جريدة الجرائد

علاوي: نحاور المجلس الأعلى والأكراد والصدريين ولا علاقة لنا بدولة القانون

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

رئيس القائمة العراقية: نحترم ترشيح التحالف الكردستاني للرئيس طالباني لفترة ثانية

بغداد- معدفياض


خارطة التحالفات بين الكتل والقوائم والأحزاب التي شاركت في الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من الشهر الحالي، لم تتضح معالمها بعد. هي خارطة بلا حدود حتى اليوم، خارطة تتخللها العديد من المتاهات والمفاجآت، ففيها الكثير من المراكز التي ترتبط بخطوط وعلاقات ثنائية وثلاثية وحتى أحادية.
اللاعبون الأساسيون لتشكيل كتلة برلمانية كبيرة تنتج عنها حكومة "توافق وطني"، حسب ما يسميها البعض، أو "شراكة حقيقية"، حسب البعض الآخر، هم: القائمة العراقية الوطنية بزعامة إياد علاوي، الرئيس الأسبق للحكومة العراقية الذي يمثل التيار الوطني العلماني، وقائمة دولة القانون بزعامة نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية التي ستنتهي ولايتها مع تشكيل الحكومة الجديدة، والائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، والتحالف الكردستاني الذي يضم الحزبين الكرديين الرئيسيين (الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني).

الحقائق التي أفرزتها نتائج الانتخابات تؤكد أن أيا من القوائم الفائزة لا تستطيع تشكيل الحكومة القادمة بمفردها، إذ على أي فائز أن يتحالف مع أكثر من تكتل ليدعم حقه في تشكيل الحكومة الجديدة، وهذا يعني أن خطوط خارطة التحالفات لا بد أن تمر من خلال الائتلاف الوطني العراقي والتحالف الكردستاني.

أبرز المفاجآت هنا، هو التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر، فهم يشكلون المعادلة الصعبة في الائتلاف الوطني بعد فوزهم بما يقرب من 40 صوتا، والمعروف عن أنصار هذا التيار خلافاتهم التاريخية مع المالكي الذي حاربهم عسكريا في البصرة، جنوب العراق، وفي مدينة الصدر، شرق بغداد، ولا ينسى زعيم هذا التيار قيام المالكي بإثارة مذكرة القبض عليه (مقتدى الصدر) قبيل الانتخابات لمنع عودته من إيران إلى العراق. "الشرق الأوسط" أجرت ثلاثة أحاديث مع قياديين سياسيين من قوائم واتجاهات مختلفة، وهم الدكتور عادل عبد المهدي، نائب رئيس الجمهورية القيادي في الائتلاف الوطني العراقي، والدكتور إياد علاوي، الرئيس الأسبق للحكومة العراقية زعيم القائمة العراقية الوطنية، والدكتور برهم صالح، رئيس حكومة إقليم كردستان نائب زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني. وتحدث الزعماء الثلاثة عن الصور الأولية لسيناريوهات التحالفات القادمة؛ صور تمنح القارئ بعض الإشارات التي تقود إلى خارطة تكوين التحالف الأكبر في البرلمان القادم.

قال الدكتور إياد علاوي، الرئيس الأسبق للحكومة العراقية وزعيم القائمة العراقية الوطنية، إنه "ليست لنا أي علاقة بائتلاف دولة القانون ولا نعرف توجهاتهم"، منوها بأن "حواراتنا مقتصرة مع التحالف الكردستاني والصدريين والمجلس الأعلى الإسلامي وكيانات وشخصيات سياسية عراقية وطنية أخرى".

وقال علاوي لـ"الشرق الأوسط" عبر الهاتف من مكتبه في بغداد: "من خلال أحاديثي مع الإخوة في المجلس الأعلى الإسلامي والتيار الصدري لم ألمس استعدادهم للتحالف على أسس طائفية، وإنما لمسنا حرصهم على التحالف على أسس وطنية لأنهم اكتشفوا عمليا أن مثل هذه التحالفات (القائمة على أسس طائفية) لم تنجح، كما اكتشفوا بقوة أن للشيعة دورا وطنيا تاريخيا كبيرا ومؤثرا".

وشدد علاوي قائلا: "نحن نحترم ترشيح التحالف الكردستاني الأخَ الرئيس جلال طالباني لفترة رئاسة ثانية، وفي انتظار أن يكون هذا الترشيح رسميا"، مشيرا إلى أن قيادة القائمة العراقية "جادّون من أجل التحالف مع الإخوة في التحالف الكردستاني، ونحن لا ننسى موقف الأكراد الوطني الكبير في احتضانهم للمعارضة العراقية منذ بداية التسعينات وفتح مقرات للأحزاب المعارضة وتقديم تضحيات كبيرة من أجل ذلك".

وفي ما يلي نص الحوار:

* كيف تصفون علاقاتكم مع الأكراد؟

- تربطنا مع الإخوة الأكراد علاقات عميقة وتاريخية، فنحن حلفاء وشركاء ورفاق مسيرة نضالية طويلة تمتد عبر عقود من الزمن. قد نختلف في مساحات لكننا نتفق في مساحات أوسع. نحن بصراحة نعتبر الكردي والعربي والتركماني والمسلم، سنيا أو شيعيا، والمسيحي والصابئي والأيزيدي، وكل شرائح المجتمع العراقي ومكوناته، شركاء في هذا الوطن، وليس هناك شريك أو مواطن من طراز أول وآخر من طراز ثانٍ.

* هل ستتحالفون مع التحالف الكردستاني بعد الانتخابات لتشكيل كتلة برلمانية؟

- نحن جادّون من أجل التحالف مع الإخوة في التحالف الكردستاني، ونحن لا ننسى موقف الأكراد الوطني الكبير في احتضانهم للمعارضة العراقية منذ بداية التسعينات وفتح مقرات للأحزاب المعارضة وتقديم تضحيات كبيرة من أجل ذلك حيث عرضهم استقبال المعارضة في كردستان إلى الكثير من المشكلات مع النظام السابق.

* هل ستؤيدون ترشيح الرئيس جلال طالباني لفترة رئاسية ثانية؟

- بالتأكيد، ويبدو أن الأخ الرئيس طالباني هو مرشح التحالف الكردستاني لرئاسة الجمهورية، ونحن نحترم هذا الترشيح وفي انتظار أن يكون هذا الترشيح رسميا، وكنا في القائمة العراقية قد أسهمنا بقوة لانتخاب الأخ الرئيس طالباني لكونه شخصية وطنية عراقية. وعلى العموم فإن المواقع السيادية لن تخضع للمحاصصة السياسية، سواء الرئاسات أو الوظائف المهمة، وأكرر أننا ننتظر الترشيح الرسمي من قِبل التحالف الكردستاني للرئيس طالباني لدورة ثانية، وهذا سيكون ضمن الحوارات والمحادثات التي ستجري بعد ظهور النتائج النهائية للانتخابات، وسيكون هناك تحالف سياسي يضمن كل المراكز والمواقع.

* هناك تصريحات تتحدث عن إمكانية اندماج الائتلاف الوطني العراقي مع ائتلاف دولة القانون، ما رأيكم في ذلك؟

- الكتل الانتخابية حرة في ما تقرر، وهم (الائتلاف وحزب الدعوة الذي يتزعمه نوري المالكي رئيس دولة القانون) كانوا حلفاء، بل كانوا يشكلون كتلة برلمانية كبيرة، وانتهى هذا التحالف لأسباب تتعلق بسياقات إدارته، وأعتقد أن إعادة هذا التحالف اليوم عملية غير موفقة حسب تقديري الشخصي، وهم أحرار في ما يقررون.

* ألا تعتقدون أن اندماج أو تحالف الائتلاف الوطني مع ائتلاف دولة القانون سيكون أساسه طائفيا؟

- إذا حدث ذلك، لا سامح الله، فإن الأوضاع ستعود إلى المربع الأول بتكوين محاور طائفية. ومن خلال أحاديثي مع الإخوة في المجلس الأعلى الإسلامي والتيار الصدري لم المس استعدادهم للتحالف على أسس طائفية، وإنما لمسنا حرصهم بالتحالف على أسس وطنية لأنهم اكتشفوا عمليا أن مثل هذه التحالفات (القائمة على أسس طائفية) لم تنجح، كما اكتشفوا بقوة أن للشيعة دورا وطنيا تاريخيا كبيرا ومؤثرا.

* هل هناك أي أحاديث أو حوارات جرت مع ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نوري المالكي؟

- ليست لنا أي علاقة بائتلاف دولة القانون ولا نعرف توجهاتهم. حواراتنا مقتصرة مع التحالف الكردستاني والصدريين والمجلس الأعلى الإسلامي وكيانات وشخصيات سياسية عراقية وطنية أخرى. نحن نريد الوصول إلى تشكيل تحالف وطني عراقي بعيدا عن كل أنواع المحاصصات الطائفية والسياسية من أجل تنفيذ برامجنا من أجل بناء دولة المؤسسات، دولة تحترم القضاء والقانون وتحقق الخدمات للعراقيين، كما توفر أوضاعا اقتصادية، دولة تعتمد على الكفاءات العراقية وتعمل من أجل عودة المهجرين والمهاجرين إلى بيوتهم ووطنهم، ونحن نؤمن بأن الناخبين العراقيين منحوا أصواتهم لهذا البرنامج، وإ نشاء الله يبقى المواطن العراقي مرفوع الرأس.

* في اعتقادكم، متى سترى هذه التحالفات النور، أو الكشف عنها؟

- من المبكر الآن أن نتحدث عن صيغ نهائية لهذه التحالفات، كما أن قرارات القائمة العراقية الوطنية جماعية. صحيح أنني رئيس القائمة لكن هناك هيئة قيادية شكلت لجنة للتفاوض مع بقية الكتل والأحزاب برئاسة نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي، وعضوية عدد من أعضاء القائمة، بينهم أثيل النجيفي ومحمد علاوي وحسين الشعلان، وستبدأ هذه اللجنة في المفاوضات مع الكتل السياسية الأخرى بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات رسميا.





التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف