جريدة الجرائد

السيد... سيد حسن نصرالله

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ياسر الصالح

كانت فرصة ذهبية تلك التي أتاحها مقدم برنامج "لقاء الراي" لسيد المقاومة ليرد الصاع صاعين لاولئك النفر من الإعلاميين المحليين عندنا في الكويت الذين لم يردعهم قانون نشر، ولا ذوق عام، ولا أخلاق، ولا سلم أهلي، من أن يكيلوا أقذع المفردات بحق "حزب الله" والمقاومة ورموزها وشعبها ومؤيديها... فقد طلب مقدم البرنامج من السيد التعليق "بشفافية" على موضوع التأبين الذي تم عندنا في الكويت وأثار انقسامات كثيرة، فكان للسيد أن يقول ويذكر ما يريد، وأن يرد على هؤلاء النفر بما يستحقون... ولكن سيد المقاومة أبى إلا أن يترفع عن الهبوط لمستوى أولئك السبابين الشتامين، واختار أن يناقش الموضوع من منظور أبعاده الحقيقية... أبعاد مؤامرات تفتيت الأمة من المدخل الطائفي.
"السلاح الأخير في يد أعدائنا هو سلاح الفتنة، أخطر فتنة يُعد لها وكان يُعد لها وأُعد لها خلال كل الأعوام والعقود الماضية هي الفتنة بين الشيعة والسنة." هذا ما قاله سيد المقاومة في مقابلة تلفزيون "الراي".
إذاً فإثارة الفتنة الطائفية هو السلاح الأخير في الأجنده الصهيوأميركية، والتي كانت تعمل على بناء أرضيته منذ مدة.
منذ مدة بدأ يتردد، إعلامياً وشعبياً، وبشكل متزايد بأننا لم نكن نعرف في مجتمعنا النزعة الطائفية كما هي موجودة الآن، أو... لم يكن يوجد عندنا هذه التفرقه بين سني وشيعي كما هي موجودة الآن. وحتى في العراق فإن كلا من السنة والشيعة يتحدثون بكلام مشابه...
لماذا الآن بالذات ولم يكن هذا الوضع بهذا الحجم في السابق؟... يقول البعض ان الخطة الصهيوأميركية ومن منطلق القاعدة المعروفة "فرق واحكم"، التي فضح تطبيقها مارتين انديك في احدى ندوات "معهد بروكنجز" عام 2003 بعد احتلال العراق حيث صرح بأنه يجب على الولايات المتحدة باعتبارها قوة احتلال امبريالية أن تطبق قاعدة "فرق واحكم" في العراق، وفي المنطقة بشكل عام، وذلك بأن تعمل على ضرب السنة بالشيعة، والمكونات المختلفة الفرعية والرئيسية بعضها ببعض لتفريقها... وطبعاً وكما رأينا فإن الولايات المتحده قامت بهذا العمل في الساحة العراقية على أكمل وجه وذلك عن طريق ادواتها هناك، ورأينا كيف أن النار الطائفية أحرقت الأخضر واليابس والحجر والإنسان، وكيف اشتعلت الفتن كذلك بين ابناء الطائفة الواحدة في الداخل الشيعي وفي الداخل السني، وكذلك بين العرقيات والاثنيات المختلفة...
وأما فيما يخص هذه الأجندة على المستوى الإقليمي في المنطقة فقد رأينا بأن إثارة هذا الموضوع كانت عندما تم طرح موضوع "ولاء الشيعة" من قبل أحد الرموز السياسية في احد البلاد العربية، حيث كان أمراً مستغرباً، فهذا الموضوع لم يكن له وجود وأهمية في الساحة المحلية هناك، وفجأة ودون مقدمات كذلك تشاء الأقدار أن يتم طرح موضوع "الهلال الشيعي" ليتزامن مع سابقه، وأيضاً من ساحة سياسية أخرى غير معنية محلياً بهذا الموضوع...
