زنى المحارم.. مرة أخرى

عبدالرحمن النجار

ما إن أوشكنا على نسيان صراخيات ومفردات ذلك المقال وهجومه على من أسماهم "الليبراليين" في هذا البلد بأنهم يجيزون نكاح أخواتهم وأمهاتهم.. الخ.. الخ.. حتى أتانا مقال أحد "الإسلاميين" يوم أمس يكرر فيه تلك "الأطروحة" مهاجماً فرنسا وألمانيا على "زنى المحارم" ناقلاً معلوماته - كما قال - من صحيفة (دنيا الوطن) الالكترونية الصادرة في غزة!!.. ولم تسلم أمريكا من هجومه، بالاضافة الى اشاراته الواضحة ان "الليبرالية فكرة مستوردة من الغرب".. ولم ينس ان يذكر ويقول بأن: (أحد الأمريكان اشار باصبعه الى الأرض قائلاً: هذه هي أمريكا أم الحريات المطلقة والليبرالية المفتوحة.. افعل ما شئت.. اننا ليبراليون ونفتخر باباحة زنى المحارم.. وستذهل عندما تسمع تصفيق الجمهور مؤيداً بحرارة)!!.. ولكن هذه المرة لم يذكر كاتبنا "الإسلامي" من أي "صحيفة" جاء بهذه المعلومة وفي أي ولاية تلك "الجماهير" التي "تفخر باباحة زنى المحارم"؟!!.
مهما كانت أهداف بعض "الدعاة" من ترديد عبارات "زنى المحارم" ثم اسقاطها على رأس أي مجتمع عربي او اسلامي، فإن الحقيقة المؤلمة التي لا تحتاج الى برهان هي انشغال افكار وتفكير أولئك "الدعاة" بمسألة الجنس والشبق الجنسي التي صارت تتملك غرائزهم ونظرتهم للحياة البشرية على انها (sex) في (sex)!!.
... ونقول لذلك "الكاتب الإسلامي": أنتم هاجمتم فرنسا، وألمانيا، وأمريكا بسبب ممارسات "زنى المحارم" لأنها "حرام" طبعا وضد الدين، فما رأي حضرتكم بـ "الزنى العادي" أي ممارسات الزنى خارج نطاق "المحارم".. أليس ذلك حراماً أيضا؟؟ فلماذا التركيز على "الليبراليين" و"زنى المحارم" وتتركون "غير الليبراليين" و"الزنى العادي"؟؟... ان في الدول العربية والاسلامية حالات وحالات من أنواع الزنى، ولم يعلن أحد تأييده لها، كما تحاولون الادعاء بذلك!!.
واخيراً، لماذا تختارون من صحيفة (دنيا الوطن) ما يناسب أطروحتكم فقط وتهملون ما نشرته الصحيفة نفسها بأن جماعات ومؤسسات من تلك الدول الأوروبية طالبت بتعديل القانون من أجل محاكمة ومعاقبة كل من يمارس "زنى المحارم"... بل لماذا تتحاشون الحديث عن صفات الصدق والأمانة واحترام المواعيد وحقوق الانسان المتوافرة في تلك الدول الأوروبية أكثر مما هي عليه في الدول الإسلامية والعربية؟؟.
- هداكم الله، وأبعدكم عن (زنى المحارم) و(الزنى العادي) أيضا!!!