جريدة الجرائد

العراق .. صديق أم عدو؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عادل بن زيد الطريفي

لا شك أن الولايات المتحدة، وعدد من دول المنطقة قد بدأوا بالفعل يطرحون السؤال مجددا، حول ما إذا كان العراق بصدد التحول إلى نظام طائفي معاد في المنطقة. الأزمة حول هيئة المساءلة والعدالة كشفت بشكل مفضوح عن مشروع طائفي - وأصولي في الوقت ذاته - يهدف إلى تصفية شخصيات وطنية عراقية -سنية وشيعية-، وإبعادها عن الساحة السياسية تحت ذريعة اجتثاث البعث، وهو ما يهدد بعودة الحرب الأهلية الطائفية للعراق، وربط مؤسسات الدولة بالتوجهات الإيرانية المتشددة.

لا أحد منصفاً اليوم يريد عودة البعث إلى الحكم في العراق، فقد عبث هذا الحزب بمصالح العراق ودول الجوار لعقود، ولكن من قال إن الذين يتم استبعادهم من قوائم الترشح (وكثير منهم سنّة) هم بالفعل ناشطون في إعادة حزب البعث إلى الواجهة! لقد قال الجنرال راي أديرنو -القائد العسكري للجيش الأمريكي بالعراق- صراحة إن أحمد الجلبي -رئيس الهيئة-، وعلي اللامي -المدير التنفيذي-، مرتبطان بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وخلال زيارته لواشنطن، تحدث السفير الأمريكي لدى العراق كريستوفر هيل عن أن إيران تتدخل بشكل مباشر لاستبعاد مرشحين عراقيين مناوئين لها عن طريق الهيئة، وأن نتائج الانتخابات ستحدد ما إذا كان العراق سيظل صديقا للولايات المتحدة، أو يتحول إلى حليف لإيران.

هذه التصريحات لم تصدر عن مسؤولين بدول المنطقة مناوئين للنظام السياسي الجديد بالعراق، بل من شخصيات على اتصال مباشر بالإدارة الأمريكية. خلال عام 2004 كان البعض في الكابيتول هيل يجادل في أن النموذج الديمقراطي العراقي لن يكون مرحبا به في المنطقة لأنه سيضع ضغوطا كبيرة على كاهل الحكومات باتجاه إصلاح نظمها السياسية. اليوم في جلسة استماع الكونغرس الأخيرة يناقش الساسة الأمريكيون ما إذا كانت أمريكا بصدد خسارة استراتيجية في انتخابات 7 مارس القادمة.

لقد صرفت الولايات المتحدة قرابة 700 بليون دولار، وخسرت قرابة 4300 جندي خلال غزوها للعراق لكي يخرج رئيس الوزراء نوري المالكي ويحذر المسؤولين الأمريكيين من التدخل في الانتخابات العراقية، بل إن بيانا صادرا عن الائتلاف الوطني العراقي (أكبر كتلة شيعية في البلاد) أول هذا الأسبوع يهدد السفير الأمريكي وجنرالاته لتصريحاتهم حول الجلبي واللامي، وانتقاداتهم "المتشنجة" -حسب وصفهم- للجارة المسالمة إيران.

كيف يمكن لإدارة أوباما أن تقف متفرجة أمام ما يحدث، لا سيما حول شرعية هيئة المساءلة والعدالة (امتداد مشروع اجتثاث البعث)، والتي وصفها معلقون أمريكيون -أمثال جاكسون داهيل (واشنطن بوست 24 فبراير) - بأنها معول هدم للاستقرار الطائفي والمصالحة الوطنية، وأن قراراتها (المسيّسة) قائمة على التشفي والظنون. ليس سراً أن الجلبي الذي لم يتمكن من الفوز بمقعد واحد في انتخابات 2005 يعود إلى الواجهة وبدعم من المجلس الإسلامي الأعلى، وحزب الدعوة، والصدريين لكي يحدد من يحق له الترشح في الانتخابات العراقية، وفق أجندة إيرانية واضحة.

ينسى المالكي والحكيم والجعفري -وغيرهم- أن وصولهم إلى السلطة في العراق كان بسبب مباشر من الغزو الأمريكي، وأن بقاء الحكومة العراقية في مكانها يعود إلى تواجد 90 ألف جندي أمريكي يقومون بحماية البلاد من الانهيار. لا شك أن العراق - من الناحية السياسية فقط- أفضل مما كان عليه زمن البعث، ولكن هذه المؤسسات الدستورية التي نراها هشة، ويمكن لها أن تنهار، أو تتحول إلى مؤسسات صورية في أية لحظة. الحكومة العراقية التي لا تتمتع بعلاقات جيدة مع دول المنطقة، حتى مع سورية، لا تملك أية إنجازات تذكر يمكن للعراقيين في الداخل أو الخارج الاعتماد عليها، حتى انخفاض سقف العنف الطائفي -نسبياً- يعود إلى براجماتية الجنرال ديفيد بترايوس في المناطق السنية أكثر منه إلى جهود الحكومة. مشكلة الرئيس نوري المالكي أنه كلما تقدم خطوة على طريق بناء "دولة الأمن والقانون" تراجع خطوات، وهو يراهن على أن الولايات المتحدة ستدعم بقاءه بوصفه أقل الضررين. المالكي يعتقد أن المطلك وآخرين ممن شملهم المنع ليس بوسعهم إقناع السنة بمقاطعة الانتخابات لأن الغالبية السنيّة قد لا تريد تكرار تجربة 2005، وربما يكون على حق في هذه النقطة تحديدا، ولكن ما لا يراه المالكي هو أنه بذلك يتحول إلى رئيس لبعض العراقيين وليس كلهم، وإذا ما أضفنا إلى ذلك سوء إدارته لملف الأمن والمصالحة والانتخابات فإن فرص استمراره في السلطة تتضاءل يوما بعد يوم.

الانتخابات القادمة سيكون لها تأثير كبير على مستقبل العراق داخليا وخارجيا، ويمكن القول إنه إذا ما استمرت بعض الشخصيات السياسية العراقية (حزب الدعوة والمجلس على وجه الخصوص) في طريق المحاصصة الطائفية فإن النتائج ستكون وخيمة. والذنب هنا ليس ذنب المالكي أو الحكيم، أو حتى الموقف الكردي المتفرج (سلباً)، بل هو ذنب إدارة الرئيس أوباما التي عبر معارضتها للحرب، جعلت العراق يفقد موقعه الاستراتيجي في الجدل السياسي الأمريكي، وهو ما بعث برسالة إلى أحزاب السلطة في العراق بأن الولايات المتحدة تريد المغادرة بشكل متعجل، وأن عليهم تأمين مصالحهم مع الحرس الثوري الإيراني إذا ما أرادوا البقاء في السلطة.

لا أحد يطالب الساسة العراقيين بأن يتحولوا إلى أعداء لإيران، ولا يمكن تصور أن لا يكون هناك تعاون تجاري وتعاطف مذهبي بين الدولتين الجارتين، ولكن أن يتحول البعض إلى أدوات مباشرة لتنفيذ توجيهات المحافظين المتشددين في طهران على شاكلة حزب الله وحماس، لا سيما في وقت أحد شعارات المعارضة الخضراء في إيران يقول "لا غزة ولا لبنان .. إيران فقط"، فهو تراجع كبير للعراق.

علينا أن لا نستغرب إذا ما كان تفكير بعض القيادات العراقية يعتمد على التعاون مع طهران أو مهادنتها، ففي النهاية كثير من الأسماء الفاعلة سياسياً كانت مرتبطة حتى أول أيام الغزو الأمريكي للعراق بالحرس الثوري الإيراني، وهي لن يحدث لها وعي سياسي مفاجئ بمصالح العراق فقط لأن الأمريكيين يرغبون بالمغادرة، ثم إن علينا أن لا نستغرب إذا ما تحول العراق إلى دولة معادية لأن دول المنطقة لم تتدخل بشكل سلمي للتأثير في الواقع العراقي، وكانوا ينتظرون أن تحترق أصابع أمريكا بعود الثقاب الإيراني حتى يثبتوا وجهة نظرهم بسوء نوايا بعض الشخصيات العراقية تجاههم. لكن مهلاً، سوء تصرف إدارة الرئيس أوباما في العراق، والتريث إلى حين توفر إجماع صيني وروسي لفرض عقوبات على المشروع النووي الإيراني، يهددان بفشل التجربة الديمقراطية العلمانية في العراق، وهو أمر إن حدث فهو خاتمة سيئة لحكاية مؤلمة عاشها العراقيون وجيرانهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بناءا على الدستور
muhammadd -

اخي الكاتب المحترم لم يكن منع من ذكرت لاسباب طائفية بل من تم منعهم من الشيعة اكثر من السنة لكن المسالة والعدالة هي مؤسسة اقرها الدستور ووافق عليها جميع الاطراف ومن ذكرت من الاسماء والكل يستمع الىتصريحاتهم العلنية يدافعون دفاعا مستميتا عن حزب البعث الذي فاق النازييين في الجرام باعتراف الامريكان انفسهم والذين بعد ان تكشفت حججهم لغزو العراق اننا يكفينا ان خلصنا الشعب العراقي من حزب البعث والان الامريكان يريدون اعادة البعث الذي تعهد لهم بمحاربة ايران ونحن بصراحة لانريد ان نكون ساحة لتصفية الحساب بين امريكا وايران فيكفينا مادفعناه من ملايين القتلى والمشردين ويالتيكم ولو لمرة تصدقوننا من اننا نريد ان نعيش معكم بامان ورفاه لان بلدنا غني ولانحتاج الى ان نهددكم ولو لمرة واحدة تكذبون ازلام البعث الذين يعرفون كيف يغيرون صدوركم ويسحبوا دولاراتكم والعرب تقول لايؤتمن الغادر وكم غدر بكم وبغيركم حزب البعث

من تم منعهم من الشيع
khalid khalid -

من تم منعهم من الشيعة اكثر من السنة

حكومة رافضية صفوية
توتي السعودي -

الحكومة العراقية الصفوية او كما يسميها بعض الاكراد والعرب السنة العراقيين حكومة سوق مريدي هي تعمل للنظام الاجرامي الارهابي الايراني ...واعتقد ان امريكا كما اتت بهم عبر الدبابات الامريكية سوف تزيحهم عن الحكم...لذلك الاعراب الجنوبيين الطائفيين في حالة هلع وخوف...عاش السنة العرب والاكراد السنة العراقيين....وليخساء الخاسئون

اوافقك الرأي
عادل-الرياض -

فعلا اخي انت صادق ونحن نعرف ان شيعة العراق اقصد الشعب العادي طيب جدا وعندهم اخلاق قبلية عائلة لانهم ابناء قبائل عريقة ولكن هناك من يستغل تلك الطيبة من بعض الاحزاب المرتبطة للأسف بايران وأقسم بالله اخي اننا نحبكم ولانكرهكم ولكننا نكره ايران ليس لانها شيعية بل لانها دائما تحرض علينا وتريد الاذى لنا ونحن حاولنا تجاهلها ولكن طفح الكيل وانا اتمنى من كل قلبي حتى ولو كانت هناك مصادمات ايرانية خليجية سواء مصادمات اعلامية او غيرها ان يبتعد العراق واهلة عن تلك المشاحنات لاننا نعرف العراق لم يرتاح منذ 30 سنة من الحروب والحصار ولايحتاج لمشاكل جديدة وانتم بلد غني وان شاءالله تتمتعون ببلدكم وثرواته ويعم عندكم الامن والامان

خطر السعوديه وايران
احفاد البابليين -

تاكد ايها الكاتب ان من ادخل لنا مصطلح الحقد والتفرقه على اساس الطائفه هو انتم الوهابيه ودينكم يدعي الى فرق تسد ومصالح الوهابيه كثيرة منها اشعال حرب طائفيه بين المسلمين حتى يبقى العراق ضعيف ولم ينهض ولايستطيع ان يصدر نفطه والذي سوف يصل الى 12 مليون برميل يوميا هنا سوف يكون البلد الوحيد المنافس للدوله الوهابيه هو العراق ومن ناحيه ثانيه كلنا نتذكر الارهابي الزرقاوي قتل اطفال العراق وخطابه المشهور عندما قال تركنا قتال الامريكان وبدانا بقتل الشيعه وراجع اليوتوب فوالله يااخي خطر السعوديه اكبر من خطر ايران والاثنين هم اعداء العراقيين

قراءة خاطئة ام مظللة
قيس العراقى -

ان التركيز على البعد الطائفى للحكومة العراقية اصبح اسطوانة مشروخة للبعض يرددها للحصول على مكاسب مادية اوسياسية للااسف ان اول زيارة قام بها المالكى بعد فوزة بالانتخابات كانت الى السعودية ومن ثم الى مصر ولكن العالم العربى يعيش زمن الخمسينات من القرن المنصرم زمن القائد الضرورة والشعارات المستهلكةودولة كبرى تقود القطيع لقد ناصب العرب العراق من يداية تسلم المالكى الرئاسة فمن الطائفى وجميع وسائل الاعلام العربية تصب النار على الزيت وتعمل على التوتر الطائفى واصبح همما الوحيد هو تفريق العراقين لقد كنا نامل خيرا من اشقائنا واذا نحن اصبحنا صفوين وفرس رافضين وصدرت فتاوى القتل والتفجير بحقنا لاننا من اتى بامريكا الى المنطقة ولبس بن لادين ان لكل شى ثمن واكيد ثمن الحرية غالى فالعراقيون سيدافعون على منجزاتهم مها اشتدت المؤامرات

مفارقه
فرات -

العراقيين يريدون العراق صديق للكل والعرب يريدونه عدوا فمن يفوز ياترى؟؟؟

تنقصكم الصراحة
حمد -

تحياتي للكاتب المحترم ، أما آن لكم أن تخلعوا النظارة البعثية وتنظروا للعراق اليوم كما هو على الأرض لا كما يصورة لكم بعض الذين فقدوا السلطة في 2003،وأما آن لكم ان تكفّوا عن الاستشهاد بتصريحات المحتلين الامريكان لأنها تدل على خيبة أملهم من فشل مشروعهم الذي أتوا من أجله في 2003؟ أما آن لكم أن تتواضعوا قليلاً ولا تزايدوا على العراقيين حين تنصبّوا أنفسكم أوصياء عليهم حين تشككون برموزهم ورجالاتهم الذين ضحوا بأنفسهم وعوائلهم لأجل رفض الظلم ؟ أما آن لكم أن تقتنعوا بأن العراق هو مهد التشيع وهو الذي يعرب ولا يستعجم؟ أما آن لكم ان تقتنعوا بأن العراقيين (الشيعه) لا يريدون شهادة بالوطنية من أحد لأنهم أحق بتقديم الشهادة لأنهم كتبوها بدمائهم ؟ أما آن لكم أن تتركوا المعادلة التي تريدون حشر شيعة العراق بها وهي أما تكونوا أعداء لإيران أو تكونوا عملاء لها؟!!أما آن لكم أن تقتنعوا بأن العراق لا يريد الدخول في المحاور الاقليمية بل يريد ان يلملم جراحاته ويعيش بسلام بين أهله واطفاله يذهبون الى المدارس ويأتون ليجتمعوا على مائدة طعام بين احبائهم معززين مكرمين في بلادهم بلا تمييز بالعرق والدين والطائفة بعد عقود من التهجير والتهميش والحروب (بالوكاله) والمآسي التي تسببت بها الحكومات المتسلطة عليه ؟ فهل هذا صعب علينا أن نصبح كباقي الدول التي تعيش بسلام؟ بربكم متى تتركوننا لحالنا؟

والله اصدقاء لااعداء
fatima -

واالله ان الشعب العراقي والشيعة على وجه الخصوص ليس لهم طمع او انهم يفكرون في اضمار الشر لاهل الخليج لسبب بسيط لان خيرات العراق تكفيه وتفيض ولان العراقيين قد عرفوا ويلات الحروب ويردون ادخال البسمة على شفاه ملايين الارامل واليتامى ولان العراقيين لايحلمون بالمشروع القومي العروبي فقد يريدون ان يعيشوا كما تعيشون لكنكم للاسف لاتصغون الا لفلول البعث والتكفيريون علما بان هؤلاء لايضمرون لكم سوى الشر وقد فعلوا ذلك بكم وقديما قيل من لم يتعض بالتجارب والمحن لاتوعظه الكلمات

الى الكردي توتي
احفاد البابليين -

والله ياكاكا توتي انتوا الاكراد دواكم صدام وعلي كيمياوي شفتنه هنود حتى تستخدم اسماء بربريه انتم والله صعتم او نزلتم تبقون اكراد واذا كان ابن الحفرة قد اعطاكم الحكم الذاتي فنحن واخوتنا الاتراك سوف نسحقكم لان عراقنا البابلي ليس للبيع يا كاكا ..

كلمه صادقه
السماوي -

تحيه صادقه لك يبن احفاد البابليين لانك العراقي الغيور مني ومن اخوتي اللبنانيين معي الذين يقولون لو يوجد عشره في الموقع يدافعون عن العراق لالجمتم افواه الحاقدين احفاد مسيلمه. امابانسبه الى كانب المقال اقول ماشانكم بالعراق ,العراق ليس عربيا كما تزعمون لان الغالبيه صفويه روافض وانتم تدعون اتركونا وشاننا.

بلبل /9\
طلال -

شنو يلي دراك انه توتي كوردي لحتى تتهجم على اسيادك الكورد يابابلي وانني كوردي وافتخر واقول لك خسئت انت وكل من يقف وراءك ومن ازلامك الاتراك تاكد من اصل الشخص وبعدها تهجم يا متخلف