جريدة الجرائد

غلطة أردوغان بعشرة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أنس زاهد

لم يكن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مضطرا للمساهمة في الجهود الدولية لإخماد نيران الحريق التي التهمت جبل الكرمل بفلسطين المحتلة.
المساعدة التركية لم تكن منتظرة حتى من الصهاينة أنفسهم نظرا للجريمة التي ارتكبوها قبل أقل من عام، حيث هاجمت البحرية الإسرائيلية سفينة الإغاثة التركية لغزة (مرمرة) خارج حدود المياه الإقليمية للكيان الصهيوني مما أدى إلى استشهاد عدد من الناشطين الأتراك.
كنت سأتفهم مساهمة تركيا في الجهود والمساعدات الدولية التي تدفقت على الكيان الصهيوني لو أن حكومة العدو قدمت اعتذارا رسميا للشعب والحكومة في تركيا. لو فعل الصهاينة ذلك بدلا من الإصرار على روايتهم المختلقة والتي تفيد بأن الناشطين على متن السفينة مرمرة كانوا مدججين بالسلاح وحاولوا قتل جنودهم، لالتمست وغيري العذر للسيد أردوغان. في هذه الحالة كنت سأقول بأن الخطوة التركية هي جزء من سياسة التوازنات الدبلوماسية التي تفرضها بعض العوامل التي لا يمكن التحرر منها إلا بمرور الزمن. لكن أن تأتي المساعدات التركية دون أن يبادر العدو الصهيوني إلى الاعتذار رسميا عن فعلته -الاعتذار لن يعيد الحياة للناشطين الأتراك- فهذا ما لا يمكن فهمه فضلا عن تبريره.
في السياسة ميزان الفعل لا ميزان الكلام، هو المعيار الوحيد لتقييم أداء الحكومات ولتصنيف القادة والزعماء. الكلام يبقى كلاما ما لم يصاحبه فعل يوازيه، والكلام القوي ذو اللهجة الحادة يمكن أن ينال من مصداقية الدول إذا ما تعارض مع الفعل المباشر صراحة. وهذه هي غلطة أردوغان الذي أبدى حرصا شديدا منذ توليه سدة الحكم، على عودة تركيا إلى عمقها الاستراتيجي في العالمين الإسلامي والعربي.
نعم .. أردوغان خرج من دائرة الكلام إلى دائرة الفعل عندما قرر المساهمة في إنهاء الحصار على غزة لكن أردوغان عاد خطوات كثيرة إلى الخلف بخطوته الأخيرة. كما أنه فرط في حقوق وكرامة شعبه المدين بحياة عدد من أفراده للكيان الصهيوني.
الماء التركي الذي انهمر على جبل الكرمل لن يطفئ نيران غضب الشعب التركي وحزنه على شهداء مرمرة، لأن الدم وببساطة شديدة، لا يمكن أن يصبح ماء كما يقول المثل العربي. إنها غلطة الشاطر يا أردوغان، وغلطة الشاطر بعشرة، وأيضا كما يقول المثل العربي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اردوغان سياسي
الباتيفي -

انه رجل سياسه يعني هو يقدم مصلحه بلده قبل اي شئ اخر.ثانيا تركيا دوله حليفه وصديقه لاسرائيل وبينهم تعاون عسكري واستخباراتي كبير ولولا هذا الدعم الاسرائيلي للاتراك لكبدوهم الثوار الكورد خسائر فادحه والدليل طائرات بلاطيار الاسرائيليه الصنع لمراقبه ومهاجمه مقاتلي العمال الكوردستاني.ثالثا تركيا تضغط من اجل الانضمام الئ الاتحاد الاوربي الغني وهي اخر من تفكر بالعالم الاسلامي المتشتت والعربي المتخلف في جميع المجالات.البسطاء والمهزومين منمن اصابهم الاحباط فرح لما سمع اردوغان يصرخ ويتهم اسرائيل ولو ان تركيا كانت تعلم ان اسرائيل سوف تغعل هذا بهم لكانو انسحب من اسطول الحريه ولاكن لمن تكتب فلم يعد نجم اردوغان يلمع كثيرا هذه الايام عند العرب والمسلمين لانه لا يجرء علئ ان يقوم باي فعل فتركيا هي خادمه الغرب الاولئ والوفيه هي عضو في حلف الناتو ولها جنود في افغانستان وتقاتل حركه طالبان والقاعده وهي اول دوله اسلاميه اعترفت باستقلال اسرائيل عام 1948 فم وقفت ضد استقلال الجزائر في الامم المتحده في الخمسينات وهي تستقبل قواعد وقوات امريكيه علئ اراضيها في قاعده انجرليك في جنوب شرقها.وهي ملزمه علئ ان تدافع عن اسرائيل اذا تعرضت لاي تهديد ومساعدتها والحرائق تثبت هذا وهي تحصل علئ معونات اقتصاديه وعسكريه من الغرب.فماذا سوف يقدم لها العرب ...اردوغان شخص مامور ان لم يعمل ما يومر به سياتون بغيره اما العوبه اسطول الحريه فهي كانت مسرحيه انكشفت جميع سيناريوهاتها قبل ان تنتهي ولكن مازال الكثير من العرب يحلمون ان يكون اردوغان صلاح الدين الايوبي الجديد ناسين ان الايوبي اصله كوردي وليس تركي من المغول والشركس

ميخائيل غورباتشوف
Zana -

لقد قال الزعيم السوفييتي ميخائيل غورباتشوف ذات مرة: "لو لم يكن الاتحاد السوفييتي جاهزا للانهيار داخلياً لما انهار ولو تهافتت عليه كل أمم الأرض".