جريدة الجرائد

جاسوسة بريطانية سابقة تتهم الاستخبارات الامريكية بالخداع حول معاملة المعتقلين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

البارونة موللر انتقدت تشيني ورامسفيلد وقالت انها لم تعرف عن الانتهاكات الا بعد تقاعدها

لندن

القت مديرة وكالة الاستخبارات الداخلية السابقة في بريطانيا والمعروفة باسم 'ام اي فايف' باللائمة على الولايات المتحدة واتهمتها باخفاء ادلة واساليب تتعلق بتعذيب المعتقلين في سجن غوانتانامو.
وقالت البارونة مانينغهام ـ موللر في محاضرة لها بلندن ان الاستخبارات الامريكية قامت وبشكل مدروس باخفاء ادلة واساليب معاملة المشتبه بعلاقتهم بالارهاب عن حلفائهم البريطانيين. وقالت ان الولايات المتحدة كانت مصممة على منع بريطانيا من اكتشاف الطرق التي استخدمها المحققون مع المعتقلين لانتزاع معلومات واعترافات.
واشارت الجاسوسة السابقة الى قصة المعتقل المقيم في بريطانيا بنيام محمد الذي اعتقل في باكستان ونقله المحققون الامريكيون الى المغرب ثم الى افغانستان ومنها الى معتقل غوانتانامو. وقالت ان المعتقل قدم معلومات مفيدة مررتها الاستخبارات الامريكية لنظرائها البريطانيين. ولكنها قالت ان المعلومات التي انتزعت بالقوة اخفيت عن البريطانيين وانها لم تكن تعرف حتى عام 2007 اي بعد تقاعدها عن العمل، بتعرضه للتعذيب واستخدام اسلوب الايهام بالغرق المحظور عليه مثلما استخدمه الامريكيون مع عدد اخر من المعتقلين الكبار منهم العقل المدبر لتفجيرات 9/11 خالد شيخ محمد.
وقالت انها عبرت عن دهشتها من كمية المعلومات التي كان الامريكيون يمررونها عن بنيام محمد بناء وجاء ذلك بناء على تجربة بريطانيا في مكافحة المعارضة المسلحة في شمال ايرلندا. وتذكرت انها اخبرت مساعديها قائلة ' لماذا يتحدث ويقدم معلومات؟ لان تجربتنا مع المعتقلين الايرلنديين او الارهابيين انهم 'لم يتحدثوا ابدا' وكانت اجابة مساعديها ان الامريكيين يتحدثون انه 'فخور بما حقق من انجازات عندما سئل عنها. ولكنني لم اعرف الا بعد تقاعدي عن الخدمة انه تعرض للتعذيب من خلال اسلوب الايهام بالغرق 160 مرة'، حيث علمت عن الامر عندما قامت وزارة العدل الامريكية بنشر وثائق تشير الى هذا الامر وقرأت تفاصيل التعذيب في الصحافة.
وجاءت تصريحاتها على الرغم من دفاع مدير الوكالة الحالي جوناثان ايفانز عن الوكالة ونفى ان تكون قد تورطت مع الامريكيين في قضايا تعذيب بريطانيين. وكانت ليدي مانينغهام موللر تتحدث في مناسبة نظمتها مجموعة مايل اند ـ شرق لندن وهي مؤسسة بحث تاريخي وسياسي مرتبطة بجامعة كوين ماري، في مجلس اللوردات، وفيها قالت ان الحديث عن تورط الوكالة الامنية بتعذيب مشتبه بهم قد يعيق ام اي فايف عن القيام بمهامها في المستقبل.
وفي المحاضرة قالت 'ان ام اي فايف ' قدمت احتجاجا للامريكيين عن طريقة معاملة المعتقلين ولكنها لم تقدم تفاصيل عن طبيعة الاحتجاج . واكدت ان التعذيب ايا كانت نتائجه لا يمكن تبريره حتى لو ادى لانقاذ حياة ناس. ولم تشر المسؤولة السابقة الى المعلومات التي مررها الامريكيون للبريطانيين وان كانت نتاجا للتعذيب او ان ام اي فايف اكتفت بأخذ المعلومات دون السؤال عن مصدرها.
واكدت ان الامريكيين كانوا 'راغبين باخفاء ما يحدث عنا'. وجاءت الكلمة التي قدمتها ليدي موللر قبل التعليمات التي ستعلن عنها الحكومة والتي تخص الوكالات الامنية حول الطريقة التي يجب التعامل فيها مع المعتقلين. ومع انها تحدثت عن دور امريكي باخفاء الحقيقة الا انها لم تكشف عن المعلومات التي تظهر تورط المخابرات البريطانية في تعذيب بنيام محمد او غيره. وكان مسؤولون سابقون في الاستخبارات الامريكية 'سي اي ايه' قد اشاروا الى ان العقل المدبر للهجمات،خالد شيخ محمد رفض التعامل حتى تم تعريضه لاسلوب الايهام بالغرق في موقع سري في بولندا، قرب مطار شيشمان حيث عرض لهذا الاسلوب اكثر من 100 مرة.
واعترف بعد ذلك انه كان يعمل على سلسلة من العمليات التي خطط لها منها عمليات خطف طائرات وتدميرها فوق كاناري وورف في شرق لندن وبيغ بن ومطار هيثرو وذلك عند اعتقاله في روالبندي في عام 2003. وبالنسبة لبنيام محمد فقد اجبر هذا على الاعتراف اثناء مراجعة حالته خلف الابواب في غوانتانامو انه متورط في 31 عملية وانه مسؤول عن هجمات ايلول (سبتمبر) من الفها الى يائها.
ومن العمليات التي اجبر على الاعتراف بها،علاقته مع مفجر الحذاء ، ريتشارد ريد، ودور في مقتل الصحافي الامريكي دانيال بيرل، ودور في تفجير القنصلية البريطانية في اسطنبول. وفي داخل شهادة المسؤولة الامنية التي ادارت ام اي فايف في الفترة ما بين 2002 ـ 2007 اعتراف ان الوكالة كانت بطيئة في التعرف على طبيعة ما تقوم به الوكالات الامنية الامريكية والكيفية التي استخرجت فيها معلومات من المعتقلين، ولم تنس المسؤولة توجيه انتقادات الى اركان قيادة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش وموقفهم من التعامل مع المعتقلين وخصت بالذكر نائب الرئيس ديك تشيني، ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد. وفي حديثها قالت انه سواء ثبتت المعلومات عن تورط ام اي فايف بالتعذيب والتهاون بحقوق الانسان فان ذلك سيؤثر على الوكالة مجموعة او بشكل شخصي يطال ضباطها مما سيعوقها عن قيامها بمهامها.
وفي حديثها قالت انها عملت جاسوسة مدة 33 عاما منها خمسة اعوام على رأس الوكالة الامنية وقالت ان موظفي الوكالة كانوا يقومون بعملهم بفخر وهدوء على خلاف الصورة التي يظهرون فيها بالمسلسلات الدرامية. وهنا قالت انه من الاشياء المحزنة ان 'تشيني ورامسفيلد وبوش شاهدوا مسلسل 24' مشيرة الى مسلسل درامي شهير عن مكافحة الارهاب.
وتكهنت ان الهجمات الارهابية القادمة ستتضمن استخداما لاسلحة بيولوجية وكيماوية واشعاعية. وقالت ان الموجود من القوانين والتشريعات كاف لمواجهة خطر الارهاب ومحاكمة المتورطين فيه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف