جريدة الجرائد

الانسحاب من العملية السياسية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فاتح عبدالسلام

تتردد عبارات يطلقها سياسيون عراقيون لاسيما في القائمة العراقية الفائزة بالمرتبة الأولي في الانتخابات الأخيرة برئاسة اياد علاوي، ربّما تكون عبارات متفقاً عليها في ركاب رسائل سياسية ينبغي أنْ تقال في توقيت واحد لاحداث أثر موحد. وهذه العبارات في ظاهرها سياسية لكن اية عملية الي تحويلها الي ارض الواقع يظهر عدم قدرتها علي السير السياسي في أي درب في الأيام المقبلة.
العبارات كثيرة لكنني اتوقف عند جملتين هما (اننا لن نقف مكتوفي الأيدي) و(قد نلجأ الي الانسحاب من العملية السياسية).
امّا الجملة الأولي فإنّ الأيدي ستبقي مكتوفة اليوم ولن تتحرر الاّ اذا كان هناك امكانية لتحويل الجملة الخطيرة الثانية من (تلويح وتهديد) الي (فعل).
ربّما يفهم من اطلاق جملة "عدم البقاء مكتوفي الأيدي" أن هناك مَنْ سيلجأ الي دعم مؤسسات دستورية أو قضائية عراقية للمطالبة بحق تشكيل الحكومة، غير ان التجارب الأخيرة اثبتت ان تلك المؤسسات من السهل تحويلها طوعاً أو كرها بوعي منها أو خارج نطاق وعيها الي ادوات سياسية نافذة منها (هيئة الاجتثاث) و(قوانين مكافحة الارهاب والطوارئ) و(المحكمة الجنائية العليا الخاصة) و(المفوضية العليا للانتخابات) و(محكمة التمييز) و(المحكمة الدستورية الفيدرالية) وسوي ذلك.
اذن نحن أمام التلويح بالانسحاب من العملية السياسية وهذا ليس خياراً للانسحاب من الاشتراك في مفاوضات تشكيل الحكومة أو انه خيار للتحول الي قوة معارضة داخل البرلمان، وانما هو نسف لـ"المعتقدات" المعلنة بالعملية السياسية؟ التي رعاها الاحتلال الامريكي ويبدو ان علاوي يتحدث في وحي من تغيير في قناعات امريكية بهذه العملية. لكن ماذا يعني انسحاب علاوي من العملية السياسية؟ انه ليس انسحاباً شخصياً وانما هو انسحاب من مجمل الترتيبات السياسية والأمنية التي اسهم بها جمهور القائمة العراقية الرئيس في بغداد وديالي والانبار والموصل وتكريت والحلة. وهذا يعني انّ اولئك جميعاً لن يكون متاحاً أمامهم سوي العودة الي حمل البندقية ليس لقتال الامريكان علي طريق الانسحاب فحسب وانما لقتال الواجهة السياسية الرسمية التي تعوق تنفيذ الاستحقاق الانتخابي وتصر علي عدم تداول السلطة سلمياً.
لكن السؤال الأهم هو: أكان علاوي واضعاً هذا الاحتمال في حساباته عند اطلاقه ذلك التصريح.. أم كانت زلة لسان في يوم لم يعد العراقيون يقبلون زلة من أحد..أم انهم يقبلونها ثم يفسرونها كما يشاؤون؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
دكتاتور ديموقراطي
مازن الشيخ -

لااعتقد ان علاوي قصد التهديد بالسلاح,لانه,على الاقل لازال هناك متسع من الوقت,وكثير من الاحتمالات قبل ان يكون التفكير في جعل البندقية حكماامرامطروحا..فالقضية العراقية ليست امرا محليا داخليا,والمحتل الامريكي,الذي فرض نفسه كراعي للعملية الديموقراطيةالناشئة في العراق,لازال صامتا,يراقب عن كثب تداعيات ماخربه,ويعيش مرارةالحقيقةالتي كشفهاالمالكي,باستغلاله لفترةالاربعة سنوات التي حكم فيها لعمل كل مايستطيع من اجل ترسيخ حكمه,ووأدالتجربةالديموقراطية,فبدأ بالابتعادعن كل المكونات الاخرى,بمن فيهم حلفاءالامس,وسخر قوى الامن لارادته,وسيس القضاء,وشكل ودعم اللجان الموكلة بازاحة كل خصومه,حتى انه بتصريحاته وخطبه,وتهديداته وتشكياته,لم يعد يستطيع اخفاء تطلعاته الشخصية,وطموحه غير المشروع, بالبقاء على رأس السلطة بأي طريق,أو اي اسلوب,ذلك اوقع المحتل في حرج شديد,وحتم عليه أن يتدخل,وقريبا,ليعيد الامورالى نصابها,فليس من المعقول ان يبقى صامتا متفرجا,خصوصا عندما يتهددالعراق بعودةديكتاتور اخر,!خاصةانه, حليف لايران عدوهاالستراتيجي الاول,مما سيؤدي الى ضرر فادح بمصالحها,,وهذا ماقصده علاوي,وراهن عليه,ومايعمل على تحقيقه,فالرجل لم يصاب بجنون العظمة,وسبق ان تخلى عن السلطة بسلاسة ودون اي تشكي او تشكيك عندما خسر الانتخابات...ولانه طبيب فقد شحص هذاالمرض لدى خصمه السياسي,و ها هويعمل مع الاخرين على علاجه,وبأية طريقة. وعلى اية حال ,سوف لن يسمح احد بولادة مصطلح (ديكتاتور ديموقرادي)