جريدة الجرائد

الحريق الطائفي كيف نطفئه بالحوار؟!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مهنا الحبيل

بعد التصعيد الذي استشعر الجميع خطره في الخليج، وأصابنا شرره في المملكة، من خلال تفجير المشاعر، واستنهاض العصبية الطائفية للحد الأعلى، صدرت دعوات عديدة للحوار على قاعدة التعايش والمشاركة، والالتزام بميثاق شرف يمنع الشتم والتجاوز على الشخصيات الدينية للطائفتين، غير أنني أرى أنه إذا ما أُريد لهذا الحوار أن ينجح، فإنه يجب أن يُهيّأ له جيدًا، وأن يُضبط جدوله، ويُتعامل معه بواقعية كبيرة مع السقف الممكن ابتداءً، وليس مصافحات، ومجاملات للاستهلاك الإعلامي، ثم تعود القضية جذعةً بأشد ممّا كانت عليه، فالتركيز على مفهوم الشراكة المجتمعية التي يُقرها كل عاقل إنسانيًّا، وهي محسومة شرعيًّا ووطنيًّا من خلال وعي الجميع بخطورة انفلات الزمام، وتعريض السلم الأهلي للخطر، واتّخاذ مبادرات في هذا الاتّجاه فقط دون الحديث في هذه المرحلة عن أي قضايا أخرى، خاصة مسألة التقريب التي أُدرك تمامًا حجم الفجوة القائمة عقديًّا، وبالذات بعد أحداث احتلال العراق، وتعزيز إقصاء التشيّع العلوي الوحدوي من واجهة المنطقة.
فالمطلوب هو تأسيس تعاقد عملي بالإمكان الالتزام به وتنفيذه، ويقطع الطريق على التطرّف من كل جانب، وعن التدخل الأجنبي، أمّا مسارات الحوار الفكري والجدل العقائدي فهي تُفرز بعيدًا عن طاولة الحوار التعايشي، والشراكة الوطنية لحماية السلم الأهلي، والتركيز على وسائل ووشائج هذه الحماية المدنية الأهلية المنطلقة من قناعة الطرفين في الأرض الوطنية، وتعزيز مسيرة التفاهم بدعم متواصل، ولقاءات مباشرة لحماية هذا التعاقد من عوارض كثيرة ستطرأ عليه من خلال استمرار توترات المنطقة، وغليان الجدل المذهبي.
وبرغم أنني أرحب بكل التواصل المستمر بين علماء الطيف الإسلامي داخل المملكة، ومن كل المناطق مع إخواننا من شخصيات الطائفة الشيعية، وكما ذكرت ذلك للمشايخ، ومَن سألني عن لقاءات الشيخ سلمان العودة، والشيخ عوض القرني، والشيخ صالح الدرويش قاضي القطيف وغيرهم، إلاّ أنني أرى أن هذا التلاقي والحوار الإيجابي له مساره، ويبقى مسارنا في المنطقة مختلفًا كهدف وطني تعضده الدولة، والمجتمع الشرقي، وكل تيارات الوطن. وما قصدتُه أن الاستقرار الاجتماعي، والبرنامج العملي لرعاية ما ورثناه من قيم تعايش، يجب أن يسير بصورة طبيعية وفق العلاقة الاجتماعية القديمة، ولا يُرتّب في إطار تفاوضي أو جدلي من أي نوع، ولدينا الثقة بأنفسنا -بإذن الله- أن نرعى هذه المهمّة الأصيلة في مجتمعنا، مع اعترافي بحجم التصدّع الذي جرى في العلاقة بعد احتلال العراق، والجوائح التي عصفت بالمنطقة، لكن رجالاتنا قادرون -بإذن الله- على التوافق لإنجاز هذا التواصل الحيوي، والذي -وكما قلت- لن نرفع سقفه حتّى لا نسقط ويسقط المجتمع في دورة جديدة من الكراهية، وأختم عند هذه الفقرة المهمّة للغاية، مؤكدًا على حقيقة يقينية ترشدنا بأعلى صوت أن إطفاء النار في مهدها والوقاية خيرٌ من الانتظار حتى تنهش منزلك ألسنتها، فيسقط السقف على الجميع.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نعم للوحدة الاسلامية
عربي -

انا اود ان اشكر الكاتب على طرحه العقلاني والموضوعي وهذا هو الطريقة الوحيدة للمجتمعات المستقرة والمتطورة..ولكن يجب ان لا ننطلق من ناحية شراكة الحياة في المجتمع بل ايضا من منطلق وحدة الدين وكلمة الاسلام..وفي هذا الصدد يجب ومن الضروري اسكات وادانة جميع انواع الخطب والفتاوى التحريضية البعيدة عن الواقع والحقيقة والتي تنطلق من افواه بعض من يسمون انفسهم خطباء ورجال دين

الايادي الخفية
fatima -

سيستمر التشنج والعداء طالما بقيت الايادي الخفية هي من تحرك بعض الانظمة العربية بل حتى الكثير من المشايخ والحركات الاسلامية وبما ان الايادي الخفية قررت بشكل علني انها لن تستطيع الشيطرة على المسلمين الا باثارة العدواة والبغضاء بين السنة والشيعة فسوف ترى كل يوم طباعة كتاب جديد وافتتاح محطة فضائية مهمتها الاولى هو استضافة شيوخ الفرقة والتكفير الذين يجيدون تهييج الغوغاء والكتاب الذين يعرفون كيف يجنون الارباح من هذا السوق الرائجة وانظر الى التعليقات وكثرتها في المسائل الخلافية والسبب لان هنالك من ملئ العقول بالتنافس والكراهية والدعوة للتعاون على الاسم والعدوان بدل التعاون على البر والتقوى ولاحياة للمغفلين

أي ميثاق وأي شرف؟
طلال العبدالله- حائل -

المسألة لا تُحل بميثاق شرف أو غيره.. المسألة تُحل بانسحاب القوات والسلطات الاحتلالية. فقط لا غير!

كلنا اخوة
MOUSA -

كم هو جميل من كاتبنا في الدعوة الى التعايش و قبول بعضنا . أثابكم الله و جعلها في ميزان أعمالكم.

اضافة للاخت fatima
ابو ياسر -

أؤيدك اخت fatima فيما ذكرتيه عن الايادي الخفية ولكن ارجو ان تظيفي الى الانظمة والمشايخ والحركات الاسلامية ان تظيفي المرجعيات الطائفية الذين هم سبب البلاء والتكفير ايضا ..شكرا لك ولدعوة الاخ مهنا الحبيل المخلصة..