«ساويرس» يقتحم المناطق الشائكة بين المسلمين والأقباط!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
شريف عبدالغني
قبل عدة سنوات قررت أن أكون من أصحاب السيارات لأول مرة في حياتي، ولأن ما معي من مال كان يكفي بالكاد لشراء سيارة مستعملة، فقد لجأت لأحد تجار هذا الصنف في قريتنا، وهو مع أقرانه خليط من ذوي العقول الفارغة الذين لم يفلحوا في أي مهنة، لكنهم وجدوا ضالتهم في تداول السيارات القديمة، وحققوا من ورائها أرباحا كبيرة دون أدنى مجهود أو إجهاد للعقل، ومن يقع تحت أيديهم لا بد أن "ينصبوا عليه" مستغلين عدم خبرة البعض من أمثالي بفنيات السيارات، فيبيعونها بأعلى كثيرا من سعرها الحقيقي بعد أن يقسم لك "يمين طلاق ثلاثة" أنه لم يكسب من ورائك، وأنه يكفيه أن يتعرف على شخصية محترمة مثلك. وبعد أن تسير بالسيارة لمدة أسبوع تكتشف أن عمرها الافتراضي انتهى، وأنك "شربت مقلبا محترما". ولأن ما تأتي به الرياح تطيره الزوابع، فإن معظم هؤلاء التجار يدمنون المخدرات ويصرفون ببذخ في أمور تافهة ليس من بينها أبداً أعمال الخير.
لكني فوجئت ذات مرة بأحدهم يتصل بي، ويقول إنه يحتاجني في أمر مهم لا يحتمل الانتظار. انتابني القلق وسألته عن هذا الأمر، فقال وقد عاش في دور قيادي في تنظيم "القاعدة": "تعرف إن عزيز المسيحي قرر إنه يشتري أحد المنازل أمام بيتي، وسيهدمه ليبني مكانه كنيسة.. وده طبعا شيء لا يمكن السكوت عليه؟".
- طيب وإيه المطلوب مني؟
- إحنا بنجمع فلوس عشان نشتري البيت ونبني مكانه جامع.. لأنه لا يمكن نسمح لواحد زي ده ينتصر علينا.. ولازم تتبرع معانا بأي شيء.
ولأني لو شرحت له وجهة نظري في هذا الموضوع، ورفضي للمنطق المعوج الذي يتحدث به، فضلا عن استحالة أن يكون هو نفسه صاحب دعوة نصرة الدين، فإنه لن يفهم ما سأقوله وقد يتهمني بغشم بالخروج عن الملة ونصرة "الأقباط ولاد ستين في سبعين"، ولذلك اعتذرت له على وعد بلقائه قريبا.
وبعد فترة التقيته بالصدفة، وقد تم بناء المسجد بالفعل، وراح يتحدث بزهو عن الانتصار الكبير الذي حققه على المسيحيين في القرية، قبل أن يستكمل النصب على الناس -أيا كانت ديانتهم- بسياراته الرديئة، دون أن ينسى نصيبه من سهرات "المزاج".
ما يفعله هذا الرجل ومن هم على شاكلته هو سر أزمة الاحتقان في مصر بين "عنصري الأمة" حسب وصف الصحف القومية، فكلاهما يرفع شعار "واحدة بواحدة".. كلمة ترد على كلمة، وسخرية تواجه سخرية، وعنف ضد عنف، ومسجد أمام كنيسة. فلا تكاد تبنى كنيسة جديدة حتى تجد مسجدا مقابلا لها فورا.
ففي مدخل طريق المحور الشهير بالقاهرة وعند نهاية ميدان لبنان بحي المهندسين، كانت أبرز ملامح المنطقة كنيسة تضيء أنوارها الليل في وداعة، ووفقا للمنطق المشار إليه فقد انتصبت مئذنة جديدة بمواجهة الكنيسة مباشرة رغم وجود عشرات المساجد القريبة.
في مصر ارتفع عدد الجوامع بشكل يدعو للدهشة، وزادت أعداد المصلين بطريقة تثير التعجب. أما مبعث تلك الدهشة وذلك التعجب أن هذه الزيادة لم تترجم إلى سلوك حقيقي وحسن معاملة للغير، فالرشاوى منتشرة على أشدها لتصبح طقسا يوميا عند المصريين، في ازدواجية مقيتة بين التدين الظاهري والخواء الداخلي. ولأن كل فعل له رد فعل مساوٍ في المقدار ومضاد في الاتجاه، فقد ازداد قطاع من المسيحيين تزمتا وتطرفا، ويحاول بعضهم التحايل على القوانين ببناء مراكز إدارية ثم تحويلها إلى كنائس، وهو ما حدث في الأزمة الأخيرة التي أودت بحياة اثنين من الأقباط وجرح عدد من أفراد الشرطة في اشتباكات متبادلة.
لم يفكر أي عاقل أننا نحتاج هذه الأموال لبناء مدارس ومستشفيات ومشروعات خدمية ستكون أكثر نفعا للناس، كفانا الموجود من المساجد والكنائس، رغم اعترافي بصعوبة الحصول على تصاريح بناء دور عبادة للمسيحيين، لكن الصلاة يمكن تأديتها في أي مكان، وسيتقبلها الله -لو كانت مخلصة- سواء أقيمت في مبنى فخيم أو على الأرض الجرداء.
لهذا كله سعدت بالتصريح الأخير لرجل الأعمال الشهير نجيب ساويرس الذي قال بشجاعة: "لا نحتاج كنائس أو مساجد بل مدارس ومستشفيات". ودخل الرجل بجرأة إلى المناطق الشائكة في علاقة المسلمين والأقباط بإبداء تعجبه "من حجم الضجة التي أحدثتها واقعة ما قيل عن علاقة حب بين زوجة قسيس وأحد المسلمين. هي حرة وربنا اللي بيحاسب. هذه قضية كان ينبغي للكنيسة ألا تتدخل فيها، وكان من الأفضل أن تترك الزوجة تخرج على الناس وتقول الحقيقة، لأن أمن هذه السيدة ليس مسؤولية الكنيسة لكي تخفيها عندها ولكن مسؤولية أجهزة الأمن".
ساويرس -القبطي- نموذج محترم للشخصية العامة، الذي لا يخشى أبداً من إبداء رأيه في كل ما تمر به مصر، ولم يُضبط يوما مثل كثيرين من نجوم البزنس ينافق أي مسؤول حرصا على مصالحه، بل يتحدث عن ضرورة التغيير: "لا بد أن يأتي يوم حتى ولو بعد عشر سنوات نشهد فيه انتخابات حرة". وعندما سأله أحد رجال الأعمال عن عدم ترشحه في مجلس الشعب قال "وهل ترضى لي؟"، في إشارة ذكية عن رفضه لأسلوب البلطجة الذي ظهر بشكل فاجر في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. ورغم عدم حبه لعبدالناصر، فإنه لم يبخسه حقه، مؤكداً أن الزعيم الراحل "كان عامل هيبة لمصر أمام العالم"!!
