واشنطن بوست : رهان على السودان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن
نشرت صحيفة واشنطن بوست افتتاحية تحت عنوان "رهان على السودان"، استهلتها بقولها إن فوز الرئيس السوداني عمر حسن البشير بانتخابات الرئاسة لم يكن مدهشاً، حتى بعد 14 شهراً من قرار المحكمة الجنائية الدولية إلقاء القبض عليه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور.
وتوضح الافتتاحية أن العملية الانتخابية في السودان شابها بعض التحايل، حيث انسحب منافسو البشير المعارضون من الانتخابات، مما دفع البيت الأبيض إلى القول إن الانتخابات كانت مليئة بالتجاوزات الخطيرة.
ويوضح التقرير أن رد فعل الإدارة الأميركية والحكومات الغربية لم يكن مسموعاً، حيث قال المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان سكوت غريشن قبيل الانتخابات إنها ستكون نزيهة وعادلة قدر المستطاع.
وتشير الافتتاحية إلى أن الرئيس البشير تعهد في خطاب انتصاره باستكمال عملية السلام في دارفور وبعقد الاستفتاء على استقلال الجنوب في موعده في يناير القادم.
وتوضح الافتتاحية أن المقابل الذي يطلبه الرئيس البشير هو الاعتراف به رئيساً شرعياً والتغاضي عن اتهامات جرائم الحرب، وهو ما يمثل عرضاً مغرياً لإدارة أوباما المهتمة بحقوق الإنسان حول العالم. إذ إن البديل لاستقرار الأوضاع في جنوب السودان هو حرب جديدة، مثل سابقتها التي استمرت نحو 20 عاماً وانتهت باتفاق السلام عام 2005. كما أنه إذا استطاع الرئيس البشير توقيع اتفاق مع الجماعات المتمردة في دارفور، فقد ينهي ذلك الأزمة الإنسانية في المنطقة. لذا جاء بيان البيت الأبيض الذي أدان التلاعب في الانتخابات ليؤكد إنه بالاستعانة بـ "شركاء المنطقة وما حولها سنستمر في الاستعدادات الضرورية لدعم السلام والاستقرار بعد استفتاء 2011؛ ونستمر في دعم السلام والأمن والمسؤولية في دارفور".
ثم تختتم الصحيفة الافتتاحية بقولها إن المشكلة كالمعتاد هي ما إذا كان الرئيس البشير سيلتزم بتنفيذ ما تعهد به. إذ يشكك العديد من الخبراء في أن الرئيس البشير سيسمح بانفصال الجنوب الغني بالنفط دون قتال، أو أنه سيسمح لدارفور بالحكم الذاتي الذي يطالب به المتمردون. لذا ينبغي على الولايات المتحدة التوقف عن الاعتراف مقدماً بشرعية الرئيس البشير، والاستعداد للرد حينما يتراجع الرئيس البشير عن كلمته.