرى.
أما المؤلف يسرى الجندي، فيقول إن القرار الذي أخذه رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون سليم فهو بداية تصحيح أوضاع الدراما المصرية خاصة أن أسعار النجوم الآن أصبحت تصل إلى نصف ميزانية العمل فأصبح العمل يخرج بشكل سيئ بسبب قلة الإنفاق عليه والاهتمام بأجر النجم في المقام الأول فقط.
أما د.أشرف زكي رئيس قطاع الإنتاج الثقافي بوزارة الثقافة فيقول: إن المنتجين الدخلاء على الوسط وراء ارتفاع أجور نجوم السينما والفيديو في سوق الإنتاج الفني ما ترتب على ذلك الإضرار بالقوة الشرائية للسوق، ولذلك لو امتنع هؤلاء المنتجون عن دفع ما يطلبه الفنانون من زيادة في الأجور لجلس هؤلاء الفنانون في منازلهم من دون عمل.

مستمرون للنهاية

المنتج صفوت غطاس والذي تعاقد مع التلفزيون على بيع مسلسلي كريم عبدالعزيز وعادل إمام يقول: بدأت أفكر في التراجع عن التعاقد مع الاتحاد خاصة بعد إعلان أسامة الشيخ تراجعه عن الشراء وحتى إذا اشترى فلن يشتري بنفس سعر العام الماضي إضافة إلى أن التلفزيون لم يعطه بقية مستحقات العام الماضي وهو مبلغ ثلاثة ملايين جنيه، كما أن أي منتج يتعاقد مع التلفزيون لا يستطيع أن يجبره على توقيع شرط جزائي، فالتلفزيون يخاف على مصلحته ولا يهمه مصلحة المنتجين، ويضيف غطاس: سأستمر في إنتاج المسلسلين ولدى عروض كثيرة، كما أن التلفزيون هو الذي سعى إلى التعاقد معي.
أما المنتج وليد مصطفى منتج مسلسل "ابن موت" الذي يقوم ببطولته تامر حسني، فأكد أنه لن يتراجع عن إنتاج المسلسل وهناك جلسات عمل يومية مع تامر والسيناريست أحمد أبوزيد كاتب المسلسل لكن يجب توضيح نقطة مهمة هي أن المبلغ الذي قيل عن أجر تامر به مبالغة كبيرة، وتم فهمه بشكل خاطئ، فهو يشمل المسلسل وبعض المشروعات السينمائية والبرامج وسلسلة حفلات.
أما المنتج تامر مرسي -الذي رصد ميزانية ضخمة لمسلسل "رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة" الذي يقوم ببطولته محمد هنيدي إضافة إلى عدة مسلسلات أخرى مثل و(نلتقي بعد الفاصل) لشريف منير، و(خايف موت) لأحمد عيد- فيقول: القرار لن يؤثر عليّ، فالعام الماضي أنتجت عدداً كبيراً من المسلسلات بمفردي، وكمثال مسلسل هنيدي تتهافت عليه القنوات العربية والمصرية، وهناك خطة كبيرة لتسويقه، ولن يتغيّر شيء سواء اشتراه التلفزيون أو شارك في إنتاجه من عدمه.

كارثة رمضان الماضي

في رمضان الماضي اشترى التلفزيون المصري مسلسلات معظم النجوم بمبلغ 300 مليون جنيه رغم أن ديون التلفزيون وصلت إلى 14 مليار جنيه، ولكي يتم تغطية ذلك قام التلفزيون برفع أسعار الإعلانات لتكون النتيجة رفض معظم المعلنين عرض إعلاناتهم في التلفزيون واللجوء إلى القنوات الخاصة لتوجه سهام النقد إلى المسؤولين في التلفزيون بأن المشاهد ليس في حاجة إلى هذا الكم الكبير من المسلسلات وأن أموال وزارة الإعلام يتم إهدارها ليعلن أسامة الشيخ أنه غير مسؤول عن ارتفاع المسلسلات، فمثلاً قناة "الحياة" كانت قد اشترت مسلسل "شيخ العرب همام" بـ35 مليون جنيه حصرياً.
من الواضح أن الأمور في الفترة القادمة ستتضح أكثر حول المسلسلات التي سيقوم التلفزيون بشرائها ولائحة الأسعار التي سيقوم التلفزيون بتحديدها.
الجدير بالذكر أن التلفزيون لديه سبعة مسلسلات ينوي إنتاجها وهي "أهل الهوى" تأليف محفوظ عبدالرحمن وإخراج عباس أرناؤوط من الأردن، ويحكي قصة بيرم التونسى، و "شجرة الدر" تأليف "يسري الجندي" وإخراج أحمد صقر و "أسماء بنت أبي بكر" تأليف بهاءالدين إبراهيم و "الميراث الملعون" تأليف محمد صفاء عامر، و "الأميرة ذات الهمة" و "امرأة وحيدة" و "الصفعة" وهي قصة حقيقية من ملفات المخابرات المصرية سيناريو وحوار أحمد عبدالفتاح، ولم يتم الاستقرار حتى الآن على أبطال هذه المسلسلات، كما أعطى أسامة الشيخ توجيهاته بضرورة الاستعانة بالنجوم الشابة لمواجهة ارتفاع أجور النجوم.
أما بالنسبة لمدينة الإنتاج الإعلامي فالخطة الدرامية الجديدة ما زالت حبراً على ورق في انتظار الفرج، خاصة أن القائمة تضم عدداً من الأعمال التي تنتظر دورها في التنفيذ منذ فترة طويلة منها "غنيوة للبحر" تأليف عطية الدرديري وإخراج محمد فاضل و "همس الجذور" من تأليف يسري الجندي وإخراج إسماعيل عبدالحافظ و "في حضرة الغياب" من إخراج نجدة أنذور.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف