جريدة الجرائد

ميلاد حنا : جمال مبارك لم يثبت نفسه.. ولو نجح في الانتخابات فأهلا به

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مفكر قبطي وعضو سابق بالبرلمان المصري يحذر من وصول "الإخوان" للسلطة


القاهرة - وليد عبد الرحمن


قال الدكتور ميلاد حنا، المفكر القبطي والرئيس الأسبق للجنة الإسكان بالبرلمان، إن الأقباط ليست لديهم أي مشكلة في المشاركة في الأعمال السياسية والثقافية في وطنهم مصر، لكنه في المقابل استنكر صعود التيار الديني في مصر ممثلا في جماعة الإخوان المسلمين، قائلا إن الاختيار في الانتخابات يتم على أساس الدين، وليس على أساس المصلحة العامة للوطن. وأضاف في حوار أجرته معه "الشرق الأوسط" في القاهرة إن من يتحدثون عن إمكانية تولي قبطي حكم مصر واهمون، وهو أمر لن يحدث قبل مضي قرن من الزمان، محذرا في الوقت نفسه من وصول جماعة الإخوان للحكم.
ودعا الدكتور حنا إلى التمسك ببقاء الثقافة العامة في مصر ثقافة علمانية وليست دينية، قائلا إن الحكومة تحاول أن تجري انتخابات شفافة معقولة، لكن التجاوزات جزء من التراث المصري وتمثل مشكلة. وأضاف أن الإصلاح السياسي في مصر غير مجدٍ في المرحلة الراهنة، ويحتاج إلى وقت طويل للوصول إلى انتخابات نزيهة، معربا عن اعتقاده أن جمال مبارك الأمين العام المساعد في الحزب الحاكم، نجل الرئيس المصري، لم يثبت نفسه كشخصية عامة مقنعة وقادرة على شغل منصب رئيس الدولة، مشيرا إلى أن مبارك الابن لو أقدم على ذلك ونجح في الانتخابات فأهلا به. وهنا نص الحوار..

* مصر مقبلة على انتخابات برلمانية.. ويقول البعض إنه لا توجد آلية لتشجيع الأقباط على المشاركة في الحياة السياسية؟

- الأقباط شاركوا في الحركة الوطنية سنة 1919 تحت شعار "الدين لله والوطن للجميع"، وشاركوا مع حزب الوفد منذ الثورة وحتى اليوم، ومن ثم أصبح الأقباط مساهمين في الحركة الوطنية طوال هذه السنوات، ولا توجد أي صعوبة لدى الأقباط في أن يتعاملوا ويشاركوا في الأعمال السياسية والثقافية في مصر.

* هناك من يقول بتخصيص مقاعد للأقباط في البرلمان المصري، أي بنظام "الكوتة". ما رأيك؟

- هذه قضية معقدة وتتمثل في أن الاختيار في الانتخابات يتم علي أساس الدين، ومن ثم أصبح المسلمون يختارون المسلمين والأقباط يختارون الأقباط، فأصبحت الانتخابات غير سليمة وغير مقنعة ولا تؤدي إلى وجود أي أقباط تقريبا في مجلس الشعب، وهذا أمر مؤسف وأناضل من أجل تغييره، إلا أنني أجد صعوبة شديدة. ولكن في سنة 1919 كانت الانتخابات سليمة وسوية وكان يفوز فيها الكثير من الأقباط بشكل طبيعي.

* وهل من الممكن أن يتولى قبطي حكم مصر؟

- أن يتولى قبطي حكم مصر فهذا وهم. والحديث عن ذلك خرافة، ومن يتحدث به واهم، فمن غير المنطقي أن يأتي رئيس جمهورية قبطي ولن يحدث قبل مضي قرن من الزمان.

* لكن البعض يقول إنه يمكن للإخوان المسلمين الوصول للحكم؟

- "الإخوان" من الممكن أن يتولوا حكم مصر، ولكن متى؟ لا أعرف، فالإخوان المسلمون قوة مؤثرة يمكن أن يختطفوا الحكم في أي لحظة يكون فيها نظام الحكم غير مستقر.

* معلوم أنك أعلنت رفضك موضوع تطبيق الشريعة في مصر.. هل هذا الرفض يأتي لكونك قبطيا؟

- سبق أن أعلنت رفضي تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر، وهو أمر ليس له علاقة بالأقباط، ولكن له علاقة بكوني رجلا علمانيا وثقافتي علمانية وحضارتي وآيديولوجيتي يسارية، ومن ثم لا أرى أنه ينبغي أن يكون للدين أي تأثير على السياسة في مصر.

* لذلك، صرحت بأنك تريد أن تهاجر من مصر في حال انتقالها لحكم ديني؟

- لم أقل إنني أريد أن أهاجر من مصر.. أنا أحب مصر وسوف أظل فيها حتى الموت، ولكنني قلت من قبل إنني لا أحب أن تنتقل مصر إلى حكم ديني، أعني أن تحكم بواسطة حزب ديني إسلامي، وهذا رأي سياسي، لأنني عندما أتحول من مواطن درجة أولى إلى مواطن درجة ثانية كوني قبطيا، فالأفضل أن أبحث عن مكان آخر.

* قلت من قبل إن الحزب الوطني الحاكم استطاع قصف التيارات الليبرالية لكنه لم يستطع هذا مع التيارات الدينية. ما تعليقك؟

- التيار الديني في مصر يقوى والليبرالي يضعف. وأتذكر عندما جاءت ثورة 1919 ظل الناس يرددون عبارة الدين لله والوطن للجميع، بعدها بدءوا في التفكير العقلاني العلماني وبدأت الفوارق الدينية تتلاشى، بمعنى أن القبطي له الحرية في الذهاب إلى الكنيسة، والمسلم له الحق في الذهاب للمسجد، لكن في الجوانب السياسية الكل يذهب للسياسة حسب رغبته.. ولهذا ورغم ما يقترحه البعض من حوارات، لا بد من السعي لأن تبقى الثقافة العامة في مصر ثقافة علمانية وليست دينية، وأن يكون الدين قضية شخصية وأن لكل مواطن مصري الحق في اختيار دور العبادة التي يقتنع بها ونترك الدين لله والعبادة للأفراد.

* ناضلت كثيرا لدعم العلاقة بين الأقباط والمسلمين في مصر. حدثنا عن هذا؟

- هذا الأمر كان يشغلني لسنوات طويلة، ذلك لأن مصر دخلتها المسيحية في منتصف القرن الأول الميلادي ودخلها الإسلام في منتصف القرن الأول الهجري، وتعايشت المسيحية مع الإسلام 14 قرنا من الزمان، ومن ثم تكونت المودة الطبيعية بين الأقباط والمسلمين، والعلاقات بين المسلمين والمسيحيين جيدة إلى أبعد الحدود، وهذا أمر أعمل له، ووجدت قبولا لدى المصريين في إيجاد هذه الصلة الوطيدة بين الأقباط والمسلمين.

* في رأيك، كيف تعامل رؤساء مصر مع ملف الأقباط؟

- كل رئيس جمهورية حر يدير مصر عمالا وفلاحين وأغنياء وفقراء بطريقته. فالرئيس الذي لديه فهم ويتعامل مع الفئات الشعبية والمثقفين قادر على أن يوجد انسجاما مصريا وطنيا بقيادة المثقفين وبمساهمة العمال والفلاحين، علاوة على أن رئيس الجمهورية هو رئيس المصريين، ولكن أرفض أن يقوم رئيس الجمهورية بتقسيم مصر إلى جزأين: جزء أقباط وجزء مسلمين، فمصر كلها مصريون. وأرفض التفرقة بين الشعب المصري على أساس ديني، فالدين مسألة شخصية ويجب فصل الدين عن السياسة، وأنا طوال سنوات عمري مررت بعصور كثيرة في مصر وعاصرت الفترة الحالية، كما كان حزب الوفد الحزب الكبير في مصر عام 1919، وهو الذي دعا الأقباط إلى أن يدخلوا حزب الوفد، ليصبح الوفد حزب الأقباط، وهذه مسألة لها جذور تاريخية، ولما تطورت الأحداث أصبح الإخوان المسلمون هم الحزب الأقوى في مصر وفي الشارع وله شعبية بين المسلمين.

* إذن، كان هناك انسجام بين الرؤساء الثلاثة والأقباط؟

- وهل مصر تقتصر على الأقباط فقط؟ رئيس الجمهورية يحكم الاثنين، فالأقباط ليس على رأسهم ريشة.. الأقباط مثلهم مثل المسلمين. فمثلا، في الانتخابات (البرلمانية) إذا عرفوا كيف يفوزون فيها فأهلا وسهلا، وإذا لم يحالفهم الحظ يضطر الرؤساء إلى تعيين 10 أقباط.

* ما توقعاتك بالنسبة إلى الانتخابات البرلمانية القادمة في مصر؟

- حكومة مصر تقوم بإجراء انتخاباتها بقدر الإمكان بشفافية معقولة، وإذا كانت هناك تجاوزات انتخابية فهذا جزء من التراث المصري ويمثل مشكلة.

* انتخابات الشعب والشورى القادمة، هل ينجح فيها قبطي؟

- لن ينجح قبطي في مصر في الانتخابات، لأنها تتم على اختيار ديني، وليس على اختيار يسار ويمين وبرامج سياسية وغيره..

* ومن وجهة نظرك، كيف يحدث الإصلاح السياسي في مصر؟

- الإصلاح السياسي في مصر لن يجدي في المرحلة الراهنة. لكن مع الوقت من الممكن أن تصبح هناك ديمقراطية بانتخابات نزيهة.

* لو رشح الحزب الحاكم جمال مبارك للرئاسة فهل تؤيده؟

- أنا شخصيا لا أميل إلى أن يكون جمال مبارك رئيس جمهورية. أولا هو ابن رئيس الجمهورية.. ثم إنه لم يثبت نفسه كشخصية عامة مقنعة بأنه قادر على أن يشغل منصب رئيس الدولة. ولو أقدم على ذلك ونجح في الانتخابات فأهلا به، وعليه أن يثبت كفاءته سواء بالسلب أو الإيجاب. لكن، أعتقد أنه ليس رجل سياسة.

* وكيف تنظر لفرصة الدكتور محمد البرادعي؟

- أنا لا أعرف البرادعي معرفة شخصية.. إذا استطاع أن يدخل الانتخابات ويقنع الشعب المصري فأهلا وسهلا به.

* هل تتخوف من أن تعقد الدولة صفقة مع الإخوان المسلمين من أجل انتخابات الرئاسة؟

- الدولة حرة، لكن شغل الصفقات شغل تحتي تآمري وليس فيه شفافية، لذلك لا أعتقد أن تعقد الحكومة صفقة مع "الإخوان"، وإذا عملت صفقة معهم فسيقوم كل المثقفين بتوجيه اتهام للحكومة.

* لماذا برأيك يثور أقباط المهجر ضد بلدهم مصر؟

- كل قبطي هاجر من مصر، يعني هذا أنه خرج من بلاده بعد أن يئس من الأوضاع التي فيها.. مثلا، لم يترق أو فاتته درجة أو فاتته وظيفة محترمة، فمشى وهاجر من بلده وفي فمه مرارة وغصة.. فأقباط المهجر ثائرون على وضعهم بالنسبة إلى مصر.

ميلاد حنا

* كاتب ومفكر مصري قبطي كبير، بدأ حياته مناضلا يساريا يتبنى الفكر الاشتراكي إلى جانب عمله الأكاديمي أستاذا في كلية الهندسة بجامعة عين شمس.

* ارتبط بالشأن السوداني وعايش السودانيين في الجنوب، كما أبدى اهتماما دائما بقضايا النيل ومشكلاته واهتم بمسألة الأمن المائي.

* أعطى اهتماما كبيرا لقضية الوحدة الوطنية والاندماج بين المسلمين والأقباط. وقد جرى اعتقاله في سبتمبر (أيلول) عام 1981، ثم خرج من حبسه المفاجئ مختلفا بعض الشيء، فلقد زاد اهتمامه بقضية الوحدة الوطنية على حساب اهتماماته اليسارية.

* أصبح أكثر ارتباطا بالكنيسة القبطية وأكثر رغبة في الإصلاح الديني والاجتماعي والسياسي.

* استقال من رئاسة لجنة الإسكان في مجلس الشعب المصري بعد أن كان عضوا معينا في المجلس، لأنه اكتشف أنه عاجز عن طرح أفكاره الحقيقية وممارسة دوره الوطني المطلوب.




التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تحية للدكتورواضافة
عابر -

الحقيقة ان الدكتور حناميلاد راجل محترم حقا ، مهما اختلفت معه ولكنه لا ينظر الى الضفة الاخرى لدى بني طائفته حيث يوجد ايضا تطرف وتعصب وهوس قومي شديد يصل الى حد العداء والاستعداء للمسلمين في مصر لا اعرف لماذا يتم تعريف الدكتور كونه مفكر قبطي ؟! ما احنا عارفين ولكن مصطلح قبطي لا يعني مسيحي فكل من سكن مصر هو قبطي بغض النظر عن ديانته وعرقيته هوه خايف من الاخوان المسلمين وانا اشاركه هذاا لخوف هو يقول مستحيل يصل مسيحي لحكم مصر انا اقول اولا دع الناس الطبيعيين من غير العسكر يصلون الى الحكم وكما يعرف الدكتوران الحكم اليوم مؤسسي يأتي عن طريق الاحزاب فلو ان مسيحيا وطنيا منظم الى حزب وقام هذا الحزب بتزكيته للترشح للرئاسة وكان لدى هذا المسيحي الوطني النظيف مشروع قومي للنهوض وحل مشاكل مصر سأكون انا اللي اسمي مسلم بإنتخابه لم لا اليوم القضية الاساسية في مصر هي الخلاص من حكم العسكر والخلاص من الاستبداد والفساد والخلاص من الجو الديني المتطرف المحتقن على الجهتين ولن يقدر للمصريين ان يشموا نفسهم الا في وجود حكم وطني رشيد يستثمر طاقاتهم في مشروع نهضوي يساهم فيه الجميع بدون تمييز

تحية للدكتورواضافة
عابر -

الحقيقة ان الدكتور حناميلاد راجل محترم حقا ، مهما اختلفت معه ولكنه لا ينظر الى الضفة الاخرى لدى بني طائفته حيث يوجد ايضا تطرف وتعصب وهوس قومي شديد يصل الى حد العداء والاستعداء للمسلمين في مصر لا اعرف لماذا يتم تعريف الدكتور كونه مفكر قبطي ؟! ما احنا عارفين ولكن مصطلح قبطي لا يعني مسيحي فكل من سكن مصر هو قبطي بغض النظر عن ديانته وعرقيته هوه خايف من الاخوان المسلمين وانا اشاركه هذاا لخوف هو يقول مستحيل يصل مسيحي لحكم مصر انا اقول اولا دع الناس الطبيعيين من غير العسكر يصلون الى الحكم وكما يعرف الدكتوران الحكم اليوم مؤسسي يأتي عن طريق الاحزاب فلو ان مسيحيا وطنيا منظم الى حزب وقام هذا الحزب بتزكيته للترشح للرئاسة وكان لدى هذا المسيحي الوطني النظيف مشروع قومي للنهوض وحل مشاكل مصر سأكون انا اللي اسمي مسلم بإنتخابه لم لا اليوم القضية الاساسية في مصر هي الخلاص من حكم العسكر والخلاص من الاستبداد والفساد والخلاص من الجو الديني المتطرف المحتقن على الجهتين ولن يقدر للمصريين ان يشموا نفسهم الا في وجود حكم وطني رشيد يستثمر طاقاتهم في مشروع نهضوي يساهم فيه الجميع بدون تمييز