جريدة الجرائد

ليس في الكويت سجين رأي واحد!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يوسف مبارك المباركي

الحرية.. ماذا تعني وما مفهومها لدى السلطة؟ أليست هي الرأي والرأي الآخر كما نظمها دستور 1962، وقبل ذلك ديننا الإسلامي الحنيف؟ ألم يفتخر مسؤولونا أمام المنظمات العالمية بأن الكويت لا يوجد فيها سجين رأي واحد؟!
ماذا يحدث؟ ولماذا يحدث؟ ومن المستفيد إن تم تحقيق الغرض بسجن الكاتب والمحامي محمد الجاسم؟ هل سيكون عبرة للكتَّاب الآخرين أم ستكون هناك ردة فعل عكسية؟ ما قاله الجاسم ليس أكثر مما يقال وينشر يوميا في الفضائيات والصحف.
إذاً، دولة الكويت عندما نفتخر، نحن الكويتيين، بالديموقراطية وحرية الرأي فيها، نحتاج اليوم الى قانون خاص ينظم للدواوين ما يجب ان يقال فيها وما يجب ألاّ يقال. إذاً، أين القناعة والإيمان بالرأي الآخر؟ نحن لسنا بالضرورة متفقين مع كل ما يقوله الكاتب محمد الجاسم، ولكننا نرفض ونستنكر التعسف من أي سلطة كانت، لأننا بلد ديموقراطي السيادة فيه للأمة مصدر السلطات. إذاً، ماذا نفسر منع الضمانات الدستورية والقانونية عن الكاتب والمحامي محمد الجاسم، مثل لقائه بأهله للاطمئنان على صحته حينما ساءت حالته الصحية، وكذلك المحامين الخاصين به؟ كل ذلك يتنافى مع أبسط الضمانات الطبيعية للمتهم، بما فيها الإفراج بضمانته الشخصية او المالية، وهي ضمانات المواطن الذي ينتمي الى هذا البلد.
لذا، نأمل إعادة النظر في قرار الحبس لمدة 21 يوما، فالجاسم كاتب رأي ولم يلق القبض عليه وهو يخطط ليقوم بعمل ارهابي ــ لا سمح الله...
ولكن، للأسف، نجد هناك من يتشمت اليوم بالجاسم نتيجة اختلافه بالرأي معه أو المتضررين مما يطرحه، لكنهم نسوا أو يتناسون، فاليوم الجاسم وغدا الله أعلم، يمكن أنا أو أنت أو أنت، فهل نقبل بأن تصل بنا الحال الى أن نكسر أقلامنا ونعمل فقط على أن نمدح ونلمع؟.. وما عليكم إلا أن تكسروا أقلامكم أو لا تكتبوا أفضل لأن البعض يريد أن يحولها إلى "بلد طرمان" ولا حول ولا قوة إلا بالله

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف