مخاوف الأردن من عدم قيام الدولة الفلسطينية!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عبير بشير
جاء إعلان إدارة الرئيس الأميركي "باراك أوباما" عن تخليها عن مساعيها لإقناع إسرائيل بتجميد الإستيطان، والذي سبقه، تلويح الرئيس "محمود عباس" بحل السلطة وإنهاء الحكم الذاتي في الأراضي الفلسطينية، في حال فشلت الجهود الأميركية لإحياء عملية السلام - ليصبّ الزيت على النار - ويعزز مخاوف "الأردن" من تداعيات تبخر مشروع "حل الدولتين" على مستقبله وكيانه. فكلما تعثر الحل السلمي في الشرق الاوسط، وتأزم مسار المفاوضات، تزداد خشية الأردن من أن تتحمل أوزار تصفية القضية الفلسطينية، ويطل شبح "الخيار الأردني" برأسه، ومعه تسقط مقولة مهندس اتفاقية وادي عربة "عبدالسلام المجالي" عند توقيع الاتفاق: "اليوم ندفن مشروع الوطن البديل".
وتتقاطع الهواجس الأردنية بشدة مع ما صرح به السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة "جون بولتون" الذي أعلن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة - من أن خيار الدولتين قد فشل وأن تحقيق أي تسوية واقعية في الشرق الأوسط تتضمن إعادة قطاع غزة إلى مصر والضفة الغربية إلى الأردن.
ولم يخف العاهل الأردني قلقه الشديد من أن استمرار الاستيطان في الضفة وسياسة قضم الأراضي وابتلاعها، سيقضيان على أي فرصة حقيقية لقيام الدولة الفلسطينية القابلة للحياة، كما سيشرع الأبواب أمام إحياء مشروع "الخيار الأردني" الذي يؤكد رفضه القاطع له، مشددا على أن قبول بلاده لهذا "الخيار" يعني انتحارا سياسيا بامتياز، بينما وزير خارجيته السابق مروان المعشر يعتبره "خيانة "، لأنه لا مصلحة للأردنيين في أن يتحولوا إلى أقلية في بلادهم.
وتنظر إسرائيل إلى "الخيار الأردني" على أنه فرصة ذهبية لتصدير المعضلة الديموغرافية الفلسطينية إلى الأردن - وذلك عبر ضم ما تبقى من الضفة الغربية إلى المملكة الأردنية وتحميلها المسؤولية الأمنية والإدارية عنها - ووفقا للرؤية الإسرائيلية المقلوبة - فإن مساحة الأردن شاسعة وسيكون مهيئاً لاستقبال ملايين اللاجئين الفلسطينيين من دول الشتات، إضافة إلى توطين الفلسطينيين المقيمين لديه.
ورغم تطمينات الإدارات الأميركية المتعاقبة، والصالونات السياسة للأردن، بأنه حليف كبير لا يمكن التفريط به، أو تعريض وجوده ومصالحه للخطر، وان خيار حل الدولتين هو خيار إستراتيجي للولايات المتحدة وليس تكتيكيا، إلا أن غالبية الشارع الأردني والنخب السياسية والفكرية فيه لا يثقون بهذه الوعود.
وشكل بيان المتقاعدين العسكريين الأردنيين الغير مسبوق - حدثا استثنائيا، إذ حذر البيان من انصياع الأردن إلى الضغوط الدولية التي تهدف إلى توطين ملايين اللاجئين الفلسطينيين فيه، وتعهد بالحفاظ على الهوية الأردنية، وإحباط مؤامرة "الوطن البديل".
ويخشى الأردنيون من أن تؤدي صيغة "الوحدة" بين الضفة الشرقية والغربية بغياب الدولة الفلسطينية المستقلة إلى أن يتحول الفلسطينيون إلى أكثرية، تذوب معها الكيانية الأردنية وتؤدي إلى تقاسم وظيفي في مفاصل الدولة والسلطة، ومعهما المؤسسة الأمنية والعسكرية - رغم إقرارهم بعمق العلاقة والصلات التي تربط بين الشعبين الاردني والفلسطيني جغرافيا وتاريخيا وديموغرافيا وتداخل نسيجهم الاجتماعي والإقتصادي -. فيما ترفض القيادة الأردنية الحديث عن الكونفدرالية - بأي شكل من الأشكال - مع الضفة الغربية قبل قيام الدولة الفلسطينية القابلة للحياة.
وتبدو السلطة الفلسطينية وحركة فتح مذهولتين من التسريبات الإعلامية التي تتحدث عن إحياء "الخيار الأردني"، كأحد السيناريوهات المطروحة للخروج من الدائرة المغلقة للقضية الفلسطينية، إلا انها ترفض التعليق على هذا الموضوع بصورة علنية نظرا لحساسيته، وتفضل التعامل معه بهدوء عبر القنوات الديبلوماسية.
ويرى المراقبون أن هناك انقلابا حقيقيا في الموقف الأردني الرسمي من عودة الكونفدرالية مع الضفة، ففي حين كان الراحل الملك حسين من اشد المتحمسين لصيغة الوحدة مع الضفة - رغم قراره فك الإرتبط معها عام 1988م - وذلك بسبب طموحه التاريخي الذي ينبثق من كونه وريثا للسلالة الهاشمية، وحفيدا للشريف "حسين" الذي عمل على إقامة "الدولة العربية الكبرى"، إلا أن خليفته الملك عبد الله، تخلى عن هذه الفكرة بسبب التغيرات الإقليمية الكبرى، وترجيح الواقعية السياسية عما سواها.
وليس فقط الأردن هو من يدرك ضرورة التحرك السريع عربيا ودوليا لإنقاذ الوضع في المنطقة قبل أن ينفجر نهائيا، فقد صرح وزير الخارجية المصري "ابو الغيط" بأنه يجب الاتفاق على انهاء اللعبة في عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، وذلك من خلال اتفاق المجتمع الدولي وفي مقدمه اللجنة الرباعية على صياغة وثيقة إطار تتضمن عناصر التسوية بين الجانين، كأساس للمفاوضات ضمن فترة زمنية محددة تنتهي بإقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة.
التعليقات
الاردن بلا مخاوف
د محمود الدراويش -ليس للاردن مخاوف ,فهو عامل استقرار وتوازن واعتدال , وقد لعب ادوارا عقلانية متزنة ومنذ مؤسس المملكة الاول ,وبنى شبكة هائلة من العلاقات مع معظم دول العالم وشخصياتها المهمة والذي يتذكر جنازة جلالة الملك حسين والحضور العالمي فيها يدرك هذا بسهولة ,ويحظى الاردن وقيادته بثقة واحترام ودعم دولي غير محدود , وله شعب عربي قح بدوي المنبت جسورا لا يقبل الضيم ولا الردية , لكنه حريص على استقرار المنطقة وتطورها ونمائها وازدهارها , والاردن اكثر من غيره يتقن لعبة السياسة ويمارس لغة المعقول ويدرك ابعاد الواقع بدقة , وللاردن بفضل حنكة قيادته حجم اكبرمن امكناته وموارده , وربما يكون راس مال الاردن في قيادته ونهجه وحيوية شعبه ووعيه ونقاءه ,,, ويمكنني القول بان الاردن واحد من بلدان المنطقة عالي الاسوار عصيا على التطويع والتركيع , قاتل عام 1948 رغم ضيق ذات اليد والفقر والبؤس واظهر كفاءة وجلدا وتصميما وسطر بطولات لا مجال لتعدادها في هذه العجالة ,وخاض معارك العرب واظهر الجندي العربي الاردني هيبة ورجولة طافحة واقداما قل مثيله , وكانت معركة الكرامة واحدة من المعارك الخالدة التي خاضها جيش باسل دفاعا عن وطنه وعروبته بامكانات محدودة وجرأة لا حدود لها ,,,لقد كثر اللغط والحديث في الآونة الاخيرة عن خرافة الوطن البديل ,وهي خرافة تضاف الى خرافات المحتلين واساطيرهم وشعوذاتهم ,لكنه لن يكتب لها النجاح وليس بمقدور الاسرائيلين تجسيدها قطعا ,,,ان الاردن يشق طريقه في البناء والتطوير وتمتين مؤسساته الوطنية وتدعيم اقتصاده وتحقيق نماء مجتمعي وعلمي ومعرفي افضل واكثر تقدما , ولا يروق للكثيرين روأية الاردن الصاعد والواعد والمستقر بل ربما يجري في الخفاء تخطيط واعداد لاعاقة تطوره وتقدمه الخلاق ,,,,ان متاعب الاردن مع الاسرائيلين معروفة للجميع وخشيته لها ما يبررها, فلا زال الكثير منهم يعيشون هذيانا وهلوسة وجنون عظمة بفعل انتصاراتهم المتلاحقة على العرب , وهم يتحدثون عن اوطاننا كما لو كانت ارضا خلاءا او قفرا من البشر والحياة ويوزعونها ويتقاسمونها كما لو كانت تركة تاريخية لهم ,ان هذا هرطقة وجنون عظمة , وان العودة الى العقل وتحكيمه تبعد هؤلاء عن منطق سقيم اعوج لا يمكن تحققه ابدا ,,,الاسرائيليون ممعنون في البحث عن اساليب وطرق وافكار ليخرجوا بسرقتهم لارض العرب بدون ثمن , او لتدفع ثمنها ونفقاتها اطراف عربية اخرى , وه
مقال ممتاز
اردني -شكرا على هذا التحليل العميق والدقيق.
مقال ممتاز
اردني -شكرا على هذا التحليل العميق والدقيق.
Jordan
Ayoob -Great article,one of the best published at this site,unfortunately the first comment gave negative effect on this professional article,I suggest to the first commenter Aldraweesh to stop his silly unprofessional comments
توطين وتجنيس
سفير سابق -الوطن البديل في الاردن قائم منذ زمن بعيد ولا يختلف عليه اثنيين,وهو مطلب فلسطيني وعربي وإسرائيلي وغربي ,ولم يعد أحد يستطيع أنكار ذالك
تعليق 1
مراقب للأحداث -فكرة الوطن البديل مرفوض اردنيا وفلسطينيا وأشكر محمود الدراويش على تعليقاته المفصلة الشاملة والتي تحتاج الى شغل وتفكير وجهد كبير.
دولة للفلسطينيين
stern -لن تقوم دولة للفلسطينين وكلة كلام فاضي عن قيام دولة ,مجرد ابر تخدير وشيء يشغل العرب.. وذلك بسبب بيع فلسطين لاسرائيل من قبل الحكام العرب .
دولة للفلسطينيين
stern -لن تقوم دولة للفلسطينين وكلة كلام فاضي عن قيام دولة ,مجرد ابر تخدير وشيء يشغل العرب.. وذلك بسبب بيع فلسطين لاسرائيل من قبل الحكام العرب .
الي .محمود الدراويش
stern -كل ما تقولة كلام في الهواء لو كان العرب قادرون على الحرب لما خسروا الحروب السابقة الاردن ضيعة مسجلة لهم لان اغلبية ا الاراضي الاردنية تم بيعها لهم والملك يعمل لديهم كما كان ابو الملك حسين ..مستر بيف. الاسم الذي كان يعرف بة لدى المخابرات الامريكية. هذة الارض ليست للعرب بل لاسرائيل تم اعطائها لهم من اللة .ارض الموعد عند خروجهم من مصر مع النبي موسى. +كما ان العرب لا ينسون اشلاء اطفالهم كذلك اسرائيل لا تنسى ضحاياها . لن يفعل العرب شيء بعد ٦٠ سنة ولا يستطيعون فعل شيء لانة لو استطعتم من قبل لفعلتم. امة فاشلة . التوقيع-عربي للاسف