نيويورك تايمز : هل يعترف أوباما بالدولة الفلسطينية في 2011 ؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نيويورك
أقدم ثلاثة من بين آخر اربعة رؤساء حكومات في اسرائيل على خطوات لم يحلموا ابدا بالقيام بها، فقد وقع اسحق رابين اتفاق اوسلو مع منظمة التحرير، وانسحب ارييل شارون من غزة، وتوج ايهود اولمرت سنوات حكمه بالاعلان ان اي اتفاق سلام مع الفلسطينيين سوف يقتضي انسحابا اسرائيليا من "معظم، ان لم يكن كل" الاراضي المحتلة.
صحيح ان بنيامين نتانياهو اعلن موافقته على حل الدولتين، ولكن يبدو في ظل اصراره على مواصلة النشاط الاستيطاني - أن هذا الاعلان لا يعدو كونه تلاعبا في الكلمات.
لقد حدد الفلسطينيون موقفهم القبول بدولة فلسطينية على حدود 67 مع تبادل متفق عليه للاراضي، اي دولة تشمل الضفة الغربية وغزة والقدس، وفي المقابل، اعلن محمود عباس ان الفلسطينيين سوف يسقطون - بعد ذلك - كل مطالباتهم التاريخية ويعيشون بسلام وامن الى جانب اسرائيل.
الاسرائيليون لديهم ما يكفي من التشكيك في جدوى المفاوضات كالانقسام بين فتح وحماس وعدم توقف الصواريخ التي تطلق من غزة بالرغم من الانسحاب الاسرائيلي.
من الخطابات الى الخطوات
ويتعين على الرئيس اوباما ان يتجاوز الخطابات الواعدة الى الخطوات العملية من اجل تحقيق حل الدولتين في موعد اقصاه شهر سبتمبر 2011. فقد تبنت اللجنة الرباعية مؤخرا تقريرا ينص على ان "السلطة الفلسطينية اذا واصلت درجة الاداء الحالية في بناء المؤسسات وتقديم الخدمات، فسوف تكون في وضع يؤهلها لاقامة الدولة في وقت قريب جداً".
فكيف يتسنى اقامة هذه الدولة "في وقت قريب جداً" في ظل توقف المفاوضات؟ ربما أصبح يتعين على اوباما التفكير عملياً في سياسته الخارجية، فالتسليم بسياسات اسرائيل الاستيطانية يمثل فشلاً للسياسة الاميركية يرقى الى درجة الاهانة.
يجب على الرئيس اوباما ان يطرح سؤالاً واضحاً على نتانياهو مفاده أنه اذا لبّت الولايات المتحدة كل المتطلبات الامنية لاسرائيل، فما هي الحدود التي يقبل بها لدولة اسرائيل في نهاية المطاف؟
الارض مقابل السلام
ولا بد من الحصول على اجابة من أجل التقدم في المسيرة السلمية.
فقد توقفت معاهدة كامب ديفيد عام 78 على تعهد واضح من مناحيم بيغن باستعداده للانسحاب من سيناء، لكن المشكلة ــ كما قال لي مسؤول اسرائيلي "اننا لم نحدد ــ لأسباب سيكولوجية وسياسية ــ موقفنا من مبدأ الارض مقابل السلام". ولكن دون اجابة اسرائيلية واضحة حول الحدود، فان جهود الولايات المتحدة السلمية مصيرها الفشل.
والمرونة الفلسطينية بشأن المستوطنات قد تأتي فقط اذا تلقوا ضمانات اميركية واضحة بالتوصل الى حلّ لمسألة الحدود خلال هذه المفاوضات، وحينئذٍ لا يهم ان يبني الاسرائيليون المستوطنات ضمن حدود دولتهم.
ولكني لا عتقد أن الاسرائيليين لديهم ذات القناعة السائدة في العالم كله بحتمية قيام الدولة الفلسطينية، ولا اعتقد ان حلم "يهودا والسامرة" قد مات تماماً من ذهن نتانياهو.
وفي ظل هذا الوضع، ما هي قوة التأثير التي تملكها ادارة اوباما على نتانياهو اذا رفض الأخير التعاون من الآن وحتى سبتمبر 2011؟ يخشى الاسرائيليون من ان يتفق اوباما مع الدول الاربع العظمى الاخرى على الذهاب الى مجلس الامن لاستصدار قرار يعترف بدولة فلسطينية على حدود عام 67. وعلى نتانياهو ان يأخذ في اعتباره ان هذا الاحتمال وارد تماماً.