برلمانان معلّقان: بريطانيا والعراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الوهاب بدرخان
أسفرت الانتخابات في بريطانيا (قبل خمسة أيام) وفي العراق (قبل أكثر من شهرين) عن برلمانين معلّقين لا غالبية فيهما لأي حزب أو ائتلاف بمفرده كي ينبري لتشكيل حكومة جديدة. في بريطانيا عرفت النتائج وأعلنت خلال أقل من أربع وعشرين ساعة بعد إقفال صناديق الاقتراع، وحتى قبل إعلانها بدأ البحث في سيناريوهات الائتلاف الحكومي المحتمل، وشرع المعنيون مساء اليوم نفسه في اتصالات ولقاءات، لأن العرف يقضي بتقصير إقامة الحزب المهزوم في مقر السلطة إلى أقل مدة ممكنة، ولو كان الفوز واضحاً للحزب المنافس لكان على الزعيم الخاسر أن يغادر "10 داونينغ ستريت" صباح اليوم التالي للاقتراع بلا أي تأخير.
في العراق لا تزال النتائج موضع تشكيك، فبعد فرزٍ وعدٍّ إلكترونيين بوشر بفرزٍ وعدٍّ يدويين في بغداد وربما في سواها لاحقاً، وليس معروفاً متى ستعتمد النتائج رسميّاً ونهائيّاً، ومن لا تسقطه إعادة الفرز والعدّ لديه حظ كبير في أن تسقطه "هيئة العدالة والمساءلة". وما دامت "الديمقراطية العراقية" فتية، ولم تُبنَ فيها أعراف بعد، فإنها وجدت نفسها أمام فرصة ولو شكلية لإبداء أريحية في التعامل مع رسائل الناخبين كما انبثقت من صناديق الاقتراع. أي أن الجهة التي حلّت في المرتبة الأولى بعدد المقاعد تُعطى الفرصة لمحاولة إنشاء ائتلاف حكومي. لكن الذي حصل هو تحديداً الفارق بين جوردون براون ونوري المالكي. براون يستطيع الإصرار على وجود عرف سياسي يمنحه حق البحث عن صيغة حكومية تضمن له البقاء في الحكم، لكن النتائج أظهرت حصول منافسه زعيم حزب "المحافظين" على أكبر عدد من المقاعد والأصوات، لذا رضخ براون لرأي زعيم الحزب الثالث "الأحرار الديمقراطيين" بأن ديفيد كاميرون هو صاحب الحق في السعي أولاً إلى رئاسة الحكومة متحالفاً مع من يشاء.
قد تكون المقارنة ظالمة، وقد لا تكون موضوعية، وقد لا تصح في مجمل المعطيات، إلا أنها مغرية وذات مغزى نظراً إلى تزامن الحالتين. فمن شأن كل من براون والمالكي أن يتمسك بنواجذه بالمنصب، إلا أنهما لا يتساويان في الإمكانات، إذ ليست لدى براون "هيئة مساءلة" تعضده، ولا محكمة عليا تفتي له بما يرغب، ولا ميليشيات تفتعل مشاكل، ولا مؤسسات أمنية تدين بالولاء لشخصه، ولا حتى خشبة خلاص مذهبية تقلل من خسائره، ولا مرجعية في الداخل أو في الخارج تحسم الجدل والخلافات لمصلحته أو ما يقرب من مصلحته. لذلك كان على رئيس الوزراء البريطاني أن يستوعب كل ذلك ليخرج بموقف لا يتحدى فيه الناخبين ولا يعطي محازبيه آمالاً كاذبة. صحيح أنه، مثل المالكي، لم يفز ولم ينهزم بالمعنى السياسي لكنه خلافاً للمالكي يعترف بالمنطق الذي فرضه الاقتراع.
كانت الفكرة التي فرضت نفسها في لندن أن البرلمان المعلق ربما يثير التوقعات بإجراء انتخابات مبكرة، لكن بعد تجريب "حكومة أقلية" بقيادة "المحافظين"، أو "حكومة ائتلافية" بقيادتهم أيضاً، وتكون القاعدة المسيّرة لها احترام المصلحة الوطنية. وكانت الرسالة الأولى التي تلقاها الوسط السياسي البريطاني تنطوي على أمرين: أولهما أن الاستياء الشعبي لا يميز بين الأحزاب بل يدينها جميعاً. والثاني أن النظام الانتخابي أصبح قديماً ومهترئاً وينبغي العمل لتحديثه أيّاً تكن سيناريوهات الحكم والحكومة. ومع ذلك، فإن المصلحة الوطنية لا تعني أبداً تجاوز المصلحة الحزبية، لكن الأهم أن هناك نظاماً، وأنه يجب أن يستمر في العمل وألا يؤدي التمسك بالمصلحة الحزبية إلى تعطيل مصالح البلد والناس.
بديهي أن أي تحالف بين "المحافظين" و"الأحرار الديمقراطيين" سيُبنى على لقائهما بهدف إضعاف حزب "العمال". فكلاهما أمام فرصة مغرية، الأول يريد الحكم والثاني يريد ترسيخ مكانته في المشهد السياسي. هنا يختلف الإشكال العراقي في مفهومه للتوازن بين المصلحة الوطنية والمصلحة الفئوية. فالتحالف الشيعي (-الكردي) يريد إدامة الصيغة الحكومية الحالية لكن من دون المالكي، وبالأخص من دون ائتلاف إياد علاوي، إذ أن صاحب أكبر عدد من المقاعد سيدعى للمشاركة رفعاً للعتب. فحتى لو كان التحالف المتجدد يظهر رغبته في اجتذاب علاوي، إلا أن مجرد إنشاء هذا التحالف، بخلفياته الإقليمية يعني عمليّاً استبعاداً له. فالمصلحة الوطنية في القاموس العراقي، على رغم كل التنظير لـ"الديمقراطية التوافقية"، لا تشمل بالضرورة المصالحة الوطنية.
التعليقات
اين روح الحياد
محسن عباس -عبد الوهاب بدر خان اسم كبير في الصحافة العربية مع ذالك هو يكون منحاز لصالح القائمة العراقيه ودون ان يجد في المالكي سوى كونه الاخر المضاد ويحمله تبعات المسائلة والعداله ومسئولية المليشيات مع ان المالكي يدفع ثمن تشتيت المليشيات وكذا هو لم يؤسس المسائلة ولعدالة بل الدستور .والمالكي حصل على اعلى معدل من التصويت لشخصه فلماذا كل هذا الخوف من شخص اختاره الشعب.ترى هل يستطيع الصحفيين التدخل في انتخابات تونس او اليمن او التدخل في تشكيل الحكومة السعودية او مصر.اين كان الحريصين على العراق عندما كنا نموت مثل الحشرات ايام ابو عدي .
قذف علني
أحمد هاتف -السيد عبد الوهاب بدر خان هنا يعلن عن طائفية وأنحياز وأستهزاء بأحد أهم الرموز الحضارية في التأريج وهو العراق .. ويميل الى السخرية من الطائفة الشيعيه مصورا أن السيد المرجع الأعلى علي السستاني وبقية المراجع الكرام يعملون في مكتب المالكي ويفتون بما يريد .. هذا أولا .. ويسخر من القضاء العراقي ويصورة مهلهلا وهو القضاء الذي عرف بتشدده وأستقلاليته وهو أول قضاء عربي يمتلك أستقلالية كاملة غير منقوصة .. ولايكتفي بهذا بل يذهب الى اتهام السيد المالكي وهو رئيس وزراء دولة عربية محترمة الى أنه قائد مليشيا .. وهذا يعني بالتحديد أتهام الجيش العراقي بأنه مليشيا مقيته بيد المالكي وهو تهجم غير أخلاقي ومن حقنا كعراقيين أن نقاضي السيد بدرخان ا ولذا لن نسكت عن مثل هذه الأتهامات وسنبدأ حملة لننال حقنا .. من السيد بدرخان . . الذي أرتأى أن يهين بلد بكل رموزه دون أن يرف له جفن لمجرد أن يقول أن السيد علاوي .. أن له الحق في تشكيل الحكومة .. علما أن منح يمنح الحق ليس السيد بدرخان .. ولاأريد أن أذهب بعيدا ، لكن هذا الموضوع الذي بين أيدينا دليل قاطع على أن أية حركة عراقية هدفها البناء لن تقابل عربيا إلا بالتشكيك والسخرية .. وربما هذا يمكن تبريره لتضارب الأنظمة الأبوية العربية مع أي منهج ديمقراطي في المنطقة .. أما أن يصل الأمر الى أهانة الرموز المقدسة للطائفة الشيعيه والرموز التاريخية والنظام القضائي العراقي فهذا أمر غير مقبول وسنرد بقوة وحزم ولن نوفر أية طريقة مالم تبادر الشرق الأوسط الى الأعتذار العلني للمرجعية وللنظام القضائي العراقي وللجيش العراقي ..