ويبقى قول ساويرس -الذي لم يرد اسمه في أي قضايا فساد مالي- بأننا لسنا في حاجة إلى مساجد وكنائس وإنما الأهم بناء المدارس والمستشفيات، كتشخيص معبر جدا عن أزمة مصر الحقيقية. وعلى عقلاء هذا الوطن أن يسألوا أنفسهم: هل الأجدى فعلا إقامة المزيد من دور العبادة، أم بناء إنسان حقيقي مكتمل تعليما وصحة؟
التعليقات
هل من مخلص؟
أ. عابدي -عزيزي كاتب المقال، لا تقل //ازداد قطاع من المسيحيين تزمتا وتطرفا، ويحاول بعضهم التحايل على القوانين ببناء مراكز إدارية ثم تحويلها إلى كنائس // - أن يحاول المسيحييون الإلتفاف لبناء كنيسة ليس تزمت ولا تطرف ولكنه تحايل بسبب قوانين متطرفة تُعقد إجراءات الحصول على ترخيص بناء كنيسة وتصرقات مسئولين متعنتة لتُصعب هذه الإجراءات وتعطلها حتى يبنى في موقعها أو في مقابله مسجد ليمتنع بناءها في هذا الموقع. هل سمعت عن كنيسة الأربعة عشر جامع التي لم تُبنى لأنه في أثناء عمل إجراءات بناء الكنيسة يبنى قرب موقعها جامع وعلى المسيحيين البحث عن مكان أخر لكنيستهم - 14مرة أُنشئ فيها 14جامع أو مسجد ولم تُبن الكنيسة. هل تنظر التطرف وأين هو؟. وعن ما قيل عن زوجة القس // هي حرة وربنا اللي بيحاسب - وأن أمن هذه السيدة هو مسؤولية أجهزة الأمن //. هذا كلام صحيح ولكن هل الأمن محايد؟ الأمن الذي قذف المسيحيين في كنيسة العمرانية بالحجارة وجمع المسلمين للمشاركة في هجومهم الغاشم. هل تعلم أن أحد المساجد في القليوبية شيد درجات السلم خارج خط التنظيم إلى الشارع وأمر المحافظ وقتها بتدخل الأمن وإزالتها ولم يفلح الأمن وأقيل المحافظ؟تقول يا سيادة كاتب المقال أنك سعدت بتصريح رجل الأعمال // لا نحتاج كنائس أو مساجد بل مدارس ومستشفيات // لكننا أيضا نصرح بأننا كمواطنين مصريين مسيحيين محتاجون لكثير من الكنائس والمراكز الإدارية، وكمواطنين مصريين مسلمين وغير مسلمين محتاجون للكثير من المدارس والمستشفيات والنوادي الإجتماعية. ومحتاجون لمنع الدواب والكارو داخل المدن ومحتاجون لنقل الورش والمصانع إلى خارج المناطق السكنية ومحتاجون لإزالة بعض العشوائيات وتطوير البعض الآخر. ومحتاجون بالأكثر لتنوير وتوعية المواطنين ليس عن طريق الشيوخ التطرف أو وسائل إعلام تتبنى الترفيه اللاهادف ولكن عن طريق إعلام الدولة المسئول المتحضر. تكذب الصحف القومية إذا قالت أن سر أزمة الاحتقان في مصر بين ;عنصري الأمة; أن كليهما يرفع شعار ;واحدة بواحدة;.. كلمة ترد على كلمة، وسخرية تواجه سخرية، وعنف ضد عنف، لا ليس كلاهما لأن المسيحيين لم يبدأوا لا بواحدة ولا كلمة ولا سخرية ولا عنف تجاه أشقائهم المسلمين. وليس أدل من بناء 14جامع لمنع بناء كنيسة؟. للأسف إختزل وعي الغالبية من المسلمين في أن هدف حياتهم هو وجوب التضييق على المسيحيين في عبادتهم وفي معاملتهم. ما
ساويرس المفتري
ابوعبدالرحمن -بالعكس فإن ساويرس وبعد ان ربح المليارات من جيوب المسلمين ( بإعتبارهم اغلبيه الشعب )فإنه يعد اول رجل بيزنس يتدخل في الامور الطائفيه التي لا تدخل في اختصاص البزنس مثل الماده الثانيه من الدستور ( الخاصه بالشريعه الاسلاميه كمصدر رئيسي للتشريع )وكذلك تم تخصص مساحه 500 فدان بمحافظه الفيوم لكي يبني عليها مدينه واذا بها تتحول لمستوطنه قبطيه من حيث ان جميع العاملين بها من الاقباط ومن حيث اشكال المباني المستوحاه رسومات الاديره والكنائس القديمه والتي ابقي عليها ولم يهدمها المسلمون الاوائل ( الغزاه كما يقول الاقباط علناُ ) , فهناك رجال اعمال مسلمون في مصر واوربا وامريكا اختصاصهم البزنس فقط وليس التدخل في تعديل الدستور وظلم الاغلبيه للاقليه كما يثرثر ساويرس وزمرته في وسائل اعلامه الخاصه من صحف وفضائيات , وقام ساويرس بإنشاء 4 ابراج سكنيه في ارقي احياء القاهره ولشده وطنيته وعلمانيته زرع علي كل برج عده صلبان ضخمه , اما علي الجانب الاخر فلتأخذ مثلاً الملياردير محمد الفايد , ومع كل ما حدث له من عنصريه لم يصرح بكلمه واحده عن الدستور البريطاني وكيف ترأس الملكه اليزابيث الكنيسه الانجليكانيه وان هذا يثير عواطف الاقليات من مسلمين ويهود وكاثوليك بريطانيين , فتصريحات ساويرس وافعاله الطائفيه المتكرره والتي تهز مشاعر الاغلبيه لا ينكرها الي اعمي بصر وبصيره
الدين للة
السيد مصطفى -والوطن للجميع وسويرس عقلية متفتحة جدا وامثالة فى الجانبين هم الاكثرية الغالبية والاقلية المتعصبة فى الجانبين تتلاعب بهم القوى الخارجية مستغلة الحالة النفسية المريضة لدى الطرفين وهو جريئ فى الحق وقيادى مصرى ملك للجميع وهى موهبة من اللة وجميع المصريين من المسلمين يحبونة ويحترونة وهو نقطة ضوء للشعب المصرى فى الظلام ورجل يتحدث من العقل بعيدا عن العواطف
ساويرس المفتري
ابوعبدالرحمن -بالعكس فإن ساويرس وبعد ان ربح المليارات من جيوب المسلمين ( بإعتبارهم اغلبيه الشعب )فإنه يعد اول رجل بيزنس يتدخل في الامور الطائفيه التي لا تدخل في اختصاص البزنس مثل الماده الثانيه من الدستور ( الخاصه بالشريعه الاسلاميه كمصدر رئيسي للتشريع )وكذلك تم تخصص مساحه 500 فدان بمحافظه الفيوم لكي يبني عليها مدينه واذا بها تتحول لمستوطنه قبطيه من حيث ان جميع العاملين بها من الاقباط ومن حيث اشكال المباني المستوحاه رسومات الاديره والكنائس القديمه والتي ابقي عليها ولم يهدمها المسلمون الاوائل ( الغزاه كما يقول الاقباط علناُ ) , فهناك رجال اعمال مسلمون في مصر واوربا وامريكا اختصاصهم البزنس فقط وليس التدخل في تعديل الدستور وظلم الاغلبيه للاقليه كما يثرثر ساويرس وزمرته في وسائل اعلامه الخاصه من صحف وفضائيات , وقام ساويرس بإنشاء 4 ابراج سكنيه في ارقي احياء القاهره ولشده وطنيته وعلمانيته زرع علي كل برج عده صلبان ضخمه , اما علي الجانب الاخر فلتأخذ مثلاً الملياردير محمد الفايد , ومع كل ما حدث له من عنصريه لم يصرح بكلمه واحده عن الدستور البريطاني وكيف ترأس الملكه اليزابيث الكنيسه الانجليكانيه وان هذا يثير عواطف الاقليات من مسلمين ويهود وكاثوليك بريطانيين , فتصريحات ساويرس وافعاله الطائفيه المتكرره والتي تهز مشاعر الاغلبيه لا ينكرها الي اعمي بصر وبصيره