مصدر بالأكثرية: نظام دمشق يعيش أضغاث أحلام وصايته السابقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
"ابتزاز" سوري للحريري عبر الترويج لتغيير حكومي جزئي أو كلي
بيروت
كثرت في الأسابيع الأخيرة الأقاويل في بيروت عن تغيير حكومي محتمل ينهي التجربة الحالية لحكومة الوحدة الوطنية التي يعتبر البعض أنها فشلت في تحقيق أهدافها, لا بل انها عجزت عن مجرد البدء بتنفيذ مهامها.
هذه "المعلومات" التي تظهر في بعض الصحف والمواقع الالكترونية تحت عنوان "أسرار" أو "أخبار خاصة", تختلف في عرض الأسباب الموجبة للتغيير الحكومي, تبعاً للموقف السياسي لكل وسيلة إعلامية, حيث تحدث بعض إعلام قوى "14 آذار" عن إمكان حصول تغيير جزئي يشمل وزراء معينين بسبب كثرة الملاحظات على أدائهم, وأحدهم وزير الخارجية علي الشامي, فيما تحدث إعلام قوى "8 آذار" بالمثل عن وزراء في الجهة المقابلة.
مصدر سياسي في قوى الأكثرية أوضح لmacr;"السياسة" أن هذه المعلومات, من هنا وهناك ليست جدية, أي أنها ليست للتنفيذ, ولكن في المقابل فإن هذه التسريبات ليست بريئة تماماً, إذ تقف وراء معظمها شخصيات سياسية موالية لدمشق, ما يعني أن ثمة رسائل سورية وراء هذه المعمعة الإعلامية, أو أنها تهيئ الأجواء لخطوة ما.
أضاف "سمعنا في البداية على لسان مقربين من النظام السوري أن الحكومة الحالية لن تعمر حتى نهاية العهد, بل إن الحكومة التي ستسبق الانتخابات النيابية المقبلة ستكون مختلفة عن الحالية, مع التأكيد على أنها ستكون برئاسة سعد الحريري, ولكن مع زيادة حصة الفريق القريب من سورية فيها على حساب الفريق المسيحي في "14 آذار". وبعد أن أطلق الرئيس الحريري تحذيره الشهير من أن هذه الحكومة إذا فشلت ستكون آخر حكومة وحدة وطنية, بدأت "التسريبات" تركز على عدم فاعلية الحكومة وعدم قدرتها على الإقلاع حتى الآن, مركزة على مسألة التعيينات المتعثرة, والتأخر في انجاز مشروع الموازنة".
واعتبر المصدر أن "هذا الكلام على خطورته يبقى في إطار المناكفات السياسية التي اعتاد عليها اللبنانيون من هذه الجهة أو تلك, ولكن الأخطر هو تسريب معلومات خاصة عن تحضير جار في دمشق لبديل الرئيس الحريري, بالتزامن مع نشر أخبار عن زيارات تقوم بها شخصيات سنية مرشحة للمنصب إلى العاصمة السورية, مثل الرئيس نجيب ميقاتي (الذي قام أيضاً بزيارة لافتة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مقره السري), والوزير محمد الصفدي (الذي يزور حالياً الولايات المتحدة ولم يتأكد ما إذا كان قد زار دمشق فعلاً), كما يتزامن ذلك مع ترويج معلومات متضاربة عن زيارة قريبة سيقوم بها الحريري إلى سورية على رأس وفد وزاري, مترافقاً مع كلام عن عدم نية رئيس الحكومة السورية ناجي العطري زيارة لبنان في هذه المرحلة".
وأضاف "هنا يتعدى الأمر مجرد مناكفات ليصبح ابتزازاً سياسياً مكشوفاً يمارسه النظام السوري ضد الحريري, سيما بعد أن فسر حديثه لإحدى الصحف الايطالية خطأ, وبدأ تسريب معلومات أكثر خطورة عن شكاوى سورية مباشرة ضد رئيس الحكومة لدى المسؤولين السعوديين, بذريعة أن فريقه السياسي (تيار المستقبل), وحلفاءه المسيحيين لم يلتزموا متطلبات المصالحة مع النظام السوري وحلفائه في لبنان, ولا يزال خطابهم معاديا بكل المقاييس, كما أن إعطاء الرئيس فؤاد السنيورة دوراً محورياً من خلال ترؤسه كتلة "المستقبل", واستمرار لعبه دور رئيس حكومة ظل, والكلام دائماً للمصادر السورية, هو إشارة سلبية جداً تجاه دمشق".
وأضاف المصدر "قبل أسبوعين عاد أحد زوار دمشق الدائمين زاعماً أن السعودية لا تمانع من تشكيل حكومة أخرى في لبنان يرأسها غير الحريري. واستنتج الزائر أن النظام السوري يتريث حتى الآن, و"يعطي" الحريري فرصة أخيرة قبل الشروع في عملية تغييره, ولم يكشف ناقل الرسائل ما هي الخطة الجهنمية التي ستؤدي إلى الإطاحة بالحكومة".
وخلص المصدر إلى القول "من كل ما سلف يمكن استخلاص نتيجة واحدة هي أن النظام السوري لم يتعلم من تجربته في لبنان شيئاً, وأنه لا يزال يعيش في أضغاث أحلام وصايته السابقة على هذا البلد, ظناً منه أن الحريري جاء إلى رئاسة الحكومة بقرار خارجي وليس بقرار الأغلبية الشعبية والنيابية, أو أنه (النظام السوري) تراوده الرغبة في تكرار سيناريوهات سابقة وممجوجة في الانقلاب على الحكم في لبنان, سواء بقوة السلاح أو الغوغاء. وإذا لم يكن جدياً في هذه النوايا الجهنمية, فإنه على الأقل يمارس سياسة ابتزاز رخيصة في محاولة لإخضاع رئيس الحكومة سياسياً, بعد أن سقطت المحاولة "القضائية", الرخيصة هي الأخرى, المسماة استنابات جميل السيد".