جريدة الجرائد

سلام على ديموقراطية الغرب الشرق أوسطية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

حسن عيسى الملا

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وانحسار الاستعمار العسكري المباشر عن الدول العربية، والدول الغربية وعلى الأخص الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تحاول أن تعيد سيطرتها تحت أشكال أخرى سياسية واقتصادية، ولأسباب تتعلق بمصالح الغرب الاستراتيجية.

الحصان السياسي الذي امتطوه لإعادة السيطرة، هو "الديومقراطية"، فكافة الدول العربية المستقلة حديثاً في تلك الأيام من وجهة نظرهم لم تكن مؤهلة لتبني النظام الديموقراطي الغربي.

وبدون الدخول في تفاصيل تلك الحقبة التاريخية فإن الحركة الصهيونية العالمية استطاعت إقناع الدول الديموقراطية بإيجاد دولة "ديموقراطية" في المحيط العربي الدكتاتوري المناوئ للمصالح الغربية.

المفارقة هنا أن اليهود الذين أقاموا الدولة "الديموقراطية" على أرض فلسطين تبنوا سياسة التطهير العرقي المحرم دولياً، وأقاموا بالنتيجة دولة "ديموقراطية" عنصرية، لا تشبه أياً من الديموقراطيات الغربية.

تتكرر الصورة في العراق، حيث كان من بين مبررات أمريكا والدول الغربية لغزو العراق، هو تخليص العراق من الحكم الدكتاتوري وإحلال الديموقراطية فيه لتكون مثالاً للدولة الديموقراطية في الغابة العربية التي تعج بالدول الدكتاتورية.

ومع القناعة بأن نظام صدام حسين في العراق كان دكتاتورياً، حيث حكم العراق بالحديد والنار، إلا أن المفارقة هنا أن الحكومة التي جاءت بها الجيوش الغازية رافعة شعار الديموقراطية، مارست ذات الأسلوب الذي مارسه نظام صدام حسين، فاعتقلت وأعدمت وطهرت تطهيراً مذهبياً، وحرمت معارضيها من المشاركة في الحكم. كل ما هنالك أنها استبدلت حكومة الحزب الواحد بحكومة الوجه الواحد والاتجاه الواحد، وأبعدت عن الحياة السياسية كل معارض لها، أو معارض لارتهانها للجارة الشرقية، إلى درجة حرمان الزعامات السياسية من الترشح للانتخابات البرلمانية.

أفلا يحق للمراقب لهذا المسرح الدرامي بعد كل ما سبق أن يسأل أمريكا ومعها أوروبا عن حقيقة الديموقراطية التي روجوا لها في الشرق الأوسط واحتضنوها وأزهقوا لأجلها الأرواح وبددوا ثروات شعوبها، وقد تحولت إلى "ديموقراطية عرقية في إسرائيل"، "وديموقراطية مذهبية في العراق". ناهيك عما فعلوا في نتائج الديموقراطية بفلسطين، وديموقراطيات "الشخصنة" المنتشرة في كثير من الدول العربية.

يبدو أن هذه الأنواع من الديموقراطية قد صممت خصيصاً للمنطقة العربية لتحقيق أهداف استعمارية استراتيجية، وذلك باستخدام الديموقراطية مطية لتوجيه السياسة الوطنية من خلال إذكاء الصراعات الداخلية واستمالة الأحزاب، ويبدو أن من صممها سياسيون وليسوا علماء وإلا لكانوا قد جربوها أولاً على الفئران.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف