نختلـف مـع إيـران ولكـن!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كمال الذيـــب
المعركة التي تتحمس لها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والعديد من الدول الغربية ضد إيران وضد المشروع النووي الإيراني، معركة تبدو دون مصداقية، بل تفتقر لأي أسس أخلاقية أو سياسية مقنعة.
فإذا كانت هذه الدول تخاف بالفعل على أمن المنطقة خاصة وأمن العالم عامة، فإن هنالك دولة وحيدة إلى حد الآن (عنصرية وعدوانية واستعمارية) اسمها إسرائيل تمتلك أسلحة نووية وأسلحة دمار شامل استخدمت بعضها في الحربين الأخيرتين ضد لبنان وضد غزة.
هذه الدول التي تحاول إقناعنا بالخطر الإيراني والسلاح الإيراني هي التي تسلح الكيان الإسرائيلي إلى الأذنين، وهي أيضاً التي أسقطت التصويت الأخير في مجلس الطاقة الذرية عندما صوتت ضد إخضاع منشآت إسرائيل للرقابة الدولية شأنها في ذلك شأن الدول الموقعة على الاتفاقية الدولية بحظر انتشار الأسلحة النووية.
هذه الدول التي تحاول إقناعنا اليوم بخطر السلاح الإيراني -الذي ندركه جميعاً ونخشى منه على مستقبلنا ومستقبل إقليمنا ومستقبل أبنائنا بالرغم من كونه مايزال في حالة تشكل- في حين تتجاهل هذه الدول مجرد الإشارة إلى الخطر النووي الإسرائيلي القائم فعلياً، ولذلك نحن لا نصدقها ولا نحترم وجهة نظرها ولا نفاقها السياسي ولا ازدواجية المكاييل التي تحكم سياستها وقراراتها، فنقول لها صراحة: بالرغم من رفضنا للتسلح النووي، ومخاوفنا المشروعة من طموحات إيران النووية فإننا نخشى أولاً وابتداءً من التسلح الإسرائيلي والتهديد الإسرائيلي للوطن العربي، ما دام الكيان الإسرائيلي لوحده يمتلك السلاح النووي والحماية الأمريكية- الأوروبية، مع أنه الكيان المحتل والغاصب والمعتدي، ومع أن المطلوب حقيقةً هو حماية الفلسطينيين واللبنانيين والمصريين والسوريين والأردنيين من عدوانية وعنصرية هذا الكيان وليس العكس.
صحيح أننا نختلف مع السياسة الإيرانية -الرسمية وغير الرسمية- في تدخلها وعبثها في العراق وسعيها الكاسح والمشهود والموثق لتخريب الوضع العراقي وجعله تابعاً وامتداداً لسياستها، ونختلف معها في تغذيتها للنوازع الطائفية السيئة التي تشتعل نيرانها في العراق ولبنان واليوم وغداً يمكن أن تكتسح مناطق أخرى من الوطن العربي، ولا يبدو أن إيران بعيدة عن ذلك، ونختلف مع إيران إلى درجة العداء في استمرار احتلالها للجزر العربية الإماراتية المحتلة والتي لا يمكن أن يتنازل عنها الإماراتيون ولا العرب اليوم أو غداً، ولا يمكن الحديث عن أمن الخليج العربي أو التعاون الخليجي-الإيراني دون حل القضية بإنهاء الاحتلال، ولن نصدق مطلقاً الخطاب الإيراني المعادي للاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة في الوقت الذي تستمر فيه في احتلال جزء عزيز من أراضينا العربية استناداً إلى القوة الغاشمة وليس لأي شرعية.
كما إننا ندرك إدراكاً كاملاً وواسعاً أن إيران تتحرك من منطلق مصالحها القومية بالدرجة الأولى، أن المؤثر الرئيس والحاسم في السياسة الخارجية الإيرانية هو البعد القومي الإيراني وأن حكاية البعد الإسلامي ليست إلا شماعة دعائية، فبالرغم من أن السلطة الإيرانية الحاكمة ومناصريها في الوطن العربي يؤكدون دون جدوى إسلامية السياسة الإيرانية، وأنها تنطلق من البعد الديني المناصر للمسلمين في مواجهة مملكة الشياطين، لكن الحقيقة المشاهدة بالعيان والمؤكدة أن إيران تنطلق في سياستها ومصالحها من منحى قومي صرف، حتى تحالفاتها ليست إسلامية بالضرورة بدليل تعاملها مع الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على السلاح، وفي إسقاط نظام صدام حسين ونظام طالبان، كما إن الخطاب السياسي الإيراني العالي النبرة والذي يعلي من شعارات المقاومة ضد إسرائيل والحملة الدعائية الضخمة التي تتزعمها، لا تنطلق من منطلق إسلامي، إنما منطلقها أن إسرائيل تمثل خطراً على إيران، ومن دلائل المرتكز القومي الطائفي لإيران هو دعمها للحرب الطائفية في العراق وتسليحها للمليشيات الطائفية في هذا البلد العربي المحطم، فإنهاء عروبة العراق هدف أثير في السياسة الإيرانية.
كما إننا لن نصدق الدعاوى السياسية المعلنة عن ضرورة أمن الخليج بيد أهل الخليج وحدهم، وذلك لأن إيران ماتزال تصف نفسها بالقوة الإقليمية العظمى، وهي لذلك لا تتحدث عن شراكة إقليمية بل عن نظام إقليمي تكون لإيران اليد الطولى فيه، وتكون لها السيطرة والهيمنة.. ولاحظوا الرعب الذي يصيب إيران لمجرد استخدام لغوي لمصطلح الخليج العربي، مع أنه بالإمكان أن تسميه هي فارسي ونسميه عربياً، كل بحسب قناعاته وكفى، ومع أن إيران يفترض نظرياً أنها تنطلق من بعد إسلامي وليس من بعد قومي، وتلك قصة أخرى.
باختصار نحن نختلف مع إيران في سياساتها الهيمنية، ونطالبها بإنهاء احتلالها للجزر العربية في الإمارات، ونختلف معها طولاً وعرضاً في منزعها الميال إلى التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، ولكننا مع ذلك لا يمكن أن نقبل ولا أن تقبل الدول العربية أن يتم جرها إلى حلف غير مقدس ضد إيران الجارة المسلمة، ولا يمكن أن نستبدل العدو الإسرائيلي التاريخي بعدو من نسيجنا الحضاري والتاريخي، ولا يمكن للدول العربية أن تشارك في أي عدوان على إيران ولا يجب أن يحدث ذلك.
نختلف مع إيران.. نعم، ولكننا يجب أن نرفض العدوان ضدها، ولنقنع إيران بضرورة تغيير سياساتها، وتفهم حقوق العرب في الجزر المحتلة وفي ترك العراقيين يقررون مصيرهم بعيداً عن الضغوط والتدخل، ولكن لنقل للأمريكان أيضاً: إذا أردتم أن نصدقكم أوقفوا إسرائيل أولاً واحموا الأمن العالمي من عربدة هذا الكيان الغاصب وبعد ذلك لكل حادث حديث!!
التعليقات
صحصح..وافرك عيونك
بن ناصرالبلوشي -(1)العدو..عدو..ولافرق بين عدوتاريخي(مفترض) وغيرمباشروبين عدو(حقيقي)ومباشر..حتى لوكانت من نسيجناالحضاريوالتاريخي(كماذكرت),بل العكس عداوة القربى اشدمضاضة(2)نووي بيددول(ناضجة)أرحم وأسلم من دولة(غيرناضجة)-(3)اسرائيل دولة عنصرية(بحكم وضعهاالتاريخي وموقعهاوحجمهاوالتهديدات التي تحاصرها)اماايران فهي دولة عنصرية وتوسعية وايدلوجية(بحكم اطماعها)-(3)اسرائيل دولة قامت بارادةدولية على ارضهاالتاريخي والمفروضة عليها(سماويا),اماايران فهي دولة توسعية وصاحبةمشروع(امبراطوري)-(4)النووي بالنسبة لاسرائيل ردع للاعداءوحصن لها,امابالنسبة لايران تخويف وترهيب واطماع وغطرسة للجيران وللمذهب المخالف(5)لولا(الحلف الغيرالمقدس)والاستفتاءالاممي لأصبحت دول وممالك محافظات تحت سيادة(مقدسة)لجمهورية ايران الاسلامية(الجارة).
البلوشي غلطان
عبد الله السالمي -عجيب أمر البلوشي فهو يبرر لأسرائيل وجودها على أرض فلسطين، ويقول (عداوة القربى أشد مضاضة) ويقول أن ايران دول توسعية وصاحبة مشروع امبراطوري ، ثم يقول (النووي بالنسبة لاسرائيل ردع للأعداء وحصن لها، أما بالنسبة لايران تخويف وترهيب وأطماع وغطرسة للجيران وللمذهبالمخالف). ايران دولة مسلمة وسكانها يتجهون للصلاة نحو القبلة فى مكة المكرمة، ويقرأون القرآن مثل باقى المسلمين. وحالما سقط نظام الشاه سحب الحكم الجديد اعترافه باسرائيل ، وأصبحت اللغة العربيةتدرس فى المدارس الايرانية. ويجب أن لا ينسى البلوشي أن 3 من الأربع أئمة للمذهب السني هم من ايران أما الرابع فهو أحمد بن حنبل فهو عربي ينتسب الى بكر بن وائل. ألم يسمع البلوشي بالبخاري وصحيحه الذى يمجده إخواننا أهل السنةويأخذون عليه الأحاديث النبوية وهو من بخارى فى ايران؟ ألم يسمع بالترمذي ومحمد بن ماجه وأحمد النسائي الذين يعتمد عليهم اخوانناالسنة؟ ألم يسمع بسيبويه الايراني الذى علم العرب لغتهم؟ ألم يسمع بالفيروز آبادي وقاموسه المحيط؟ ويطول الحديث فى هذا، وقد لا يقع فى أذن صاغية.