العراق يتعافى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
محمد بن عبداللطيف آل الشيخ
(العراق ليس ملكا لأحد، ولا لجهة أو طائفة، إنما هو ملك للعراقيين جميعا) بهذه العبارة التي تحمل البشائر، وتتجاوز فسيفساء الانتماءات المذهبية والإثنية العراقية أطلق إياد علاوي حملته لجمع كل العراقيين في حكومة وحدة وطنية بعيدة عن المذهب والطائفة، ترفع شعاراً يقول (العراق أولاً). أن تفوز كتلة إياد علاوي بالمركز الأول، حتى وإن كان بفارق ضئيل عن الكتلة التي حلت في المركز الثاني، فإن هذا الفوز يفصح عن أن العراق بدأ يتعافى، ويخرج من الشرنقة الطائفية، والارتباطات الخارجية، وبالذات الفئات المرتبطة بإيران، ليعود إلى تاريخه وجذوره، ومصالحه لا مصالح من هم خارج حدوده، ويوظفون منهم داخل الحدود لخدمة مصالحهم متذرعين بنصرة الطائفة.
أدرك كثير من العراقيين على ما يبدو أن ارتباط العراق بإيران يعني أن مجازفات الإيرانيين، و مغامراتهم، واندفاعهم نحو المجهول، ستجر العراق - أيضاً - إلى ذات النهاية الكارثية المتوقعة للنظام الإيراني؛ كما أن العراقيين رأوا كيف أن ممارسات النظام الإيراني ورهاناته أحدثت (تشرذماً) إيرانياً داخلياً يزداد ويتفاقم مع مرور الوقت، وإيران -كما تقول المؤشرات - تتجه الآن بخطوات حثيثة إلى نظام عسكري شبيه إلى درجة كبيرة بنظام صدام حسين و(المؤسسة العسكرية) التي يعرف العراقيون جيداً ويلاتها وما يؤول إليه تسلطها من نهايات كارثية. ولعل فوز إياد علاوي يؤكد بالأرقام هذا الوعي، ويشير إلى أن عملاء إيران في العراق بدؤوا يفقدون بالفعل نفوذهم، وأن اللعبة الطائفية، أو بلغة أدق (الخوف الطائفي) لم يعد جسراً يمر من خلاله هؤلاء العملاء لإحكام قبضتهم على القرار العراقي وتوجيهه بما يخدم إيران، ومصالحها في المنطقة.
أمام إياد علاوي كثير من التحديات لتأليف حكومة وحدة وطنية (مدنية)؛ فالمرور إلى إنجاح أي حكومة ائتلافية يمسك هو بزمام الأمور فيها يحتاج إلى بعض التنازلات هنا وهناك، فالسياسة، وبالذات في المجتمعات الديمقراطية، هي فن الممكن، وكيف تدير اللعبة وتقدم التنازلات بذكاء وحصافة، غير أن المهم بالنسبة لنا، وكذلك لدول الجوار العربي أن التشرذم الطائفي بدأ يتراجع، فلم يعد له في الانتخابات الأخيرة ذات الحضور الذي كان له في الانتخابات السابقة، وكلما خبا وهَج التشرذم الطائفي خبت بالضرورة قوة إيران، وضعفت أدوات عملائها في الداخل العراقي وقدرتهم على المناورة السياسية.
غير أن التحدي الحقيقي والصعب هو ما بعد تشكيل الحكومة، أياً كان المشاركون فيها؛ فالإنسان العراقي الذي أتى بعلاوي إلى صناعة القرار ينتظر منه ما عجز سلفه من تحقيقه : الأمن، والبنية الخدماتية وبالذات الكهرباء، وامتصاص البطالة المتفاقمة، وتحسين الأوضاع الاقتصادية، واجتثاث الفساد والإثراء غير المشروع الذي استشرى إلى درجة كبيرة في حكومة المالكي.لقد حاول المالكي من خلال لعبة (اجتثاث البعث) إلغاء كل منافسيه المحتملين، وبقي علاوي الوحيد الذي لم تطله يد الاجتثاث، فراهن عليه العراقيون، وحصد من الأصوات ما جعل جهود و (مؤامرات) المالكي للإطباق على القرار العراقي تذهب أدراج الرياح. لقد اجتاز علاوي كل العقبات، وأفسد كل مشاريع خصومه، وراهن على عراق (واحد متحد) بلا طوائف ولا مذاهب ولا إثنيات، وفاز. ولكن بقاؤه، وتغييب (الطائفيين) والعملاء عن المشهد العراقي الداخلي يرتبط ارتباطاً كاملاً بقدرته على مواكبة وتحقيق أمل الإنسان العراقي الذي لا تهمه - على ما يبدو - (الطائفة)، بقدر ما يهمه - أولاً - الأمن و الخدمات الحياتية، وتحسين أوضاعه الاقتصادية. إلى اللقاء.
التعليقات
قليل من التوضيح
فصيح -يا ليت لو كان قليل من التوضيح من هم الطائفيين المواليين لايران حتى يتبين للعراقيين من هم العملاء فالكل زار ايران ولا نعرف ماهو السبب بما فيهم قائمه علاوي - او للكاتب عصا سحريه يعرف بها الطائفين او يعرفهم بطائفيته -شكرا لايلاف
The interferences
hamza -I think we don''t the advice of others on who the country could be run, especially from countries who have never tasted democracy or elections. if the Arabs and Iran stay away from us , we will be fine .The arabs have never been successful in solving any issues and the palestinian problem is the best example.
قراء خاطئة للأحداث
وطن -السيد محمد آل شيخ، يبدو أنك ما تزال تعيش النشوة المزعومة بتقدّم علاوي بفارق ولا تعي - بعد مرور عدة أسابيع - حقيقة الإئتلافات القادمة التي ستطيح وبسهولة بمثلك الأعلى علاوي...! ظننت للوهلة الأولى أن المقال قديم، أو إنك نائم منذ يوم الإنتخابات وصحوت اليوم لتكتب هذا المقال، لكني عُدت وأستبعدت هذا الأمر طبعاً لإنه مخالف للمعقول، إلا أن كان تقدّم علاوي هذا قد أدخلك في غيبوبة أخذت تصحو منها الآن شيئاً فشيئاً.
اشباه الرجال
أنور الربيعي -الشمس لا يمكن ان تحجب بغربال ياايها الكاتب, اكبر عمليات اختلاس وسرقة في تاريخ العراق تمت في عهد علاوي وبقيمة مليارات الدولارات قام بها وزرائه وبحماية منه فحازم الشعلان لوحده سرق 2 مليار دولار من وزارة الدفاع ليشتري بالباقي طائرات هليكوبتر مستهلكة خارجة من الخدمة تعود لحقبة الاتحاد السوفيتي من بولندا وبعض المدرعات التي حالها ليس بأحسن من الطائرات اما وزير الكهرباء ايهم السامرائي فحدث ولا حرج فقد سرق اكثر من مليار دولار ليشتري بمى تبقى مولدات خارجة من الخدمة من الصين! . واتساءل ايضا منذ متى لم يكن علاوي مرتبطا بمصالح من هم خارج الحدود؟ الم يعلن وعلى لسانه تعامله مع 13 جهاز مخابرات غربي؟! الم يعترف بأنه كان وراء عدة تفجيرات حصلت في زمن صدام وكان منها تفجير سينما سمير اميس في شارع السعدون؟! اليس هذا نفس اسلوب الارهابيين اليوم؟ علاوي ليس بأفضل من عمار ومقتدى عميلي ايران لكن الفرق الوحيد بأنه عميل لغير ايران أمام المالكي فهو الرجل الوحيد الذي لا ترضى عنه ايران ولا كل دول الجوار لانه ببساطة مستقل عن نفوذهم ويسعى بجدية لبناء عراق قوي ومستقل لا كما الذي تريده دول الجوار عراق ضعيف يتقاسمون النفوذ فيه ويتحكمون به حسب اهوائهم. كما نتمنى من الكاتب ان يترك ما لايخصه ويكتب لنا قليلا عن صفقات اليمامة وغيرها!
علاوي باي باي
علي الأعرجي -بداية, أحب أن أقول أني لم أنتخب قائمة المالكي و لا قائمة الحكيم, و لكني مؤمن أن المالكي قد تم سلبه حقه من الأصوات التي حصل عليها عن طريق التزوير الحاسوبي أو ما يعرف بعملية إدخال البيانات و التي كان وراءها الأمريكان بغية إتاحة المجال لقائمة علاوي الطائفية ذات الرأس العلماني لتسنم هرم السلطة و بالتالي أرضاء الدول العربية المجاورة. المالكي شخصية مكروهة إقليمياً لا لشيء إلا لقوتها في رفض التدخلات الأجنبية و محاولة النهوض بالعراق كبلد مستقل. طالما كان علاوي هو رهان الدولة العربية الغارقة في إستبدادها كان ذلك مدعاة للخشية و أخذ الحيطة و الحذر لأن العراقيين يعلمون أن الدول العربية تعمل من أجل حماية كراسيها المتهالكة و منع ظهور نظم ديمقراطية في المنطقة . المالكي أو غير المالكي, لا يهم, و لكن علاوي و قائمته البعثية لن تصل إلى السلطة.
Poisonous!
Amu Salman -مخالف لشروط النشر
العراق يتعافى
ناضر -نعم العراق يتعافى ليس لان علاوي سيستلم السلطة او ان فلان دولة هزمت وفلان دولة ربحت ولكن العراق يتعافي للاسباب التالية :1- اغلبية العراقيين مؤمنون ان الديمقراطية افضل 2- العراقيون يرفضون ادخال بلدهم باية حرب كانت 3- الكل مؤمن بضرورة توجيه ثروات العراق لتقديم الخدمات وتطوير البنية التحتية