استحالة السلام مع هؤلاء المتطرفين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جهاد الخازن
أكتب صباح الثلثاء بعد أن انتهيت من قراءة الصحف الإسرائيلية مترجمة الى الإنكليزية، وبعد ان ازددت اقتناعاً بأنه يستحيل الوصول الى سلام مع حكومة مجرمي الحرب الفاشست وأحزابها المتطرفة التي لا تعدو أن تكون عصابات جريمة منظمة.
رئيس بلدية القدس نير بركات (واسمه مسروق من العربية) يريد هدم 40 منزلاً في منطقة البستان من سلوان لأنها بنيت "بطريقة غير شرعية"، وأقول إن اسرائيل كلها غير شرعية، فقد قامت في أراضي الفلسطينيين، وهي لا تستطيع أن تعطي أصحاب الأرض صكوك الشرعية أو تحرمهم منها.
سكان البستان يتعرضون لضغوط هائلة وإغراءات لترك المنطقة، وقرأت أن حديقة عامة ستقوم محل بيوتهم، أو أن فنادق صغيرة سترتفع مكانها. ونائب رئيس البلدية ديفيد هاداري يقول: "من ناحية قانونية، كل هذه المباني غير شرعية ويجب هدمها".
مرة أخرى، من ناحية قانونية اسرائيل كلها غير شرعية إلا أنني لا أطالب بهدمها، بل لا أطالب بموت أحد حتى لو كان من عصابة الحكومة الفاشستية، فكل ما أقول إن كياناً غير شرعي لا يستطيع أن يتهم غيره بما فيه، واسرائيل تحرم اصحاب الأرض التراخيص للبناء، فإذا بنوا قالت إن المباني غير شرعية.
وكان هناك خبر آخر من مجلس مستوطني بنيامين يهاجم وزير الدفاع ايهود باراك بعد هدم الجيش كنيساً هو في الواقع كوخ أو خيمة قرب مستوطنة. ورئيس مجلس مستوطني بنيامين اسحق شادامي يقول إن وزير الدفاع "اتخذ قراراً عنصرياً وغير ديموقراطي يمنع اليهود وحدهم كلياً من البناء في اليهودية والسامرة".
هي الضفة الغربية واليهود لا حق لهم بالوجود فيها أو في أي أرض فلسطينية، غير أن ما لفتني في الكلام هو كذبه الليكودي المطلق، فالمستوطنات وصلت الى نهر الأردن ورئيس مستوطني بنيامين يتحدث من مستوطنة، ثم يقول إن اليهود وحدهم ممنوعون من البناء في الضفة.
كيف يمكن التفاوض مع هؤلاء؟ المستوطنات كلها غير شرعية، والاحتلال غير شرعي، وإسرائيل قامت بطريقة غير شرعية في بلادنا لأن الغرب المسيحي حاول أن يكفّر عن ذنبه بعد ان قتل ستة ملايين يهودي او تواطأ في قتلهم، فنقلهم الى فلسطين حتى لا يذكِّروه كل صباح بما ارتكب من جريمة فظيعة.
وأتجاوز الخبر الأهم الثلثاء، فقد كان عن تنافس بنيامين نتانياهو في اللجنة المركزية لليكود مع موشي فيغلن الذي يعتمد على تأييد مستوطني الضفة والجولان، أي أننا أمام سياسي نجس وآخر أنجس منه.
بين الأخبار الأخرى، قرأت تعليقاً عن "أسبوع الابارتهيد الإسرائيلي" وكاتبه بن دروري يميني من "معاريف" يقول: إنه أسبوعان من كره اسرائيل، إلا أنه لا يقول طبعاً إن اسرائيل مكروهة لما ترتكب من جرائم، وإن الكره يلفّ العالم، فهو ليس وقفاً على الضحايا الفلسطينيين، أو العرب والمسلمين، وإنما تشارك فيه كنائس مسيحية وطلاب جامعات من اوروبا وأميركا. وعندما يتحدث يهود واسرائيليون في "أسبوع الابارتهيد الإسرائيلي" فهناك دليل قاطع على صدق التهمة. غير أنني أكتفي من هذا الموضوع بهذا القدر لأنني سأعود اليه بمقال كامل هذا الأسبوع.
أسوأ ما قرأت كان مقالاً كتبه الدكتور غاي بيشور عن احتمالات انتفاضة ثالثة خلاصته أنه لا يتوقع حدوثها، وأنا لا أريدها شخصياً، إلاّ أن الكاتب نقل الينا ما في اسرائيل التي هو منها من جريمة وفساد وجنس.
هو قال: إن هناك فساداً فظيعاً في السلطة الوطنية، وقد اختفت مئات ملايين الدولارات. طبعاً كل موازنة السلطة لا تتجاوز مئات ملايين الدولارات، واختفاؤها يعني انه لم يقبض أحد مرتبه ولم تستورد أي بضاعة، ولم يأكل الناس. وهذا مع العلم أن رؤساء الحكومات الإسرائيلية والوزراء متهمون بالفساد من آرييل شارون على ما تعيه ذاكرتي، ونتانياهو في حكومته الأولى، وحتى ايهود أولمرت والبلطجي أفيغدور ليبرمان.
والكاتب يتهم السلطة بجرائم جنس فاضحة. وأسأل هل هي فاضحة أكثر من فضيحة الحاخام مردخاي ايلون وتحرشه بالأولاد واتهام 12 حاخاماً آخر بالتحرش. أو هل هي في قباحة "اغتصابات" الرئيس موشي كاتساف، أو أول خبر في الصحف الإسرائيلية الثلثاء وكان عن اغتصاب 13 ولداً وبنتاً في الثالثة عشرة وضربها. فلسطيني تحرش بامرأة، ولم يصدر عليه حكم بعد، مقابل كل هؤلاء، ومعلم العلم ان الجنس الفاضح عندهم مسجل في التوراة وحتى اليوم.
أستطيع أن أفنِّد كل سطر ونقطة في المقال، ولكن أكتفي لضيق المجال بإشارة الكاتب الى "12 ألف إرهابي فلسطيني تعتقلهم اسرائيل"، وأقول إنهم مناضلون في سبيل الحرية وأبطال، وإن اسرائيل ارهابية يكرهها العالم كله، وأصر على استحالة السلام مع هؤلاء المتطرفين المجرمين وأدين كل من يؤيدهم معهم.