زمن محمد حسني مبارك

سعود خليفة الشحومي

الساعة الآن الثانية بعد منتصف الليل لا أعرف لماذا لم يأتني النوم أخذت مستغرقاً في فكرة تأتي ثم تذهب ابتسامة خفيفة وشعور بالحزن المؤكد أنني لست سعيداً كل تلك المشاعر التي اختلطت بسبب تلك الصورة التي رأيتها منتشرة في جرائدنا اليومية على صدرها وفي داخلها انتشرت محلياً ودولياً لذلك الرجل الذي يجلس على كرسي وطاولة وورقة بجانبه وقلم لوحده يتصفح الورق ويقرأ ويطالع الجرائد اليومية الوطنية منها والدولية، أخبار بلده يتابعها ويصر على توقيع القرارات وإصدار القوانين المهمة بالرغم من مرضه ومن حالته الصحية والتي تستلزم منه الراحة والاستجمام. هذا الرئيس محمد حسني مبارك سرق النوم من عيني.. أين أبدأ لا أعرف؟ وكيف سأنتهي لا أعرف؟ من المؤكد أن الكلمات صدقاً قد خرجت من كاتبها تعبر عن شعور بالمسؤولية والحب والحنين والوفاء لرجل يستحق منا صدق الكلمة والموقف واليمين، إنه "الريس" على حد تعبير إخواننا المصريين أنا أحب هذه البقعة من الأرض أنا متيم بأهلها وبترابها بحلوها ومرها نعم أنا من الشعب المصري وهو مني أبتعد قليلاً ثم أعود نعم يا ريس أتمنى لك موفور الصحة والعافية أتمنى لك البقاء المديد والعمر السعيد لك ولشعبك الأبي، انه محمد حسني مبارك الذي يرقد الآن في احد مستشفيات ألمانيا.

من المعيب والمخجل والمحزن الحديث عن توريث الحكم وهو حي يرزق ونحن نستنشق معه الأمل لغد أفضل لمصر العروبة وللشعب العربي، اسمح لي "ياريس" أن أكون صادقاً أو حتى إن وصفني البعض منافقاً..لكنك عودتنا على الصراحة وعلى الصدق في التعبير. رجل نفسك لا يعوض "يا ريس" مازلت أتذكر ويتذكر الشعب الكويتي موقفك الشهم والكريم والشجاع في الدفاع عن حق هذا الشعب الذي انتهكت أراضيه وكيف وقفت كالأسد مدافعاً عن الحق في وجه من أراد أن يقلب الصورة ويزيف الحقيقة ويقف بجانب الظالم ضد المظلوم بل كأنه اليوم دفعت بأبنائك للخطوط الأمامية لتحرير بلدنا من عنترية النظام العراقي البائد. كنت المنتصر والقائد والموقف والحازم والمبشر بالنصر والأمل لشعب ينتظر...عرفنا أن الحق عائد لوقوف من هم مثلك بجانبنا وعرفنا أن الحق عائد لأن أمثالك لا يعرفون النفاق والكذب والخداع والتسويف على حساب القضية العربية التي حملتها بين ضلوعك على كتفيك.

اسمح لي "يا ريس" شوفتك هزت الكلمات عندي جعلتها تتناثر جعلتها ترتعد وترتجف حباً وخوفاً عليك نعم أحبك ويحبك كل كويتي مخلص لهذا البلد يحبك أبناؤك المصريون والعرب... حزين "يا ريس" ان ارى من يريد البعض لهذه القصة الجميلة التي امتدت أكثر من ثلاثين سنة أن تنتهي "بعيد الشر ياريس" يريدون أن "يرثوك بالحياة يا ريس" أكثر من ثلاثين سنة ومازلت وستبقى بعون خالق الكون وباريه وأنت تحكم بالعدل وتعمل بصمت تبني ولا تندفع وراء الشعارات الزائفة أردت لشعبك الخير دائماً منذ توليك السلطة وأنت تتعامل بالحلم والرحمة حتى مع اعدائك ومع خصومك وجهت كل طاقتك من أجل بناء دولة أنهكتها الحروب واستنزفت طاقتها ففكرت برغيف العيش وبإطعام المساكين وبإصلاح الخلل وبدوران عجلة التنمية. كنت ومازلت وستبقى إنشاء الرحمن "يا ريس" قائداً للتنمية وللنهضة المصرية والتي نتمناها جميعاً كمحبين للشعب المصري لا زلت أتذكر أجمل سنوات العمر والطرق والمدن وأجمل ابتسامة ونكتة ودعاء من شعبك المعطاء عندما كنت أدرس في أغلى بقعة في مصر الحبيبة فتحت أبوابك لنا تعلمنا منذ الصغر على يد مدرس مصري ثم درسنا في جامعاتكم فتعلمنا من العباقرة لديكم باختصار "تربيتي مصري يا ريس". أمشي في حواري القاهرة وأجلس في الحسين وأذهب للإسكندرية وألبس الجلابية في صعيد مصر أشعر بالطمأنينة وبالحنين والدفء والأمان لأن الأمن كان هاجسك وحلمك وأملك فتحت المساكن وبنيت المستشفيات وعمرت الطرق وعبدتها وانشأت الكباري آمنت بالحرية حتى أبدعت السينما المصرية أعطيتهم الحرية وكنت مثالا لها.

قل ما شئت وتحدث كما شئت أنت في جمهورية مصر وفي زمن محمد حسني مبارك عليه يجب أن أحزن عندما أسمع أن هناك من يتحدث عن التوريث وعن فرضيات نكرهها ونمقتها "ياريس" هذه رسالة مواطن كويتي تعلم ودرس وتربى وعاش وعشق تراب بلدكم حتى أصبح بلدي الثاني حبكم في قلبي كبير. أتمنى من كل محب لهذا الرجل أن يدعو له بالشفاء العاجل وأن يخرج الشعب المصري والعربي كله لاستقباله عائداً غانماً ومعافى لأرض وطنه لأرض المحبة والسلام. اركضوا ناحيته صافحوه حتى ولو نظرة هذا الرجل يستاهل هذا الرجل ليس مثله أحد لديكم. أطال الله في عمرك "ياريس" وجعلك ذخراً. وصدقاً ستبقى في قلوبنا دوماً "الريس" وسأبقى من محبيك دوماً وسيبقى جمال مبارك قطعة منك هو الرجل الأقرب لك ولنا مهما قال من قال عن التوريث فنعم التربية ونعم الرجل جمال مبارك قطعة منك تستحق النظر وتستحق التوقف.

أخيراً أتمنى على الشعب الكويتي بأسره أن يخرج بمسيرات الفرح بعودته وأتمنى على الجالية المصرية في الكويت أن تغلق شارع الخليج العربي رقصاً وفرحاً بعودته اذبحواً الخراف والعجول بسلامة هذا الرجل وعلى السفارة المصرية في الكويت أن تزف لنا هذا النبأ إنشاء الله السار سريعاً حتى نركض فرحاً ونشاطركم إياه على سفارتكم مهمة كبيرة وهم بإذن الله على قدر المسؤولية. إسمح لي "يا ريس"، اسمح لي "يا ريس"، اسمح لي "يا ريس"، فأنا مازلت وسأبقى بإذن الله في زمن محمد حسني مبارك.. وكفى.