جريدة الجرائد

وزيرة العدل الفرنسية:كيف تلوموننا ودول إسلامية حظرت الحجاب برمّته؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


عدنان برية - عمان

تتطلع وزيرة العدل الفرنســـية إلى عــلاقات واسعة مع الدول العربية، خاصة تلك المشاطئة للبحر الأبيض المتوسط، وتشير إلى شراكة عميقة تربط بلدان المتوسط، شماله وجنوبه وشرقه. وتوحي الوزيرة الفرنسية ميشيل اليوماري، التي التقت بها "اليوم" على هامش زيارة رسمية للأردن بأفق رحب للعلاقة بين باريس والعواصم العربية، وتعاون قائم على المصالح المشتركة.وتعزز اليوماري، وهي حارسة الأختام الرسمية الفرنسية، رغبة بلادها بالشراكة مع العرب بالحديث عن مواقف فرنسا المناصرة للموقف العربي من الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.وتؤكد اليوماري، التي شغلت سابقا منصب وزير الدفاع الفرنسي، تمسُّك باريس بحل الدولتين، ورغبتها في عودة العملية السلمية إلى مسارها الصحيح، وترى أن مدينة "القدس يجب أن تكون عاصمة الفلسطينيين والإسرائيليين معا".
ورغم علاقة بلادها الوطيدة بلبنان، رفضت اليوماري اعتبار لبنان طفل قصر "الشانزلزيه" المدلل، معتبرة أن ذلك الوصف "لا ينطبق على بلد عانى الكثير من الحروب والاقتتال".
وأشارت الوزيرة الفرنسية إلى "تنوُّع" تسعى باريس للمحافظة عليه، حين سألتها "اليوم" عما يتعرَّض له المسلمون من مضايقات في عموم دول أوروبا، لافتة الى أن "الدين الإسلامي يأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد معتنقيه في فرنسا".
وفيما يلي نص الحوار:
اليوم: كيف تنظر باريس للعلاقة مع المنطقة العربية؟
ـ تقترب فرنسا من المنطقة العربية بشكل حثيث، وتربطها مصالح واسعة، وهناك تاريخ طويل من العلاقات الإيجابية.
كما أن فرنسا، باعتبارها جزءاً من الاتحاد الأوروبي، تتطلع إلى تعاون لا حدود له مع دول جنوب البحر الأبيض المتوسط، فضلا عن دول شرق المتوسط، قائم على المصالح المشتركة وتبادل المنافع، حيث لم يعد للضوابط الجغرافية أهمية أمام ما يمكن تحقيقه من مستقبل أفضل لكافة شعوب المنطقة.
وتلعب باريس دوراً مهماً في دعم الموقف العربي حيال الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وأيَّدت مرارا مبادرة السلام العربية، التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتنظر إليها وإلى المرجعيات الدولية كأساس مقبول لصنع السلام في المنطقة.
اليوم: تزورين المنطقة والجهد الأمريكي لإطلاق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في أوجِّه، ويقابل ذلك برفض إسرائيل لأي حل لا يناسب مقاييسها، ما الموقف الفرنسي حيال هذا الحراك؟
ـ الموقف الفرنسي يأتي بنفس الاتجاه الذي تتحرك فيه واشنطن، وهو داعم لهذا الحراك، فباريس تؤكد دوما ضرورة إطلاق المفاوضات بين الجانبين، وتسريع إيجاد حل للصراع، حيث لم تعد المنطقة تحتمل استمراره.
وأكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أخيراً للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، خلال زيارته لباريس الأسبوع الماضي، رغبة فرنسا في استئناف المفاوضات، وشدَّد على ضرورة أن يكون للفلسطينيين دولة مستقلة وديمقراطية وقابلة للحياة، ونعتبر ذلك مطلباً مشروعاً تماماً، وهو أيضا شرط تحقيق أمن إسرائيل.
نحن مصمِّمون على التحرك من أجل استئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كطرف داعم لجهود الولايات المتحدة.
اليوم: رفضت إسرائيل بداية الأسبوع الحالي إدراج ملف القدس في المفاوضات المرتقب انطلاقها، واختارت لحظة مغادرة المبعوث الأمريكي جورج ميتشل لتل أبيب لإعلان هذا الموقف، كما سخَّر نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سلفان شالوم من طلب الرئيس الفلسطيني فرض واشنطن حلاً للصراع، ما الدور الذي يمكن أن تلعبه فرنسا في تليين المواقف الإسرائيلية، وهل لديكم مبادرات في هذا الشأن؟
ـ من الواضح أن عقبات عدة تعترض انطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن تحقيق السلام يتطلب تجاوزها، وذلك لمصلحة شعوب المنطقة كلها.
من جهتها، دفعت فرنسا الاتحاد الأوروبي باتجاه تبني إعلان يدعو إلى إنشاء دولة فلسطينية، واستند الإعلان إلى صيغة استخدمها الرئيس ساركوزي حينما خاطب الكنيست الإسرائيلي في حزيران 2008، وقال آنذاك "لن يكون هناك سلام من دون القدس كعاصمة لدولتين"، وهنا يجب التأكيد على ضرورة أن تكون مدينة القدس عاصمة الفلسطينيين والإسرائيليين معا.
وقد أكدت اللجنة الرباعية على أهداف مماثلة خلال اجتماعها الأخير في موسكو، ودعت الأطراف إلى العودة لطاولة المفاوضات.
كما تعلم فرنسا حجم المعاناة التي يتعرَّض لها الشعب الفلسطيني، ولدينا التزام سياسي ومالي من أجل الدولة الفلسطينية، ونعمل على ترسيخ مؤسساتها، وهو التزام ثابت، وهذا معزز بالدعم الاقتصادي.
اليوم: لبنان محط رحالكم، ويسمِّيها الكثير من العرب بـ "باريس العرب"، ويرون أنها طفلكم المدلَّل - إن جاز قول ذلك -، ماذا لديكم بشأن لبنان؟
مرَّ الشعب اللبناني بحروب واقتتال داخلي، وعاش تاريخا مؤلما خلال العقود الأخيرة، وهذا لا ينطبق عليه وصف الابن المدلل، فأي دلال مع هذه المعاناة.
بالنسبة لعلاقات باريس وبيروت فهي في أحسن الحالات، ونحن ملتزمون بالحفاظ على امن لبنان واستقراره، ونشارك في قوات "اليونيفوم" الدولية في الجنوب.
وتوفر باريس دعما واسعا للمؤسسات اللبنانية من أجل وحدة واستقرار وسيادة واستقلال البلاد، تماشياً مع قراري مجلس الأمن الدولي 1559 و1701.
سياسياً، دعَّمت فرنسا الجهود الدولية والإقليمية الهادفة إلى الحفاظ على استقرار لبنان داخليا، ودعَّمت خطى المملكة العربية السعودية في هذا المجال وجهود قطر وغيرها من الدول العربية، كما أنها تدعم المحكمة الدولية،
اليوم: أيَّدتِ، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية "AFP" من العاصمة الأردنية، حظر النقاب في فرنسا، ودافعتِ عن ذلك بالحديث عن الاندماج والحفاظ على التنوع، وبصفة عامة فان التضييق على المسلمين في أوروبا يلاقي صدى وجدلاً لديكم ولدينا في الوطن العربي .. ألا تعتقدين أن ذلك يثير ردود فعل غاضبة؟
ـ الجدل والحوار هما علامة جيدة على التنوُّع وغنى المجتمع الفرنسي والأوروبي، وهذا الأمر دلالة على حرية الرأي والتعبير في بلادنا.
فيما يتعلق بالتضييق على المسلمين، التي أشرت إليها، فهذا غير موجود، لدينا مساواة والجميع لهم نفس الحقوق وعليهم ذات الواجبات، والأمر هنا يصونه الميثاق الجمهوري وقيمه الأساسية، فكيف نضيق على أتباع ثاني اكبر دين من حيث عدد معتنقيه؟.
واعتبر كوزيرة للعدل أن المساواة ورفض العصبية الطائفية قواعد للاندماج داخل المجتمع الفرنسي، وبذلنا جهوداً كبيرة من أجل محاربة جميع أنواع التمييز.
ما قلته لوكالة الأنباء إن المبدأ الأول في فرنسا هو حرية العقيدة، واحترام جميع الأديان على قدم المساواة، وحرية كل فرد في ممارسة معتقداته، لذلك نحن نسمح ببناء جميع المنشآت الدينية فوق الأراضي الفرنسية وهذه ليست الحال في جميع البلدان، ولأن المبدأ الثاني للجمهورية هو رفض الطائفية نرفض بالتالي أن يعيش البعض في مجتمع مغلق، له قواعده الخاصة، ولا يعيشون مع جميع الناس.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
nero
nero -

موقف لافت للخرافي أعلن عبره أنه يوافق على إجراء تعديلات على دستور دولة الكويت، لكنه إشترط لذلك بأن يكون التعديل للأفضل،