واستمر مسلسل الإثارات في هذه الساحات بطرق مستغربة ودون سياق منطقي، كمحاكمة مجموعات صغيرة من المواطنين بتهم الانتماء أو الترويج للمذهب الشيعي، ويتم إجراء هذه المحاكمات في محاكم الطوارئ ومحاكم أمن الدولة، ويتم كذلك وبالتزامن تبني هذه الإثارات من قبل المكونات المختلفة في منظومات إعلامية عربية كبيرة، حيث يتم تسخير الكثير من الجهود والوقت والموارد لنشر هذه الاثارات بل وتضخيمها...
وتتزامن الصورة السابقة من الإثارات الطائفية المتتابعة مع الإثارات التي صدرت من أعلى المستويات في الكيان الصهيوني كرئيس الوزراء و وزيرة الخارجية، في حينها، وحتى رئيس الكيان، وهم يتحدثون عن التنسيق الواجب قيامه بين كيانهم وأنظمة "الاعتدال" للتصدي لما يسمونه "الخطر" المقبل من إيران... أي أن الحديث يدور حول تحويل العدو في المنطقة من أن يكون متمثلاً باليهود الصهاينة المغتصبين، وقاتلي المسلمين في فلسطين، ولبنان، ومصر، وسورية إلى أن يكون متمثلاً بالمسلمين الشيعة الموجودين في المنطقة وفي إيران بشكل خاص، وسيناريو الانقلاب هذا يبدو أنه قد تم الاتفاق عليه صهيوأميركياً وعربياً "معتدلاً" رغم ما يحتاج تنفيذه من جهود جبارة يكون من ضمنها عملية "كي للوعي" الشعبي في الدول العربيه والإسلامية لتكون مستعدة لتقبل الواقع الجديد للانقلاب الذي يراد له أن يستبدل عدواً حقيقياً، قام ولا يزال بأبشع الجرائم، بعدو آخر وهمي لم يقم بأعمال عدائية، ناهيك عن أنه هو الداعم الواقعي للمقاومين بل هو أحدهم... ولكن، وكما ذكر السيد في المقابلة، لم يتبق للأجندة الصهيوأميركية طريقاً لتحقيق أهدافها غير إثارة النعرة الطائفية بمشاركة طاقات إعلامية وسياسية "معتدلة" ضخمة في مستويات متعددة بما فيها مستويات سياسية عالية، لذلك فإنه ليس من المستغرب بأن نرى هذا الكم الهائل والخطير من الشحن الطائفي في مجتمعات المنطقة ومنها بلدنا، فعندنا كما في معظم الدول العربية، من المؤسسات والأفراد ممن يحمل مسميات طائفية متنوعة، من هم ضالعون في تنفيذ هذه الأجندة رغم خطرها الواضح على الأمن الداخلي لبلدانهم، ولكن يبدو أن هذه الجهات تعتقد أن الارتباطات الخارجية من خلال هذه الأجندة تؤمن لها حماية وحصانة يمكنها الاعتماد عليها.
الفتنة الطائفية هي في الأساس خارجية المصدر، ولكن أدواتها التنفيذية محلية وإقليمية، وتتنوع بين السياسي والإعلامي وذي الطابع الديني، ويوجد من يتناغم معها في المجتمعات المختلفة إما من منطلق الارتباط العضوي والمصلحي الواعي، وإما من منطلق الانتهازية ذات المرتكزات الأيديولوجية والتكفيرية، وهنالك من ينفعل فينجر معها فيرفدها من غير وعي بالوقود والحطب "وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً"...
الحل الجذري للفتنة الطائفية في واقعنا المحلي هو الحل نفسه في الواقع الإقليمي ويكمن في التصدي للأجندة الصهيوأميركية وأدواتها المنتشرة في جميع الأطياف مهما كانت مسميات هذه الأدوات، وأشكال الأغطية والواجهات التي تتدارى بها.

ومضة
نود أن نسأل: هل يقع ضمن سياق مؤامرة الفتنة الخبر المفبرك الذي نفته وزارة الداخلية وتناقلته بعض وسائل الإعلام، من الكشف عن "شبكة تجسس" تعمل لصالح إيران في الكويت تتكون من مواطنين ووافدين "تتوافق أفكارهم مع ميول محددة"... الجواب واضح... فلو مر هذا الخبر فسيولد أجواء من عدم الثقة والتفرقة بين المواطنين في البلد الواحد وفي المنطقة... انظر من هو المستفيد تعرف الفاعل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ودعم الإرهاب
ايران و حزب الللات -

لمعرفة الصفوية الإيرانية الداعمة للطائفية وللحوثية الإرهابية وأختها الكبرى ;حزب الللات المسماه ;حزب الله; تنزه الله تعالى عن هذا الحزب الإرهابي الشيطاني;, حمل كتاب (وجاء دور المجوس) , أو كتاب (ماذا تعرف عن حزب الله للكاتب علي الصادق) , أو زر موقع (شبكة الدفاع عن السنة) أسأل الله تعالى أن يجنب المنطقة والسعودية وجارتها الشقيقة الكويت الكريمة واليمن السعيد من كل سوء ومكروه.

صدقت
anas -

والله صدقت يا استاذنا ياسر والفتنة أشد من القتل ولقاء السيد بقناة الراي الكويتية أعطى السيد أفكار وعبر ومواعظ عن مفهوم الفتنة ومن يمشي ورائها من اعلاميين عرب وغيرهم خافوا الله أيها الإعلاميين لأن الفتنة اذا دخلت بلد هدمته و حفظ الله بلاد المسلمين وأبعد عنها الفتنة والخراب .

حزب أعداء الله
الحجفاني -

السيد - صاحب حزب الزفت المحتل لأرضه إفهمهوها يتبع المجوس الفرس

يردد كلامهم
احمد الغدادي -

لاتنخدعوا اخوان بما يقوله هذا الشخص لانه اوضح علنا ولعدة مرات انه يفتخر ان يكون جنديا في حزب ولاية الفقيه , انه رجل ايران الاول حاليا في المنطقة ويردد ما يقوله اسياده , بالله عليكم هل تطرق يوما الى اسم الجزر الاماراتية المحتلة فارسيا ؟؟ او هل ذكر يوما اسم الاحواز العربية المغتصبة منذ عام 1925 ؟؟ علما ان اهل الاحواز من العرب الشيعة؟؟؟؟ انه دجال العصر

الله يحميك
Mariam -

حبيبي يا بو هادي الله يحميييييييييك يا رب ويخذل كل يلي بيكرهوك الله يشفيهون

الفعل اقوى من القوى
ابومحمد -

لأن الأفعال دائما ابلغ من الأقوال ، نطلب من (سيد) (المقاومة) أن يطبع أقواله في بلده . أم أن احتلال العاصمة بيروت كان لإخراج الصهاينة السنة ولمنع الفتنة ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!! الكذب سهل ، لكن لم يعد ينطلي على أحد .

الى رقم 1 لا اسم له
عدو الأغبياء -

لمعرفة الوهابية على حقيقتها ادخل الى موقع (مركز الأبحاث العقائدية )أو موقع (البرهان) واكتشف حقيقة الوهابية وابن تيمية- وتحريف السنة النبوية

قالَ وصرّحَ وهدّدَ..
عيسى بن هشام -

أنتم تستشهدون بكلام ... من مجوس ويهود....يكفينا أن ننظر إلى أفعالهم ومواقفهم على الأرض في كل البلاد العربيّه لنعرف أنّهم أعداءٌ في العلن متحالفين ومتعاونين علينا في الخفاء...وبيقلّك بالآخر:انظر من هو المستفيد تعرف الفاعل !!!؟؟؟

صدقت
saleh -

لم تعرف الكويت طوال تاريخها التفرقه بين ابنائها سواء سنة او شيعه ..هذه امور دخيلةعلى المنطقة الله اعلم من وراءها ..والدليل على ذلك هل من يعرف ان اكبر هرمفي الفن وهو الاستاذ عبدالحسين عبدالرضا ابو عدنان هو من الطائفه الشيعيه والكثير من كبار الكويت وشخصياتها الا ان هذه الامور ليست بذات اهميه.

أحسنت
عامر الجبوري -

أحسنت يا أبا عمار مقال جميل بحق رجل رائع في زمن قل فيه الرجال.

جاهل ومتخلف
احمد -

غريب يااخي تهجمك على الفرس وتسميهم مجوس!!!،يااخي بعض أأئمة المذاهب الاربعة هم فرس يااخي حرام عليك.

من كان فيها اعمى
احمد -

اغلب الظن ان بعض المعلقين هم اسرائيليين ينفخوا في الفتنة والا ما مامعقوله لهل درجة لدينا اناس حاقدين علة من اهان الالة العسكرية الاسرائيلية في حرب تموز الاخيرة،فهم اما اسرائيليين يتحدثون العربية وهذه ليست صعوبة لان اسرائيل لديها جهاز اعلامي كبير لحرف الحقائق، او عوران ينظرون للحقائق في عين واحدة ،او عماهم التعصب وهم بذالك مع الصهاينة في خندق واحد.