قرار وزراء الخارجية العرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نزيه القسوس
مع أن القرار الذي اتخذه وزراء خارجية الدول العربية حول وقف المباحثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين جاء متأخرا كثيرا ودون المستوى المطلوب إلا أنه قرار مهم في الإتجاه الصحيح لأن هذه المحادثات تراوح مكانها منذ بدايات التسعينيات من القرن الماضي فإسرائيل لم تعط أي تنازلات للفلسطينيين منذ أن بدأت محادثات أوسلو وحتى ما إتفق عليه في العاصمة النرويجية لم تنفذه الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وكانت هذه الحكومات تقوم بعمليات الإستيطان في الضفة الغربية المحتلة وها هي المستوطنات تنتشر في كل مناطق الضفة الغربية ومدينة القدس ولم تقبل الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو حتى وقف الإستيطان لمدة ثلاثة أشهر وهذا يدل دلالة قاطعة على أنها لا تريد الإنسحاب من الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة ولا تريد السلام أو أن تكون هناك دولة فلسطينية قابلة للحياة لكن الفلسطينيين ومعهم الدول العربية لا يريدون أن يفهموا ذلك ويظلون متعلقين بأمل واهي وهو أن الولايات المتحدة سوف تجبر إسرائيل على الإنسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة وتقيم دولة فلسطينية على هذه الأراضي .
قرار الدول العربية الذي اتخذ أمس في مقر الجامعة العربية بوقف المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلا إذا قدمت الإدارة الأميركية مبادرة جادة والتوجه إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يطلب من إسرائيل وقف الإستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة هذا القرار يعتبر خطوة على الطريق الصحيح إذ سيكون أول إختبار لمصداقية الإدارة الأميركية وعلى رأسها الرئيس باراك أوباما فهذا الرئيس الذي كان متحمسا منذ توليه سلطاته الدستورية لوقف الإستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة نفترض أنه سيكون مع أي قرار سيصدره مجلس الأمن الدولي يطلب فيه من إسرائيل وقف الإستيطان أما إذا إستعملت الولايات المتحدة حق النقض الفيتو ضد القرار الذي سيتخذه هذا المجلس من أجل إفشال وحماية إسرائيل فهذا يعني أن إدارة الرئيس أوباما غير جادة في كل توجهاتها بالنسبة للقضية الفلسطينية وأنها تضحك على الفلسطينيين والعرب وتريد كسب الوقت فقط من أجل إعطاء إسرائيل المزيد من الوقت من أجل إقامة أكبر عدد من المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة ووضع الفلسطينيين والعرب تحت الأمر الواقع وهذا ما تخطط له الحكومة الإسرائيلية الحالية التي تعتبر الأراضي الفلسطينية المحتلة أراض إسرائيلية محررة .
تشير كل الدلائل والمؤشرات على أن الحكومة الإسرائيلية الحالية والتي تشارك فيها الأحزاب اليمينية الإسرائيلية المتطرفة لن تنسحب من الأراضي الفلسطينية المحتلة ولن تقبل إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانبها وكل ما تفعله من التظاهر بأنها تريد إجراء محادثات مع الفلسطينيين لكن دون شروط مسبقة كما تدعي هو فقط لكسب الوقت ولبناء المزيد من المستوطنات وطرد الفلسطينيين من أراضيهم والإستيلاء على هذه الأراضي وإلا لماذا لا تقبل هذه الحكومة وقف الإستيطان لمدة ثلاثة أشهر فقط بالرغم من كل الضغوط الأميركية إذا كانت تنوي بالفعل الإنسحاب من هذه الأراضي وتوافق على إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة ؟ .
المفروض أن مندوبي الدول العربية في الأمم المتحدة سيضعون خلال الأيام القليلة القادمة مشروع القرار الذي سيقدم إلى مجلس الأمن الدولي ونتمنى أن يرى هذا المشروع النور وأن لا يكون مشروعا شكليا ومفصلا حسب رغبة الإدارة الأميركية .