جريدة الجرائد

مصر: العيب فينا وليس زماننا المسؤول!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

هويدا طه

مصر مريضة.. مصر الحكم ومصر المعارضة ومصر النخبة ومصر الجماهير.. وكما يجري الطبيب أشعة مقطعية على الجسم المريض فيرى بوضوح مواقع الخلل.. وضع (مشرط البرادعي) مصر كلها تحت الأشعة الكاشفة فظهرت مواقع العلة.. واتضح في (أسبوع الكشف) الأخير هذا أننا كلنا.. مرضى!
أما عن مصر الحكم فلن يكون جديدا أو مدهشا الحديث عن علاتها.. لا معنى حقا لتكرار ما نقوله جميعا كل يوم وكل ساعة عن تلك (البلوى) التي أصابت بلدنا.. فيروسات الفساد والظلم الاجتماعي والتفريط في الوطن- أرضا وكرامة- ورهن المستقبل والمقامرة به واحتكار القلة لكل من الثروة والسلطة وقرارات المصير.. إضافة إلى تقزيم قيمة بلدنا وسحب الثقة من نفوسنا واحتقار الشعب بعد نهبه وإفقاره وتعجيزه ووو.. كل هذا كلام نعرفه جميعا ونعيشه يوميا ففي الشارع المصري.. أما عن مصر المعارضة.. المعارضة الرسمية.. المعارضة الفاشلة.. المعارضة المستأنسة.. المعارضة التي لا تعارض شيئا.. فتلك أيضا وللأسف جزء من (بلوى) مصر الحكم.. فالنظام الحاكم حجّمها وأعجزها فاستجابت كرها ثم صارت مع الزمن تتلذذ برضا بحالة العجز تلك.. الحكم والمعارضة كلاهما جناحا الظلم في بلدنا.. والله على المستوى الشخصي لا أطيق سماع أحد هؤلاء الممثلين للأحزاب الديكورية! سواء التي تسمى أحزابا مشروعة أو تلك (التكايا) المسماة أحزابا تحت التأسيس.. كلها أحزاب تشبه مؤسسة الحكم في مصر.. أفراد أقدمهم بلغوا من العمر أرذله ومازالوا يتحدثون عن ذكرياتهم في الطفولة عندما كانوا يشاهدون صواريخ الألمان والحلفاء في الحرب العالمية الثانية! اختطفوا زمنا- بل أزمنة- ليست لهم ومازالوا يستميتون على إزاحة الأجيال التالية لهم جيلا بعد جيل.. كي يستمروا في خطف بلد وقع رهينة في أيديهم وأيدي حليفهم النظام الحاكم، ولن أنسى أبدا واحدا من هؤلاء وهو يقف أمام كاميرات الفضائيات (التي لم يعرفها زمانهم البعيد!) معلقا بغضب على انطلاق حركة كفاية منذ حوالي خمس سنوات: 'دوول شوية عيال انا لا اهتم بهم انا انظر الى مستقبلي السياسي'! أي مستقبل ايها الباقي من زمن حرب الحلفاء والمحور! أما أحدثهم فأذكر عندما كنت في عشرينات العمر في الثمانينات كان هناك شباب أكبر منا قليلا يشتكون من سطوة مخلفات الحرب العالمية تلك.. وكان هؤلاء ومازالوا يسمون أنفسهم جيل السبعينات.. الجيل الذي قاوم في البدء تحول مصر عن نهجها الذي عرفته قبل رحيل عبد الناصر، هذا الجيل بالفعل قاوم لكنه تشرذم والزمن يمضي، الآن.. هذا الجيل- عن اختيار أو دون أن يشعر- انضم إلى تلك الفئة التي لا ترحل أبدا وصار مثلهم.. يحاول إزاحة شباب اليوم ويمارس عليهم (وصاية متعالية) في سلسلة من فشل الأجيال لا تنتهي.
لا أحزاب معارضة في مصر.. بل هناك تكايا بعضها رسمي وبعضها تحت التأسيس، وكلها مشخصنة باسم أصحابها.. لا تعرف عنها شفافية أو ديمقراطية أو ما إلى ذلك مما وصلت إليه معظم الأمم دوننا.. هل سمع أحدكم عن انتخابات مثلا تغير على إثرها رئيس أحد تلك الأحزاب وهو حي؟! مثلهم مثل رئيس الدولة الذي يسمي البلد باسمه فعلا وليس مجازا.. تلفت حولك وستجد استاد مبارك اكاديمية مبارك ميدان مبارك جيش مبارك شعب مبارك.. مصر مبارك! ستظل تلك الأحزاب كذلك مسجلة باسم اصحابها الى أن يرحلوا عن عالمنا.. وإن كان أحد الأصدقاء قال لي ساخرا: لن يرحلوا فهؤلاء مثلهم مثل كهنة الحزب الحاكم يتعاطون (حقن الخلايا الجذعية) فتتجدد خلاياهم! أتذكر الآن مقالا كتبه صحافي شاب عن صفوت الشريف واختار له عنوانا دالا: الرجل الذي لا يموت!
