جريدة الجرائد

هدف أوباما تحييد سوريا بشار !

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

سركيس نعوم

تعرف الادارة الاميركية ان اسرائيل تشعر بالقلق الشديد من استمرار الجمهورية الاسلامية الايرانية في العمل لامتلاك تكنولوجيا نووية وقدرة واسعة على استخدامها سواء لصنع اسلحة نووية تدافع بها عن نفسها ضد التهديدات المتنوعة التي تواجهها او لتأمين مصدر طاقة بديل رغم انها لا تفتقر اساساً الى المصادر التقليدية للطاقة وفي مقدمها النفط.
وتعرف ايضاً ان اسرائيل تؤمن بأن ازالة القلق المذكور الناجم عن التهديد الذي تعتقد ان ايران تشكّله لها كياناً ودولة وشعباً بل وجوداً، تتحقق فقط بتوجيه ضربة عسكرية الى المنشآت النووية في هذه الدولة بل الى بناها التحتية كلها من عسكرية تقليدية وغير تقليدية واقتصادية و"اتصالاتية" وغيرها. وتعرف ثالثاً ان اسرائيل تفضّل ان تنفذ اميركا الضربة العسكرية لايران او ان تنفّذ الاثنتان معاً ضربة كهذه او ان تنفّذها اسرائيل، بعدما استعدت لها، ولكن بموافقة من واشنطن ومع ضمان انخراطها في مواجهة آثارها والانعكاسات بعد القيام بها وخصوصاً اذا كانت عسكرية. لكن الادارة الاميركية تعرف، في مقابل ذلك، ان ضربة عسكرية لايران قد تفجّر المنطقة كلها فتتحول كارثة ليس لأبنائها فحسب بل للعالم كله ايضاً. وهذا ما تحاول ان تتلافاه وستستمر في محاولتها هذه الى ان تنجح في انهاء الخطر النووي لايران الاسلامية على المنطقة والعالم سواء عبر عقوبات مجلس الامن او عبر الحوار الذي دعا اليه الرئيس باراك اوباما منذ تسلمه سلطاته الدستـــــورية والـــــذي لا يزال المسؤولون في طهران يتهربون منه، وإن من دون رفض رسمي ومباشــــر له في المطلق على الاقل.
وتعرف الادارة الاميركية ان القيادة في ايران الاسلامية تستعمل كل براعتها للاستمرار في مشروعها النووي وفي سعيها الى امتلاك دور واسع في الشرق الاوسط ولإقناع اميركا والمجتمع الدولي به، وتستعمل ايضاً المواجهة السياسية المباشرة والمواجهة الأمنية واحياناً العسكرية غير المباشرة اي عبر حلفائها وفي مقدمهم "حزب الله" اللبناني و"حماس" الفلسطينية. لكنها تعرف في الوقت عينه ان القيادة هذه لا تريد مواجهة شاملة مع اميركا رغم ان اللعب على حافة الهاوية ليس مضمون النجاح في كل الاوقات.
وتعرف الادارة الاميركية ان سوريا لا تريد بدورها حرباً اقليمية قد تعرّض نظامها وبنيتها المتنوعة للانهيار رغم ان موقفها هذا لم يدفعها، على الاقل حتى الآن، الى اظهار ميل جدي للتفاهم مع اميركا بواسطة الحوار الذي عرضه عليها رئيسها اوباما، ربما لأن حلفها مع ايران يعطّل ذلك، وربما لأن اميركا غير جدية اولاً في الضغط على اسرائيل لإعادة الجولان المحتل اليها، وثانياً في الضغط عليها للتوصل الى تسوية "عادلة" في الحد الادنى لقضية فلسطين، وثالثاً في التفاهم معها على دور اقليمي معقول.
طبعاً هذه المعرفة المتشعّبة لمواقف اسرائيل وايران وسوريا المفصّلة اعلاه للإدارة الاميركية لا تعني ابداً ان المنطقة قد تبقى بمنأى عن الحرب. ذلك ان حرب الواسطة بين محور سوريا - ايران ومحور اميركا - الغرب - اسرائيل - عرب اميركا وهم الغالبية، قد تتسبب عن غير قصد بحرب واسعة. وهذا الاحتمال كان، في رأي مصادر ديبلوماسية غربية مطّلعة، احد اسباب إثارة الادارة الاميركية مسألة الصواريخ المرسلة عبر سوريا الى "حزب الله" في لبنان رغم غياب الاثبات الرسمي لذلك على الاقل حتى الآن. ذلك ان الجبهة اللبنانية - الاسرائيلية هي الوحيدة المرشحة للاشتعال في ظل إصرار اصحاب الجبهات الاخرى على تلافي ذلك. واذا اشتعلت بسبب الصواريخ التي تُخِلُّ بتوازن القوى بين اسرائيل و"حزب الله"، استناداً الى مسؤولين فيها، فان احداً لا يضمن عدم اتساعها بل عدم تحوّلها شاملة. وذلك يشكّل كارثة محققة.
ولهذا السبب فان استراتيجية الرئيس اوباما هي منع المواجهة الفرعية والاكبر. ومن هنا ضغوطه على سوريا بشار الاسد في شأن علاقاتها بـ"حزب الله". وهو، على ما تؤكد المصادر نفسها، صبور وملحاح وسوف يستمر في ممارسة ضغوطه على كل الافرقاء وذلك للتأكد من انهم لن يجدوا انفسهم منزلقين او متورطين في حرب شاملة لم يكونوا مخططين لها. والطرف الأبرز في هذا المجال سيكون سوريا للأسباب المذكورة اعلاه. ولذلك فان سياسة اوباما هي دفعه الى موقع الحياد وخصوصاً اذا فشل الجميع في تلافي مواجهة او حرب سواء بين ايران الاسلامية واسرائيل او بين ايران هذه واميركا. ولا ينبع ذلك من حرص اميركي على هذه السوريا او من حرص اسرائيل عليها، رغم التقاء المصالح الذي يقر به الجميع، بل من حرص على عدم انتشار العنف والحروب في كل المشرق او بالأحرى الشرق.
والمعلومات الواردة من دمشق الى واشنطن تشير وعلى نحو اكيد ان الرئيس بشار الاسد يفهم تماماً ما يحاول الرئيس اوباما القيام به والمفصّل اعلاه، لكنه حتى الآن لم يعط اي اشارة تفيد انه مستعد للانتقال الى موقع المحايــــد في حال اندلعت المواجهة او الحرب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هدف النظام السوري
متابع -

مدد الرئيس الامريكي باراك اوباما عقوبات الولايات المتحدة على النظام السوري يوم الاثنين قائلا انه يساند منظمات ارهابية ويتابع برامج لاسلحة الدمار الشامل والصواريخ. وقال اوباما في بيان ان افعال سوريا(النظام السوري) وسياساتها ;تشكل خطرا مستمرا غير عادي على الامن القومي والسياسة الخارجية والاقتصاد في الولايات المتحدة;وقال اوباما ;مع اتصالنا بالحكومة السورية بطريق مباشر فان الافعال السورية ستحدد هل سيتم تجديد هذه الطوارئ الوطنية ام الغاؤها في المستقبل; وعلى الفور انتقد حزب الله اللبنانى ،الذي يتحرك بتوجيه من ايران وسوريا قرار الرئيس الامريكي باراك اوباما بتجديد العقوبات على شخصيات من النظام السوري, ولبنانية موالية له تتهمها الادارة الامريكية بالتدخل في الشئون اللبنانية او التسبب باعمال عنف فيه, معتبرا هذا القرار ;تدخلا; في الشئون الداخلية للبنان.ولكن هل يريد هذا النظام فعلا استعادة الجولان؟ الواقع أن النظام السوري ليس حريصا على استعادة الجولان، وهو مستعد أن يؤمن بتحرير فلسطين كلها ، وربما الأندلـس أيضاً ، قبل استعادة الجولان ، لأن تحرير الجولان يعني نهاية حقبة وبداية حقبة جديدة ، ومايريده النظام هو الاستمرار على حساب قضية اسمها تحرير الجولان ، وأكثر ما يخشاه النظام فقدان هذه الورقـة ، أي أن بقاء احتلال الجولان يبرر بقاء النظام السوري في صيغته الحالية ، وتعرف إسرائيل هذه المعادلة جيدا.اليوم يواجه النظام اختبار صعب ... فهل يقبل تحرير الجولان ، وبالتالي يخسر اهم ورقة في يده ... وهذا يعني انفكاكه عن الشرق الأوسط الفارسي الطائفي الذي هو في جوهره تحالف عقائدي ، مع أن النظام الأسدي لايحترم أي عقيدة ، غير عقيدة المحافظة على كرسي الحكم ، لأنه وسيلة ممتازة للنهب والسلب ، وتكديس المليارات في البنوك الغربية. أن النظام السوري سيبقى مع إيـران ، وخاصة بعد أن أرسلت طهران ، ( 150) مليون دولار لحزب الله ، أخذ منها ( آصف شوكت صهر الرئيس بشار ) (20 % ) عمولة ، ووصلته هديـة من طهران عبارة عن عشرة سيارات مرسيدس موديل (2006) ، كما وصلت ملايين اخرى الى رموز النظام .فلن يختار النظام السوري تحرير الجولان ويخسر هذه الملايين لانه نظام سلب ونهب ، ولايهمه الوطن ، لا الجولان ولا دمشق نفسها ...

هدف النظام السوري
متابع -

مدد الرئيس الامريكي باراك اوباما عقوبات الولايات المتحدة على النظام السوري يوم الاثنين قائلا انه يساند منظمات ارهابية ويتابع برامج لاسلحة الدمار الشامل والصواريخ. وقال اوباما في بيان ان افعال سوريا(النظام السوري) وسياساتها ;تشكل خطرا مستمرا غير عادي على الامن القومي والسياسة الخارجية والاقتصاد في الولايات المتحدة;وقال اوباما ;مع اتصالنا بالحكومة السورية بطريق مباشر فان الافعال السورية ستحدد هل سيتم تجديد هذه الطوارئ الوطنية ام الغاؤها في المستقبل; وعلى الفور انتقد حزب الله اللبنانى ،الذي يتحرك بتوجيه من ايران وسوريا قرار الرئيس الامريكي باراك اوباما بتجديد العقوبات على شخصيات من النظام السوري, ولبنانية موالية له تتهمها الادارة الامريكية بالتدخل في الشئون اللبنانية او التسبب باعمال عنف فيه, معتبرا هذا القرار ;تدخلا; في الشئون الداخلية للبنان.ولكن هل يريد هذا النظام فعلا استعادة الجولان؟ الواقع أن النظام السوري ليس حريصا على استعادة الجولان، وهو مستعد أن يؤمن بتحرير فلسطين كلها ، وربما الأندلـس أيضاً ، قبل استعادة الجولان ، لأن تحرير الجولان يعني نهاية حقبة وبداية حقبة جديدة ، ومايريده النظام هو الاستمرار على حساب قضية اسمها تحرير الجولان ، وأكثر ما يخشاه النظام فقدان هذه الورقـة ، أي أن بقاء احتلال الجولان يبرر بقاء النظام السوري في صيغته الحالية ، وتعرف إسرائيل هذه المعادلة جيدا.اليوم يواجه النظام اختبار صعب ... فهل يقبل تحرير الجولان ، وبالتالي يخسر اهم ورقة في يده ... وهذا يعني انفكاكه عن الشرق الأوسط الفارسي الطائفي الذي هو في جوهره تحالف عقائدي ، مع أن النظام الأسدي لايحترم أي عقيدة ، غير عقيدة المحافظة على كرسي الحكم ، لأنه وسيلة ممتازة للنهب والسلب ، وتكديس المليارات في البنوك الغربية. أن النظام السوري سيبقى مع إيـران ، وخاصة بعد أن أرسلت طهران ، ( 150) مليون دولار لحزب الله ، أخذ منها ( آصف شوكت صهر الرئيس بشار ) (20 % ) عمولة ، ووصلته هديـة من طهران عبارة عن عشرة سيارات مرسيدس موديل (2006) ، كما وصلت ملايين اخرى الى رموز النظام .فلن يختار النظام السوري تحرير الجولان ويخسر هذه الملايين لانه نظام سلب ونهب ، ولايهمه الوطن ، لا الجولان ولا دمشق نفسها ...

اليوم جاءت الاشارة
hadi -

اليوم جاءت الاشارة من الرئيس الأمريكي اوباما ولكنه مع الأسف خيّب ظن الكاتب إذ أنّه وافق على تمديد العقوبات على سوريا ولا أعتقد بأن في هذا القرار اي نوع من الحيادية او التفهّم لما يدور في المنطقة ولحدّة التوتر التي فرضتها تصرفات اسرائيل مؤخراً

اليوم جاءت الاشارة
hadi -

اليوم جاءت الاشارة من الرئيس الأمريكي اوباما ولكنه مع الأسف خيّب ظن الكاتب إذ أنّه وافق على تمديد العقوبات على سوريا ولا أعتقد بأن في هذا القرار اي نوع من الحيادية او التفهّم لما يدور في المنطقة ولحدّة التوتر التي فرضتها تصرفات اسرائيل مؤخراً

قلة فهم
someone -

منتهى الغباء السياسي من اوباما اذا كان يفكر بهذه الطريقة لأن اصل البلاء والارهاب هو وجود هكذا انظمة قمعية تقتل شعبها وتسجنه وتملأ الدنيا جعجعة بشعارات بالية عن المقاومة والصمود. هل تعلمت اميركا مما يحصل لها في العراق؟ اشك في ذلك ام تعي بعد يا اوباما ان سبب تدهور الوضع في العراق هو استمرار وجود هذا الجيب الارهابي في سوريا المحمي من النظام مباشرة؟؟ عفوا اعتذر, نسيت حاجتكم وحاجة اسرائيل لهذا النظام

قلة فهم
someone -

منتهى الغباء السياسي من اوباما اذا كان يفكر بهذه الطريقة لأن اصل البلاء والارهاب هو وجود هكذا انظمة قمعية تقتل شعبها وتسجنه وتملأ الدنيا جعجعة بشعارات بالية عن المقاومة والصمود. هل تعلمت اميركا مما يحصل لها في العراق؟ اشك في ذلك ام تعي بعد يا اوباما ان سبب تدهور الوضع في العراق هو استمرار وجود هذا الجيب الارهابي في سوريا المحمي من النظام مباشرة؟؟ عفوا اعتذر, نسيت حاجتكم وحاجة اسرائيل لهذا النظام

Great words
Nadin -

excelent comment! thank you!

Great words
Nadin -

excelent comment! thank you!