زوجات المبتعثين و«المحارم»
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
محمد صادق دياب
الابتعاث الخارجي يشكل فرصة استثنائية، ليس للمبتعث فحسب، بل لكل أفراد أسرته الذين يرافقونه، فبرنامج الابتعاث السعودي يتكفل بجميع المصروفات الدراسية للزوجة الراغبة في الدراسة، وزوجة المبتعث التي لا تلتحق بالدراسة تهدر فرصة ثمينة جدا، إذ كان بإمكانها أن تستفيد من هذه الفرصة، ولو بدراسة لغة البلد الذي ترافق فيه زوجها، أو تعلم بعض المهارات التي تستفيد منها مستقبلا، ويشير الواقع إلى أن نسبة كبيرة من زوجات المبتعثين تهدر هذه الفرصة الثمينة ولا تستغلها.
ولو أن زوجة المبتعث استفادت من وجودها في الخارج للدراسة لتضاعفت نتائج البرنامج، وبدلا من أن يكون لدينا خريج واحد يصبح لدينا اثنان، وهذا ما ينبغي أن تتنبه إليه إدارة الابتعاث لتضع أولوية أو أفضلية للمبتعث الذي تشاركه زوجته رغبة الدراسة، وينطبق الحال على "المحرم" أو المرافق للمبتعثة، فهذا المرافق أو المحرم بدلا من البقاء عاطلا "أكل ومرعى وقلة صنعة"، حبذا لو كان لديه من الاهتمامات الدراسية أو البحثية ما يستثمر وقته فيه، وينبغي أن يدرج كل ذلك في سلم الأفضلية في قرارات الابتعاث، لأننا في الكثير من الحالات نصرف على اثنين من أجل تعليم واحد، وهذا ما يجعل تكلفة الابتعاث مرتفعة وباهظة.
إن موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على تمديد فترة برنامج الابتعاث الخارجي لخمس سنوات مقبلة، تأكيد على نجاح البرنامج وجدواه، حيث سيعمل على إعداد الكوادر العلمية اللازمة لدفع عملية التنمية الشاملة في البلاد، خصوصا أن مناطق الابتعاث شملت دولا متعددة من شأنها أن تثري التنوع المعرفي للمبتعثين، وهذا التمديد يفرض على المسؤولين عن البرنامج تقييما دقيقا لأولويات اختيار المبتعث أو المبتعثة، وجعل الأفضلية للبعثة التي يمكن أن يستفيد منها المرافق أو المرافقة، للحصول على خريجين بتكلفة خريج واحد تقريبا، فاصطياد عصفورين بحجر أوفر في الوقت والجهد من تخصيص حجر لكل عصفور.
ويمكن القول إن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي يمثل البرنامج الأنضج في تجاربنا مع الابتعاث من حيث كثافة المبتعثين، وقائمة التخصصات، وإن كان تنوع جهات الابتعاث يأتي في مقدمة مزايا هذا البرنامج، ففي عقود ماضية كانت بعثاتنا محصورة في بضع دول، في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، ولذا كان حجم التشابه المعرفي كبيرا بين الخريجين، أما اليوم فإن خارطة الابتعاث اتسعت لتشمل منظومة كبيرة من الدول في الشرق والغرب، وهذا سيصبغ خبرات مبتعثينا بالسعة والتنوع اللازمين في عملية التكامل المعرفي، ولذا ينبغي استثمار هذا البرنامج الاستثمار الأفضل للحصول على أعداد أكبر من الخريجين والخريجات وصولا إلى الأهداف المرجوة.