رئيس حزب «الغد» المصري : عمرو موسى لا يصلح لرئاسة مصر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رئيس حزب "الغد" المعارض رحب بمراقبة دولية على الانتخابات
القاهرة ـ سامي السيد
وصف رئيس حزب "الغد" المصري المعارض موسى مصطفى موسى الفترة المقبلة في تاريخ مصر بـ "المفصلية"، مؤكدا ان مرحلة الحراك السياسي التي تشهدها البلاد حاليا "ستحدد مستقبل البلد"، ورأى ان "الخارج بات يمعن النظر بدقة في الجالس المقبل على كرسي الرئاسة في مصر ليرى توجهاته إزاء كثير من القضايا المعقدة في المنطقة وعلى رأسها الصراع العربي- الإسرائيلي، فضلا عن العلاقات العربية- الأميركية".
وعزا موسى في حديث خاص لـ"النهار" سبب اهتمام الخارج بالانتخابات الرئاسية إلى كم العلاقات المعقدة والمتشابكة في المنطقة العربية التي تعد مصر عنصرا فاعلا ومؤثرا فيها، وقال:"هناك عين على مصر وعلى الانتخابات وعلى القادم الجديد الى كرسي الحكم فيها سواء مبارك أو أي رئيس آخر، حيث يدور التساؤل بل تساؤلات ما هي نظرة مصر مع هذا الرئيس إزاء كل الملفات الشائكة..هل يكون لينا أم معتدلا أم متشددا؟، مضيفا "بل يدور التساؤل (هل يستطيع هذا الرئيس حل المشكلة الفلسطينية؟ وما موقفه من العراق، وإيران، والأهم كامب ديفيد؟)".
وشن رئيس حزب "الغد" هجوما حادا على المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية د.محمد البرادعي الذي طرح اسمه للترشح في الانتخابات الرئاسية، وقال:" مصر لن تستورد رئيسا من الخارج"، وانتقد الضمانات التي وضعها البرادعي لقبوله الترشح قائلا:"تلك ضمانات معروفة كنا أول من طرحناها، وهو لم يأت بجديد"، وسخر من مبادرة محمد حسنين هيكل بتشكيل"مجلس أمناء الدولة والدستور"، وقال متهكما:"هيكل لم يخترع الذرة؟!"
ولم يستبعد موسى ان يكون الهدف من حالة الجدل التي دارت مؤخرا في أوساط النخبة السياسية وطرح أسماء بعينها لانتخابات الرئاسة "إلهاء" الناس عن إحداث تعديلات دستورية، واعتبر ان أي رئيس مدني يحكم مصر مستقبلا سيعطي انطباعا للعالم بان مصر بلد مدني.. وفيما يلي نص الحوار:
كثر الحديث عن الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2011.. هل ترى ان الأمر يستدعي حالة الجدل الدائر الآن في الشارع ووسط النخبة السياسية خاصة مع قول كثيرين ان الأمر سابق لأوانه حيث ان الانتخابات البرلمانية على الأبواب..مع من تتفق؟
أعتقد أننا في مصر نمر بمرحلة انتقالية هامة جدا خاصة في الفترة المقبلة القصيرة لوجود واستحقاقات تتعلق بانتخابات الرئاسة والبرلمان، ومصر الآن تمر بمرحلة حراك سياسي وانتخابي له أهميته ليس في مستقبل مصر كلها بل والمنطقة أيضا، واليوم نحن لدينا انتخابات مجلس الشعب وهي انتخابات مفصلية، وهناك حراك في مصر، وهناك تغيرات كثيرة جدا، ولا بد حينما نتحدث عن الحراك السياسي في مصر ان نربطه بالأقباط و"الإخوان المسلمين" والتحركات الحزبية في المرحلة السياسية القادمة، وهذه المعطيات الثلاثة أعتقد أنها مؤثرة في المرحلة المقبلة.