ماذا سيفعل جيل الألفية الثالثة وأمامهم تلك الجدران البشرية تحول بينهم وبين الشمس؟ هذا ليس انتقاصا طبعا من محاولات الأجيال السابقة النضالية لكنه تأمل في حالة (وصاية القديم على الجديد) الحية أبدا في الزمن المصري!.. جيل الألفية هذا مطالب بمقاومة (رجال الخلايا الجذعية) في الحكم والمعارضة على السواء!
أما مصر النخبة فتلك قضية تثير الأسى.. إذا تحدثت عن النخبة بالمعنى الطليعي وليس النخبة بالمعنى الطبقي فأنت تتحدث عن (المثقفين المحبطين) ممن ينتمون إلى كل تلك الأجيال المهزومة التي تتراكم فوق بعضها زمنيا.. جميعهم بلا شك تمنوا لمصر حالا غير حالها الماضي بتسارع في طريق الاتحدار الحضاري.. لكن لم ينجح أي منهم في فعل شيء.. في صياغة شيء..يمكن أن تقول (لهم شرف المحاولة) وهذا صحيح.. فقد أسسوا عشرات الجبهات والإئتلافات والحركات.. وبقيت جميعها تنشد- عن صدق- مصر أخرى غير التي نعيشها وتعيشنا.. لكن لم تخط تلك الحركات أبعد من سلم نقابة الصحافيين! لذلك تركها النظام تفرح بنفسها وهي تلقي البيانات أمام الكاميرات ليبدو وكأنه ديمقراطي! يسمح لهؤلاء بقدر من (الطنين) لكنه طنين غير مؤثر.. يعلم أن معظمهم - ممن يزاحمون الآن- لن يتقدم الصفوف حقا اذا تخطى الأمر حاجز الوقوف أمام الكاميرات إلى تضحيات حقيقية لخلاص الوطن!.. ولعل واحدا من المثقفين الذين كانوا (مناضلين) ثم حسموا أمرهم وانضموا إلى (اللي فيه فايدة بصحيح.. جمال مبارك!) كان إلى حدٍ ما محقا حينما نصح جمال مبارك في جلسة خاصة بألا يتوجس منهم! فهو يعرفهم واحدا واحدا ويوقن أنهم لن يشكلوا خطرا أبدا! فشلت إذن النخبة المتراكمة عبر الأجيال في صياغة مشروع حقيقي وفشلت في تكوين قائد حقيقي للتغيير.. سواء لعلة أو علات فيها أو لأن النظام أمني بوليسي يحول بحسم دون نجاحها في تحقيق شيء ملموس، لكن رغم ذلك فإن استقراء تاريخ الأمم يشير إلى أن النخبة (بالمعني الطليعي وليس الطبقي) مهما كانت صراعاتها الداخلية .. وحتى لو كانت صراعات تافهة ..هي دائما التي تقوم بعملية (الإقلاع) في كل مشروعات التغيير الكبرى التي قرأت عنها .. هي رغم انتكاساتها وصراعاتها تلتقط أول الخيط.. لذلك بمجرد أن أعلن البرادعي ذات يوم عن احتمالية ترشحه للرئاسة.. استشعرت تلك النخبة أن أملا جديدا يبدو في الأفق فالتفوا حوله منذ اللحظة الأولى.. لكن أمرا لاحظته وقد أكون مخطئة على كل حال.. بل يارب أكون مخطئة! حدث أن هذا الالتفاف حول البرادعي بدت عليه ملامح المرض المصري المزمن القبيح.. الوصاية من الأقدمين على الأجيال التالية الأحق بالمساهمة بطاقتها من أجل مستقبلها.. لو تأملتم الوفود التي زارت البرادعي في بيته للتحاور معه والاستماع اليه حول آلية التغيير في المرحلة القادمة .. لرأيتم أشياء غريبة تحدث.. مجموعة من رجال ونساء النخبة (بعضهم مخلص بلا شك) لكن بعضهم تعاطى مع الأمر ببوادر انتهازية سياسية.. وكأن نجاح المشروع حُسم والدولة الجديدة نشأت أو تكاد ويريدون لأنفسهم حجز مكان فيها! وبعضهم تعاطى مع مشروع البرادعي وكأنه امتداد لحركات الاحتجاج العمالية التي لها مطالب فئوية محددة.
