سقوط عدن... وبداية الحرب!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سعد بن طفلة العجمي
كتبت عام 1994م مقالاً عنوانه "سقطت عدن، وبدأت الحرب". جاء المقال بعد الحرب اليمنية- اليمنية الرابعة أو الخامسة، لم أعد أذكر لكثرتها. المهم أنها الحرب التي اندلعت عقب إعلان الجنوب الانفصال ثانية عن الشمال، كان هدف الحرب إعادة فرض الوحدة اليمنية بالقوة. حشدت الحكومة المركزية في صنعاء جيشها، وحاصرت عدن بقوات حكومية وأخرى ميليشيات دينية متطرفة، استباحت تلك الميليشيات عدن بعد سقوطها، وقلبتها رأساً على عقب، وفرضت على أهلها أنماطاً غريبة من الحياة، ومظاهر دينية متشددة لم يعرفها أهلها المعروفون بالتسامح والانفتاح، وغضت الحكومة المركزية الطرف عما يجري من انتهاكات من قبل الميليشيات التي جاءت من الشمال لتفرض واقعاً جديداً في الجنوب. كان القصد من المقال أن الوحدة التي تفرض بالقوة تحمل بذوراً بداخلها لحرب من نوع آخر، واعتبرت أن سقوط عدن وبتلك الطريقة، هو إعلان الحرب الحقيقية لصراع لن يتوقف وينتهي بالقوة مهما كانت شدتها.
خلقت تلك الحرب شعورا لدى المواطن اليمني الذي يعيش فيما كان يعرف بجمهورية اليمن الاشتراكية الديمقراطية بأنه مواطن من الدرجة الثانية، وتكرّس إحساس بأن الشمال يحكم الجنوب بالقوة، وبأن المناصب والوظائف العامة تعطى لأهل الشمال، وبأن هناك تمييزا ضد أهل الجنوب ترعاه -أو على الأقل- تتجاهله الحكومة المركزية بصنعاء. وقد تفجر هذا الشعور أكثر من مرة طيلة السنوات الماضية على شكل مظاهرات واحتجاجات مختلفة، وأخذ الاحتجاج أشكالا دموية آخذة في التصاعد في الأيام الأخيرة، وخصوصا بعد انتهاء -أو هدوء جبهة القتال مع الحوثيين في صعدة والمناطق الشمالية. كثيرون يرون أن ما جرى في صعدة هو اتفاق مؤقت للقتال، سرعان ما سيندلع في ظروف ووقت مختلف، لأن الجذور الأساسية لاندلاع التمرد لم تعالجها صنعاء، ولا أظنها قادرة أو حتى راغبة في معالجتها بشكل جذري.
ولعل ظروف اندلاع المواجهات في الجنوب شبيهة في جوهرها بما ساقه أهل صعدة في البداية، واستغله الحوثيون لأجندات خاص وخارجية: مطالبات في البداية بخلق الوظائف وتحسين الخدمات ومساواة وعدالة الحكومة المركزية في التعامل مع فئات المجتمع اليمني على قدم المساواة.
لا يختلف معظم المراقبين على أن النظام في اليمن قد فشل فشلا ذريعاً في خلق شعور بالمواطنة المتساوية بين شمال البلاد وجنوبها، ولا بين طوائفها المختلفة، وهو فشل تكرر طيلة السنوات الثلاثين الماضية التي حكم بها البلاد. فمنذ أن جاء النظام الحالي بعد اغتيال رئيس النظام الذي سبقه عام 1979 واليمن يخرج من حرب ليدخل أخرى، والحالة الداخلية بالبلاد تتعثر بسبب الفساد والبيروقراطية والتذاكي السياسي بالقدرة على البقاء في سدة الحكم، تارة بشراء ولاء هذا، وأخرى بضرب هذا بذاك، مع ضرورة تذكير الجيران العرب والحلفاء الغربيين بأهمية بقاء النظام ودعمه كي لا يسقط فريسة للتطرف والإرهاب وبالتالي "زعزعة أمن المنطقة برمتها". يدرك كثير من الأشقاء وبعض الحلفاء لعبة النظام هذه، وهو يدرك أنهم مدركون، لكنهم مكتوفو الأيدي لخوفهم من البديل، ويتحاشون التدخل أكثر من اللازم في الشأن الداخلي اليمني.
الوحدة العربية الوحيدة التي تحققت بالقوة هي الوحدة اليمنية، فالنماذج في الوحدة انتهت عند حدودها الإعلامية، والاحتلال والضم للكويت عام 90، قاد لكوارث لم تنتهِ بعد، بل حتى وحدة "الجمهورية العربية المتحدة" بين مصر وسوريا بدأت بتراضي نظامين عربيين، وانتهت بتراضيهما دون إراقة للدماء.
المصارحة بطبيعة الوضع اليمني الداخلي، هي المدخل الأساسي لوضع نهاية لأزماته الداخلية ومشاكله الاقتصادية، رأفة ومحبة لشعبه الكريم، وتجاهلها هو تكريس لبقاء الوضع على ما هو عليه: ليخرج اليمن من حرب تقوده إلى أخرى!
التعليقات
النظام الاشتراكي
مبارك ال مشتر -هذا النظام الوحيد الذي يصلح الى اليمن الجنوبي يحث على العلم والعمل والعداله بعيد عن القبليه المتعصبه المقيته والفكر الديني التكفيري
النظام الاشتراكي
مبارك ال مشتر -هذا النظام الوحيد الذي يصلح الى اليمن الجنوبي يحث على العلم والعمل والعداله بعيد عن القبليه المتعصبه المقيته والفكر الديني التكفيري
صحافة الامارات
بن ناصرالبلوشي -على فكرة,بعض الصحف الاماراتية(تزدري)مقالات بعض الكتاب والصحفيين ذوي التوجه الليبرالي التحرري وبالتالي لاتنشرمقالاتهم،الااذاكانت المقالة تحتوي على سب وشتم وانتقادلأمريكاوالدول الاوربية,صحيفة اماراتية وحيدة تسمح بنشروجهات النظرالمختلفة(مع بعض القيود) ).
صحافة الامارات
بن ناصرالبلوشي -على فكرة,بعض الصحف الاماراتية(تزدري)مقالات بعض الكتاب والصحفيين ذوي التوجه الليبرالي التحرري وبالتالي لاتنشرمقالاتهم،الااذاكانت المقالة تحتوي على سب وشتم وانتقادلأمريكاوالدول الاوربية,صحيفة اماراتية وحيدة تسمح بنشروجهات النظرالمختلفة(مع بعض القيود) ).
دع اليمن لليمنيين..
برجس العتيبي -من الافضل ان تدع اليمن لأهله فهم من سيكتوي بناره وهم من سيحلو مشكلاته ، ليس انت القادم من الكويت .. كانت الكويت قبل صدام تدس انفها في كل صغيرة وكبيرة في العالم العربي بدعم طرف على اخر ، ولكن منذ اخراج صدام من الكويت عرف الكويتيون انهم تعدوا كثيراً لحدودهم ونطاقهم مما سبب لهم مآس لن ينسوها بسهوله .. وكأن سعد يرجع تلك الحقبه وان كانت بطريقة ناعمه ولكنها تصف التركيبه العقليه التي يفكر بها اولئك.. لذا نتمنى للكويت التقدم والازدهار وان يكرسوا جهودهم لبلادهم ويوفروا نصائحهم لأنفسهم وان يكونو عوناً لمواطنيهم وان يتركوا غيرهم لشئونهم .. فهو اسلم لهم ولكل الاطراف..
دع اليمن لليمنيين..
برجس العتيبي -من الافضل ان تدع اليمن لأهله فهم من سيكتوي بناره وهم من سيحلو مشكلاته ، ليس انت القادم من الكويت .. كانت الكويت قبل صدام تدس انفها في كل صغيرة وكبيرة في العالم العربي بدعم طرف على اخر ، ولكن منذ اخراج صدام من الكويت عرف الكويتيون انهم تعدوا كثيراً لحدودهم ونطاقهم مما سبب لهم مآس لن ينسوها بسهوله .. وكأن سعد يرجع تلك الحقبه وان كانت بطريقة ناعمه ولكنها تصف التركيبه العقليه التي يفكر بها اولئك.. لذا نتمنى للكويت التقدم والازدهار وان يكرسوا جهودهم لبلادهم ويوفروا نصائحهم لأنفسهم وان يكونو عوناً لمواطنيهم وان يتركوا غيرهم لشئونهم .. فهو اسلم لهم ولكل الاطراف..