ولو نظرت إلى موضوع الأقباط فأنا أعتقد ان هناك جهات خارجية تحاول ان تثير الفتن في هذا الوطن، فهناك مأجورون يقومون بأمور في منتهى الخطورة ضد مصر، وما حدث للأقباط هو نوع من التحريض، وهناك حركات تقف وراء هؤلاء، ولابد ان نفطن لذلك، لان هذه الحركات لا تريد لمصر استقرارا، وبالتالي إذا ما أردنا ان نعبر هذه الأزمة لابد ان نزن الأمور جيدا، وألا نفكر فكرا منقادا، فإذا كنا في مرحلة نستقبل فيها التوجهات الخارجية فهذه عملية في منتهى الخطورة، ولابد ان نستيقظ لها، وان نفكر بإيجابية حتى لا ننجر إلى الهاوية، واعتقد ان الرئيس حسني مبارك وقادة الأحزاب يدركون ذلك تماما، ولا بد ان نعبر الفترة القادمة ونهدئ النفوس والحقائق ستظهر بعد ذلك.
ونحن في "الغد" حزب ليبرالي، ونائب رئيس الحزب قبطي فضلا عن أربعة أعضاء في الهيئة العليا، ونحن فخورون بهم، وليس لدينا تفرقة في الحزب، وإذا كانت هناك فئة متطرفة فينبغي التصدي لها، ثانيا هناك "الإخوان المسلمين" وهي جماعة لها موقع في مجلس الشعب من خلال 88 نائبا يمثلونها في المجلس، وهنا لابد ان نبحث في دور هذه الجماعة خلال المرحلة المقبلة.. هل هي حزب سياسي أم جماعة دعوية، فإذا كانت تعمل بالسياسة فينبغي عليها ان تؤسس حزبا، وإذا كانت جماعة دعوية فلا يجب ان تمارس السياسة وهكذا، لان ممارستها السياسة مع عملها الدعوي أمر خطير، ويتنافى مع الدستور، ثالثا الأحزاب إذ لا بد ان تعطى الأحزاب التي تمثل الشرعية والقانون الدور الواجب لممارسة دورها الطبيعي في الحياة السياسية وإلا فالقادم أسوأ.
زوبعة في فنجان
بماذا تفسر كثرة الجدل بشان الانتخابات الرئاسية؟
حينما حدث تعديل للمادة 76 من الدستور فان هذا فتح المجال أكثر للترشح وأصبح الحديث عن فكرة التوريث غير موجود على عكس ما يردده البعض، ومن يرددون ذلك هدفهم خلق "زوبعة"، والأمر لا يعدو كونه "زوبعة فنجان"، وهذه المادة سمحت للترشح لأكثر من مرشح، وأرى ان المشكلة تكمن في.. هل المواطن المصري يعرف الأسماء التي طرحت في الإعلام مؤخرا؟.. وهل هذه الأسماء لها قواعد جماهيرية؟.. وهل الإعلام يخدم عليهم؟ وهل لهم برامج واضحة؟ وغيرها من الأسئلة، ونفترض ان بعضهم له برامج وفكر فان من يقوم بعرضها طبعا الإعلام، والأحزاب، وهذا يحتاج إلى وقت طويل، وأرى أنه لابد ان تكون هناك مساواة بين المرشحين الذين يمتلكون إمكانية الطرح.
شروط تعجيزية
لكن هناك من يرى ان شروط المادة 76 تعجيزية؟
المادة 76 قد تكون مادة تعجيزية على مستوى الأفراد، أما على مستوى الأحزاب لا، فالأحزاب التي لها حق دخول الانتخابات الآن هي خمسة، هي الحزب الوطني الديموقراطي والتجمع الوطني التقدمي الوحدوي والغد والناصري والدستوري الاجتماعي الحر، حيث تقول المادة وتعديلاتها "لابد ان يمر على الحزب خمس سنوات، وان يكون له مرشح بمجلس الشعب على الأقل.."، أما بالنسبة للمستقلين فوضعهم في الترشح في منتهى الصعوبة، علما بان المادة أعطت استثناءات في المرحلتين الانتخابيتين القادمتين، واليوم اعتقد ان الأحزاب موقفها الآن صعب، فكما يقولون "الأحزاب الآن على طبق ساخن" من حيث إمكانية المنافسة في الانتخابات، فالأحزاب ليس لديها من الإمكانيات والقدرات والكوادر ما يؤهلها ويمكنها من منافسة الحزب الحاكم، واعتقد ان الأمر سيتوقف أيضا على مرشح الحزب الوطني هل هو الرئيس مبارك أم نجله أم مرشح آخر من الحزب وهكذا، وأقصد من ذلك ان موقف مرشح الأحزاب الأخرى سيكون ضعيفا في حالة ترشح الرئيس مبارك ونفس الحال في حالة ترشح جمال مبارك، لان الأحزاب تفتقد للمساندة وللإمكانات المتوافرة في الحزب الحاكم، وبالتالي أنت اليوم تتحدث عن نقاط غير معلومة، إلا ان المعلوم هو ان هذه الأحزاب الخمسة هي التي لها الحق في الترشح.
أحزاب عائلية
يبقى في مصر 19 حزبا آخر.. أين هي هذه الأحزاب؟
هي أحزاب معذورة، وأقولها بصراحة لا يمكن ان تأتي اليوم وتقول سوف أقوم بتأسيس حزب، ثم تعلن رغبتك بالمنافسة في انتخابات الرئاسة، ثم أين هذه الأحزاب أصلا، وأنا أسميها بالأحزاب العائلية أو أحزاب الدعم، ولا يعنيها ممارسة العمل السياسي من قريب أو بعيد بقدر تحقيق المزايا التي ذكرتها، والمسألة ليست في ترشح كل الأحزاب لانتخابات الرئاسة، فأنت تتحدث عن انتخابات رئيس دولة، تتحدث عن شخص يجب ان يكون له القدرة على إدارة الأمور في بلد بحجم مصر باقتدار، واعتقد أنه لو كان الباب قد فتح على مصراعيه للترشح لتقدم الآلاف، والمهم هو من الشخص الذي يمتلك القدرة على إدارة الأمور كما قلت، فمصر تختلف عن أي بلد آخر بحكم موقعها وطبيعتها وعلاقاتها المتشعبة مع الدول، والمشاكل المعقدة في المنطقة التي ترتبط بمصر بقدر ارتباط مصر نفسها بها، فأنت تتحدث عن مرشح له فكر واستراتيجية وإدارة.
وهل ينبغي ان يتمتع المرشح الرئاسي بكاريزما؟
لا.. زمن "الكاريزما" انتهى منذ فترة بعيدة، فالعالم اليوم بحاجة إلى فكر وتحرك وليس إلى بطل قومي، فماذا فعل لنا عبدالناصر، وأنا أطلق على "الكاريزما" مسألة قبول أو عدم قبول، فنحن لم نعد في عصر الخطب والعنتريات، فما نريده من المرشح القادم ان يحل مشاكل البطالة والتعليم والصحة والعلاقات الخارجية، وان يكون له ملكات الإدارة الخارجية، وان يكون هذا الشخص له القدرة على المنافسة، لكن أين هو ومن هو وكيف؟
رئاسة موسى
ما رأيك في الضمانات والشروط التي وضعها د. محمد البرادعي للترشح لانتخابات الرئاسة ومن قبله مبادرة هيكل بتشكيل مجلس أمناء الدولة والدستور؟
د. محمد البرادعي شخص له قيمته ومكانته العلمية، ولا يختلف عليه أحد من هذه الناحية، وأرى أنه ليس الشخص الذي يمكن ان يحكم مصر، ثم ان مصر لا ترضى بمرشح مستورد من الخارج، وأنا أسأل من طرحوا اسم البرادعي.. هل البرادعي قادر فعلا على حكم مصر؟ بالقطع لا.. فهناك من هم أفضل منه ألف مرة، وأنا اعتقد ان البرادعي لم يكن يفكر في ترشيح نفسه إلا ان هناك أناس "كبروا العملية في رأسه"، وأنا أرى ان هناك أناسا حينما " تنفخ الفكرة في دماغك فانك تسير وراءهم" وهذا حدث مع البرادعي، وأرى ان البرادعي لا يعرف مصر أصلا، فأنا لو ركبت سيارتي في القاهرة أضل طريقي فما بالك بمصر، وكذلك الحال ينطبق على الأمين العالم الحالي للجامعة العربية عمرو موسى، فهو رجل له كاريزما في كلامه، ولكن هل لهذا الرجل القدرة على إدارة بلد بحجم مصر، فإدارة البلد ممكن ان تأتي من أي شخص عادي ولكن يجب ان تتوافر فيه ملكات الإدارة والقبول، وأنا أرى ان البرادعي حينما وضع شروطه للترشح وكذلك مطلب محمد حسنين هيكل بإنشاء ما يسمى "مجلس أمناء الدولة والدستور" لم يأتيا بجديد، فحزب "الغد" وضع 26 بندا دستوريا في مضبطة مجلس الشعب، كما اشتركنا في التعديلات منذ فترة، وضمانات البرادعي ومن قبله مطلب هيكل مطر وحسين منذ زمن وهي ليست اختراعات، ومسألة الرقابة الدولية التي اشترطها البرادعي أرفضها تماما لان مصر لها كيانها ولا تتنازل عنه، ونحن لسنا بحاجة لرقابة دولية، فمرحبا بالقضاة من الخارج ولكن التدخل في نظام الانتخابات مرفوض..مرفوض، أما بالنسبة لطرح هيكل فاليوم أنت لديك دستور يحكم مصر، وبالتالي فان هيكل لم يخترع الذرة، ولو هناك تعديلات فليقوموا بها فيما بينهم، بدلا من ان يثيروا المشاكل، وإذا كانت هناك تعديلات فليعرضوها على رئيس الجمهورية، وأنا قلت في السابق أحزاب الناصري والوفد والتجمع لهم الحق في الترشح، وهم يريدون تعديل الدستور، فليقدموا مرشحهم أولا لانتخابات الرئاسة ويمكنهم ادخال البرادعي أو غيرهم الهيئة العليا لتلك الأحزاب ويترشح على تذكرتها، وبعد ذلك يقدمون مطالبهم ومقترحاتهم بشان التعديل، فهذه الأحزاب كمن وضع العربة أمام الحصان، فلا العربة تحركت ولا الحصان، وهي لو كانت قادرة على دخول الانتخابات والمنافسة لدخلت، وبعد ذلك تطالب بتعديل الدستور لان موقفها في هذه الحالة سيكون قويا، وهذا ليس معارضة أو هجوما على تلك الأحزاب التي تطالب بتعديل الدستور، ولكن لان عملية التعديل ستعطل الأمور في مصر أكثر.
مخطط خارجي
هناك من يعتقد ان طرح أسماء البرادعي وموسى وغيرهما هدفه "إلهاء" الناس حتى لا يتحقق تعديل دستوري وتشريعي جدي.. ما رأيك؟
كل شيء وارد، فإما ان يكون الهدف هو "إلهاء" الناس أو لمخطط خارجي لعمل "إعاقة" في مصر، وأتصور أنه يوجد هناك من يحاول ان يعطل مسيرة مصر، سواء في الداخل أو الخارج، فهناك مجموعة مثلا تظل تدفع بك حتى تصدق كلامها علما بأنها من النظام نفسه، وخدمت فيه وهذا ينطبق على عمرو موسى وهو رجل كان ينتمي للحزب الوطني وهذا لا يعيبه، إنما المشكل في أنه بين ليلة وضحاها أصبح معارضا، فكونك غاضبا من الحزب الوطني فهذا لا يعني أنك صرت معارضا له، وكذلك الحال بالنسبة لوزير الإعلام الأسبق منصور حسن الذي طرح اسمه أيضا، وكذلك الحال بالنسبة للبرادعي فقد كان ناصريا وعمل مع الحكومة أي لم يكن بعيدا عن النظام، وبالتالي مسألة إلهاء الناس والأحزاب حتى لا تحدث تعديلات أمر وارد جدا.
كيف ترى فرص جمال مبارك في الترشح لانتخابات الرئاسة؟
الحزب الوطني له الحق في ان يرشح من يشاء سواء الرئيس مبارك أو جمال مبارك أو أي أحد، ولكن ليس من المعقول ان يذهب جمال مبارك للقرى ومعه "دستة" وزراء ويحل مشاكل الناس بالملايين، وأنا أسأل الحزب الوطني لو أعلن مرشح حزب "الغد" لانتخابات الرئاسة رغبته في القيام بجولة في المحافظات للدعاية لنفسه، هل يسير معه دستة وزراء ويحلوا مشاكل الناس بالملايين في التو واللحظة؟ طبعا لا.. ومن هنا فان عنصر الحيادية مفقود والشفافية مفقودة والعدل والمساواة أيضا، فجمال مبارك يتم "التخديم" عليه كأمين السياسيات في الحزب الحاكم، وهو "حلال" مشاكل الناس، وهذا ليس إنصافا، فأنت اليوم في معترك انتخابي، وليس من المقبول ان تأتي بمرشح لرئاسة الجمهورية، معه كل الحلول الجاهزة فهذا لا يجوز، ولو ذهب رئيس الوزراء أو الوزراء لحل مشاكل الناس فنحن نوافق على ذلك، ما أعنيه هنا أنه لا توجد أحقية بالمرة، وأنا احترم جمال مبارك بفكره واتجاهاته، وليس معنى ذلك ان يكون هو واضع الحلول وصاحب الإنجازات والباقي محلك سر، ولذا فان فرصه في ظل هذه الوضعية كبيرة.
لماذا استأثرت حالة الزخم الحالي في مصر بشان انتخابات الرئاسة على اهتمام ومتابعة الخارج؟
من الطبيعي ان تلقى الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر اهتمام الخارج، لان مصر لاعب مهم ومحوري في عديد من الأمور مثل العلاقات الفلسطينية- الإسرائيلية، والأميركية- المصرية، وهناك إيران والعراق بل والمنطقة كلها، وهناك "حماس" و"فتح" للأسف، ثم هناك كامب ديفيد، وهكذا فان الأمور متشابكة ومعقدة بطريقة غريبة، وبالتالي فان هناك عينا على مصر وعلى الانتخابات المصرية وعلى القادم الجديد لكرسي الحكم فيها سواء الرئيس مبارك أو أي رئيس آخر، حيث يدور التساؤل بل تساؤلات ما هي نظرة مصر مع هذا الرئيس إزاء كل هذه الملفات الشائكة هل يكون لينا أم معتدلا أم متشددا وهكذا، كيف يزن الأمور، ومن أي جهة، وكيف يكون الاتجاه في مصر، واتجاه العلاقات العربية- العربية في ظل حكم مبارك وما بعده وهكذا، والكل اليوم ينظر إلى (مصر ما بعد الانتخابات)، ويتساءل "هل ستنجح مصر في حل المشكلة الفلسطينية؟ وهل يكون لها دور في العراق في المرحلة القادمة؟ هل هناك مواجهة مرتقبة بين مصر وإيران؟ هل تستمر كامب ديفيد؟.. ثم مشكلة الأقباط والتعامل مع أقباط المهجر والإخوان وغيرها، المسألة معقدة جدا، ولو حدثت مشكلة في مصر ستقع العراق وفلسطين والخليج، وتقوم قائمة إيران، ومن هنا أرى ان مصر أكثر من رمانة الميزان، بل هي الترس الذي يحرك الآلة، ورغم محاولة البعض تهميش دورها، إلا ان دور مصر قوي ولا بد من وجود مصر، وأنا أشبه مصر حاليا بلاعب البوكس الذي يتلقى الضرب من عشرة لاعبين ويصد من هنا وهناك، أي ان مصر استقبال وإرسال، ونحن في مرحلة تحتاج إلى إعادة اتزان؛ لأنك مستهدف من الداخل ومن الخارج، ثم يدور السؤال المهم، من الشخص الذي يستطيع القيام بهذه المعادلة بخلاف الرئيس مبارك؟، ثم لا تنسى ان مصر مطلوب فيها الحرية والفكر بقدر الحاجة إلى منع التسيب، وإلا مصر "هتروح في متاهة".
فوضى
هل مصر مقبلة على فوضى؟
البعض يتمنى ان تعيش مصر في فوضى، وأحداث نجع حمادي الأخيرة اعتقد أنها محاولة من قلة لإحداث فوضى، فهناك من يريدون إثارة الفوضى، وما وقع في نجع حمادي خلاف عادي، ولا يستدعى ما حدث، ولكن يبدو ان الأمور مرتبة جدا لإحداث فوضى داخلية في مصر، فالإخوان المسلمين في مصر وسط أهاليهم وكذلك الأقباط، ومهما كانت الأيديولوجيات فالإخوان يصلون والأقباط يصلون، وبالتالي لا يمكن ان يحدث هذا من أحد منهم لإحداث فتنة، وانظر إلى ثورة 1919 فقد كانت مثالا جميلا على الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط، وأنا هنا أوجه كلامي لأناس لديهم مصالح للإضرار بمصالح مصر وشعب مصر بمسلميه وأقباطه، واليوم لن تجد مسلما أو قبطيا يتشاجرا بلا داع، ولكن هناك توجهات، وهناك ناس مدفوعة، والحل ان يكون هناك خطاب ديني على مستوى عال يصل للجميع، والتعايش بأسلوب أفضل، فنحن لسنا أعداء لبعضنا البعض، فهناك عدو يتربص بنا في الخارج، فالأعداء لا يفرقون بين أحد، ففي أحدث النكسة ضرب الإسرائيليون نجع حمادي ولم يفرقوا بين مسلم ومسيحي، وهناك قلة في مصر تستقوي بالخارج، وتلعب على ما يحدث في مصر والتحريض عليها.
ما تعليقك على تصريح المرشد العام الجديد لجماعة الإخوان المسلمين بأنه لا عداء بين الجماعة والنظام؟
المرشد كشف عن نقطة مهمة جدا، وهي ان الإخوان يقولون إنهم ليست لهم أي علاقة بالسياسة، ولكن على العكس، هم ممثلون بـ88 نائبا في البرلمان، وهذا يبين أنهم يمارسون العمل السياسي ومشاركون في اللعبة السياسية، وهم حينما يقولون لا عداء بيننا وبين النظام أقول لهم أنتم لكم علاقة بالسياسة، فلماذا لا تؤسسون حزبا لا يقوم على أساس ديني وتبتعدون عن مجال الدعوة، فإما الدعوة أو مزاولة العمل السياسي، ونحن نرفض أي حزب يقوم على أساس ديني؛ لان هذا سيدمر مصر لان الحزب في هذه الحالة سوف تتم إدارته بفكر ديني وطائفي، وهذا هو مكمن الخطر.
هل ما يتردد عن مصالحة بين الجماعة والنظام تنم عن صفقة أو مساومة بين الجانبين؟
كل شيء وارد خصوصا وان هناك انتخابات رئاسية وبرلمانية مقبلة، والنظام يريد ان تسير الأمور فيهما على أكمل وجه، وألا يعكر صفو الانتخابات شيء، ثم أين الأحزاب من ذلك، فأرى ان النظام همشها وأضعفها، وهذا ما خلق "ماردا" يسمى الإخوان، ولو ذهب هذا المارد لقويت الأحزاب.
لماذا وصفت الإخوان بأنهم "مارد"؟
نعم هم "مارد"، لأنهم ممثلون بـ 88 نائبا في البرلمان، وهم تنظيم عالمي ضخم له موارده، ببلايين الدولارات، والمال لا يمثل مشكلة لهم، ولو نظرت لأي حزب أراهنك لو أصدر صحيفة وانتظمت في الصدور، فالدولة أضعفت الأحزاب بشدة، وكان من المفروض ان يكون هناك نوع من التوازن، وهي السبب الرئيس لما آلت إليه الأوضاع في مصر الآن، وهي السبب في تقوية شوكة الإخوان حاليا، وعلى الحزب الحاكم ان يعيد توازناته.
ما تعليقك على دعوة الرئيس مبارك للأحزاب بالاستعداد للانتخابات الرئاسية القادمة؟
- هذه دعوة متأخرة، ثم أين هي الأحزاب أصلا، فالأحزاب التي تبعث على الأمل في إحياء العملية السياسية بمصر تعد على أصابع اليد، أما بقية الأحزاب الأخرى فأنها عائلية، وهذا العدد المحدود لو أخذ دوره على أرض الواقع ورفعت الدولة يدها عن الأحزاب سيكون في مصر توازن سياسي، وإذا لم يتحقق ذلك فالاستهداف من الخارج قادم.
ما رأيك في دعوة البعض إلى اللجوء للمنظمات الحقوقية الدولية في حالة عدم إحداث تعديلات دستورية؟
اللجوء للمنظمات الحقوقية مرفوض، ولا يجب لأي شخص ان يستند أو يستقوي بالخارج فهذا مرفوض لان مصر لها سيادتها، وأكبر من أي استقواء.
قوبلت لجنة الحريات التابعة للكونغرس الأميركي خلال زيارتها الأخيرة لمصر بسيل من الهجوم واعتبرها البعض تتدخل في الشان الداخلي.. ما رأيك؟
أنا أرى ان هذا ليس تدخلا، فاللجنة ومن جاء معها يقومون بدور ما وهو لا يعد تدخلا، لانهم هم يحاولون ان يتواجدوا، وطلبوا مقابلة جهات ما لعرض وجهة نظرهم، وأرى أنها منظمات لها فكر وتحاول ان تطرحه وليس كل من يأتي إلى مصر نتهمه بالتدخل، فمن يحاول التدخل في مصر يفشل في النهاية.
المؤسسة العسكرية
هل تقبل المؤسسة العسكرية برئيس مدني؟
المؤسسة العسكرية راسخة وقوية وموجودة، وهي حامي مصر الأول، وكلنا نقف معها، وأرى ان الرئيس المدني يعطي انطباعا للعالم بان مصر بلد مدني، والرئيس مبارك رغم أنه رجل عسكري إلا أنه في حقيقة الأمر رجل مدني، فانظر إلى معاملاته كرجل مدني يتمتع بفكر عال جدا ورؤية ثاقبة، وأرى ان مسألة الرئيس المدني أو العسكري تؤثر في شيء المهم ان يكون هناك رئيس لمصر، يقف وراء قواتنا المسلحة يدعمها وتدعمه بما يصب في صالح مصر.
التعليقات
موسى مصطفى موسى
أحمد -موسى مصطفى موسى ده رئيس الحزب بالتزوير والبلطجة فهو لايمثل حزب الغد الحقيقي ولا يمثل المعارضة هو فقط يمثل أحزاب أمناءالشرطة