جريدة الجرائد

مخاوف دول مجلس التعاون

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نهار عامر المحفوظ

نلاحظ هذه الايام تحركا امنيا خليجيا على جميع المستويات يهدف كما يعلن عن تنسيق سياسي وامني لمواجهة التطورات الدولية والاقليمية وبالذات فيما من شأنه ان يمس دول مجلس التعاون الخليجي، فالمجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية مازال يمارس سياسة التصعيد ضد ايران لعدم تجاوبها فيما يخص برنامجها النووي واصرارها على تكملته بما يثير المخاوف الدولية، وكذلك دول الجوار الخليجي، الامر الذي جعلها هدفا للعقوبات الدولية ومطالبة الدول الكبرى بالمزيد منها، وقد بينت دول مجلس التعاون الخليجي في جميع مؤتمرات قممها وكذلك الوزارية عدم موافقتها على العقوبات ضد ايران ومعارضتها التهديدات العسكرية ضدها، ولكن ايران كما هو واضح في سياساتها لم تثمن المواقف الخليجية بما يجعل دول مجلس التعاون الخليجي تطمئن امنيا، وذلك لتكرار التهديدات الايرانية بعمل عسكري يستهدف دولها اذا ما تعرضت لعدوان دولي، وكذلك ما تثيره ايران بين حين وآخر من تصريحات سياسية مثيرة للامن الخليجي، وكذلك تعاونها مع بعض الجهات التي لا تخفي عداءها لدول مجلس التعاون الخليجي، عدا اصرارها على استمرار احتلال الجزر الاماراتية الثلاث لتكون بذلك سياسة ايران الحالية امتدادا لسياسة التوسع في عهد الامبراطورية الشاهنشاهية دون ان تبدي اي جهود ايجابية في هذه القضية تجاه دول مجلس التعاون الساعية لجعل منطقة الخليج آمنة، هذا من الجانب الايراني الذي لا يطمأن له حسبما يراه المراقب الخليجي من دول مجلس التعاون عدا ما يمثله الجانب الآخر المتمثل في العراق الذي مازال يعيش حالة سياسية غير منضبطة وفوضى امنية ليستحيل بذلك بناء علاقات جوار معه لعدم وضوح سياساته الخارجية وسط الفوضى التي تعصف بامنه والخلافات السياسية بين اطراف نظامه وكذلك اطلاق بعض رموزه تهديدات ضد الكويت على ذات الطريقة وبالمنهجية نفسها التي كان عليها نظام البعث الصدامي المقبور.

إذن والوضع السياسي الخليجي على هذا الشكل من عدم الاستقرار واختلال علاقات الجوار بسبب السياسات الايرانية والوضع السياسي والامني العراقي لم يعد امام دول مجلس التعاون الخليجي غير التنسيق الدائم ورصد التطورات السياسية لتكون بمنأى عما قد يكون بالحسبان من احداث قد تحدث هنا او هناك حتى تكون قادرة على ردعها اذا ما حدثت لا سمح الله، وعليها ان تستمر في سياسة حسن النية وفتح جسور الحوار مع جميع دول المنطقة المعنية بالامن الخليجي بما في ذلك الجارة المسلمة ايران

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف