جريدة الجرائد

مؤتمر الإرهاب يناقش الصورة الغربية المشوهة للإسلام

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

المدينة المنورة: خالد الطويل


تصب كثير من أوراق المشاركين في مؤتمر "الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف" جام غضبها على الإعلام الغربي الذي حملته مسؤولية تشويه صورة الإسلام والمسلم في الغرب، مشيرة إلى الدور السلبي الذي لعبته ثقافة الصورة خصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001 في تقديم صورة مشوهة عن الفرد المسلم والمرأة العربية.
وتقاطرت دعوات الباحثين في أهمية الوقوف ضد هذه الحملة وتصحيح ما يرد فيها من مغالطات كثيرة، وذلك عبر إنشاء مراصد إعلامية إسلامية في الدول الغربية تعكف على تتبع صورة الإسلام هناك، كما تدعو توصيات المشاركين المستثمرين العرب والمسلمين إلى الاستثمار في إنشاء صحف وقنوات فضائية؛ لإنتاج برامج تهم الدعوة الإسلامية وتصحح صورة الإسلام والمسلمين.
المحقق في شرطة منطقة الرياض العقيد الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الزهيان يكشف في ورقته تحت عنوان"آلية بناء الصور المعرفية الذهنية الاجتماعية السلبية عن العرب المسلمين في الإعلام الغربي دراسة حالة المملكة في الإعلام الغربي الأمريكي" عن عدد من الدراسات التي تثبت اعتناق وسائل الإعلام الغربية الأمريكية الخطاب الاستشراقي، واستخدامها لرموزه في تشويه الحقائق الاجتماعية عن العرب والمسلمين بوصفهم -على حد زعمها- إرهابيين استبداديين أصوليين.
ويشير الباحث إلى أن وسائل الإعلام الأمريكية درجت ومنذ زمن على وصف العرب بأنهم متخلفون، جبريون، أبويون، غير عقلانيين، مولعون بحب التملك، أعداء للحداثة والتقدم. كما أن وسائل الإعلام الأمريكية تصور المرأة العربية بأنها"امرأة سمينة، ممتلئة ترتدي غطاء الوجه أثناء رقصها الشرقي، يمكن التخلص منها بعد قضاء الحاجة منها، لا أحد يرغب في لمسها، تسير خلف زوجها، مشعوذة ساحرة تتلبسها الشياطين، ومفجّرة قنابل".
وفي ذات السياق الإعلامي، يبرز أستاذ السينمائيات وتحليل الخطاب بجامعة مصطفى اسطنبولي بالجزائر الدكتور عبدالقادر فهيم شيباني في بحثه تحت عنوان"الإرهاب وحرب الإعلام، أثر الصورة الفيلمية في توثيق أحداث 11 سبتمبر، وفي التأريخ للرهاب الجمعي من خطر الإرهاب العالمي، وذلك بما يثير الانتباه لبدايات حرب الصورة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية استطاعت تحقيق نجاح غير مسبوق في حملتها الإقناعية بالحرب ضد الإرهاب باستخدام سلاح الصورة النمطية للإرهاب، ويتناول الباحث أثر الشبكة المعلوماتية العالمية (الإنترنت) على الزيادة الهائلة في عدد المواقع الإلكترونية التي تديرها المنظمات الإرهابية على الشبكة، وذلك بما يخدم أغراضها، ويلفت الباحث الأنظار إلى المخاطر الناجمة عن استغلال المنظمات الإرهابية للشبكة العنكبوتية، حيث يذكر أسماء بعض مواقع تنظيم القاعدة على الشبكة.
وتحت عنوان" الإعلام الغربي وإلصاق تهم الإرهاب بالإسلام الواقع وسبل التجاوز" يقر أستاذ القانون الخاص بكلية تازة بالمغرب الدكتور عبدالمجيد بوكير أنه لا توجد معرفة غربية حقيقية عن الإسلام، وإنما هناك تصورات سطحية تشكل تخيلاً غربياً ساهمت في بلورته الدراسات الاستشراقية التي رسمت صورة مغلوطة عن الإسلام وحضارته، وينتهي الباحث إلى أن وسائل الإعلام الغربية راحت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر تروج لمغالطاتها ضد الإسلام والمسلمين تحت عناوين بالغة الدلالة على شاكلة "الإرهاب الإسلامي، والعدو الأخضر"، وذلك بغية رسم صورة وهمية عن الإسلام والمسلمين، ودون تفريق بين التيارات والمذاهب التي تحفل بها الساحة الإسلامية.
وفيما يجلي أستاذ الفقه المقارن بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة البحرين الباحث الدكتور عبدالستار بن إبراهيم الهيتي في ورقته تحت عنوان "مكافحة الإرهاب في ظل ازدواج المعايير" الجذور التاريخية للإرهاب حيث أرجعه إلى عصور تاريخية سابقة على الإسلام وإلى ممارسات سجلها التاريخ على القرامطة والصفوية ومحاكم التفتيش الإسبانية، كما تتبع ظاهرة الإرهاب في العصور الحديثة وعدَّد صوره وأشكاله، يوضح أستاذ قسم الفقه بكلية الشريعة في الجامعة الإسلامية الدكتور عبدالسلام بن سالم بن رجاء السحيمي في ورقته المعنونة بـ"تفسير الخوارج الخاطئ للجهاد والآثار المترتبة على أصول منهج الخوارج الفكري الضال ومآثمهم على مرّ التاريخ مشيرا إلى انحراف الخوارج وغيرهم من أهل الأهواء والبدع ومن تأثر بفكرهم.
من جهته، يناقش رئيس مركز الإمام بن تيمية الثقافي بجمهورية مالي الدكتور عبدالعزيز محمد عبدالله ميغا تحت عنوان"التصوير الزائف للإسلام في وسائل الإعلام" ما يتعرض له الإسلام عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م من أبشع حملة تشويه عرفها التاريخ تجاه مبادئه وتعاليمه وقيمه.
وتتناول أستاذة العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية التربية للبنات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتورة أسماء بنت سليمان بن عبدالرحمن السويلم تحت عنوان" الخطاب الدعوي النسائي في مكافحة التطرُّف والإرهاب، دور وواقع" أهمية دور الداعيات في مكافحة التطرف والإرهاب، لتنتهي إلى أن للمرأة دوراً بارزاً في الخطاب الدعوي منذ فجر الإسلام وعلى مرّ التاريخ.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف