جريدة الجرائد

«حوار المنامة».. أمن الخليج العربي إلزاماً أم التزاماً !!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

طارق العامر


الحديث عن امن واستقرار منطقة الخليج العربي والذي ناقشه المنتدى السابع لـ"حوار المنامة"، يجرنا الى التساؤل عما إذا كان امن الخليج العربي إلزاما أم التزاما، فجميع المتابعين لاحظوا حرص الدول المعنية على تحقيق الاستقرار في المنطقة، والجميع كذلك لاحظ ان جميع دول المنطقة تدعو الى تجنب المنطقة اى نزاع عسكري، وظل التساؤل يلوح امام جميع الحضور، وكنا نحن معشر الاعلاميين والصحفيين من جملة الحضور، نعاني الفهم وتوضيح الحقائق، فاذا كانت ايران تدعو الى الاستقرار في المنطقة، وامنها مرتبط بأمن دول الجوار، وان سعيها لإمتلاك السلاح النووي ما هو الا "اكذوبة" وان من يروج لهذه الاقاويل يسعى لزرع الانقسامات فى المنطقة، واذا كانت امريكا والتى تجوب بجيوشها الخليج العربي بأكمله، تنشد نفس الهدف والغاية سبيلها، وتعتبر ان امن الخليج العربي، مسئولية مشتركة ومرتبط بالاستقرار والامن في العالم باكمله، وهى بذلك تؤكد ان أي مشروع نووي يهدد شعوب المنطقة، لكن ايران تنفى سعيها لامتلاك السلاح النووي، اذا فأين تكمن المشكلة، ولماذا كل هذه التوترات في المنطقة؟؟
ولعل جملة هذه التسؤلات يجرُّنا إلى معضلة العربة والحصان، رغم ان الحصان جاهز لجر العربة الثقيلة ولكن لا احد يريد ان يقود هذا الحصان، او بمعنى اوضح الاعتراف بـ"الجهات" المتسببة في هذه المشكلة، كما اراد وزير الخارجية منشهرمتكي ان يسميها، متكي اشار بعصا الائمة على تلك " الجهات"، ففعل فعل اهل اليابان، والذي يفضلون استخدامهم العصا بديلا عن الملعقة في الأكل، وتركنا نتصارع مع العصا وجملة تلك التسؤلات المطروحة على "طبق المشكلة" ونبحث عن "الجهات" المستفيدة والتى تقف وراء زعزعة الاستقرار في الخليج العربي.
ستظل تلك التساؤلات مطروحة، وستظل الاجابة عليها حبيسة في ادراج الزمن، وسيظل مصيرنا نحن شعوب المنطقة، بحكم العجز الذي اصاب عظام المفاصل، وسوسة الوهن التى تنخر اجسادنا، رهننا لدى الزمن، وفى انتظار صدق النوايا الايرانية، واذا ما كان فعلا المشروع النووي الايراني سلميا ام... "علينا العوض"!!
شعوب المنطقة لاتريد اكثر من الأمن .. تريد الاستقرار .. تريد السلام.. لكن.. أنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد!!
و المعني ان تلك الشعوب ،و التي عانت لاجيل من عدم الاستقرار، و دفعت اثمانا باهضة في سباق التسلح ،وسحبت على المكشوف لتسديد فواتير نيران الحروب سواء كانت فى الخليج او لبنان او فلسطين وحتى فى افغانستان، وانعكست بالسلب على المشاريع الحضارية وبنيته التحتية، فأصبحت بالية ولا تتناسب مع العائد "الترليوني" من دخولها، لا تحتاج الى تخصيب اليورانيوم واسلحة دمار شامل، بقدر ما تحتاج الى ان تستكين الى الاستقرار.. لا تحتاج الى استنشاق هواء مشبع بالغبار النووي، بقدر ما تحتاج الى هواء الحرية والديمقراطية التى يستشعرها بآدميتها .. دول المنطقة تحتاج كما قال معالي وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة "الى تخصيب للعلاقات" لزرع الثقة بين ايران و"الجهات" من جانب ودول المنطقة من جانب آخر!!
هذه رسالة لكل المعنيين بأمن واستقرار المنطقة، ان كانت ايران او تلك "الجهات"، وضعوا خطا عريضا تحت هذه الكلمة، ثم ميزوا بين الاصوب، تخصيب اليورانيوم ومصير شعوب المنطقة الغامض، او "تخصيب العلاقات" ومستقبل شعوب تلك المنطقة!!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف