مكافحة الإرهاب تبدأ بإنصاف المسلمين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
محمد جابر الأنصاري
الانفجارات الأخيرة في أنحاء روسيا، وما أعلنت عنه قبلها وزارة الداخلية السعودية بشأن الكشف عن ldquo;خلاياrdquo; وrdquo;أسلحةrdquo; وتجدد تفجيرات بغداد، طرح مجدداً هذه القضية . ولا يبدو أن ثمة أمل لمكافحة ldquo;الإرهابrdquo; واستئصال جذوره، من جانب القوى العالمية المعنية، إلا بحدوث ldquo;إنصافrdquo; للمسلمين عموماً وللعالم الإسلامي في أهم القضايا - ولكل حالة لبوسها - وفي مقدمتها قضية فلسطين . فقد صبر العرب والمسلمون طويلاً بانتظار ldquo;الإنصافrdquo; الذي يأتي ولا يأتي . ولم يصبح بعضهم ldquo;إرهابيينrdquo; إلا في السنين الأخيرة، وإذا كانت هناك جهات تستغل هذا الوضع وتصنع الإرهاب فهي تستثمر هذه الحالة لصالحها، كما يفعل أي طرف آخر حيال أي وضع . ومازلت على قناعة، وأعتقد أن الآخرين يمكن أن يصلوا معي إلى ldquo;كلمة سواءrdquo;، إذا تجردوا من رواسبهم وأحكامهم النمطية المسبقة، بأن أي إنسان لا يخرج من بطن أمه وهو يعتمر حزاماً ناسفاً أو يحمل عبوة متفجرة، بل إن الظروف المحيطة به هي التي تدفعه إلى ذلك هذا مع عدم إغفال النوازع الشخصية التي تدفع البعض لانتهازها . وتمثل تجربة الصين قبل حوالي مائة عام تجربة مهمة للغاية، وحيث أفرزت ظروفها التاريخية المذلة تنظيم ldquo;الملاكمينrdquo; The Boxers الذي كان تنظيماً ldquo;إرهابياًrdquo; بامتياز ولم يجلب للصين غير الاحتلال الأجنبي والكوارث الإنسانية وزاد من معاناتها إلى أن تجاوزته بحركات أسهمت، على المدى التاريخي، في تحويلها إلى ما هي عليه اليوم من منعةٍ وتقدم .
وكان كاتب هذه السطور قد تناول مراراً تلك الظاهرة التاريخية، والظواهر المماثلة في تجارب الأمم الأخرى . كان آخرها بتاريخ (10/9/2009)، غير أن أهم الأدبيات والمراجع الجديدة عربياً بهذا الشأن هو الكتاب المترجم إلى العربية مؤخراً والذي أصدره المفكر العربي السعودي الكبير الدكتور غازي القصيبي بعنوان ldquo;المؤمن الصادقrdquo; للمفكر الأمريكي ldquo;إريك هوفرrdquo; الذي عالج باقتدار موضوعاً مماثلاً، وإن كان بعيداً كل البعد عن العالم الإسلامي، وهو تفسيره المقنع للتطرف الشيوعي والنازي، حسب تقييم أيزنهاور الجنرال الغربي الذي قاتل القوات النازية وانتصر عليها في الحرب العالمية الثانية، وقد أحسن الأستاذ علي الجهني بتلخيصه فكرة هذا الكتاب المرجعي المهم الذي ترجمه إلى العربية الدكتور غازي القصيبي .
وقد مرت على المسلمين عصور طويلة، بعضها لم يخل من هزائم وإذلال، وهم صابرون ينتظرون العدالة . وعلينا ألا ننسى آباءنا وأمهاتنا، بل وأجدادنا وجداتنا، الذين ربونا على الأمل والستر والكرامة، وهم تحت السطوة الاستعمارية وإذلالها، ولم تراودهم فكرة ldquo;الإرهابrdquo; بأي شكل ما يدل على أن إيمانهم لا يحمل هذه ldquo;الفكرةrdquo; لذلك فعلى القادة العالميين الذين يرسلون جيوشهم هنا وهناك في أنحاء العالم الإسلامي، ويهددون، إرضاءً للرأي ldquo;العامrdquo; في بلادهم، بسحق القاعدة ومحوها، أن ldquo;يتقبلواrdquo; هذا الرأي أيضاً : وهو أن ldquo;القاعدةrdquo; والمنظمات الأخرى المماثلة التي يهددون بسحقها، لم تنشأ ولم تنتشر إلا في أجواء ldquo;الخيبةrdquo; لدى المسلمين المغذية للتطرف واستمراره بلا أمل في الخلاص، إلا باللجوء إلى هذه الوسيلة البائسة واليائسة التي خلقت وتخلق الحالة الراهنة من الارتباك والحيرة في العالم الإسلامي، وفي العالم . وكما أبانت الندوة الفكرية المهمة التي رعاها الأمير نايف بن عبدالعزيز بجامعة ldquo;المدينة المنورةrdquo;، فإنه ldquo;لابد من حل النزاعات في العالم الإسلامي حلاً عادلاً، لأنها عامل أساسي تستغله الجماعات المتطرفة لتحقيق مآربهاrdquo; كما أدانت ldquo;إرهابrdquo; الدولة كما في حالة ldquo;إسرائيلrdquo; ضد المدنيين .
هذا مع تزايد الضحايا الأبرياء من بني البشر ومن الذين يفجرون أنفسهم وغيرهم في حوادث ldquo;الإرهابrdquo; المتعاقبة من نيويورك إلى بومبي إلى موسكو مجدداً، مروراً ببعض البلاد الإسلامية ذاتها . . . فمن المسؤول عن ذلك ؟
لقد أشرنا إلى ldquo;مسؤوليةrdquo; القوى العالمية المعنية . وطالما أننا نطالب بإنصاف المسلمين فلابد أن نكون ldquo;منصفينrdquo;، قبل كل شيء في أحكامنا، ومن الإنصاف أن نشير إلى أن الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما قد بدت منه بوادر لا يجوز إنكارها . ولابد من البناء عليها . صحيح أنها حتى الآن ldquo;أقوال أكثر مما هي ldquo;أفعالrdquo;، لكن من النزق اللامسؤول أن نستسلم لغرائزنا وهي ضاغطة و ldquo;مشروعةrdquo; لطول فترة الظلم، خاصة انتظار العدالة للفلسطينيين وسواهم من المجتمع الدولي، نقول انه من النزق اللامسؤول أن نفقد صبرنا الطويل الجميل فنكفر بكل شيء، ونرفض جديد أوباما كأول رئيس أمريكي نسمع منه مثل أقواله التي نلح عليها، كما عبّرت قمة سرت العربية أيضاً، أن تتحول إلى ldquo;أفعالrdquo; . فذلك هو المعّول عليه في التحليل النهائي . ونحن نشارك الأستاذ عبدالعزيز التويجري مدير عام أسيسكو رأيه في أن أوباما بدأ عهده بخطابه في جامعة القاهرة الذي رغم البطء في الوفاء بالالتزامات الواردة فيه (فهو يمثل) ldquo;وثيقةrdquo; سياسية تاريخية بالغة الأهمية ليعلن عن التوجه الجديد للإدارة الأمريكيةrdquo; .
كما أنه من الإنصاف الذي ندعو إليه الإشارة مجدداً إلى مواقف الكتلة الأوروبية التي لا تتطابق مع رؤيتنا لكنها أفضل من السابق أيضاً، وتؤشر إلى تحول دولي غير منحاز حيال تطرف اليمين ldquo;الإسرائيليrdquo;، الذي يستفزنا بدوره وينتظر منا أن نعطيه ldquo;المبررrdquo; أمام العالم لتحسين صورته التي يساور ldquo;الإسرائيليينrdquo; القلق من انسحابها على ldquo;إسرائيلrdquo; كلها، حتى اليهود المعتدلين في الولايات المتحدة وأوروبا وغيرهما صاروا أقل حماساً لتهرب ldquo;إسرائيلrdquo; من استحقاقات السلام .
أما في ما يتعلق ldquo;بمسؤوليةrdquo; الأنظمة العربية، التي تواجه ldquo;إسرائيلrdquo; من ناحية، وتواجه جماهيرها المحبطة من ناحية أخرى، فإنها مطالبة قبل كل شيء بالسير قدماً في مشروعات لإصلاح الداخل . فالإصلاح هو ldquo;كلمة السرrdquo; في إصلاح ذات البين لتفادي أغراض من يريدون دق الإسفين بين الأنظمة العربية وجماهيرها . ويجب عدم التقليل من تأثيرهم . أما المطلب الحيوي الثاني، والذي لا يقل أهمية عن مطلب الإصلاح الجدي، فهو الحرص والعمل على تحقيق ldquo;اختراقrdquo; أو ldquo;انعطافrdquo; في مسيرة حل القضية الفلسطينية باتجاه حل الدولتين، ومن ضمنه قيام الدولة الفلسطينية القابلة للحياة والاستمرار وعاصمتها القدس الشرقية . إذا بقي الشعب الفلسطيني محروماً من حقوقه الوطنية الشرعية، كالسنوات الطويلة الماضية، فلن يحصد العرب، ولن تحصد الأنظمة العربية، إلا المزيد من التراجع والإحباط والخيبة . ومنذ عام ،1948 والعرب يقلعون أعينهم بأيديهم من أجل ldquo;تحرير فلسطينrdquo; وrdquo;إسرائيلrdquo; تحت مظلة الغرب تنعم بالاستقرار والدعم العلمي، إلى أن اتبعوا استراتيجية السلام التي نعتقد مخلصين بضرورة ألا يتخلوا عنها، مهما بلغ الاستفزاز ldquo;الإسرائيليrdquo; المتزايد والمقصود، وبلاشك فإن ldquo;البدائلrdquo; الأخرى ستبقى بيد الفلسطينيين والعرب، ولكن الواقع القائم حالياً لا يسمح لهم إلا بطرح استراتيجية ldquo;السلامrdquo; .
لا جدال إن جيوب ldquo;مقاومةrdquo; ومقاومة صلبة ومشرفة قد ظهرت لكنها لم تغير من موازين القوى بشكل حاسم . وإلى أن يتحقق هذا الشرط الجوهري للعرب، فلكل حادث حديث .
التعليقات
كلام غير صحيح
huda -السبب في الارهاب هو في النصوص التي تحض عليه وتشجعه وليس قضية فلسطين او البوسنة كما تدعي ايها المحترم وهل تريد ان تقنعني ان الحادث الارهابي في نجع حمادي ايضا بسبب قضية فلسطين كفاية ضحك على الذقون
خلل التفكير والتكفير
طارق ابو الرجال -كنت استطيع ان اوافقك الرأى سيدى واقتنع ان السبب الرئيسى لما يقوم بة المسلمون فى العالم الآن هو نتيجة اضطهادهم وعدم انصافهم لولا انى قارئ جيد للتاريخ واعلم تماما ان مايحدث هو طبع اصيل ومتأصل حتى عندما كان المسلمون يحكمون نصف العالم كانوا يمارسون هواية القتل فيما بينهم.
العرب واواهمهم
ماجد العسافي -مكافحة الارهاب تبدأ بانصاف العرب , لو كان عنوان موضوعك هكذا بدلا عن الاسلام , واسهابك في التفاصيل عن العرب بدلا من حصره فقط على المسلمين لكانت الامور اكثر واقعية ومنطقية . العرب ,بكل الوانهم ,تم تقسيم اوطانهم , وتهميش اصحاب الارض الفعليين , تقوية وتسليط حكامهم على الشعوب بالاضطهاد ونهب ثرواتهم , واستفحال الدين واشاعة التخلف ,كل ذلك وامور اخرى جعلتنا نصاب بمرض مزمن وهو الوهم في المؤامرة , وكانها فعلا مؤامرة .مع التقدير
مجنون وهمجي ومتحضر
الاســ بقلم ــــتاذ -هذا الكاتب يهين المسلمين بقوله أن مقاومة الإرهاب تبدأ بإرضاء المسلمين، وكأن المسلمين همج يجب أن نتقي شرهم بارضاءهم، فالفرق بين المجنون والهمجي والمتحضر هو أن المجنون يرتكب العنف دون سابق إنذار وتحت أي ظروف، أما الهمجي فيرتكب العنف حينما لا يكون راضياً ويحمل الأخرين ذنب عنفه، وهذا ما يحاول الكاتب وصف المسلمين به، أما الإنسان الراقي المتحضر فلا تساعده أخلاقه أو شخصيته على إرتكاب العنف حتى في أصعب الظروف، فيصاب بإكتئاب أو صدمة عصبية بدلاً من أن ينفجر كالهمجي ويرتكب العنف
الحل
oz_iraqi -الى ان نصل الى اتفاق كامل على هل ان ما يفعله هولاء موجود في كتبنا ام لا فانه لا يمكننا ان نتخذ الخطوة التالية