جريدة الجرائد

هجوم واشادة ومطالب بالاعتزال لمبارك بذكرى ميلاده...

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

هجوم واشادة ومطالب بالاعتزال لمبارك بذكرى ميلاده... وعز يلتقي بالبابا شنودة بعد مظاهرات الأقباط ضده

القاهرة ـ حسنين كروم

كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة امس الثلاثاء 4 ايار (مايو) عن استقبال الرئيس مبارك رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو لبحث البدء في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، وكان كاريكاتير زميلنا بـ'الأخبار' والرسام الموهوب مصطفى حسين عنوانه 'مفاوضات غير مباشرة' والرسم لحائط يختبىء خلفه محمود عباس ونتنياهو وعباس يقول: تحب تبتدي، والا ابتدي أنا؟
ومظاهرة بميدان التحرير في الساحة الخلفية لجامع عمر مكرم، وحصار الأمن لها لمنعها من الاتجاه لمجلس الشعب كما كان مقررا، وخلافات بين المتظاهرين وأعضاء مجلس الشعب الذين كانوا سيسيرون للمجلس مع المتظاهرين بعد ان اقتنعوا بطلب رئيس المجلس خفيف الظل الدكتور احمد فتحي سرور عدم السير في المظاهرات لاعتراض الأمن عليها.
ورغم حدوث اشتباكات بالأيدي فقد لوحظ انضباط هائل من الشرطة، خوفا من وقوع اعتداءات على المتظاهرين كما حدث في مظاهرة 6 ابريل وأساءت الى الدولة كلها.
واستمرت الاعتصامات الأخرى، ومن كثرتها اصبحت من معالم مصر لدرجة ان كاريكاتير زميلنا مصطفى الشيخ في صحيفة 'الوفد' كان عن ترجمان امام الأهرامات يقول لثلاثة من السائحين: في جولتنا لزيارة أهم معالم مصر ابتدينا بالهرم ولسه هنروح المتحف ورصيف مجلس الشعب. وبدء تلقي طلبات الترشيح للتجديد النصفي لأعضاء مجلس الشورى في 67 دائرة، وارتفاع عدد السائحين العرب وافتتاح رئيس الوزراء مستشفى باب الشعرية للأطفال، والقبض على القيادي الإخواني الدكتور جمال حشمت بتهمة توزيع منشورات. وإلى بعض مما عندنا:

الظرفاء

ونبدأ بالظرفاء وباختيار بعض النكت من فقرة نكتة ونكتة في صفحتي 'ضحك ولعب' بمجلة 'الأهرام العربي' اللتين يشرف عليهما زميلنا أنس الديب، وهي:
ـ مرة دكتور أسنان اشترى عود قصب لقاه مسوس حشاه.
ـ بلدياتنا قال لأبوه: رخصة السواقة خلصت يا بوي.. قاله: من لفك في الشوارع طول النهار.
ـ مسطول صدم شرطي وموته، راح متصل بـ122 وقالهم: أحب أبلغكم إنكم بقيتوا 121.
ـ محشش بيسأل محشش: التعلب بيولد ولا بيبيض؟ قاله: التعلب مكار توقع منه أي حاجة.
ـ طفل بيسأل أبوه بيقوله: هيا البيضة بتمشي؟ قاله:لا، قاله الولد: اشمعنى انت لما تيجي تنادي على ماما تقولها تعاليلي يا بيضة.
ـ مرة مدرس رياضيات خلف ولدين واستنتج التالت.
ـ واحد بلدياتنا بيهزر مع مراته قرصها بزرادية.
أما زميلنا وصديقنا بـ'أخبار اليوم' محمد حلمي فإنه يسعدنا كل يوم سبت بفقرته المتميزة 'بطبيعة الحال' طبعا، وكيف لا نسعد ونحن نقرأ له:
- النقاش يقشر البيضة وياكل الصفار فقط لأن البياض مش عاجبه.
- النجار ياخد دقنه بالفارة.
- أفضل مكان لنزهة تاجر الحمام، برج الجزيرة.
- ان توصف بنت الشاعر بأنها شطرة في المدرسة.
- عندما تذهب زوجة العجلاتي الى السوق تقول له، هاخد لفة وأرجع بسرعة.
- مرات الخباز تحط له ردة على الكرسي قبل ما يقعد'.
ثم نتوجه إلى زميلنا جلال عامر يوم الاثنين حيث يقبع في 'المصري اليوم' ويمتعنا هو الآخر بالقول: يعلم الله أنني لم ألوث ماء النيل ولم أسرق ألحان بليغ حمدي وأحترم البورصة لأنها حساسة وأرى أن من يتكلم عن البورصة في غيابها يقعد في عياله ونظره وعافيته، وأردد دائماً 'أهل الهوى ياليل فاتوا مصانعهم'، وأعشم نفسي أن يأتي يوم يوزع فيه أهل العروسين على المعازيم 'الأراضي' في علب الملبس، ألف عام ليست كثيرة في عمر الشعوب، وبعد ألف عام سوف نكون قد انتهينا من سماع شرائط القصاص نائب الرصاص وشرائط هشام وشرائط شوبير وتفرغنا لاستكمال التحقيق مع وزير الإسكان السابق وودعنا النظام الفردي الذي تعلمناه من المصارعة الحرة واخترنا نظام القائمة مثل عفش العروسة، بعد ألف عام نكون قد رفعنا قانون الطوارىء إلى ما فوق الركبة لمن لا تقل 'ركبته' عن لواء، وعدلنا المادة 76 لتصرف مع العلاوة الاجتماعية وحسمنا موضوع 'الضبعة' بعد استئذان جوزها 'الضبع'، وبعضنا سوف يتم تهريبه والاتجار فيه وبعضنا سوف يظل هنا ليعرضوه على السياح في المتاحف والأكشاك وحفلات الصوت والضوء حيث تضبط الميكروفونات وتطفأ الأنوار ويبدأ العرض ليقول المصري القديم للسياح: أنا المصري القديم ولدت في أيام الرئيس مبارك وتزوجت في زمن الرئيس مبارك وأنجبت في عصر الرئيس مبارك ثم توفيت في عهد الرئيس مبارك، فيصفق الحاضرون مجاملة للرئيس مبارك الذي يجلس ويشاهد العرض.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. لقد خدعني جلال، ولو كنت أعلم انه سينهي عموده هذه النهاية لما أشرت إليه، لأنه لم يمتعنا، وإنما أتعسنا، وعلى فكرة هو لا ظريف ولا حاجة.

الرئيس مبارك في ذكرى ميلاده:
فساد ومحسوبية واشادة

وإلى رئيسنا، واليوم (4 ايار/مايو عيد ميلاده) ونقدم له أخلص التهاني، ونطالب بما طالب به أهالي قريته كفر المصيلحة، كما جاء في تحقيق لزميلنا بمجلة 'الأهرام العربي' محمد عبدالحميد: في يوم الرابع من ايار (مايو) نحتفل بذكرى ميلاده، أعاده الله عليه دوما بوافر الصحة والسعادة وعلى مصر بالخير والأمان في ظل قيادته الحكيمة، ومن قلوبنا نقولها: كل سنة وأنت طيب يا ريس، ومن مسقط رأسه كفر المصيلحة بالمنوفية تلك الأرض الطيبة التي شهدت مولده ونشأته ومهد صباه ننقل رغبة وأمنية أهلها البسطاء الطيبين في أن يتم تحويل منزل أسرة مبارك بكفر المصيلحة الى مكتبة ومنارة علمية وثقافية تنير بعلومها وسط الدلتا وجميع أرجاء مصر والعالم كرمز للحب الذي يكنه أهلها لشخص الرئيس، ونحن بدورنا نضم صوتنا إليهم.
أهلها فقط؟ بل كل مصر، إلا من شذ عن صفوفنا وليس منا ، مثل زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى، الذي اغتاظ من بارك الله لنا فيه فلم يجد غير القول يوم الاثنين في الجريدة التي يرأس تحريرها واسمها 'الدستور' على ما أذكر: 'الرئيس مبارك لا يزال ـ رغم الظروف الأخيرة ـ مغرما بالكتمان وبالمفاجآت ثم يبدو أن عقيدته الصلبة برفض الاستجابة إلى أي مطالب للرأي العام والحرص على العناد مع هذه المطالب لا تزال على صلابتها. كراهية الرئيس للتغيير وعناده مع طلب التغيير سواء على مستوى الشخصيات والمسؤولين أو على مستوى الدستور والقوانين إذا كانت مفهومة خلال تسعة وعشرين عاما من حكمه، ففي العام الثلاثين يصبح لزاما على الرئيس أن يرضخ للناس ليس من أجل مصلحة مصر رغم كل هذا الاحتقان والاحتجاج والتفاعل السياسي الذي يتحول انفعالا بل لمصلحة الحزب الحاكم الذي يرأسه مبارك فهو معرض للتفكك وللصراع حين يكون مطلوبا منه أن يرشح شخصا على منصب الرئيس في الانتخابات القادمة إذا خلا الترشيح من مبارك شخصيا، فهناك طموحات جامحة جانحة لابنه جمال وفريق ضيق من رجال الأعمال الذين يخدمون النجل ويتحالفون معه تربصا بيوم يقنصون فيه مقعد الرئاسة، وهناك أسماء من حرس قديم تقليدي وثقيل الوزن ومحنك الخبرة ومؤسسات سيادية ذات دور محوري ومركزي في صناعة قرار السلطة في البلاد لن تسمح لهواة أو حواة بالقفز على ظهر مصر ذات ظهيرة. إذن القرار الحكيم أن يعين الرئيس داخل حزبه أو رئاسته نائبا يصبح معلوما انه المرشح القادم للرئاسة وطبعاً المنطق يقول انه لا يجب أن يختاره مبارك منفردا عن عن بقية الدوائر والأجهزة والمستشارين، لكن من قال إن المنطق هو الذي يحكم الحكم في مصر؟'.
لا، لا، هذا تدخل من عيسى فيما لا يعنيه، كما يعتبر تدخلا فيما لا يعنيه من زميلنا بصحيفة 'الوفد' وعضو مجلس الشعب محمد شردي لقوله في نفس اليوم: أرفض أن يتم عقاب نواب قرارات العلاج بأوامر من الرئيس مبارك، بل أرفض تماما ذلك الاتجاه في الدولة أن يكون الرئيس هو الذي يقرر عقاب أي شخص أو حل أي مشكلة، ما يحدث معناه أننا دولة بلا قانون أو نظام، وما يقوله بعض قيادات الوطني بحسن نية يدمر أسس الدولة ومحاولة اقحام اسم رئيس الدولة في كل قضية وطنية أو عامة يصيب مصر بالشلل ويجعل أي مواطن ينتظر تدخل الرئيس لحل مشكلته، وهذا معناه أننا بلا قانون وبدون أجهزة رقابية أو معناه أن الحزب الوطني قرر إلغاء كل هذه المؤسسات ورأيها ودورها واختزل نظام الثواب والعقاب في شخص السيد الرئيس.
وإذا كان فتح أي ملف أو إغلاقه وعقاب أي مخطىء من عدمه أمرا مرتبطا بموقع الرئيس لماذا لم ينص الدستور على ذلك؟.
ونترك هؤلاء المساكين لنحتفل بعيد ميلاد بارك الله لنا فيه حيث سبقني ـ كعادته ـ زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير 'الأهرام' أسامة سرايا ليقول ما أعددته لإلقائه في هذه المناسبة وهو: يوم ميلاد الرئيس هو عرس للشرفاء الوطنيين، يسترجعون فيه بكل التقدير مسيرة قائدنا الذي أصبح لنا رمزا ولا ننسى ان نقول له كل عام وأنت بخير في هذا اليوم المهيب، المحبب الى نفوسنا'.
طبعا، ولم يكن ممكنا أن أغادر مبنى 'الأهرام' دون ان اسمع 'الأهرام المسائي' وهي تشدو: عرفت مصر قائدها وزعيمها يوم أشرقت شمس الانتصار في حرب أكتوبر المجيدة التي اعادت الارض والشرف والكرامة وبعدها كان الانطلاق نحو ساحات البناء والتعمير برؤية حكيمة ونافذة، نالت احترام وتقدير العالم، كان مبارك ولا يزال الأكثر حرصا على المواطن البسيط.
وفي مناسبة عيد ميلاد الزعيم والقائد، تتجلى المشاعر الصادقة من كل أبناء الشعب غبطة بسلامة الرئيس وداعية إلى الله أن يحفظه ويرعاه من أجل حاضر مصر ومستقبلها.
طبعا كل أبناء الشعب في غبطة، إلا واحدا خرج عن الإجماع، ألا وهو زميلنا وصديقنا إبراهيم منصور رئيس التحرير التنفيذي لـ'الدستور' لأنه قال (وبئس ما قال): 'يحتفل الرئيس بعيد ميلاده في شرم الشيخ، حيث مازال يقضي فترة النقاهة من العملية الجراحية التي أجراها مؤخرا في ألمانيا، وبعيدا عن الأحداث التي تموج بها العاصمة من احتجاجات واعتصامات ومسيرات سلمية تطالب بالتغيير الذي يكرهه الرئيس، يحتفل الرئيس مبارك بعيد ميلاده الـ'83' وهو يحكم البلاد منذ 29 عاما بقانون الطوارىء ـ ويصر على العمل به حتى آخر نفس في حياته ـ وقد جاء الى السلطة بحكم الصدفة بعد اغتيال الرئيس السادات عام 1981 ولم يكن يفكر أو يطمح في أن يكون رئيساً للبلاد، حتى انه عندما استدعاه الرئيس الراحل أنور السادات في عام 1975 في استراحة القناطر كان يطمح في أن يعينه رئيساً لمؤسسة 'مصر للطيران'.
يحتفل الرئيس مبارك بعيد ميلاده وهو يصر على عناده من المطالب الشعبية بتوفير حد أدنى من الحياة بعدما أصبح أكثر من 40 ' من المصريين تحت خط الفقر.
يحتفل الرئيس بعيد ميلاده، وقد انتشر الفساد والمحسوبية في جميع نواحي الحياة ولم يعد الفساد للركب كما قال أحد مساعديه من قبل بل وصل إلى قمة الرأس.
يحتفل الرئيس بعيد ميلاده والمعتقلون المظلومون في سجونه يتعرضون لتعذيب ممنهج.
يحتفل الرئيس بعيد ميلاده والتزوير مستمر 'على عينك يا تاجر' في كل المجالات والانتخابات.
ألا يجلس الرئيس مبارك في منتجعه وفي يوم احتفاله بعيد ميلاده ليفكر كيف أوصل البلاد الى الحالة المتردية المتراجعة وانتشار النهب والفساد؟.
كل سنة وأنت طيب يا ريس وعافاك، وكفاية بقى'.
لا إله إلا الله، ما هذا الكلام يا ناشر عن الإجماع؟ ونحن نرفض كلمة كفاية أو السادس من ابريل.

الأحزاب السياسية
والاعلام الامريكي

وإلى الأحزاب السياسية، والسعادة الغامرة التي أبداها أستاذ الإعلام بكلية الإعلام بجامعة القاهرة وعضو أمانة السياسات بالحزب الوطني الحاكم الدكتور سامي عبدالعزيز بالأداء الذي أداه محتكر انتاج الحديد ورئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب وأمين التنظيم احمد عز في المناظرة التي جرت في محطة 'سي ان ان' الأمريكية مع البرادعي والدكتور سعد الدين إبراهيم: 'في مطار القاهرة، يوم الخميس وأثناء سفري في رحلة إلى الخارج لعدة أيام التقيت عدداً من الأكاديميين والمهتمين بالشأن السياسي المصري ودار الحوار حول هذه المناظرة، ووجدت أن هناك اتفاقا معهم حول تلك الملاحظات التي خرجت بها، أولى هذه الملاحظات تتعلق بلغة الخطاب التي استخدمها المهندس أحمد عز، ولا اقصد بطبيعة الحال تمكنه من اللغة الانكليزية، وحديثه بها، ولكن أعني إدراكه لكيفية مخاطبة العقل الأمريكي ومعرفته بأساليب الخطاب الموجه إليه، وهي ميزة لا تكاد توجد لدى كثير ممن يتصدى لخطاب الغرب والتحدث إليه. كان المهندس عز شديد الدقة في المصطلحات والألفاظ التي استخدمها، وكان شديد الوضوح في عرض أفكاره وطروحاته وشديد التواصل مع روح المشاهد الغربي المستهدف من اللقاء.
أشار السيد جمال مبارك في المؤتمر الصحافي الذي عقده يوم الخميس الماضي غداة المناظرة، إلى أن 'الحزب سيواجه الآخر ولن يظل في موقف الدفاع، بل سيجعل من يطالبون بالتغيير في موقف الدفاع ليوضحوا رؤيتهم حول مفهوم التغيير بشكل تفصيلي، وليس مجرد عناوين عامة'.
لقد كان أداء المهندس عز في هذه المناظرة احترافيا، وقد تصبح هذه المناظرات، بناء عليها وكنتيجة لها سمة من سمات الحراك السياسي في مصر مستقبلا'.
لكن كانت في انتظار الدكتور سامي، مفاجأة غير سارة بالمرة، لأنها اثبتت ان معلوماته غير مكتملة فقد اتضح ان مكتب علاقات عامة أمريكيا درب عز على المواجهة وهي معلومات موثقة وردت في نفس اليوم ـ الأحد ـ في مقال بـ'المصري اليوم' لزميلنا محمد السطوحي الذي شارك في الإعداد للمناظرة، بقوله: 'فوجئت حين اتصلت بي معدة في شبكة 'سي، إن، إن' الأمريكية تسألني: إيه رأيك في أحمد عز؟ كنت اتصلت قبلها بأيام بالصديق كريم حجاج، مدير المكتب الإعلامي المصري بواشنطن أطلب منه اقتراح شخصية سياسية من الحزب الوطني للمشاركة في برنامج تعده الشبكة التليفزيونية العالمية حول الحراك السياسي في مصر، وكان لي دور 'استشاري' في البرنامج ولم يقترح حجاج أي اسم فوراً لكننا اتفقنا على ضرورة أن يكون شخصية حزبية وكنت أتوقع أن ترشح القاهرة أحد الأسماء المعروفة من 'متكلمي' الحزب، ممن لهم خبرة أمريكية لكن اسم أحمد عز لم يخطر ببالي، ربما لأنني لم يسبق لي مشاهدته في أي حوار لكن القنبلة الحقيقية كانت في حشر بعض الرموز المشحونة لدى المشاهد الأمريكي:'أحمدي نجاد' 'حزب الله' و'المتطرفون' من الإخوان المسلمين، أي من هذه الأسماء البرادعي ضمنها قد يكون خاطئاً من الناحية الموضوعية، فهو مثل إحراز هدف من تسلل أو فاول، لكن الحكم 'الجمهور' احتسبه، والعبرة بالنتيجة.
من أين لـ'عز' بهذه القدرات الخاصة في مخاطبة الأمريكيين، وهو على حد علمي ليست لديه خبرة بالولايات المتحدة؟ هنا تأتي المفاجأة الثانية: فمنذ تقرر اختيار 'عز' لتمثيل الحزب الحاكم بدأ العمل سراً في إعداده للمواجهة، والأهم أن الأمر لم يترك للفهلوة المصرية، بل تم تجنيد شركة علاقات عامة أمريكية في 'تدريبه' على كل شيء عبر 'فيديو كونفرانس' واستمر العمل والمراجعة معه لساعات بين القاهرة وواشنطن، وربما يبدو الأمر مدعاة للسخرية، لكن ما حدث كان يمثل أسلوباً احترافيا في الإعداد يحسب لـ'كريم حجاج' وفريقه بواشنطن'.
كما تعرض عز لهجوم في نفس العدد من الدكتور حسن نافعة المنسق العام للجمعية المصرية للتغيير، بقوله: المشهد كان مثيرا للنفور والاستهجان لأن حديث أحمد عز احتوى على مغالطات ما كان يجب أن تصدر عن قيادة حزبية على هذا المستوى، خصوصا حين يكون خطابها موجها الى دول نعرف أنها تعرف عنا أكثر مما نعرف نحن عن أنفسنا، فقد أكد عز أن قوانين الطوارىء المطبقة في مصر لا تختلف عن قانون 'الوطنية' المطبق في الولايات المتحدة نفسها، رغم أنه يدرك تمام الإدراك أن القانون الأمريكي الذي أشار إليه صدر بعد أحداث ايلول (سبتمبر)، ووجه رغم ذلك بانتقادات حادة بسبب ما احتوى عليه من بعض التقييد لحريات أو انتهاك خصوصيات فردية يقدسها الدستور الأمريكي ولم يستخدم على الإطلاق لاعتقال أعضاء في جماعة محظورة أو لضرب متظاهرين، ولأن السيدة كريستين أمانبور تعي تماما حقيقة ما يجري في مصر فلم تستطيع ان تخفي ابتسامة ساخرة علت وجهها'.

الحزب الوطني 'وخطر'
البرادعي على الاسلام

ولو تحولنا الى 'الدستور' في نفس اليوم، لوجدنا زميلنا وصديقنا ومدير تحرير 'العربي' وعضو مجلس نقابة الصحافيين جمال فهمي يسخر من عز قائلا: أدهشني ولفت انتباهي مثلا أن 'سيخ السياسات' الفريد أبدى نباهة وصحيانا قوياً للون عموما و'لون' هذه القناة خصوصا فلم يسمح لنفسه أن ينسى لحظة واحدة حقيقة أنها والمذيعة التي تحاوره كلتاهما أمريكية ومن ثم راح يغازل ويداعب ويهيج ما تصور أنها غرائز أمريكية متأهبة للإثارة فورا إذا ما زغزغها أمثاله بعبارات وكلام تافه وعبيط من نوع ان الدكتور البرادعي 'يتحالف مع تحالف متشدد يتكون من يسار متطرف يتبنى فكرا قديما اثبت فشله في الستينيات، وجماعة الإخوان المسلمين اليمينية المتشددة 'لاحظ حديث الملياردير المحتكر عن اليمين' التي تتبنى الديمقراطية على طريقة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الذي تكرهه مؤسسة الحكم الأمريكية وتناصبه العداء تماما كاليسار و'أصحاب فكر الستينيات القديم' المعاكس والمناقض لفكر النشالين والنهابين الجدد.
ايضا، وفي نفس عدد 'الدستور' كان هجوم زميلنا طارق الشامي مراسل قناة 'الحرة' في القاهرة الذي قال عن المناظرة: ليس بقدر أي من السياسيين المحليين المعارضين داخل الأحزاب أو المجتمع المدني إحداث أثر يذكر في الخارج ولهذا لم يتردد الحزب الوطني في أن يدفع بأمين تنظيمه المهندس أحمد عز ليواجه خطر البرادعي على شاشة 'سي. إن. إن' أمام مذيعة ومحاورة صلبة لها شعبيتها الواسعة هي كريستينا أمانبور.
حديث أحمد عز في مواجهة البرادعي والدكتور سعد الدين إبراهيم يكشف عن حالة الانزعاج الشديدة التي تنتاب الحزب الحاكم وهو ما يفسر الرغبة القوية برسم صورة سلبية عن البرادعي لدى المجتمعات الغربية باعتبار البرادعي منافسا محتملا للرئاسة في مصر، منها تلميحات أحمد عز بأن البرادعي متحالف مع جماعة الإخوان المسلمين التي يرتاب فيها الغرب وأن البرادعي يريد أن يصل الى سدة الحكم في مصر على طريقة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد على أكتاف الإخوان والقوى اليسارية التي تريد العودة لنهج الستينيات، على حد قوله.
لكن الدولة ذاتها تستخدم خطابا مغايرا حينما تتوجه إلى الداخل المصري فهي لا تثير قضية تحالفه مع الإخوان وقوى اليسار بل على العكس تماما، تحاول إلباس الدكتور البرادعي لباس الكاوبوي الأمريكي والمستعمر الغربي المناهض للإسلام والعروبة، فهي لم تتردد في استغلال عدد من أحزاب المعارضة المجهولة ودفعتها دفعا الى طلب فتوى دينية حول تصريحات سابقة للبرادعي رأى فيها أن من حق البهائيين إعادة فتح محافلهم التي كانت قائمة في مصر، وهكذا جاءت الفتوى كما ترغب الحكومة وهي اعتبار البرادعي خطراً داهما على الإسلام وأنه يساعد على تدمير الديانة الإسلامية وتخريب عقائدها بهذه الآراء والأفكار.

صراع وزير التجارة
واحمد عز واحتكار الحديد

وإلى حكومة البيزنس وما أشبه وما يستجد، وقد استجد جديد وهو عودة الصراع للاشتعال بعد أن انطفأ مدة، بين وزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد، وبين رجل الأعمال ومحتكر انتاج الحديد وأمين التنظيم بالحزب الوطني احمد عز، ومعه عدد من منتجي الحديد، بعد ان وافق رشيد على توصية اللجنة الثلاثية الاستشارية وجهاز مكافحة الدعم والإغراق بحفظ الشكوى المقدمة من غرفة الصناعات المعدنية نيابة عن مصنعي حديد التسليح ضد الزيادة المفاجئة في الواردات في الفترة من 2006 حتى النصف الأول من العام الماضي، وقال زميلنا المحرر الاقتصادي بـ'الأخبار' وليد عبدالعزيز يوم الاثنين: وذلك لعدم توافر شرط تحقق الضرر الجسيم للصناعة المحلية نتيجة زيادة الواردات من الحديد والذي يعتبر شرطا أساسيا لاتخاذ أية اجراءات أو تدابير وقائية لمكافحة الدعم والإغراق طبقا للقوانين المحلية والدولية.
وأكد الوزير ان الوزارة حريصة على حماية الصناعة الوطنية من أي ممارسات ضارة بالمنافسة سواء من الخارج أو الداخل كما انها حريصة في الوقت نفسه على حق المستهلك وضمان استفادته من انخفاض أسعار أي سلع في الأسواق العالمية مادام هذا الانخفاض ليس نتيجة ممارسات غير مشروعة وبشرط ألا تلحق ضررا بالصناعة الوطنية وقد توافر شرط الزيادة في الواردات ولكن لم يثبت شرط الضرر الجسيم الذي عرفه الاتفاق الدولي بأنه 'الاضعاف الكلي الكبير في مركز الصناعة' ولكن اللجان المختصة اثبتت ان هناك 7 مؤشرات إيجابية في الصناعة الوطنية مقابل مؤشرين سلبيين فقط، وأن أجهزة الوزارة تلتزم في اجراءات بالقوانين المحلية والاتفاقات الدولية وانها مستعدة في أي وقت لدراسة أي شكاوى تتعلق بالممارسات الاحتكارية أو الاغراق في السوق المحلية للحفاظ على مصالح المنتجين المصريين وكذلك للحفاظ على حقوق المستهلكين.
وهذا القرار لم يعجب منتجي الحديد، ونشرت 'الأهرام المسائي' في نفس اليوم ـ الاثنين ـ تحقيقا لزميلنا علي محمود جاء فيه: أشعل قرار المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة بحفظ شكوى منتجي حديد التسليح في الواردات لعدم ثبوت الضرر قطاع الحديد، حيث أحدث القرار، على حد وصف المنتجين ـ صدمة كبيرة في أوساط مصانع الحديد الذين كانوا يتوقعون صدور قرار بفرض رسم مؤقت على واردات الحديد بدلا من تجميد المكدس.
وقال محمد السيد حنفي رئيس غرفة الصناعات المعدنية نحن نتوقع قرارا عادلا يحمي الصناعة الوطنية من الحديد التي تواجه تحديات كبيرة بسبب ارتفاع حجم الواردات، وقال انه سيتم تشكيل لجنة قانونية لبحث مشروعية قرار التجارة ودراسة إذا ما كان المنتجون سيلجأون الى محكمة القضاء الإداري أم لا ،كما سيتم عقد اجتماع عاجل الأسبوع المقبل لدراسة الموقف.
وردا على سؤال حول قول وزارة التجارة في اسباب حفظ الشكوى ان الصناعة المحلية لم تضر بسبب الاستيراد أكد حنفي ان الأرقام تبطل هذا القول، مشيرا إلى ان الضرر الفعلي يتجسد في مضاعفة الواردات في الأشهر الستة الماضية حيث كان الاستيراد في العام الماضي ألف طن، بينما بلغ الاستيراد في نفس الفترة الماضية نحو مليون طن كما ارتفع حجم المخزون في المصانع من 500 ألف إلى مليون طن، وأكد ان اللجنة المشكلة لم يجانبها الصواب حينما أشارت إلى زيادة المبيعات في السوق وتجاهلت أن السبب الرئيسي في ذلك في بدء انتاج مصانع جديدة للحديد، وليس كما يقال إن المصانع الحالية زادت مبيعاتها.

العمال ورصيف مجلس الشعب

وآخر ما لدينا في هذه القضية سيكون لزميلنا وصديقنا خالد صلاح رئيس تحرير 'اليوم السابع' الأسبوعية المستقلة التي تصدر كل ثلاثاء، الذي وجه هجومه ضد وزير الاستثمار وعضو أمانة السياسات بالحزب الوطني الحاكم الدكتور محمود محيي الدين، بقوله: الرجل الوحيد الذي ينبغي عليه ان يتكلم الآن بوضوح حول هذه النتيجة البغيضة لبيع شركات القطاع العام لمستثمرين من القطاع الخاص عربا وأجانب هو الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار بعد عواصف الأزمات المتعاقبة لعمال مصريين ظلمهم المستثمر الأجنبي ودفعهم الى حافة الهاوية أو الى رصيف مجلس الشعب. الدكتور محمود فضل الصمت كأن ما يجري لا يعنيه في شيء من قريب أو من بعيد، باعت الحكومة الشركات لتتخلص من صداع مزمن وتتحرر من قيود الإدارة وتضع على صدرها شارة النجاح في اختيار الانتقال الى عصر اقتصاديات السوق لكنها أدركت لاحقا انها غرقت في مشكلات عمالية خصمت من رصيدها لدى العالم وشوهت صورتها أمام الرأي العام الداخلي، بسبب الدولة التي تحركت بها أجهزة الدولة في عمليات البيع، وسيقول الوزير ان نصف عمليات البيع تمت في عهود سابقة على توليه هذه المسؤولية، وسيقول الوزير ايضا ان لجانا مختصة تضم خبرات كبيرة كانت مكلفة بمراجعة صياغة العقود وهي التي تتحمل المسؤولية عن أي أخطاء قانونية أو إهمال في الصياغة أدى بنا إلى هذه الحالة، لكن كل هذا لا يعني أن المسؤولية السياسية عن كل هذه الأزمات العمالية لا تقع على كاهله، ففي النهاية هو الذي يراجع ما انتهت إليه اللجان وهو المسؤول عن إصلاح ما أفسدته قوى أخرى تولت هذه المهمة من قبل.

حمير وأسود

وأخيراً إلى انكشاف لغز رؤوس وأرجل وأحشاء الحمير التي وجدت بجوار استاد برج العرب بالإسكندرية ورعب سكان الإسكندرية من أن تكون لحومها تسربت الى محلات الجزارة، بعد أن قيل ان الحمير تم ذبحها لإطعام أسود سيرك فاتن الحلو، التي كانت تحتفظ بها في فيلتين لاثنين من رجال الأعمال، وهو ما نفته فاتن التي قالت في تصريح يوم الاثنين لـ'الأهرام المسائي': أكدت فاتن الحلو أن الخبر ليس له أساس من الصحة لعدم امتلاكها أي حيوانات مفترسة بالإسكندرية كما انها كانت في جولة بدولة الإمارات الشقيقة من 25 مارس الماضي حتى وصولها الى أرض الوطن الخميس الماضي بصحبة أفراد السيرك المصري الأوروبي والأسود التي قدمت عروضها معهم هناك. أن من قام بالذبح باسمها انما يسعى إلى إفساد علاقتها بالجمهور السكندري الذي تعود على وجود السيرك المصري الأوروبي بكلية سان مارك بالشاطبي في مواسم الصيف طيلة 25 عاما مضت وأنها ستقوم بملاحقة قضائية لكل من قام بنشر هذا الخبر وستوجه له تهمة الإضرار الأدبي والمادي بها وبمؤسستها الفنية. الحيوانات التي تمتلكها والتي عادت معها عن طريق الجو مساء الخميس الماضي من أبو ظبي الى القاهرة تمتلك جوازات سفر وتصاريح بموعد خروجها ودخولها من وإلى مصر وبالتالي لا علاقة لها بأي أسود أخرى في أي مكان.
ونشرت الصحيفة مع التصريح صورة لفاتن، كانت فاتنة فعلا وأدركت لماذا ترضخ لها الأسود، وأكدت أقوالها جريدة 'الوفد' في تحقيق في صفحة الحوادث التي يشرف عليها زميلنا يسري شبانة، أعده زملاؤنا ماجد محمد وحسني حافظ وشيرين طاهر، وجاء فيه: فجر رامي إبراهيم مدرب الأسود السابق مفاجأة في قضية رؤوس الحمير والكلاب، أعلن ان لحوم هذه الحمير والكلاب كانت مخصصة لإطعام الأسود داخل فيلتين الأولى مملوكة لصبري نخنوخ والثانية مملوكة لمحمد شعبان حسين، وأن الأسود الموجودة بفيللا نخنوخ، كانت ملكاً له وأنه اشتراها بنفسه من ممدوح الحلو مدرب الأسود بسعر 30 ألف جنيه وأنه باع أسدين بعد اعتزاله ـ ذكراً وأنثى ـ لصبري نخنوخ منذ 4 سنوات كما باع اثنين آخرين لفاتن الحلو مدربة الأسود وأنه لا علاقة لهذه الأسود بفاتن الحلو، ولا توجد أي مخالفة في تربية الأسود. وأشار لقرار الدكتور يوسف والي وزير الزراعة الاسبق لسنة 2001 والذي يسمح بإيواء وتربية الحيوانات البرية بجميع أنواعها داخل أقفاص حديدية بمواصفات محددة، وأشار رامي لوجود عدد كبير من هواة تربية الأسود في مصر وطالب بمتابعتهم عن طريق هيئة الخدمات للسيرك ولحدائق الحيوانات خاصة ان المسؤولين عن حدائق الحيوان يخافون من كثرة عدد الأسود لصعوبة توفير لحم لهم.
وأكد صبري نخنوخ في التحقيقات أنه يقوم بتربية 6 أسود بتصريح من وزارة الزراعة وإطعامها بلحوم الحمير بواقع 2 حمار يوميا بعد شرائها من أحد الموردين بسعر يتراوح بين 100 و120 جنيها للحمار الواحد، ونفى 'نخنوخ' علاقة الأسود الخاصة به بمدربة الأسود فاتن الحلو، كما نفى تسرب أي لحوم حمير بأسواق برج العرب، وقال انه يشتري اللحوم البلدية الخاصة به من محلات برج العرب، وأعلن محمد شعبان حسين صاحب الفيللا الثانية عدم علاقة فاتن الحلو بالأسود الموجودة بفيللته وأنه يرعى أسدين فقط وأن فيلته تبعد عن مقلب رؤوس الحمير 2 كيلو متر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف