جريدة الجرائد

هل نسمع قريباً هدر القوة المصرية؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سعد محيو

هل بدأت مصر هجومها المعاكس على محاولات تطويقها وتهميشها في الشرق الأوسط وخنقها في إفريقيا، كما ألمحنا في هذه الزاوية قبل أيام؟

أجل، على الأقل في إفريقيا .

فبعد سنوات من إهمالها عمقها الإفريقي، وهي إحدى الدوائر الرئيسة التي حددها جمال عبد الناصر في ldquo;فلسفة الثورةrdquo;، عادت القاهرة قِبْلة للقارة السمراء، فاستقبلت في يوم واحد (الأحد الماضي) رئيس وزراء كينيا أودينغا، ورئيس جمهورية الكونغو جوزف كابيلا .

والأرجح أن يكون الحبل على الجرار في قادم الأيام، كي يشمل معظم دول المنبع السبع في حوض النيل، سواء في القاهرة أيضاً، أو على هامش اجتماعات القمة الفرنسية- الإفريقية في مدينة نيس الأسبوع المقبل .

وقبل هذا التحرّك، كانت القاهرة تنشط في السودان بشكل لم يسبق له مثيل منذ خمسينات القرن العشرين، فهي أقامت ldquo;جسراً جوياًrdquo; دبلوماسياً مع الخرطوم، لتنسيق المواقف ضد اتفاق دول منبع النيل الخاص بتقليص حصة مصر والسودان من مياه النهر (تبلغ النسبة الآن 87 في المائة) .

كما أن الوزن المصري المُتعلِّق بالسودان نفسه، بدأ يتجلى في مواقف هذا الأخير من التحديات الكبرى التي تواجهه، خاصة في الجنوب؛ فالخرطوم بدأت تبدي ممانعة أقوى حيال مخططات تقسيم البلاد، مستفيدة من الإطلالة المصرية الجديدة التي باتت تعتبر العبث في حدود أكبر دولة إفريقية خطراً داهماً على أمنها القومي .

حتى الآن، لاتزال القاهرة تستخدم القوة الليّنة مع دول المنبع السبع، فهي تستخدم الاتصالات السياسية الرفيعة، والضغوط الدبلوماسية الرقيقة، لفرز مواقف الدول الإفريقية المعنية، كما أنها تُرفق ذلك بحلول عملية وتقنية واقتصادية لمسألة التنمية المشتركة في دول حوض النيل .

بيد أن هذا لن يكون كل مافي الجعبة المصرية .

ففي حال تبيّن للحكومة المصرية (وفي الواقع لأي حكومة مصرية سابقة أو لاحقة)، أن القوة الليّنة لم تُجدِ نفعاً، فإن القوة الصلدة ستكون جاهزة للعمل، وهذا يعني هنا احتمال ممارسة الضغط العسكري المباشر على الدول التي ستصرّ على حرمان مصر ولو من جزء يسير من شريانها الحيوي المائي، حتى ولو أدى ذلك إلى صدام عسكري واسع النطاق .

هذا الحراك المصري الكبير لن يكون قصراً لا على مصر والسودان، ولا على القارة الإفريقية، بل ستكون له مضاعفات كبرى في الشرق الأوسط؛ إذ إنه قد يكسر الشرنقة التي وجدت أرض الكنانة نفسها، فيها منذ اتفاقات كامب ديفيد العام ،1979 والتي جعلتها تتقوقع على نفسها وتقبل بالحد الأدنى من الأدوار غير القيادية في مثلث المشرق- الخليج- إفريقيا .

المؤشّر الأبرز على هذا الخروج سيتجلّى في طبيعة المواقف التي ستتخذها تل أبيب وواشنطن من مسألة مياه النيل، فإذا ما تبيّن أن هاتين الأخيرتين ستقفان بالمرصاد لأي جهد مصري يستهدف حماية مصالح البلاد الوجودية، فهذا سيدفع القاهرة حتماً إلى السير في خط تصادمي معهما للمرة الأولى، منذ أن أخرج الرئيس السادات مصر من المعسكر الاشتراكي ودمجها في العالم الرأسمالي كدولة خدماتية غير إنتاجية .

العد العكسي، إذاً، لاستعادة دور مصر بدأ، ولن يطول الوقت في الغالب، قبل أن نسمع ونرى ونحس بالقوة المصرية وهي تهدر مجدداً على ضفاف النيل كما على شواطئ البحرين الأوسط والأحمر . . أهلاً مصر .


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الريس
الريس -

وبعد يوم من التحذير المصري، أعلنت الحكومة الكينية رسمياً، أنها ستوقع‎‎على الاتفاقية الإطارية لدول حوض ‏النيل اليوم الأربعاء 19/5/2010 ، فيما يتوقع انضمام بوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية إلى الاتفاقية خلال عام.هنالك مثل سوداني يقول (الرضاعة ساهلة, صعب الفطام). عندما يتعود الانسان او الحيوان على الرضاعة يصعب عليه ترك رضاعة الحليب الساهل و المغذي. اغلب المصريين على إقتناع كامل بـأنهم اذكى و افضل و اكثر فهلوة من الآخرين. خاصة عندما يتعلق الامر بالسودانيين و الافارقة. ويعتبرونهم كما قال ابن المقفع عن الزنج , (انعام هاملة). و تحسب الحكومة المصرية ان افريقيا مدانة لها , وعلى اقل التقدير لأنها تشاركنا افريقيا. وهذا شرف كبير. و الحكومة المصرية مثلاً , على اقتناع بأنها ولي امر الدول العربية. ولن تتنازل مصر ابدا عن منصب امين عام الجامعة العربية. وكأنما المنصب ميراث حتشبسوت. اتفاقية مياه النيل التي فرضتها مصر على السودان , عن طريق البلطجة والتآمر, هي عطاء من لا يمتلك الى من لا يستحق. و الدول الافريقية التي يأتي منها ماء النيل, لم تستشر ولم يكن لها دخل بهذه الاتفاقية. وتلك الدول لم تتكون في ذلك الوقت. بل كانت تحت قبضة الاستعمار الانجليزي والبلجيكي والفرنس ..ويمكن ان يطالب المصريون هذه الدول . و لكن الدول الافريقية لا دخل لها بإتفاقية1929اذا ارادت مصر الحرب فنقول لها اهلا مصر

فكوا قيدي وسترون
صلاح -

أنا مصري وأشعر أن هناك قيداً يمارس علي مصر كي تعتزل وتنزوي جانباً لكن ما لا أفهمه هو لماذا تسمح القيادة المصرية بذلك أنا أعتقد أن نفس الدور الذي مارسته القوي الغربية علي مصر خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر يوم أن كانت مصر بزعامة محمد علي القوي الثالثة علي مستوي العالم ثم عملت تلك القوي علي تقليص دور مصر وقص أظافرها هذا الدور يمارس مرة أخري الآن وإن إختلفت الطرق متي تنطلق مصر من الجرة المحبوسة داخلها وسوف ترون ماذا هي فاعلة

بلد الرجالة
أبوحازم مصرى عربى -

مصر لاتهمش فهى قلب العروبة ومن يعزلها فقد عزل نفسه دون أن يدرى وهى القوة الوحيدة القادرة على حماية العرب ونفسها وأنا أشكر كاتب هذا المقال فهو رجل معتدل يعرف ماذا ومتى يكتب تحية لكل أشراف العرب وتحيا مصر

سعودي
صدام حسين -

ياليت مصر مكمن قوة العالم العربي بضفعها تمزق العرب وتشردو والعراق هو البوابه الشرقيه ضد العدو التاريخي الفارسي ضاع العراق وسقط في ايدي المجوس واعوانهم اتمنا ان تتتحرك مصر لاستعاده العراق وفلسطين وان تعيد امجاد صلاح الدين والظاهر بيبرس

متشكرين
مصري -

متشكرين يا اخي و يا ريت نكون عند حسن ظنكم بينا

قربه مقطوعه
جيلاني -

يبدو لي ان الكاتب ينفخ في قربه مقطوعه ؟لقد قلمت اظافر مصر بعد كامدفد .ولا تحملوا المحروسه اكثر من طاقتها

تحية
أبوحازم -

تحية الى الأخ السعودى الكريم هذه هى الروح التى يجب أن تسود بين العرب والتى بها يعود للعرب المجد وستظل أمة محمد بخير مادام بها أمثالك أشكرك وأتمنى لك الصحة وطول العمر