التصعيد لا يحل أي مشكلة في اليمن...
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
خيرالله خيرالله
كانت مفيدة زيارة اليمن هذه الايام للتأكد من ان العنف والسلاح لا يحلان اي مشكلة، كذلك التصعيد في لهجة الخطاب السياسي. فقد عكست الاحتفالات بالذكرى العشرين للوحدة اليمنية امرين اساسيين. الاول ان هناك مبالغات في الاعلام لمدى خطورة الاضطرابات التي يشهدها البلد والآخر الرغبة القائمة لدى السلطة اليمنية في تجاوز الوضع الراهن "تحت قبة المؤسسات الدستورية" على حد تعبير الرئيس علي عبدالله صالح نفسه. هذه الرغبة تبدو موجودة على أعلى المستويات. وهذا يجعل ممكنا القول ان الوضع اليمني معقد، خصوصا في ظل الازمة الاقتصادية التي يمر بها البلد المهم استراتيجيا لكل العرب، خصوصا لدول الخليج، ولكنه ليس وضعا ميؤوسا منه كما يقول الحاقدون على اليمن... وما اكثر هؤلاء!
ما يؤكد ان هناك مبالغة ترافق الحديث عن اضطرابات امنية في اليمن ان الحياة عادية في صنعاء وان الانتقال الى تعز بالسيارة لا تشوبه شائبة على الرغم من ان طول الطريق المتعرج الذي يخترق جبالا خضراء في غاية الجمال يبلغ نحو مئتين وثلاثين كيلومترا. هذا لا يعني ان الامن مستتب مئة في المئة في كل المناطق بمقدار ما يكشف ان ليس صحيحا ان البلد على كف عفريت. هناك في الواقع مشاكل وتعقيدات كثيرة في اليمن ولكن هناك في الوقت ذاته قيادة سياسية باتت، مع مرور الوقت، تؤمن بأن لا حلول عن طريق استخدام السلاح. اكثر من ذلك باتت هناك قناعة بان لا بديل من الحوار متى كانت هناك نيات حسنة تستند الى فكرة تجاوز احداث الماضي، مهما كانت أليمة، من جهة والاعتراف في الوقت ذاته بوجود مشاكل حقيقية وعميقة من جهة اخرى. ان الاعتراف بهذه المشاكل، أكان ذلك في صعدة او في بعض مناطق الجنوب والوسط يشكل خطوة أولى على طريق البحث عن حلول بدل الغرق في هذه المشاكل التي لا يمكن ان يستفيد منها أي يمني كان... باستثناء المنتمي الى "القاعدة" وما شابهها من تنظيمات ارهابية.
ما يشير الى الرغبة في التوصل الى حلول، الخطاب الذي القاه الرئيس اليمني مساء الجمعة الماضي عشية الاحتفال بالذكرى العشرين للوحدة. قال الرئيس اليمني في خطوة تستهدف تجاوز الوضع الراهن: "اننا في هذه المناسبة، ندعو كل اطياف العمل السياسي وكل ابناء الوطن في الداخل والخارج الى اجراء حوار وطني مسؤول تحت قبة المؤسسات الدستورية دون شروط او عراقيل مرتكزا على اتفاق شباط- فبراير الموقع بين المؤتمر الشعبي العام واحزاب اللقاء المشترك الممثلة في مجلس النواب من اجل بناء يمن الـ22 من مايو (ايار) والـ26 من سبتمبر (ايلول) والـ14 من اكتوبر (تشرين الاول) وتعزيز بناء دولة النظام والقانون والابتعاد عن المشاريع الصغيرة والمكايدات السياسية والعناد والانانية والتعصب الفردي والمناطقي والطائفي والسلالي (...)".
تبدو دعوة علي عبدالله صالح أساسا صالحا لفتح صفحة جديدة مع الجميع. فما كان ملفتا في كلمته اشارته الى "الشريك الاساسي في صنع الوحدة"، اي الى الحزب الاشتراكي اليمني. وفي ذلك اعتراف بان اليمن يبنيه الجميع ويحافظ عليه الجميع وان ليس في الامكان استبعاد اي طرف او اجتثاثه. لا أحد يلغي احدًا في اليمن ذي التركيبة المختلفة عن أي بلد آخر في المنطقة وربما في العالم.
كان ملفتا على هامش الاحتفالات بالوحدة عدم اكتفاء علي عبدالله صالح بالإشارة الى "إمكان تشكيل حكومة من كافة القوى السياسية الفاعلة الممثلة في مجلس النواب"، وهذا يعني في طبيعة الحال تمثيل الحزب الاشتراكي، الذي كان يحكم الجنوب قبل الوحدة، في الحكومة. هناك امور اخرى لفتت الاوساط السياسية في صنعاء. من بين هذه الامور ان الصحف والمجلات اليمنية، وبينها صحف ومجلات قريبة من السلطة الى حد كبير، نشرت للمرة الاولى منذ حرب العام 1994 التي خاضها الحزب الاشتراكي من اجل تحقيق "الانفصال" صورا للسيد علي سالم البيض الامين العام السابق للحزب الاشتراكي الذي كان رأس الحربة في حرب الانفصال، بعدما لعب دورا حاسما في تحقيق الوحدة الاندماجية في العامين 1989 و1990، والسيد حيدر أبو بكر العطاس الذي كان رئيس الدولة في الجنوب ثم رئيس الوزراء في دولة الوحدة. وكانت تلك الصور، في مناسبة توقيع اتفاق الوحدة في عدن، تعبيرا عن الاعتراف بدور البيض والعطاس في تحقيق ذلك التحول في تلك المرحلة المهمة من تاريخ اليمن الحديث.
يبدو السؤال المطروح الان، هل رفض البيض للحوار واللهجة التصعيدية التي اعتمدها ردا على خطاب علي عبدالله صالح موقف نهائي أم لا؟ وهل موقف البيض يمثل ايضا موقف العطاس الذي لا يبدو معترضا على الحوار، خصوصا اذا كانت البداية خارج اليمن واذا كان البحث سيركز على صيغة وحدوية مرنة؟ وماذا عن الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد الذي صار قريبا جدا من العطاس في السنوات القليلة الماضية كما تصالح مع البيض في بيروت قبل نحو اربعة اشهر؟
المهم الان، ان الرئيس اليمني طرح أسسًا للحوار. الرد على كلامه لا يكون بالتصعيد ولا بالمواقف المتشنجة. يفترض في كل من يبحث عن خروج اليمن من ازمته الحقيقية العودة الى الخلف قليلا. في العام 1994 مثلا، لم يلجأ علي عبدالله صالح الى الحسم العسكري الا بعد استنفاد كل الوسائل الاخرى، خصوصا الحوار. وقد قبل بتوقيع "وثيقة العهد والاتفاق" في عمان في شباط من تلك السنة على الرغم ان كل بنودها كانت في مصلحة الحزب الاشتراكي. في 1994 كان مطلوبا تفادي اللجوء الى السلاح مجددا. في السنة 2010 يبدو مفيدا الاستفادة من تجارب الماضي القريب. هناك أسس واضحة لحوار. ما الذي يمنع استكشاف آفاقه ودفن الاحقاد بدل إثارة مزيد منها؟
التعليقات
اخيرا
علي -هناك اخيرا من يشرح للقارئ العادي ما يجري في اليمن من دون مبالغات. شكرا للكاتب.
المبخره
محمد عبدالله ADEN -مفروض ان تنصح في الاعتراف بالقضيه الجنوبيه كا خطوه اولى في طريق الحلول بدلا من مهنة المبخره للمعبد .
فك الارتباط سلميا
مسعود الجنوبي -طبعا الكاتب والمنظر الوحدوي الكبير خير الله خير الله نام في فندق 5نجوم بعد ان اكل وشرب وارتاح وحصل على المعلوم , واصبح كل شيء تمام التمام , ونقول لك الوحدة مشروعها جنوبيا والجنوب هو من قدم من اجلها التنازلات والرئيس البيض هو من تنازل وقبل ان يكون نائبا للرئيس علي عبدالله صالح, فماذا قدم علي عبدالله صالح وماذا قدم الشمال للوحدة؟ الجوابمشروع الوحدة يتعارض مع مشروع الرئيس علي عبدالله صالح , والذي يهدف الى خصخصة الثورة والجمهورية والوحدة والجيش والاْمن والحرس الجمهوري والفرقة الاولة مدرع والامن المركزي والامن القومي والامن السياسي والقوات الجوية وتحويل كل ذلك الى ملكية خاصة اسرية تتوارث السلطة والثروة والقوة , والثورة الشعبية الجنوبية انطلقت ولن يثنيها عن مطالبها احد لاْنها قضية عادلة وشعب يضحي من اجل استعادة دولته وكرامته وحريته ولن يقبل بالعبودية والفساد.
لا قضية جنوبية
طارق -كان يمكن ان تكون هناك قضية جنوبية لولا تاريخ الجنوب وحروبه الاهلية.. ربما كانت ذاكرتك ضعيفة يا استاذ محمد عبدالله.
خيرالله من خير علي
ابو نصار Hاابو نصار -مخالف لشروط النشر
صحفيي الصالح
طلال اليافعي -السلام عليكم الاستاذ / خير الله خير الله المحترمبعد التحيةفانة من الواضح ان قلمك يعتبر من اكثر الاقلام دفاعاً عن الرئيس الصالح...ولست بوارد الخوض في التفاصيل اكثر من ذلك لكن ما استوقفني انك اظهرت الرئيس وكأنة المظلوم والمغلوب على امره.فقد تحدثت انة في عام 94م استنفذ الريس كل الخيارات قبل استخدام القوة.ولكنك لم تقل انه استنفذ تصفية 152 كادر من كوادر الحزب ..كي يبدا الزحف الرسمي على الجنوب.قلت ان الطريق من صنعاء الى تعز آمنه ...ولكنك لم تقل ان تعز من مدن الشمال ..ولم تقل ان الطريق من صنعاء الى عدن شبة مقطوعة.قلت ان ارادة الرئيس السياسية موجودة لاصلاح البيت اليمني ..ولكنك لم تقل ان الرئيس نفسة هو من امر بفصل 300 الف موظف جنوبي ..وامر بتصفية كل مؤسسات الجنوب وضمها الى المؤسسة الاقتصادية اليمنية التابعة له مباشرة..وما تبقى توزع على البطانة القريبة منه.قلت انة قبل بشروط اتفاقية عمان..زلكنك لم تقل انه بعد ان عاد الى صنعاء امر بتصفية كل المعسكرات الجنوبية في الشمال . هل هذه هي النية الحسنة...استاذي العزيزثق ان اليمنيين سيتذكرون من كان معهم ومن كان ضدهم ..والزمن كفيل بان يبين معادن الرجال.
حتى كلمة حق يعترضون
الضالعي -لا ادري هل هو مرض مزمن ام انغماس في العماله ام احلام يقضة نحن مع المطالب السلميه مع العدل مع المساواه مع المواطنه المتساويه ولكننا سنقف سد منيع في وجه كل من يريد العبث باستقرار اليمن او تجزئته ونقووول شكرا للكاتب ولا نامت اعين الخونه المرتمين في احضان الاستعمار