جريدة الجرائد

حلم الوحدة بين سوريا ولبنان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

سليمان العقيلي

انتظمت على ما يبدو مجموعة العلاقات السورية اللبنانية بعد زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى دمشق وطي صفحة من الأحقاد امتدت لخمس سنوات . والملاحظ يمكنه أن يراقب من اليوم مجمل العلاقات اللبنانية السورية وتطورها قياسا بالسياسة السورية السابقة في لبنان والتي لا يشك حتى السوريون أنفسهم أنها جرت عليهم المتاعب . ومن المتوقع أن تكون المتاعب نفسها نصيب سوريا مرة أخرى إذا ما استنسخت التجربة القديمة . ولا يعتقد المراقبون أن دمشق في وارد العودة إلى السياسة القديمة التي كانت تقودها المخابرات والأجهزة الأمنية. لأن المنجم اللبناني يمكن أن يثمر عنبا و تمرا على سوريا بواسطة علاقات صحية سليمة . لا تكون فيها السيادة للمصالح الذاتية للشخصيات النافذة في البلدين ، إنما للمصالح العليا للشعبين الشقيقين .
ومنظومة العلاقات السورية اللبنانية معقدة ومتشابكة بما فيه الكفاية ، فمنذ استقلال لبنان الكبير منتصف الأربعينيات شعر السوريون بغصة في الحلق ؛ لأنهم بطبيعتهم عروبيون وحدويون لا يحبون الانقسام والتشرذم ويحلمون بوحدة عربية . لذا فإنهم سعوا إلى الوحدة مع مصر عبد الناصر رغم تباعد البلدين . وعندما لعب المنتخب السعودي مع المنتخب المصري في حلب على نهائي الألعاب العربية عام 1994 شجع الحلبيون مصر لأنه يأخذهم الحنين إلى الوحدة معها .
والوحدة بين البلدان العربية أو لنقل التكامل بينها أفسدته المصالح الشخصية وأطماع الزعامة السياسية، لذا فالأمل أن يخلق السوريون واللبنانيون نموذجا جديدا للعلاقات البينية العربية لا يظهر فيه استعلاء دولة كبرى على صغرى ولا تآمر صغرى على كبرى . عندها ربما يأتي اليوم الذي يحلم فيه اللبنانيون قبل السوريين بالوحدة .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف