جريدة الجرائد

للنجيمي.. هل ضحكك مع النساء "عارضٌ" أيضا!؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حليمة مظفر

لم أصدق؛ حين شاهدتُ مقطعا مصورا لمشاركة الدكتور محمد النجيمي خلال فعاليات يوم المرأة العالمي في الكويت على شبكة "اليوتيوب" ما ورط نفسه فيه؛ نتيجة تناقض موقفه من تحريمه للاختلاط بالنساء ثم تضارب انزلاقه إلى تبريرات "مطاطية"؛ ففي هذا المقطع توسط مقعدا بين المشاركات على الطاولة المتقاربة المقاعد؛ وبدا عليه الانشراح لا الضيق أو التحفظ الذي يتوجب الظهور على من يحمل موقفه المعارض من الاختلاط؛ ثم لا يتحرج من الضحك بأريحية مع السيدة بجواره؛ كتفه بكتفها على تعليقها الساخر؛ وفي مقطع آخر للحفل الختامي للمؤتمر تم تكريمه فيه؛ ظهر النجيمي جالسا في صالة تتعالى الموسيقى بين أرجائها؛ وتمتلئ بالنساء اللاتي تميزن بالأناقة؛ وغريب أنه لم يرهن "فتنة" عليه تجنبهن كما يردد دائما؛ ويوصي أمثاله من الرجال بذلك؛ إذ لم يتحرج من مشاركتهن ذات الطاولة رغم وجود طاولات أخرى ظهرت خلفهن؛ ورغم وصفه أن معظمهن من القواعد؛ متناسيا تاريخ ميلاده إلا أن كثيرات منهن كنّ يصغرنه.
وأتساءل والسؤال له: بما أن مشاركته جاءت من باب الاختلاط العارض كما قال؛ فما حكم تبادل الضحك مع النساء وممازحتهن أثناء ذلك!؟ هل هذا من باب الضحك والمزاح العارض أيضا.. أم ماذا!؟
لقد بدا النجيمي متخوفا من عرض الفيلم المسجل لمشاركته في مؤتمر المرأة العالمي في الكويت؛ والذي وصل إلى تهديده قناة "اسكوب" بمقاضاتها خلال اللقاء المثير للشفقة أو ما يمكن تسميته بالمصارعة "الكلامية الحرة" بين الإعلامية الكويتية عائشة الرشيد وبينه كفقيه استعرض عضلاته الجماهرية والقبائلية!! فقد أدرك جيدا أن ما حرّمه على العامة ممن وثقوا بفقهه؛ سيرونه أمامهم بأم أعينهم حلالا طيبا لمن لبس عباءة الدين!!
وبصراحة؛ مشاركة النجيمي هذه كان من الممكن أن تُحسب له موقفا تنويريا لتجديد الخطاب الفقهي بما يتناسب مع متطلبات واقع العصر المتعلقة بالمرأة؛ هذا الواقع الذي وجد نفسه فيه مزدوجا بين نظرية تعززها تصريحات فقهية ولا تتناسب مع واقعها المعاش؛ وبين ما أباحه لنفسه بعد أن وجد نفسه مُنساقا إليه؛ ولم يستطع تجاوزه أو تجاهله؛ بل كلما حاول تثبيت موقفه في تحريم الاختلاط بالنساء انزلق أكثر إلى تخبط فقهي؛ يعتمد ثقافة أبناء الحمائل لا الشريعة الغراء؛ بداية من محاولة التحايل على عاطفة العامة؛ حين كذب علاقته بالصور المنشورة له معهن بادعائه التلاعب فيها؛ وحين لم يملك من أمرها شيئا؛ خلق تبريرات "مطاطية"؛ فمرة على أنه أقل الضررين كونهن من القواعد ثم يعتبر اختلاطه عارضا؛ إلا أن كل ذلك "في كفة"؛ وانشراحه وضحكه دون تحفظ بالجلوس المتقارب متوسطا بينهن كما في مقطع "اليوتيوب" وممازحتهن كما قالت الرشيد خلال تصريحاتها في "كفة أخرى"!!.
أخيرا؛ فإن الله تعالى لا يرضى إلا أن يُحق الحقّ؛ ويُبطل ما سواه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
انبسط واضحك
قاريء ايلاف -

الضحك والانبساط مع القواعد من النسا لاشيء فيه .

انبسط واضحك
قاريء ايلاف -

الضحك والانبساط مع القواعد من النسا لاشيء فيه .