جريدة الجرائد

نجاد.. الظاهرة الصوتية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أسامة الرنتيسي

الاستعراضات الإيرانية لا تتوقف.. مرة بالتصريحات النارية، ومرة باحتلال الشوارع والساحات لإقامة تظاهرات مؤيدة لرئيس لم تحسم شرعيته شعبيا بعد، مذكِّرة بأن الثورة التي بلغت سن الرشد (31) عاما لا تزال تتقدم، رغم ما أصاب بنيانها من شيخوخة، وثوابتها من اهتزاز، وأجندتها من تبعثر.
لم يضغط أحد على الرئيس محمود أحمدي نجاد ليطلب، في كلمة بثها التلفزيون الإيراني الرسمي في السابع من الشهر الحالي، من علي أكبر صالحي، رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية "البدء بإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 %".
واعتبر نجاد في كلمته التي افتتح بها معرضاً مخصصاً لتكنولوجيا الليزر، أن "المهلة التي أعطتها طهران للدول الكبرى، للتوصل إلى اتفاق بشأن تبادل اليورانيوم"، قد انتهت، وبات من حق إيران البدء في إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، سعياً منها لإمداد مفاعل طهران للأبحاث الطبية بالوقود النووي الضروري.
وفي الوقت الذي كان نجاد يخطب أمام الآلاف من أنصاره الذين احتشدوا وسط طهران احتفالا بالذكرى الحادية والثلاثين للثورة الإسلامية، كانت قوّات الأمن وميليشيات الباسيج تقمع احتجاجات المعارضين. ووصل القمع إلى الاعتداء على حفيدة أبي الثورة الإمام الخميني وزعماء المعارضة مهدي كروبي والرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي.
لكن نجاد (الذي تشبه سحنته سحنتنا)، يكشف يوميا عن أن جيناتنا وصلت إليه بطريقة ما، فهو لم يتعلم الدرس من سنوات الضياع التي عشناها ونحن نصغي لخطابات كاذبة، وتهديدات ما لبث زبدها أن ظهر سريعا، فلا القاهر ولا الظافر كانا موجودين، ولا "بالكيماوي يا صدام" كان حقيقة، بل كله وهمٌ يشبه أحلامنا.
مهندس بلدية طهران، الذي يعرف كيف يخطط لتنظيم حملة لنظافة شوارعها، لكنه -أكيد- لا يعرف كيف يتم التخصيب، وقف أمام حشود حاشدة الخميس، وأعلن أن إيران دولة نووية، وأن الغرب جرثومة.. وأن من يسيطر على الخليج يسيطر على العالم.
البيت الأبيض، ولأنه يعرف صدق الكلام من كذبه، قال فور سماع هذا الكلام: "لا نعتقد أن إيران لديها القدرة على التخصيب إلى الدرجة التي تقول إنها تستخدمها"، أي أن كلام "صاحبنا" سياسي وليس علمياً.
نجاد أيضا لم يكن غير علمي فقط، بل كان أحول في قراءة امتداد الثورة إلى الخارج، كما قال، ففي اللحظة التي أعلن فيها ذلك، كان الحوثيون يلتزمون بشروط صنعاء، مما دفعها إلى وقف حرب مستمرة منذ أربع سنوات، لكن لا أحد ينكر أن القيادة الإيرانية لم تغفل هذا الهدف الذي أعلنته منذ قيامها؛ "تصدير الثورة"، فقد مدت أذرعها إلى لبنان ليصبح حزب الله شوكة في حلق إسرائيل، التي تسمّي الحزب "فرقة عسكرية إيرانية متقدمة"، كذلك لا تنفي إيران أن لديها عناصر، وليس خلايا نائمة، في الدول العربية والخليجية بالذات، تستطيع تحريكها متى شاءت، كما لا تنكر سيطرتها على اللعبة السياسية في العراق.
لكن نجاد (عنصر التأزيم في القيادة الإيرانية) لم يغلق باب الحوار نهائيا مع الغرب، حيث قال إن أي عملية تبادل لليورانيوم بين طهران والدول الكبرى "يجب أن تكون غير مشروطة". وأوضح أن طهران باتت "تمتلك القدرة على تخصيب اليورانيوم إلى أي مستوى، بفضل تكنولوجيا الليزر، التي أضيفت إلى تكنولوجيا التخصيب بواسطة الطرد المركزي المستخدمة حالياً في إيران لإنتاج يورانيوم ضعيف التخصيب".
التغيير الذي ظهر في الموقف الروسي خلال اليومين الماضيين ضيّق الخناق أكثر على طهران التي أصبحت الآن مكشوفة، إلا من الموقف الصيني، خط الدفاع الأخير عن إيران بشأن برنامجها النووي، إذ إنها ما انفكت تجدد رفضها فرض عقوبات إضافية عليها.
وفي خطابه الذي ألقاه في مؤتمر الأمن في ميونيخ، دعا وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي الغرب إلى التحلي بـ "الصبر وإبداء موقف أكثر ليونة"، معتبراً أن إيران "لم تغلق الباب حول مشروع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتبادل اليورانيوم".
وحضّ الوزير الصيني الأطراف المعنيين على "تكثيف جهودهم الدبلوماسية، وإظهار موقف أكثر براغماتية وسياسة إيجابية، وألا تغيب عن بالهم مصالحهم العامة بعيدة المدى"، وذكّر بأن "الهدف يتمثل في السعي إلى حل شامل من خلال الحوار والمفاوضات".
حتى الآن الفرصة لا تزال سانحة لمزيد من الحوار والمفاوضات بعد إعلان طهران البدء بإنتاج يورانيوم عالي التخصيب، رغم ما قابله هذا الموقف من استياء شديد في العواصم الغربية، حيث طالب وزير الدفاع الأميركي المجتمع الدولي بـ "تشكيل جبهة موحدة للضغط على الحكومة الإيرانية"، ظهرت تجلياتها في تكديس أسلحة جديدة في المنطقة.
السياسة علّمتنا أن المفاوضات بين أي خصمين تتقدم رغم التصريحات النارية، وأن التصريحات المتشددة يكون خلفها وفي تفاصيلها دبلوماسية تمارس الضغط النفسي والسياسي من أجل تحقيق نتائج أسرع، وعلى هذا نراهن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ونحن فقدنا صوتنا
فاطمة -

الكاتب يتهم نجاد بانه ظاهرة صوتيه وانه لايصلح الا كمدير بلدية ينظف شوارع طهران يااخي ليتنا نحن العرب نمتلك حتى مجرد الكلام ونجرء ان نقول لامريكا واسرائيل كلمة لا وصل بنا الامر الى التحالف العلني معهم ضد ابناء جلدتنا هذا نجاد التي تسميه ظاهرة صوتيه جعل وزير الدفاع الامريكي غيتس عندما كان بالبحرين يقول عندما ساله الصحفيون ماهو الامر الذي يشغل بالك قال قبل النوم وعندما اصحو لاافكر الابامر واحد هو كيفية الخلاص من ايران هذا النجاد هو ودولته التي دعمت حزب الله مذل ومهين الجيش الذي لايقهر وباعتراف الاسرائيلين هذه ايران المحاصرة من كل مكان من قبل الامريكان ومن تولاهم من المسلمين اصبحت تصنع كل معداتها وسياراتها واسلحتها ولديها اكتفاء ذاتي شبه كامل بجميع المواد الغذائية ول تم محاصرة اي دولة في العالم مثل هذا الحصار ومثل هذا التجييش الاعلامي والتامر العني ضدها لمابقيت يومان ولو سمحت اي دولة عربية لمثل تلك المظاهرت لمابقي نظامها متماسكا علينا ان نعدل بالقول حتى مع اعدائنا وكما امرنا به ربنا والسلام

ونحن فقدنا صوتنا
فاطمة -

الكاتب يتهم نجاد بانه ظاهرة صوتيه وانه لايصلح الا كمدير بلدية ينظف شوارع طهران يااخي ليتنا نحن العرب نمتلك حتى مجرد الكلام ونجرء ان نقول لامريكا واسرائيل كلمة لا وصل بنا الامر الى التحالف العلني معهم ضد ابناء جلدتنا هذا نجاد التي تسميه ظاهرة صوتيه جعل وزير الدفاع الامريكي غيتس عندما كان بالبحرين يقول عندما ساله الصحفيون ماهو الامر الذي يشغل بالك قال قبل النوم وعندما اصحو لاافكر الابامر واحد هو كيفية الخلاص من ايران هذا النجاد هو ودولته التي دعمت حزب الله مذل ومهين الجيش الذي لايقهر وباعتراف الاسرائيلين هذه ايران المحاصرة من كل مكان من قبل الامريكان ومن تولاهم من المسلمين اصبحت تصنع كل معداتها وسياراتها واسلحتها ولديها اكتفاء ذاتي شبه كامل بجميع المواد الغذائية ول تم محاصرة اي دولة في العالم مثل هذا الحصار ومثل هذا التجييش الاعلامي والتامر العني ضدها لمابقيت يومان ولو سمحت اي دولة عربية لمثل تلك المظاهرت لمابقي نظامها متماسكا علينا ان نعدل بالقول حتى مع اعدائنا وكما امرنا به ربنا والسلام

عن ايران نقول
محمد امام نويرة -

احيي كاتب المقال لاننا نحتاج فعلا الي تغيير العقلية الرديئة والتفكير العربي الذي سيطر علي خطابنا ومواقفنا السياسية طوال قرن من الزمان وانتج شخصيات كرتونية التي لم تؤدي الي اي تغيير في طرائق حياتنا ولم تحدث تطور في واقعنا الرديء اوصلتنا العقلية العربية المتخلفة والخطاب السياسي الذي يعيد انتاجه من جديد احمدي نجاد ذلك الفاشل الذي يعيد انتاج الفكر العربي الرديء الذي يهدف الي الحكم والديكتاتورية وتسويق مشروع قومي وناصري كورقة التوت التي يتستر ورائها الحكم الديكتاتوري هل نجاد اقوي من تجربة الاتحاد السوفييتي التي امتلكت بالفعل الاف القنابل النووية وانهار كل شيء لان الاساس الذي تبني عليه مقاييس الحضارة والتقدم والرقي ليس القوة المسلحة ولكن الحرية والاقتصاد القوي ولقمة العيش للفقراء وهذا مافشلت فيه ايران فعلي حساب دعم الفقراء عندها وايجاد مستوي كريم لشعبها رهنت ايرادات دولتها الغنية لنشر الثورة وستنتهي قصة الثورة الاسلامية في ايران كما انتهت كل القصص محمد امام نوير صاحب مدونة ياولاد الايه ؟ محمدامام نويرة

عن ايران نقول
محمد امام نويرة -

احيي كاتب المقال لاننا نحتاج فعلا الي تغيير العقلية الرديئة والتفكير العربي الذي سيطر علي خطابنا ومواقفنا السياسية طوال قرن من الزمان وانتج شخصيات كرتونية التي لم تؤدي الي اي تغيير في طرائق حياتنا ولم تحدث تطور في واقعنا الرديء اوصلتنا العقلية العربية المتخلفة والخطاب السياسي الذي يعيد انتاجه من جديد احمدي نجاد ذلك الفاشل الذي يعيد انتاج الفكر العربي الرديء الذي يهدف الي الحكم والديكتاتورية وتسويق مشروع قومي وناصري كورقة التوت التي يتستر ورائها الحكم الديكتاتوري هل نجاد اقوي من تجربة الاتحاد السوفييتي التي امتلكت بالفعل الاف القنابل النووية وانهار كل شيء لان الاساس الذي تبني عليه مقاييس الحضارة والتقدم والرقي ليس القوة المسلحة ولكن الحرية والاقتصاد القوي ولقمة العيش للفقراء وهذا مافشلت فيه ايران فعلي حساب دعم الفقراء عندها وايجاد مستوي كريم لشعبها رهنت ايرادات دولتها الغنية لنشر الثورة وستنتهي قصة الثورة الاسلامية في ايران كما انتهت كل القصص محمد امام نوير صاحب مدونة ياولاد الايه ؟ محمدامام نويرة