مفهوم «المقاومة»
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حسان حيدر
في مقابلته مع تلفزيون "المنار"، أكد الرئيس السوري بشار الأسد دعمه المطلق للمقاومة في لبنان وفلسطين "بدون تردد او خجل"، معتبراً انها "الحل". وقال انه عندما يتعلق الأمر بها "فنحن لسنا على الحياد". وعندما سُئل لماذا لا يطلق حرباً تحريرية (اي مقاومة) في الجولان المحتل، كان جوابه ان "المقاومة لا تنشأ بقرار من الدولة بل بشكل شعبي عندما لا يكون هناك دولة تعمل من أجل تحرير الارض (...) انت لا تذهب باتجاه الحرب الا عندما تفقد الأمل بالسلام".
ثم شدد على نزوعه الى السلام وعزوفه عن الحرب "أبغض الحلال" إلا مضطراً، معتبراً انه "لم يعد امام اسرائيل سوى خيار السلام لأن قوتها تتآكل فيما خيار المقاومة يتصاعد عند العرب ولم تعد قوتها العسكرية هي الضامن".
اما في القمة العربية التي عقدت في ليبيا بعد ايام فقط من هذا الحوار، فدعا الأسد الى "ضرورة نشر ثقافة المقاومة لان الخيارات الاخرى اثبتت فشلها"، واضاف غامزاً من قناة الرئيس الفلسطيني محمود عباس "اكتشفنا في المنطقة ان ثمن المقاومة أقل من ثمن الانهزام والاستسلام".
لا بد من القول ان هذه العقلانية السورية المستجدة والتوجه نحو السلام أمر ايجابي ومرغوب، لكن يفترض ان لا يتوقف عند حدود ما يتعلق بسورية فقط، بل ان يشكل منطلقاً لدعم المقاربات والتوجهات السلمية المماثلة في الدول العربية الاخرى، وخصوصا في لبنان وفلسطين، لا سيما وان اسرائيل هي نفسها في كل الحالات. ولا يجوز ان يكون للمصطلحات ذاتها استخدامان متناقضان في الوقت نفسه، فيكون سعي السلطة الفلسطينية الى استرجاع الحقوق بالتفاوض ولو غير المباشر "انهزاما" و "استسلاما" وتكون المفاوضات السورية الاسرائيلية غير المباشرة برعاية تركية رغبة في السلام، او ان يكون سعي اطراف لبنانيين الى حصر السلاح بيد الدولة أمراً يدفع الى الشكوك والريبة فيما يكون حصره في يد الدولة السورية تنظيماً وشرعية.
كما لا يجوز اعتبار ان الدولة في لبنان لا تغني عن المقاومة، بينما تغني عنها في سورية، علماً ان الحكم الذي كان قائماً في لبنان على مدى عهد الوصاية السورية، وخصوصا في سنواته الاخيرة، تماهى تماماً مع النظرة السورية الى المقاومة وسخر امكاناته لخدمتها. وعلماً ايضا انه لا مجال للمقارنة من حيث المساحة والأهمية بين ما بقي محتلا من ارض لبنانية (مزارع شبعا) وبين الجولان، كما انه لا مجال للمقارنة بين الامكانات البشرية والاقتصادية والجغرافية للبلدين وأيهما اقدر على المقاومة.
واذا قارنا بين مواقف اسرائيل من الاراضي اللبنانية والسورية المحتلة لوجدنا فارقا كبيرا. فالغالبية الساحقة من اللبنانيين لم تسمع بمزارع شبعا الا بعد الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان في العام الفين، بينما هضبة الجولان محتلة منذ العام 1967 وقرر الاحتلال ضمها منذ قرابة ثلاثين عاماً وأصدر قانونا بهذا المعنى يسمح له بانشاء المستوطنات واستغلال الارض والمياه كيفما يشاء. وفيما يطغى التشدد على الخطاب الاسرائيلي بالنسبة الى الجولان تقول الدولة العبرية (من دون تبرئة نواياها) ان مزارع شبعا سورية وانها مستعدة لاعادتها الى دمشق في اطار اتفاق سلام، او الى لبنان اذا اقرت سورية بلبنانيتها.
فلماذا برأيكم يشن الشعب اللبناني "حرباً تحريرية"؟
التعليقات
مختصر مفيد
عدو الأغبياء -العيب لا يكمن في سوريا بل في عدم التوافق اللبناني ونقص العدالة الاجتماعية منذ انشاء الكيان اللبناني .لدرجة أن معظم أهل الجنوب لم يكونوا الا رعايا متوارثين عن الانتداب الفرنسي والدولة العثمانية. ولم تدر عنهم الدولةاللبنانية الا عند تطبيق القوانين وتحصيل الضرائب.لا كهرباء لا ماء ولا طرق أما الهاتف فكان هناك ما لا يزيد عن عددأصابع اليد من خطوط في كل جنوب لبنان موزعة على بيوت أزلام السلطة.ثم ورثتهم السلطة الفلسطينية التي لم تقل تنكيلا بهم عن الأوصياء السابقين وضاع الجنوب وأهله بين العمالة لفلسطين والعمالة لاسرائيل فكانوا لنارهما حطبا.والحديث يطول شرحه ..وعندما انتفض أصحاب الحق المغبون اتهموا بأشنع النعوت والصفات من أدوات لهذه الجهة أو تلك وخصوصا من قبل الشركاء في الوطن(وظلم ذوي القربى أشد مضاضة) وفجأة اكتشفوا أنهم ينتمون الى مذهب ما، ما زاد الطين بله فأصبحوا متهمين بكل شيء من قبل حدوثه والى أن يثبت العكس. ثم تلام سوريا وايران ويعفى لبنان بنظامه السياسي وتناحر طوائفه وتضارب مفاهيمهم..والقصة مستمرة...
لماذا
سوري -ولماذا لم يشترك بشار في هذة المقاومات ولماذا الشعب اللبناني يقاوم في سبيل تحرير شبعا بينما نحن السوريين عاجزين عن المقاومة لتحرير الجولان وحتى لا نستطيع ان نزور حدود جولان وسوف تتعرض لكثير من الاسئلة ماذا تريد ان تعمل هناك هل لك اهل او اقرباء وهل تحمل بندقية او مسدسا او سكينا وهل تريد ان تنظر الى جنود المحتل بعين حمرة والا ان تبتسم لهم والاخير يجب ان تقول اذا كنت مضطرا لسفر الى الحدود .
مختصر مفيد
عدو الأغبياء -العيب لا يكمن في سوريا بل في عدم التوافق اللبناني ونقص العدالة الاجتماعية منذ انشاء الكيان اللبناني .لدرجة أن معظم أهل الجنوب لم يكونوا الا رعايا متوارثين عن الانتداب الفرنسي والدولة العثمانية. ولم تدر عنهم الدولةاللبنانية الا عند تطبيق القوانين وتحصيل الضرائب.لا كهرباء لا ماء ولا طرق أما الهاتف فكان هناك ما لا يزيد عن عددأصابع اليد من خطوط في كل جنوب لبنان موزعة على بيوت أزلام السلطة.ثم ورثتهم السلطة الفلسطينية التي لم تقل تنكيلا بهم عن الأوصياء السابقين وضاع الجنوب وأهله بين العمالة لفلسطين والعمالة لاسرائيل فكانوا لنارهما حطبا.والحديث يطول شرحه ..وعندما انتفض أصحاب الحق المغبون اتهموا بأشنع النعوت والصفات من أدوات لهذه الجهة أو تلك وخصوصا من قبل الشركاء في الوطن(وظلم ذوي القربى أشد مضاضة) وفجأة اكتشفوا أنهم ينتمون الى مذهب ما، ما زاد الطين بله فأصبحوا متهمين بكل شيء من قبل حدوثه والى أن يثبت العكس. ثم تلام سوريا وايران ويعفى لبنان بنظامه السياسي وتناحر طوائفه وتضارب مفاهيمهم..والقصة مستمرة...