ماذا فعل الفلسطينيون بفلسطين؟!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
محمد الحمادي
سيقول أحدهم وهو قادم من بعيد... وماذا فعل العرب بفلسطين؟ ونترك إجابة هذا السؤال لمن يعرف إجابته داخل فلسطين وخارجها ولمن يحب الفلسطينيين ومن أصبح لديه موقف من قضيتها. لكن الحقيقة هي أن كل من يتابع المشهد الفلسطيني اليوم يقف مذهولا حزينا محبطا مما يحدث داخل فلسطين؛ فـ"حماس" و"فتح" قوتان عنيدتان إحداهما ضد الأخرى. ويمكن أن تجلسا مع إسرائيل ولا تجلس مع الحركة الأخرى، غريب فعلا هذا الوضع!
لقد وصل الحال أن أصبح الفلسطينيون يشعرون اليوم بوحدة وانعزال لم يشعروا بهما في تاريخهم. فلعقود من الاحتلال الإسرائيلي كان العرب مع إخوانهم الفلسطينيين كالجسد الواحد عندما تتألم فلسطين يصرخ العرب، وعندما يحزن الفلسطينيون يبكي العرب... أما اليوم فلم يعد العالم حتى يرى ما يحدث في فلسطين وما يصيب مقدساتها وإن رآه فلا يلاقي الاهتمام المطلوب. وقبل سنوات عندما كان يصيب فلسطين أقل مما يصيبها اليوم كان الشارع العربي من المحيط إلى الخليج يتحرك ويساند الشعب الفلسطيني.
لا يحتاج الفلسطينيون إلى كثير من التفكير في حالهم، فالأمر واضح ولا يجب أن يبحثوا عن أسباب تراجع دعم العرب لهم لأنهم سبب ذلك. لذا يجب أن يعيد الفلسطينيون حساباتهم حتى لا يخسروا آخر أشقائهم أصدقائهم من الدول العربية ودول العالم. فما يفعله الفلسطينيون ببعضهم بعضا أمر لا يمكن أن يقبله إنسان. فبعد سنوات طويلة خذل فيها القائمون على "القضية" الدول التي دعمتهم والشعوب التي وقفت معهم، واليوم يأتي من الفلسطينيين من يحاول القضاء على ما تبقى من تأييد ومؤازرة لهذه القضية.
لقد أصبح الفلسطينيون يعرفون ويعترفون أن بقاءهم على هذا الوضع سيجعلهم مكشوفين أمام العالم، وسيجد من لا يريد دعم حقهم في استرجاع أرضهم المبررات الكافية التي قد تجعله يقف محايدا تجاه هذه القضية. إنهم يكادون يخسرون قضيتهم أمام العالم.
وبعد الذي رآه العالم في فلسطين خلال السنوات الماضية، وما رآه في العراق خلال نفس الفترة واليوم، يثير التساؤل نفسه، وهو: هل يمكن أن يكون صحيحا أن الخلافات الطائفية يمكن حلها وإنهاؤها بطريقة أسهل وأسرع من الخلافات الأيديولوجية ومن المصالح الذاتية والصراعات السياسية؟ هذا ما يبدو واضحا في الوطن العربي، وهذه الحالة مثيرة للاهتمام فانتخابات العراق 2010 شهدت ابتعاداً عن الطائفية وعودة إلى الوطنية وإن كان جزئياً، فلدى البعض بقايا من الطائفية ما يزال يتمسك بها... لكننا في هذه الانتخابات رأينا أن صوت المواطن العراقي السني وصل للمرشح الشيعي، وحصل المرشح السني على بعض أصوات الناخبين الشيعة بعكس انتخابات 2005 التي كانت طائفية مئة بالمئة، وهذا تقدم مثير للاهتمام ويجعلنا نعيد التفكير في إمكانية وضع نهاية للأزمات والخلافات الطائفية، ليس في العراق فقط وإنما في كثير من الدول العربية التي انتقلت إليها عدوى الطائفية وكادت تتسبب في مشكلات كبيرة. ويمكن ذلك من خلال وضع أهداف وطنية أكبر أمام الشعب يؤمن بها ويسعى من أجلها. ففي العراق اليوم شعر الشعب أن هناك مستفيدين يلعبون على أوتار الطائفية من أجل مصالح حزبية أو شخصية واستخدام الطائفية كان لأهداف سياسية صرفة. لذا لم يعد الشعب مستعداً للتورط في هذه اللعبة أكثر مما حدث حتى الآن؛ فمصلحته ومصلحة بلده أهم بكثير من مصلحة بعض السياسيين الذين انكشفت نواياهم.
في فلسطين ما يزال الخلاف الأيديولوجي هو سيد الموقف ويبدو أن الصراع على السلطة والنفوذ بين فكرين مختلفين ليس له نهاية قريبة. وهذا أمر مؤسف فالعالم كله يدعم الفلسطينيين في حقهم ولكنهم يتركون عدوهم الواضح والمشترك وينشغلون بعداوة بعضهم لبعض ويتفنون في الخلاف والاختلاف والصراع والتصارع.
كثير من التقارير تقول إن العلاقات الأميركية الإسرائيلية وصلت هذه الأيام إلى أدنى مستوياتها خلال 35 عاما بسبب خطة بناء أكثر من 1600 وحدة سكنية استيطانية يهودية في الضفة الغربية. ويقولون إن الرئيس أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري غاضبان من عدم احترام إسرائيل للموقف الأميركي المطالب بإيقاف الاستيطان والسير في محادثات سلام غير مباشرة. ورغم ذلك لا يستفيد الفلسطينيون من هذا التوتر وإن كان توترا شكليا كما يحب أن يصفه البعض. أما العرب فما يزالون منشغلين بانتقاد الرئيس الأميركي لأنه لم يف بوعوده فيما يتعلق بعملية السلام وموضوع المستوطنات الإسرائيلية التي أطلقها خلال زيارته للمنطقة في العام الماضي من القاهرة، وينسى العرب أنهم جزء مهم من ضعف وعدم قدرة الرئيس الأميركي على فعل شيء في القضية الفلسطينية وقضايا المنطقة الأخرى.
يجب أن يضع الفلسطينيون حدا لخلافاتهم، ويجب أن يتساءلوا ما الذي يفعلونه بوطنهم فلسطين؟ وهل تستحق تلك الخلافات أن تضيع بسببها قضية عادلة عمرها أكثر من ستين عاما؟ وكيف يكونون أوفياء لدماء آلاف الشهداء الذين قضوا من أجل وطنهم، وآلاف الضحايا الذين دفعوا أثماناً باهظة من أجل تراب فلسطين الطاهر؟
التعليقات
???
>>> -جنسوهم ووطنوهم على حسابنا,وتركوا الارض للصهاينة,وبدهم الاردن وطن بديل
???
>>> -جنسوهم ووطنوهم على حسابنا,وتركوا الارض للصهاينة,وبدهم الاردن وطن بديل
السلام
منيرو -الفلسطينيون هم عرب و واسرائيليون هم من بني اسرائيل العربي و فلسطين يمكن اليوناني يجب لا للعنف نعم لمنيرو مثلا قائمتي حلول للسلام
السلام
منيرو -الفلسطينيون هم عرب و واسرائيليون هم من بني اسرائيل العربي و فلسطين يمكن اليوناني يجب لا للعنف نعم لمنيرو مثلا قائمتي حلول للسلام
سؤال اذاامكن?
علاوي -هذا منيرو اخوه لnero لان كثير يتشابهون بالاسم والتوجهات
سؤال اذاامكن?
علاوي -هذا منيرو اخوه لnero لان كثير يتشابهون بالاسم والتوجهات