مصر الجماهير: تحاورت مع سائق التاكسي وعندما وصلت البيت دونت فورا الحوار قبل أن تتلاشى تفاصيله من ذاكرتي، ثم كررت الحوار مع حارس العمارة وسائق تاكسي آخر وعاملة منزل تعمل باليومية وآخرين.. وجاء الحوار والله يكاد يكون متطابقا.. ولعلك أيها القارئ العزيز مررت بتجربة مماثلة فهل اختلفت تجربتك عما يلي:
سمعت عن البرادعي؟
'آه دا اللي اتكلم في التليفزيون من كام يوم ..والله راجل باين عليه طيب يمكن يا ست يعمل حاجة ترحمنا من العيشة اللي احنا عايشينها دي، والله يا مدام ما بانام من الحيرة أعمل ايه طيب اعمل ايه؟ باشتغل طول اليوم من صباحية ربنا لحد بعد نص الليل لكن والله ما عارف أعيش.. ورحمة أمي ما عارف أعمل إيه؟'
طيب وهو البرادعي دا يعني ساحر؟ حيعمل إزاي وحده مش لازم برضه نقف جنبه؟'
' واحنا نقدر نعمل ايه يعني يا مدام؟ دا كان فيه واحد في شارعنا (واسترسل السائق يروي قصة شاب من جيرته) 'مرمي' في السجن وأمه مش عارفة طريقه لحد دلوقتي عشان راح مع الجماعة دوول.. بتوع المظاهرات دوول يعني'
سمعت عن توكيلات يعملها له المصريون يعني 'عشان' يتكلم باسمنا ويقدر يقف قدامهم؟
' فين ده؟ مسمعتش ولا اعرف فين ولا ازاي.. والله يا مدام انا طلعت عيني ومستعد اعمل توكيل بس فين وازاي؟ وهمه برضه حيسيبونا نعمل حاجة كده يعني؟.. دوول يسحلونا.. وانا راجل صاحب عيال ومش عارف حييجي عليهم بكره إزاي.. والله لو فيه واحد كده يعني والله أعملله توكيل (ثم قال بأسى وكأنه يحدث نفسه) والله أعملله توكيل بس قوليلي ازاي وفين وامتى.. يعني حيعملوا فينا ايه اكتر من اللي عملوه.'
وعلى تلك الشاكلة يعاني الناس.. بعضهم لا يبالي ولن يتحرك إيجابيا أبدا حتى لو تعرى من كل ما يستره حتى لو بيعت كل مصر وليس أرض توشكى فقط! وهؤلاء موجودون في كل الشعوب.. وبعضهم يريد أن يفعل شيئا (من غـُـلبه!) لكن أحدا لم يتوجه إليه ليدله على الطريق.. وهو يريد قائدا مجسدا واحدا يقول له إفعل فيفعل.. لكنه (لا يعرف) كيف وبم يبادر وأين ومتى.. وأظن غالبية المصريين يمكنها أن تتكتل (فقط لو) عرفوا مطالب محددة منهم وواضحة..مشروع البرادعي: لكن.. طالما مصر النخبة ومصر المعارضة ومصر الجماهير يغرد كل منهم في وادٍ .. سيلقى مشروع البرادعي مصير الحركات التي أسسها على مدار السنوات الماضية (المثقفون المحبطون)! لنجد أنفسنا أمام سؤال في تلك المرحلة: كيف تجتمع تلك (الأمصار) على حدٍ أدنى من التوافق لمواجهة مصر الحكم المستبد:
من المؤكد أن للنخبة دورا في عملية (الإقلاع) اللازمة لانطلاق مشروع التغيير.. هناك دائما آباء مؤسسون لكل مشروع (بمعنى أنهم يؤسسون ويفتحون الطريق ثم يفسحون المجال.. لا أن يقبضوا عليه ويحرسوه لأنفسهم دون سواهم من فئات الشعب وأجياله!.. هذا إن نجح!) وتلك النخبة حتى بصراعاتها الداخلية التافهة سيتم فرزها لحظة العمل الجدي.. وهي دائما بتلك الصفة تكون حلقة الوصل بين فكرة المشروع وأجيال الشباب المعني الحقيقي بالانتشار لتنفيذ مشروع يعني اساسا بمستقبلهم .. والنخبة الملتفة حول البرادعي الآن ستفرزها الأيام فيبقى من يعمل بإخلاص لشباب وطنه ومستقبله ويكون مستعدا للتضحيات ولو بدرجات متفاوتة.. ويغيب من لا يملك أي نية أو استعداد لمثل هكذا تضحية.. صحيح أنه سيظل الآن ظاهرا في المشهد .. لا بأس!.. لكنك لن تراه لحظة الجد!
تلك النخبة عليها أن تساعد الشباب في (عملية الانتشار) لتدل الجماهير ماذا تفعل ومتى وكيف.. فرجال ونساء النخبة كلهم حول الخمسين من العمر إلى ما شاء الله! لن يتمكنوا من الانتشار بفاعلية كما الشباب.. ولا بد من التعالي على الذاتية عند مد يد المساعدة للشباب، بدفعهم للأمام وليس بإزاحتهم! والحقيقة أن تاريخ نخبتنا المصرية رغم إحباطاته الكثيرة يمتلئ بتلك النماذج المشرفة.. التي عملت على تربية الكوادر ومساعدة الشباب على تنظيم طاقتهم لكن.. دون مزاحمتهم.. لا يجب أبدا أن تتوقع تلك النخبة من الجماهير أن تبادر.. الجماهير لا تبادر! ولهذا السبب يكون (الإقلاع) مهمة النخبة وليس الجماهير! الجماهير تــُـطلب فتستجيب حسب درجة صدق وفاعلية من يناديها.. ربما تكون النخبة أقدر على رسم الخطوط العريضة للمشروع .. لكن الآليات الصغيرة والتنفيذ يحتاج انتشار الشباب وسط الجماهير.. وانتشار الشباب وسط الجماهير يحتاج مساعدة نخبة لا تتآمر كي تبقى في مشهد تزيح منه الشباب.. وتاريخنا في الفشل المتتالي يدل على أن النخبة عندما تأخذ على عاتقها كل شيء.. وتنسب لنفسها كل شيء.. لا تفعل أي شيء!
المعارضة.. المعارضة المصرية الفاشلة!.. لا أعرف كيف لكن لن نيأس من محاولة إقناع رموزها العتيقة أن تكف شر تآمرها هذه المرة (فالبرادعي ليس المشروع الدائم لمصر).. البرادعي هو تلك النقطة الفاصلة بين الاستبداد والحرية.. لحظة انتقالية تاريخية في مسيرة مصر الزمنية.. لابد أن تكون توافقية.. يمكن كذلك للمرشحين الآخرين للرئاسة أن يؤجلوا حلمهم ومشروعهم الخاص إلى ما بعد تلك اللحظة.. إلى ما بعد أن يؤدي البرادعي دوره.. ويمهد لهم الطريق. وأمامهم الوقت على كل حال! أما الشباب.. هؤلاء الرائعون ما دون الثلاثين وحولها.. فلدي ثقة فيهم لا أعرف لها سببا.. استشعرها.. ربما لأنهم لم يتلوثوا بعد مثل معظمنا.. علينا أن نرفع عنهم (تلك الوصاية الغبية) ونفسح لهم المجال مع البرادعي!.. وهنا رسالة خاصة جدا للبرادعي.. لا تحبس نفسك معنا وعليك بالشباب ما دون الخامسة والثلاثين!. هؤلاء يحسون المستقبل وحسهم يعطيهم طاقة حقيقية لمساندتك.. لا تنزلق بالله عليك وتغلق على نفسك الباب مع هؤلاء القادمين من مطلع القرن العشرين وعقوده المتتالية!.. شباب الألفية أمامك فاعتمد عليهم..
أما البرادعي نفسه فندعو الله أن يتحمل ما سيلاقيه من كل هؤلاء.. الحكم والمعارضة والنخبة والجماهير! صحيح هو يدرك كل ذلك لكنه لم يعشه بعد! وما بدر ضده من سفه بعض وسائل الإعلام وشذاذ الآفاق ووكلاء مباحث النظام في الأيام الأولى لوصوله ليس إلا تسخينا! سيقابل الكثير.. نرجو أن يتحمل، فهو مثل كل فرد فينا.. يحلم أن يترك لأحفاده وطنا حقيقيا.. يشبه على الأقل الأوطان التي شاهدها بعيدا عن وطننا.. الخرب!
الامتحان الحقيقي لنا حقا إن أردنا اثبات أننا نريد أن نترك لأبنائنا وطنا حرا وليس سجنا كبيرا.. أن نتسامى على ذواتنا ونعمل على إفساح الطريق لهم.. الشباب، نساعدهم بالطبع فلا يصح أن نقف مكتوفي الأيدي..ولا يصح أن نبخل عليهم بخبراتنا حتى خبرات الفشل منها! لكن نترك لهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم بثقة.. هذا واجب وطني وليس منة من أحد.. ولو تحقق هذا حقا .. لو فقط خمسون في المئة منا يتعالى على ذاته فسوف ينجح مشروع أولادنا بقيادة البرادعي لبناء وطن حر! .. أما إذا أصررنا بأنانية على مزاحمتهم.. فلن ينجح البرادعي.. سنمزقه ومشروعه إربا!.. ولن ينال شبابنا الفرصة.. وربما يحبط ويمضي به الزمن وتجري عليه القوانين المصرية الأبدية فيغلق الطريق على من يليه.. في سلسلة غبية من الفشل المتتالي! لو لم نتسام على صغائر أمانينا الشخصية.. لن نترك لأبنائنا وطنا بل بالكاد.. جدران حظيرة!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف