جريدة الجرائد

سيف التوراة لذبح التسوية !

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

راجح الخوري

عندما يشهر بنيامين نتنياهو التوراة في وجه باراك أوباما، على أنها "أوراق طابو" تؤكد الملكيات العقارية في القدس، فان ذلك يعني أن مهمة السناتور جورج ميتشل تغرق اكثر في وحول الفشل الكارثي الذي يتهددها.
لم يكن أول من أمس "يوم القدس" بالنسبة الى اسرائيل التي احتفلت بالذكرى الثالثة والاربعين لاحتلال القدس الشرقية، كان يوم الفظاظة المطلقة، عندما قال نتنياهو: "ان صهيون هو الاسم البديل العبري للقدس".
واذا كان هذا يمثل تزويرا للتاريخ، فإن التوراة تحولت صكوكا عقارية لإضفاء الشرعية على الاحتلال، عندما قال: "ان اسم القدس ورد 850 مرة في التوراة بينما لم يرد في العهد الجديد أكثر من 142 مرة... ويقال ان هناك آية في القرآن تشير الى القدس"!
هكذا وعلى هذه القاعدة يمكن ان تتحول التوراة مجموعة من الصكوك العقارية لاستملاك المنطقة من النيل الى الفرات... أولم تقل التوراة ان ارض اسرائيل تمتد على كل هذه المسافات؟


❒ ❒ ❒

ولا تتوقف القضية عند إشهار سيف التوراة في وجه التسوية السلمية، فقد أعلن نتنياهو صراحة ان سياسة الاستيلاء على الاراضي الفلسطينية ستستمر في القدس الشرقية، خلافا لكل ما كانت واشنطن قد أعلنته عن وقف الاستيطان كمدخل لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، عندما قال بالحرف: "لا يمكن تحقيق الازدهار في مدينة مقسمة او تجميد مدينة مزدهرة، وسنواصل البناء والنمو في القدس".
ولا يضيف كلام نتنياهو شيئا الى الواقع على الارض. فمن الثابت والمؤكد أن ما يجري الآن عمليا في القدس الشرقية، هو استيطان مبطن من دون اعلان، في اطار مناورة للالتفاف على الادارة الاميركية. واذا صح ان هناك مخططات جاهزة لبناء 12 الف وحدة سكنية في حزام يمتد من مستوطنة "جبل أبو غنيم" الى مستوطنة "جيلو" فان ذلك يعني الاطباق نهائيا على المدينة المقدسة، وهذه المرة من جنوب غرب المدينة.


❒ ❒ ❒

وعندما يعطي نتنياهو تفسيرا يمثل مزيجا من تحريف التاريخ والحقوق والاقتناعات في اطار من الركون السيكولوجي للجماعة، فيقول:
"ان الصراع على القدس هو صراع على الحقيقة... وبازاء محاولات إظهارنا كغزاة للقدس نقول ان لا مثيل للعلاقة بين شعب وعاصمته مثل العلاقة بين الشعب اليهودي والقدس"، فان ذلك يعني انه يربط الاحساس والركون الاسرائيليين لدى اليهود بادعاء أن شرعية اسرائيل كدولة، ترتبط بشرعية القدس عاصمة لهذه الدولة، وهذا يعني تدميرا واضحا لأسس الحل المقبول فلسطينيا وعربيا واسلاميا على قاعدة ان تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.


❒ ❒ ❒

فماذا يفعل الآن باراك أوباما الذي يحتاج فعلا الى من يترجم له المثل العربي القائل تكسرت السهام على السهام، وخصوصا بعد الدخول الروسي الصاخب على خط أزمة المنطقة؟
فبعد لقاء الرئيس ديمتري ميدفيديف خالد مشعل في دمشق، وهو لقاء له مدلول وتأثير على حركية "التسوية الاميركية"، جاءت تصريحات ميدفيديف مع نده التركي عبدالله غول لتشكل إحباطا لمهمة ميتشل، وخصوصا عندما أكد الرئيسان انه لا يمكن تحقيق السلام من دون مشاركة "حماس"، وأنهما اتفقا على احتمال حل المشكلة، في شكل أكثر نشاطا باشراك "حماس" في التسوية، وهـــــو ما دفع اسرائيل الى الاعراب عن خيبة أملـــــها مؤكدة "أن حماس منظمة ارهابية هدفها المعلن تدميـــــــر دولة اسرائيل". ولأن اميركا تعتبر "حماس" حركة ارهابية ايضا، فان مهمة ميتشـــــل المتــــــداعية أصلا بسبب صلف اســـــرائيل ستـــــزداد الآن تداعيا!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
القدس واليهود والعرب
وليد حوري -

الاستاذ راجح الخوري كاتب جيد وله تاكثير من الابداعات ام موضوع القدس والتورة والانجيل والقرأن عبارة عن فللسفة لاتمس للحقيقة بشيء ولكن المشكلة كلها عند العربان وخاصة عربان الخليج ومصر والاردن والعرب طول تاريخهم المعاصر خونة لايفهمون معاني الوطنية انهم يفهمون ان يستمرو فى الحكم ولو على اجساد البشر العرب هم السبب وليس اميركا او روسية