جريدة الجرائد

نبيه بري تقول الهامة اسقوني!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مشاري الذايدي


ثارت ثائرة الأستاذ نبيه بري وحركة أمل وغيرهما من أنصار الإمام موسى الصدر، اعتراضا على أن يتمثل لبنان في القمة الليبية العربية التي سيرعاها القائد الليبي العقيد معمر القذافي.

يقال إن لبنان، بعد صخب حركة أمل ومن معها، قرر تخفيض مستوى تمثيله، ويقال إن سفير لبنان في مصر هو من سيمثل لبنان في القمة، كنوع من الاعتراض على العقيد القذافي وليبيا بسبب اتهام أنصار موسى الصدر لطرابلس الغرب بأنها هي من خطفت باعث الإسلام الشيعي في لبنان موسى الصدر، مع رفيقيه، (أغسطس (آب) 1978).

الزعيم القذافي منذ ذلك التاريخ وهو ينفي أن تكون ليبيا مسؤولة عن مصير موسى الصدر ومن معه، بينما يصر أنصار الصدر وشيعة أمل بقيادة نبيه بري على اتهام ليبيا بالجريمة.

تحولت قصة موسى الصدر إلى "هولوكوست" شيعي لبناني دائم، وكربلاء خاصة بجماعة نبيه بري.

بلا شك، إن ما جرى للإمام موسى الصدر ورفيقيه يعتبر جريمة بشعة، ومطلوب كشف الجناة فيها، وتبيين مصير هذا الزعيم الديني السياسي، سواء كانت ليبيا أم غيرها، ولا اعتراض على إصرار نبيه بري وشيعة لبنان المنخرطين في الأحزاب الدينية وشبه الدينية على إبقاء الاهتمام بقضية موسى الصدر وعدم طيها في ملفات النسيان، فالحق لا يسقط بالتقادم، أو هكذا يفترض.

وقديما كانت العرب تعتقد أن روح القتيل تظل تنوح وتبكي حتى يؤخذ بثأرها. وتعتقد أن طائرا على هيئة البومة يسمونه الصدى يظل يصيح على قبر القتيل الذي لم يؤخذ بثأره وتظل الهامة أو الصدى تستقي ماء الثأر ولا تكف عن النياحة حتى تسقى بشراب الثأر ومنه قول الشاعر الجاهلي:

يا عمرو إلا تدع شتمي ومنقصتي

أضربك حتى تقول الهامة اسقوني

وبومة الصدر تستقي الثأر على هيئة بيانات نبيه بري واحتجاجاته المتكررة على حضور لبنان في قمة سرت الليبية. وحتى قبل قمة سرت بسنين طوال، ولا ندري متى ترتوي الهامة.

لكن ألا توجد في لبنان هامات أخرى تستقي، وهي هامات بالمعنى الأسطوري من التراث الجاهلي، كما أنها هامات بمعنى أنها رؤوس الحياة السياسية في لبنان، رفيق الحريري وكمال جنبلاط مجرد مثالين، رغم أن طائر الثأر لدى جنبلاط، وهو وليد بيك، كف عن النواح والاستسقاء، وطائر الحريري في طريقه إلى ذلك! ويبقى طائر موسى الصدر ينوح ويستقي منذ حوالي ثلاثة عقود، ربما لأن فكرة الثأر وقوة الدم أقوى حضورا لدى طيور وثقافة جماهير الصدر من طيور جنبلاط والحريري. لكن تظل المأساة هي المأساة، وتظل موازين القوى هي من تتحكم بكل شيء، حتى في مشاعر الموت وبشاعة الجريمة.

حتى على الموت لا أخلو من الحسد..


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا يموت حق...
xoxo -

لتخلي النار والعة, بدك حطب.

لا يموت حق...
xoxo -

لتخلي النار والعة, بدك حطب.