جريدة الجرائد

الإعلام الفاسد!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تركي الدخيل


نستمع دائماً إلى الأكاديميين والتربويين وهم يتحدثون عن الإعلام، يتحدثون عنه وكأنهم يتحدثون عن ديناميت أو عن جرثومة، يعتبرون الإعلام هو المسؤول عن كل الكوارث، هدم البيوت، التفريق بين الأزواج، انحراف الشباب. وهم بهذه النتيجة الخاطئة انطلقوا من افتراض خاطئ أيضاً.
الإعلام هو مرآة لثقافة الناس. الذي نشاهده في الإعلام إن كان جميلاً فهو انعكاس لثقافتنا وأخلاقنا وسلوكنا. إنه مجرد مرآة. الإعلام هو وسيلة من دون محتوى، المجتمع نفسه هو الذي يملؤها بثقافته. لهذا فإن انحراف الإعلام وسوءه تعبير عن خلل ما في ثقافة ذلك المجتمع.
في أحد المؤتمرات الجميلة التي حضرتها في أبو ظبي تحدثت إحدى الأكاديميات عن أن الإعلام سبب الطلاق، والشذوذ الجنسي، وانتشار التدخين، والبعد عن الدين. ولم تتحدث عن "القابلية للانحراف"، وهي جزء من كلمة للمفكر الرائع مالك بن نبي حينما تحدث عن "القابلية للاستعمار" بمعنى أن المشكلة ليست دائماً في الخارج، وإنما تكون كثيراً في الداخل وهو ما عرف بالنقد الذاتي.
الثقافة المنغلقة هي سبب الكوارث، والطلاق، وانتشار السلوكيات المنحرفة، وليس الإعلام، لأن الإعلام عبارة عن وعاء يعبّر عن الثقافة. ولولا أن هناك من يستهلك المنتج الثقافي المعروض عبر وسائل الإعلام لما رأينا قناة واحدة على قيد الحياة.
قال أبو عبد الله غفر الله له: إن أي نقد للإعلام يجب أن يمر عبر نقد الثقافة. قل لي ما ثقافتك أقل لك ما إعلامك.
مسكينة هذه الوسائل الإعلامية التي تحال إليها كل الآثام. ومسكين هو الإعلام الذي يتناوله التربويون بكل حماس على صيغة التعميم. لا يفرقون بين وسيلةٍ إعلامية وأخرى. إنه خطاب قديم أن نتأبط مجموعة من الإحصائيات ثم نتهم من خلالها الإعلام فقط. بأنه سبب كل طلاق، وفساد، وانحراف. لماذا لا نتهم ثقافتنا. الكثير من رواد القنوات الفاضحة والمصوّتين في البرامج الاستهلاكية هم من أبناء جلدتنا. لماذا لا ننتقد الثقافة التي عرّضت هؤلاء للفراغ وتضييع الوقت والصحة والمال.
أن تنتقد الإعلام مثل أن تنتقد كوباً لأنه احتوى على قهوة سيئة فتوجه النقد لصانع الكوب بدلاً من أن توجهه لصانع القهوة. هذه هي المسألة ببساطة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
إلى وسائل الإعلام
لسماحة الإمام بن باز -

يقول سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى; الواجب على أصحاب الصحف أن يتقوا الله وأن يحذروا ما يضر الناس سواء كانت الصحف يومية أو أسبوعية أو شهرية ، وهكذا المؤلفون يجب أن يتقوا الله في مؤلفاتهم ، فلا يكتبوا ولا ينشروا بين الناس إلا ما ينفعهم ويدعوهم إلى الخير ويحذرهم عن الشر ، أما نشر صور النساء على الغلاف أو في داخل المجلات أو الصحف فهذا منكر عظيم وشر كبير يدعو إلى الفساد والباطل ، وهكذا نشر الدعوات العلمانية المضللة أو التي تدعو إلى بعض المعاصي كالزنا أو السفور أو التبرج أو تدعو إلى الخمر أو تدعو إلى ما حرم الله ، فكل هذا منكر عظيم ، ويجب على أصحاب الصحف أن يحذروا ذلك ، ومتى كتبوا هذه الأشياء كان عليها مثل آثام من تأثر بها ، فعلى صاحب الصحيفة الذي نشر هذا المقال السيئ سواء كان رئيس التحرير أو من أمره بذلك عليهم مثل آثام من ضل بهذه الأشياء وتأثر بها ، كما أن من نشر الخير ودعا إليه يكون له مثل أجور من تأثر بذلك . ومن هذا المنطلق يجب على وسائل الإعلام التي يتولاها المسلمون أن ينزهوها عن ما حرم الله ، وأن يحذروا البث الذي يضر المجتمع حيث يجب أن تكون هذه الوسائل مركزة على ما ينفع الناس في دينهم ودنياهم ، وأن يحذروا أن تكون عوامل هدم وأسباب إفساد لما يبث فيها ، وكل واحد من المسئولين الإعلاميين مسئول عن هذا الشيء على حسب قدرته . ويجب على الدعاة أن يطرقوا هذا المجال فيما يكتبون وفيما ينشرون ويحذروا من ما حرم الله - عز وجل - ، وهذا واجبهم في خطبهم وفي اجتماعاتهم مع الناس ، فكل المجالس مجالس دعوة ، أينما كان فهو في دعوة سواء في بيته أو في زياراته لإخوانه ، أو في مجتمعه مع أي أحد ، فالواجب عليه أن يستغل هذه الوسائل - وسائل الإعلام - وينشر فيها الخير ولا يحتجب عنها ;

الإعلام سلاح ذو حدين
لسماحة الشيخ ابن باز -

;السؤال يتعلق بوسائل الإعلام ، فقد ظهر في الأزمة حاليا أن لوسائل الإعلام دورا خطيرا ؛ إذ يتابع الناس عن طريقها الأحداث ويستقون الأخبار ويكونون الآراء ، فهل من كلمة حول ذلك ؟ وما دور العلماء وطلبة العلم في التعاون مع وسائل الإعلام ؟ فأجاب سماحته بالتالي : لا شك أن وسائل الإعلام لها دور عظيم ، ولا شك أنها سلاح ذو حدين ، فالواجب على القائمين عليها أن يتقوا الله ويتحروا الحق فيما ينشرون ، سواء كان ذلك عن طريق الوسيلة المرئية أو المسموعة أو المقروءة ، والواجب أن ينشروا ويذيعوا عن أهل العلم والإيمان والبصيرة ما ينفع الناس ويبصرهم بالحق ، أما المقالات الضارة والمقالات الملحدة فالواجب الحذر منها وعدم نشرها ، وعليهم أن يؤدوا الأمانة في ذلك فلا ينشروا إلا ما يقود الناس إلى الحق ويبعدهم عن الباطل . والواجب على المسئولين في وسائل الإعلام ألا يولوا في الإعلام إلا الثقات الذين عندهم علم وبصيرة وأمانة . إن وسائل الإعلام تحتاج إلى رجال يخافون الله ويتقونه ويعظمونه ويتحرون نفع المسلمين والمجتمع كله فيما ينشرون حتى لا يضل الناس بسببهم ، ومعلوم أن من نشر قولا يضر الناس يكون عليه مثل آثام من ضل به ، كما أن من نشر ما ينفع الناس يكون له مثل أجور من انتفع بذلك ، ونسأل الله تعالى أن يهديهم ويوفقهم ويصلح أحوالهم .;