جريدة الجرائد

لبنان من الوصاية السورية إلى الوصاية الإيرانية...

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

خيرالله خيرالله


هل انتقل لبنان من الوصاية السورية الى الوصاية الايرانية، بعدما استطاع النظام في طهران ملء الفراغ الامني الذي خلفه الانسحاب العسكري السوري من الاراضي اللبنانية في ابريل من العام 2005؟ ما يبرر طرح مثل هذا السؤال كلام السيد علي خامنئي "مرشد الجمهورية الاسلامية" في ايران عن المحكمة الدولية التي تنظر في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه والجرائم الاخرى التي سبقتها وتلتها. يشير هذا الكلام الى ان الرجل نصّب نفسه بالقوة مرجعا لكل لبنان وكل اللبنانيين. وضع نفسه فوق الدولة اللبنانية ومؤسساتها، هي التي طلبت المحكمة الدولية وسعت اليها بهدف وضع حدّ لثقافة الموت والسياسة القائمة على الاغتيالات في الوطن الصغير.
حرص "المرشد الاعلى"، لدى استقباله امير دولة قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني حديثا على تأكيد ان اي قرار يصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان يعتبر "لاغيا وباطلا". وضع خامنئي نفسه ايضا فوق المحكمة الدولية التي اقرها مجلس الامن التابع للامم المتحدة تحت الفصل السابع من شرعة المنظمة الدولية، وذلك بعدما اعتبر المجلس اغتيال رفيق الحريري عملا "ارهابيا"!
لا يختلف اثنان على ان من حق "المرشد" ان يعتبر نفسه المرجعية الاولى والاخيرة في كل شيء لدى قسم من اللبنانيين. ليس سرّا ان "حزب الله" يؤمن بولاية الفقيه ويرى في خامنئي مرجعيته. وقد اعلن ذلك غير مرة الامين العام للحزب السيّد حسن نصرالله الذي اكد من دون مواربة انتماءه الى المدرسة التي تؤمن بنظرية ولاية الفقيه. كذلك، ليس سرا ان الادوات التابعة لـ"حزب الله" وتوابع هذه الادوات، مثل النائب المسيحي ميشال عون وامثاله، تأتمر بما يصدر عن الحزب ومرجعيته. ولذلك سارعت هذه الادوات منذ فترة لا بأس بها الى مهاجمة المحكمة الدولية واعتبارها ساقطة. هناك من يرى حتى ان المحكمة الدولية قضية منتهية طويت صفحتها. لماذا اذا كل هذا الرعب من المحكمة ومن القرار الاتهامي الذي يمكن ان يصدر عنها قريبا، ما دام لا قيمة تذكر لها ولكلّ ما يمكن ان يصدر عنها او عن الاجهزة والهيئات التابعة لها؟
تكمن اهمية كلام خامنئي، وهو اعلى سلطة في ايران ولدى كل من يؤمن بنظرية ولاية الفقيه، ان طهران تثبت انها معنية، على نحو مباشر، بالتحقيق باغتيال رفيق الحريري ورفاقه والجرائم الاخرى التي استهدفت اللبنانيين الشرفاء حقا الذين يؤمنون بالعروبة الحضارية وليس بالمتاجرين بها. من الواضح ان هناك بعدا اقليميا لهذه الجرائم. جاء كلام "المرشد الاعلى" لدى استقباله امير دولة قطر ليؤكد هذا البعد وليؤكد ان ايران معنية قيل غيرها بالمحكمة وانها تعتبر معركة المحكمة معركتها.
ماذا يعني ذلك؟ انه يعني ان الوضع في لبنان في غاية الخطورة وانه قابل للانفجار في اي لحظة وان على اللبنانيين الرضوخ للارادة الايرانية ولمن يمثل هذه الارادة ويعبّر عنها... والاّ تحلّ بهم وببلدهم المصائب والويلات. كل ما في الامر، ان النظام في ايران يرى انه يمتلك ما يكفي من الوسائل والادوات، على رأسها السلاح الموجه الى صدور المواطنين العزل، لفرض ارادته على لبنان واللبنانيين الذين عليهم الافتراض ان رفيق الحريري وباسل فليحان ورفاقهما قضوا في حادث سير وان كل الشهداء الآخرين، من سمير قصير الى النقيب سامر حنّا مرورا بجورج حاوي وجبران تويني ووليد عيدو وبيار امين الجميّل وانطوان غانم واللواء فرنسوا الحاج والرائد وسام عيد والشهداء الاحياء مروان حماده والياس المرّ ومي شدياق، كانوا ضحية خلاف عائلي! يستطيع اللبنانيون، في احسن الاحوال، اتهام اسرائيل بانها وراء كل هذه الجرائم او الاستشهاد بمشعوذ فرنسي يروج لرواية تقول ان موكب رفيق الحريري تعرض لهجوم من الجو بواسطة صاروخ الماني!
ما الذي يجعل ايران تسمح لنفسها بالتصرف بالطريقة التي تتصرف بها حيال لبنان؟ قبل كل شيء، لا وجود لموقف عربي موحد يؤكد الوقوف مع المحكمة الدولية من منطلق انها الوسيلة الوحيدة لوضع حد لثقافة القتل في لبنان وغير لبنان. لذلك، يتصرف النظام الايراني وكأن ارض لبنان مشاع له. الوطن الصغير ليس سوى "ساحة". ولو استطاع تحويل كل دولة عربية اخرى الى "ساحة"، لما تردد في ذلك لحظة واحدة. الاهم من ذلك كلّه، ان ايران تمتلك السلاح في لبنان. انها تمتلك ميليشيا مذهبية خاصة بها عناصرها لبنانية اقامت دويلة اقوى من الدولة اللبنانية وكل مؤسساتها. ولذلك، كان الكلام الذي صدر قبل عن الرئيس امين الجميّل في العيد الخامس والسبعين للكتائب في غاية الاهمية. تحدث امين الجميّل انطلاقا من تجربة معينة لحزب لبناني عريق سبق له ان حمل السلاح في ظروف معينة وحلّ مكان الدولة ومؤسساتها على جزء من الاراضي اللبنانية. شدّد على ان "اعادة احياء زمن الدويلات وزمن المشاريع الخاصة بكل طائفة او حزب يفتح شهيات كثيرة في وقت يتفتت العراق ويقسّم السودان ويعاني اكثر من بلد عربي نزعات انفصالية".
لم يأت كلام الجميّل من فراغ. جرّب حزبه السلاح الذي يمثل علّة العلل في لبنان. وتوصل الى نتيجة "ان هذا البلد لا يبنى من دون كل الفئات اللبنانية ومن بينها حزب الله، لكن لبنان لا يبنى مع دولة حزب الله". لماذا لا يريد السيّد خامنئي الاستفادة من تجارب الآخرين على ارض لبنان، بما في ذلك تجربة الاحزاب اللبنانية المختلفة والدول العربية المتنوعة التي اعتقدت في مرحلة ما ان السلاح والميليشيات هي الطريق الاقرب للحلول مكان الدولة اللبنانية؟
المخيف في الموضوع ان ايران تمتلك فائضا من القوة في لبنان. تستطيع من دون شك توظيف هذا الفائض في الاطار الداخلي. تستطيع، بفضل السلاح وحملة السلاح، ان تدمر الكثير وان تثير كل انواع الغرائز، على رأسها الغرائز المذهبية البغيضة والفتن الطائفية. ولكن هل تستطيع في نهاية المطاف اخضاع اللبنانيين وتخييرهم بين السلم الاهلي والمحكمة الدولية... ام ان كل ما هو مطلوب من التصعيد الذي لجأ اليه "المرشد" توجيه رسالة الى واشنطن فحواها ان طهران مستعدة، انطلاقا من المحكمة الدولية، للدخول في مفاوضات مع الادارة الاميركية في شأن مستقبل لبنان على غرار ما حصل في العراق؟



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
موقف النظام السوري
عادل -

لولا تفاهم النظام السوري والإيراني لما وصل لبنان الى حالة عدم الاستقرار المستمر ولمافرض الحزب سلاحه في تهديد تطبيق العداله و مفتاح افشال هيمنة ايران وحزبها على لبنان .... هو تغيير موقف النظام السوري تجاه ذلك وان يكون له موقف معلن وعملي تجاه سلوك الحزب في تهديده المستمر لكيان لبنان وذلك بمنع إرسال السلاح له وعدم تاييده سياسيا ودور الدول العربيه ومجلس الامن حاسم في إقناع النظام السوري بوقف استمرار هيمنة حزب حسن الممثل للنظام الايراني في لبنان٠ ;

موقف النظام السوري
عادل -

لولا تفاهم النظام السوري والإيراني لما وصل لبنان الى حالة عدم الاستقرار المستمر ولمافرض الحزب سلاحه في تهديد تطبيق العداله و مفتاح افشال هيمنة ايران وحزبها على لبنان .... هو تغيير موقف النظام السوري تجاه ذلك وان يكون له موقف معلن وعملي تجاه سلوك الحزب في تهديده المستمر لكيان لبنان وذلك بمنع إرسال السلاح له وعدم تاييده سياسيا ودور الدول العربيه ومجلس الامن حاسم في إقناع النظام السوري بوقف استمرار هيمنة حزب حسن الممثل للنظام الايراني في لبنان٠ ;

مراجعة مرجع
Adam* -

ايران استغلت السوريين خير استغلال لمد نفوذها بالمنطقة و من ضمنها لبنان و عن طريقهم نشات حماس و حزبولا...سوريا ادحلت السلاح و العتاد و رجال الحرس السوري الى لبنان و قاموا على تقوية فئة من اللبنانيين و شراء بعض النفوس من بعض الفئات الاحرى..لبنان معروف عنه عدم الرضوخ للوصايات بقوة السلاح و الترهيب, يرضخ لفترة و بعدها ياتي الانفجار.. الاغتيالات اتت بايعاذ من ايران و عن طريق اوامر من الحرس الثوري و طبعا باوامر من مسؤوليه.. السوريون كانوا الوسطاء و الحزب نفذ اوامره كجندي , كلف هذا خروج السوريين لافساح المجال امام ايران لكمش زمام الامور دون وسيط سوري.. المحكمة تهدد المشروع الايراني لا بل لربما كشفت اشتراكهم بالجرائم التي حصلت و هم بغنى عن مزيد من العقوبات الدولية التي ترزح تحتها ايران مسبقا.. ايران بحاجة لاحراز اية نصر ولو على حساب فئة من اللبنانيين, و لكن مع تزايد المعارضة الايرانية, هل سيبقى هناك من منصب كمرجع اعلى...أشك بذلك.

مراجعة مرجع
Adam* -

ايران استغلت السوريين خير استغلال لمد نفوذها بالمنطقة و من ضمنها لبنان و عن طريقهم نشات حماس و حزبولا...سوريا ادحلت السلاح و العتاد و رجال الحرس السوري الى لبنان و قاموا على تقوية فئة من اللبنانيين و شراء بعض النفوس من بعض الفئات الاحرى..لبنان معروف عنه عدم الرضوخ للوصايات بقوة السلاح و الترهيب, يرضخ لفترة و بعدها ياتي الانفجار.. الاغتيالات اتت بايعاذ من ايران و عن طريق اوامر من الحرس الثوري و طبعا باوامر من مسؤوليه.. السوريون كانوا الوسطاء و الحزب نفذ اوامره كجندي , كلف هذا خروج السوريين لافساح المجال امام ايران لكمش زمام الامور دون وسيط سوري.. المحكمة تهدد المشروع الايراني لا بل لربما كشفت اشتراكهم بالجرائم التي حصلت و هم بغنى عن مزيد من العقوبات الدولية التي ترزح تحتها ايران مسبقا.. ايران بحاجة لاحراز اية نصر ولو على حساب فئة من اللبنانيين, و لكن مع تزايد المعارضة الايرانية, هل سيبقى هناك من منصب كمرجع اعلى...أشك بذلك.

انظمة ارهابية
hanadi -

يا اخي الكاتب خيرالله خيرالله سبب مشاكل الشعب اللبناني وسبب مصايب الشعب اللبناني هم دولتين وقلنا هذاالكلام كذا مرة ان سبب عللنا ومشاكلنا ومصايبنا هم حزب البعثي السوري وملالي طهران هذه الدولتين التي تتحكم بشعب اللبناني والشعب العراقي والشعب الفلسطيني وعندك حزب البعث السوري التي يتحكم بشعبه وعندك الملالي من خامنئي وجر هم التى يتحكمو بشعب الايراني طيب انا اريد ان افهم نقطة مهمة وهي ان كم مليون في الوطن العربي من المحيط الى الخليج او حكامنا العرب هل من المعقول لا احد يقدر يسيطر او يردع سوريا وايران هل من المعقول اين الدول العربية واين دورهم لا درجة تاركين ملالي ايران وحزب البعث السوري يتحكم بمصير ملايين من الشعوب العربية بلمنطقة وشكرا

انظمة ارهابية
hanadi -

يا اخي الكاتب خيرالله خيرالله سبب مشاكل الشعب اللبناني وسبب مصايب الشعب اللبناني هم دولتين وقلنا هذاالكلام كذا مرة ان سبب عللنا ومشاكلنا ومصايبنا هم حزب البعثي السوري وملالي طهران هذه الدولتين التي تتحكم بشعب اللبناني والشعب العراقي والشعب الفلسطيني وعندك حزب البعث السوري التي يتحكم بشعبه وعندك الملالي من خامنئي وجر هم التى يتحكمو بشعب الايراني طيب انا اريد ان افهم نقطة مهمة وهي ان كم مليون في الوطن العربي من المحيط الى الخليج او حكامنا العرب هل من المعقول لا احد يقدر يسيطر او يردع سوريا وايران هل من المعقول اين الدول العربية واين دورهم لا درجة تاركين ملالي ايران وحزب البعث السوري يتحكم بمصير ملايين من الشعوب العربية بلمنطقة وشكرا

عدو الاغبياء
حسام جبار -

جوقة الردح الطائفي بدأت الردح كالعادة بالتعليقات البائسة الثلاث وياحبذا لو تعلمت او تعلم hanadi العربية حتى نفقه بؤس تعليقه لكن لاضير فعدو الاغبياء قادم لكم في تعليق رائع كالعادة ليوضح من بقي في عقله ذرة فهم حجم بؤس وسخافة تعليقاتكم !!

عدو الاغبياء
حسام جبار -

جوقة الردح الطائفي بدأت الردح كالعادة بالتعليقات البائسة الثلاث وياحبذا لو تعلمت او تعلم hanadi العربية حتى نفقه بؤس تعليقه لكن لاضير فعدو الاغبياء قادم لكم في تعليق رائع كالعادة ليوضح من بقي في عقله ذرة فهم حجم بؤس وسخافة تعليقاتكم !!

كلام خامنئي
سعيد اللبناني -

مرفوض وسخيف وحاقد وباطل. وتاثيره على المحكمة صفر على شمال. واذا اراد نصرالله ان يقع في الغلطة القاتلة باستعمال السلاح في وجه المحكمة فستكون نهايته السياسية والعسكرية. الفصل السابع بالمرصاد. والعالم لن يتساهل في ارهاب حزب الله الذي اذا افلت من العقاب فسيتمادى في القتل والاغتيال وافانين الارهاب. ارواح الابرياء ستنتصر على القنلة الاشرار

كلام خامنئي
سعيد اللبناني -

مرفوض وسخيف وحاقد وباطل. وتاثيره على المحكمة صفر على شمال. واذا اراد نصرالله ان يقع في الغلطة القاتلة باستعمال السلاح في وجه المحكمة فستكون نهايته السياسية والعسكرية. الفصل السابع بالمرصاد. والعالم لن يتساهل في ارهاب حزب الله الذي اذا افلت من العقاب فسيتمادى في القتل والاغتيال وافانين الارهاب. ارواح الابرياء ستنتصر على القنلة الاشرار

جبار
عادل -

قل خيرا او اصمت !!!!!!!!!

جبار
عادل -

قل خيرا او اصمت !!!!!!!!!